السوداني وبزشكيان ينددان بالإبادة في غزة ويتعهدان بتعزيز التعاون
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأربعاء في بغداد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في يوليو/تموز الماضي، وتصدرت المحادثات الحرب على غزة والتعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية.
وقال السوداني -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بزشكيان- إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يهدد الاستقرار في المنطقة، وإن العالم فشل في القيام بواجبه الأخلاقي والإنساني في وقف ما وصفها بالإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه لشن أي هجوم أو تهديد يستهدف إيران، مشددا على رفض بلاده توسيع الصراع بالمنطقة.
من جهته، قال بزشكيان إن "الكيان الإسرائيلي يرتكب الإبادة الجماعية في غزة بدعم أميركي وأوروبي"، مضيفا أن "جرائم النظام الصهيوني في قطاع غزة تظهر أكاذيب الدول الغربية والمنظمات الدولية حول حقوق الإنسان".
وأضاف أن بلاده بحاجة لتعاونٍ واتفاقات أمنية مع العراق للتصدي للتهديدات الموجهة ضد البلدين، وأوضح أن إيران تحتاج إلى تطبيق اتفاقات التعاون الأمني بهدف التعامل مع من وصفهم بالإرهابيين والأعداء، معبرا عن أمله في أن "يكون العراق قويا وآمنا ومستقلا تسوده الأخوة والهدوء".
وخلال المحادثات، وقع الجانبان العراقي والإيراني على 14 مذكرة تفاهم تشمل التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة المشتركة.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن هذه المذكرات ستمثل "خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين".
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه ورئيس الوزارء العراقي ناقشا مشاريع إستراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين.
وكان بزشكيان قد أعلن قبيل مغادرته طهران إلى بغداد في زيارة تستغرق 3 أيام أن رحلته تستهدف تعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق.
يذكر أن إيران من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين بلغ حوالي 5 مليارات دولار بين مارس/آذار 2024 ويوليو/تموز 2024.
وفي مارس/آذار 2023، وقع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات مسلحة كردية معارِضة بشمالي العراق. ومنذ ذلك الوقت، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.
والثلاثاء، قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
أكد المضي في حصر السلاح بيد الدولة.. السوداني: العراق لن يكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية
البلاد (بغداد)
جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الأربعاء)، تمسك حكومته بخيار حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً أن هذا التوجه يمثل أحد أبرز ركائز برنامج حكومته في ترسيخ سيادة القانون وتعزيز الاستقرار. وشدد خلال زيارة رسمية إلى محافظة النجف على أن قرار السلم والحرب والعلاقات الخارجية “هو من صلاحيات الدولة حصراً”، مشيراً إلى أن العراق “لن يكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية رغم ما تشهده المنطقة من توترات متزايدة”.
وأوضح السوداني أن حكومته تعمل وفق توجيهات المرجعية الدينية العليا، وتركز جهودها على مكافحة الفساد، ودعم سيادة الدولة، والمضي بعملية تنموية شاملة لا تستثني أي مكون من مكونات الشعب العراقي، في مسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.
يأتي هذا التأكيد في وقت حساس تشهده البلاد، في ظل استمرار الجدل حول سلاح الفصائل المسلحة التي تتمتع بنفوذ كبير، بعضها مدعوم من قوى إقليمية ويمتلك امتدادات عسكرية وسياسية.
وتحاول الحكومة العراقية منذ تولي السوداني منصبه في أواخر 2022، الدفع باتجاه إنهاء مظاهر التسلح خارج الإطار الرسمي، وهو ما عكسته عدة تصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين. ففي يناير 2025، أعلن وزير الخارجية فؤاد حسين أن الحكومة تجري محادثات مع الفصائل المسلحة لإقناعها بتسليم أسلحتها أو الانضمام إلى المؤسسة العسكرية الرسمية، بما يتماشى مع قانون الدولة ومبدأ احتكار السلاح.
ووفقاً لتقارير دولية، جرت بالفعل “مناقشات متقدمة” مع قيادات من “الحشد الشعبي”، لبحث آليات دمج بعض التشكيلات داخل المؤسسات الرسمية أو نزع سلاحها ضمن خطة تدريجية؛ تهدف إلى إعادة هيكلة المنظومة الأمنية، وإحكام سيطرة الدولة على الملف العسكري والأمني.
ويُعد ملف السلاح المنفلت من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة العراقية في سعيها لتثبيت الأمن الداخلي وتحقيق الاستقرار السياسي، وسط ضغوط داخلية وخارجية لموازنة العلاقات الإقليمية ومنع تحول البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة.