الأونروا تعلن مقتل أحد موظفيها في الضفة الغربية مع مواصلة الجيش الإسرائيلي عملياته
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
القدس المحتلة- أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الجمعة 13سبتمبر2024، أن أحد موظفيها قُتل خلال عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية المحتلة حيث تواصل الدولة العبرية عملياتها منذ نحو أسبوعين، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن الشخص المعني "إرهابي" شكّل تهديدا لقواته.
منذ نهاية آب/أغسطس، تشن إسرائيل عمليات واسعة النطاق في شمال الضفة خصوصا في مدن طوباس وجنين وطولكرم، وكذلك مخيمات اللاجئين الواقعة ضمنها حيث توجد فصائل فلسطينية مسلحة.
وأتى إعلان الأونروا بعد يومين على مقتل ستّة من موظفيها في غارة إسرائيلية استهدفت الأربعاء مدرسة تؤوي نازحين وتديرها الوكالة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة حيث تستمر الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أكثر من 11 شهرا.
ونعت الأونروا الموظف سفيان جابر عبد الجواد بعدما "تم إطلاق النار... وقتله برصاصة قناص وهو على سطح منزله خلال عملية عسكرية إسرائيلية"، في مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس.
وأوضح بيان الأونروا أن عبد الجواد كان "عامل صحة بيئية في مخيم الفارعة"، ومتزوج وله خمسة أبناء، وأنه قضى "في الساعات الأولى من صباح الخميس 12 أيلول/سبتمبر".
وأكدت الوكالة في بيان أن "هذه الحادثة هي الأولى التي يُقتل فيها موظف للأونروا في الضفة الغربية منذ أكثر من عشر سنوات".
ووري عبد الجواد الثرى الجمعة وفق مراسل لفرانس برس في مراسم التشييع.
وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني على بيان الوكالة الأممية بالقول عبر منصة إكس إن "الأونروا لا تروي القصة كاملة".
وأشار الى أنه "خلال عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة الفارعة... تمّ تحديد إرهابي يلقي متفجرات شكّلت تهديدا للقوات التي تعمل في المنطقة"، مؤكدا أن قوات الجيش "أطللقت النار نحوه وأزالت هذا التهديد، وقُتِل".
وتابع المتحدث "تبيّن لاحقا أنه كان أيضا موظفا في الأونروا اسمه سفيان جابر عبد الجواد... كان الإرهابي معروفا لقوات الأمن الإسرائيلية".
وكان الجيش أعلن في وقت سابق الجمعة أن قواته "نفذت عملية لمكافحة الإرهاب استمرت 48 ساعة" في مناطق طوباس وطمون والفارعة، مما أسفر عن مقتل "خمسة إرهابيين مسلحين" في غارة جوية وسادس في "تبادل لإطلاق النار" مع "إرهابي ألقى عبوات ناسفة".
والجمعة شيّع المئات عشرة فلسطينيين قتلتهم القوات الاسرائيلية في غارات جوية في اليومين الماضيين خلال عمليات عسكرية مكثفة في شمال الضفة الغربية، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
وتم تشييع أربعة من القتلى وجميعهم من عائلة صوافطة في مدينة طوباس بمشاركة أكثر من ألف فلسطيني. وخلال المراسم، أطلق مسلحون مقنّعون وغير مقنّعين الرصاص في الهواء.
ولُفت الجثامين برايات حركة الجهاد الإسلامي، ورفعت خلال الجنازات رايات لحركة حماس.
- "ابني استشهد" -
وقال أحمد صوافطة من امام المقبرة في طوباس "استيقظت صباحا على صوت انفجار بالبلد، جاءني أخوتي وقالوا إن ابني ياسين استُشهد، قلت الحمد الله".
وقال الناشط في حماس أسَيد خراز لفرانس برس "إن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد وتقويض الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية، وهذا الدعم الشعبي يشكل أهمية بالغة للمقاومين، لأنهم جزء من ابناء الشعب الفلسطيني الذين اختاروا هذا الطريق لمواجهة الاحتلال".
في الأثناء، شيعت مدينة طولكرم خمسة في مخيمي المدينة، قُتل ثلاثة منهم في غارة جوية مساء الأربعاء أقر الجيش الاسرائيلي بتنفيذها في إطار عملياته.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله مساء الاربعاء بوصول "ثلاثة شهداء إلى مستشفى الإسراء التخصصي في مدينة طولكرم جراء قصف الاحتلال لمركبة".
ونعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ثلاثة من مقاتليها "استشهدوا الأربعاء بقصف من طائرة مسيرة في طولكرم".
والجمعة، أفاد بيان عسكري إسرائيلي بمقتل أربعة "إرهابيين في منطقتي طولكرم ونور شمس".
وأضاف أن "ثلاثة من الإرهابيين تم القضاء عليهم في غارة جوية الأربعاء، وتم القضاء على الإرهابي الرابع خلال اشتباك عن قرب مع قوات الأمن".
وأشار الى أن أحد قتلى الغارة الجوية "يشتبه في أنه قتل" ضابطا في حرس الحدود في تشرين الأول/أكتوبر.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.
- تشييع ناشطة السبت -
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس في جنوب إسرائيل، تصاعدات المواجهات وأعمال العنف في الضفة بين الفلسطينيين من جهة، والجيش والمستوطنين الإسرائيليين من جهة أخرى.
وقُتل ما لا يقل عن 679 فلسطينيا بنيران الجنود أو المستوطنين الإسرائيليين، وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، كما قُتل ما لا يقل عن 24 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو في عمليات عسكرية، وفق بيانات إسرائيلية رسمية.
في غضون ذلك، وصل جثمان الناشطة الأميركية-التركية عائشة نور إزغي إيغي التي قتلت خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلة، صباح الجمعة إلى تركيا حيث أُجري تشريح ثان له، قبل نقله إلى مسقط رأس العائلة في ديدم (جنوب غرب) حيث يوارى الثرى السبت.
واتهمت عائلة الناشطة القوات الإسرائيلية بقتلها أثناء مشاركتها في احتجاج ضد الاستيطان في الضفة الغربية الأسبوع الماضي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه من "المرجح جدا" أن تكون نيرانه قتلت الناشطة "بشكل غير مباشر وغير مقصود" خلال الاحتجاج.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال في الرابع من ايلول/سبتمبر إن الجيش "يستأصل التنظيمات الإرهابية" في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا "لا يوجد خيار آخر، الاستعانة بكل القوات، كل من نحتاج إليه، بكل قوة".
وأكد أنه أمر بتنفيذ ضربات جوية حثيما تقتضي الضرورة. وأضاف "نبذل الجهود لتنفيذ الضربات الجوية حيثما تقتضي الضرورة لتجنب تعريض الجنود للخطر".
وبحسب الأونروا، قتل أكثر من 220 من موظفي المنظمة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط 41118 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
السودان: الأمم المتحدة تدين مقتل 5 من موظفيها في هجوم على قافلة إنسانية بدارفور
القافلة قطعت مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر من بورتسودان، “وكان من المقرر أن نتفاوض على الوصول لإكمال الرحلة إلى الفاشر عندما تعرضت للهجوم”.
بورتسودان: التغيير
أدان برنامج الأغذية العالمي واليونيسف هجوما على قافلة إنسانية مشتركة تابعة لهما، قرب الكومة في شمال دارفور الليلة الماضية، مما أودى بحياة خمسة من أفرادها وإصابة عدد آخر، فيما “احترقت عدة شاحنات، وتضررت الإمدادات الإنسانية الحيوية”.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قالت الوكالتان الأمميتان إن القافلة كانت مكونة من 15 شاحنة، وكانت تحاول الوصول إلى “الأطفال والأسر في الفاشر المتضررة من المجاعة، بإمدادات غذائية وتغذوية منقذة للحياة”. وشددتا على أن مسار القافلة كان معروفا ومتفقا عليه مسبقا مع الأطراف، كما هو معتاد في جميع القوافل الإنسانية.
وأضاف البيان: “بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية قوافل المساعدات، وعلى الأطراف التزام بالسماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية على وجه السرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين”.
وبعد أشهر من تصاعد العنف، قالت الوكالتان إن مئات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، في الفاشر – عاصمة شمال دارفور – ومحيطها أصبحوا معرضون لخطر شديد من سوء التغذية والجوع، وسيتفاقم وضعهم إذا لم تصل إليهم الإمدادات على وجه السرعة.
وطالبت الوكالتان بوقف الهجمات فورا على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم ومركباتهم، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني. وأضافتا: “ندعو إلى إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة”.
وأعربت الوكالتان في بيانهما عن أسفهما الشديد لعدم وصول الإمدادات إلى الأطفال والأسر الأضعف. وأوضحتا أن القافلة قطعت مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر من بورتسودان، “وكان من المقرر أن نتفاوض على الوصول لإكمال الرحلة إلى الفاشر عندما تعرضت للهجوم”.
وقدمتا تعازيهما لأسر الضحايا، وأعربتا عن تعاطفهما ودعمهما الصادق لجميع المصابين.
يأتي هذا الحادث الأخير في أعقاب سلسلة من الهجمات على العمليات الإنسانية على مدار العامين الماضيين، بما في ذلك قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر الأسبوع الماضي، والذي ألحق أضرارا بورشة عمل ومبنى مكاتب وعيادة.
ولا يزال موظفو برنامج الأغذية العالمي واليونيسف على الأرض رغم انعدام الأمن، ودعت الوكالتان إلى توفير ظروف عمل آمنة ومأمونة، واحترام القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف.
وأكدتا أن “حياة الملايين في السودان، بما في ذلك في مواقع مثل الفاشر بدارفور، تعتمد على ذلك”. وأضافتا أن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، والمساعدات، والعمليات الإغاثية، وكذلك المدنيين والبنية التحتية المدنية في السودان “مستمرة منذ فترة طويلة جدا دون عقاب”.
دعوة إلى إجراء تحقيق ومحاسبة الجناةمن جانبه، أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “بأشد العبارات الممكنة هذا العمل المروع من أعمال العنف ضد العاملين الإنسانيين الذين يعرضون حياتهم للخطر حرفيا في محاولة للوصول إلى الأطفال والأسر المعرضة للخطر في المناطق المتضررة من المجاعة في السودان”.
وأشار إلى أن هذه كانت “أول قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ستصل إلى الفاشر منذ أكثر من عام”.
وشدد السيد دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك على ضرورة وقف جميع الهجمات على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم ومركباتهم، مضيفا أن “هذه انتهاكات بموجب القانون الدولي الإنساني، وندعو إلى إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة”.
ودعا إلى توفير ظروف عمل آمنة ومأمونة وفي أفضل الظروف الممكنة للعاملين في المجال الإنساني “ليس فقط في السودان، ولكن في جميع البلدان المتضررة من النزاعات”.
كما قدم المتحدث باسم الأمم المتحدة تعازيه لأسر وأحباء جميع الذين قتلوا أثناء تأدية واجبهم في السودان، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى في الهجوم.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية برنامج الأغذية العالمي منظمة اليونسيف