خيّم الحزن على الوسط الفني المصري بعد وفاة ناهد رشدي عن 68 عاماً، بعد مسيرة حافلة قدّمت خلالها الكثير من الأعمال الفنية المميزة.

ورحلت ناهد رشدي في يوم ميلادها،  في14 سبتمبر (أيلول)، بعد معاناة مع المرضه الذي رفضت الإفصاح عنه في لقاءاتها التلفزيونية، وكانت تكتفي فقط بوصفه بـ"المحنة"، قائلةً: "المحنة التي أصابتني لم تكن باختياري، بل هي قدر كتبه الله عليّ، وأنا دوماً مؤمنة بقضاء الله وقدره".




مسيرة حافلة

بعد تخرجها في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية في 1982، شاركت ناهد رشدي في أكثر من 200 عمل فني، خاصة المسلسلات الرمضانية الناجحة مثل مسلسلات "أرابيسك"، و"هوانم غاردن سيتي"، و"الزيني بركات"، و "لن أعيش في جلباب أبي"في رمضان 1996.

نعي مؤثر 

وبعد وفاتها الإعلان أسرع عدد من المشاهير لنعيها، في مقدمتهم شريهان، التي نشرت صورتها عبر حسابها على إكس، وقالت: "لروحها الطيبة الجميلة النقية الرحمة والمغفرة، ولأهلها وأحبابها وأسرتها الكريمة الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وأضافت "في رحمة ورحاب الله يا ناهد، ربنا يعفو عنك ويجعلك ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. في الفردوس الأعلى إن شاء الله".

لروحها الطيبة الجميلة النقية الرحمة والمغفرة ولأهلها وأحبابها وأسرتها الكريمة الصبر والسلوان و إنا لله وإنا اليه راجعون في رحمة و رحاب الله يا ناهد ، ربنا يعفو عنك ويجعلك ممن لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .. في الفردوس الأعلى ان شاء الله. #ناهد_رشدي ???? pic.twitter.com/atT6873vNP

— Sherihan (@Sherihan) September 14, 2024

وقالت كندة علوش عبر إنستغرام: "البقاء لله في الفنانة والإنسانة الرقيقة والحساسة ناهد رشدي.. لروحك الطيبة الرحمة والمغفرة ولأهلك وذويك الصبر والسلوان.. برجاء الدعاء وقراءة الفاتحة".

أما نجلاء بدر، فنشرت صورة الراحلة عبر إنستغرام، قالت: "كانت جميلة في كل حاجة، قلب وشكل وطيبة وخفة دم وأخلاق.. رحلت الفنانة ناهد رشدي.. نسألكم الدعاء والفاتحة لها.. وداعاً حبيبتي".

      View this post on Instagram      

A post shared by Naglaa Badr (@naglaabadr_official)

وقال الممثل والسيناريست عمرو محمود ياسين عبر فيس بوك: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. والله خبر حزين.. الفنانة ناهد رشدي كانت سيدة رائعة ومحترمة وقديرة.. خبر وفاتها فاجأني".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ناهد رشدي ناهد رشدي

إقرأ أيضاً:

رحيل الزهرة البرية.. الأديب التونسي حسونة المصباحي

"أعيدوني إلى بيتي، عندي رواية علي أن أنهيها". هكذا صاح حسونة المصباحي في المستشفى العسكري قبل شهرين. عاد إلى بيته الذي سماه "الزهرة البرية"، أنهى روايته ومات. أملاها على ابن أخيه محمد نبيه، ومات. سمع أنها نشرت بالعنوان الذي اختاره: "يوم موت سالمة"، وستوزع بعد العيد، فابتسم ومات.

لا شيء يمكن أن يلخص الأديب حسونة المصباحي أكثر من هذه الحركات الأخيرة في شهوره الأخيرة على هذه الأرض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الهندية بانو مشتاق الحائزة بوكر: على الكاتب وصف "الوردة" و"أشواكها"list 2 of 2كيف تحول التراث الشعبي المغربي إلى ركيزة ثقافية في المجتمع؟end of list

عنيد هو، كما عهده القراء والمشهد الثقافي العربي، ومتعلق بالكتابة إلى آخر لحظة من حياته، حرفيا. لم يكن حريصا على شيء كحرصه على تراثه الفكري، لذلك طلب من ابن أخيه أن يسجل له فيديو صريحا يكلفه فيه بالعناية بمنجزه الفكري، صحبة ابن أخيه الآخر غسان المصباحي، الذي يعيش في الولايات المتحدة.

وترك وصية بالصوت والصورة لعائلته، يطلب فيها أن يدفن أمام بيته في قرية الذهيبات، بيته الذي عمل على أن يكون إقامة للكتاب والفنانين وسماه "الزهرة البرية". ولم ينس أن يوصي عائلته أن يكتبوا على شاهد قبره هذه الأبيات لأبي العلاء المعري:

علّلاني فإنّ بِيضَ الأماني
فَنِيَتْ والظّلامُ ليسَ بِفاني
إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ
فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ

كاتب مغامر وجريء

لقد غامر حسونة المصباحي بحياته مرات عدة، مرة عندما لوح بنفسه خارج تونس بعد أن استقال من وظيفته مدرسا للفرنسية وتوجه شرقا نحو العراق، ثم واصل رحلته إلى أوروبا واستقر في ألمانيا، ومرة عندما قرر بعد عشرات السنين أن يعود إلى تونس ويترك أوروبا التي كان يحلم بها التونسيون، ومرة عندما هجر مدن تونس وتوجه إلى قريته التي أتى منها أول مرة.

إعلان

هذه الحلقة الدائرية تلخص رحلة الأديب الحياتية والأدبية، فحيث صاحت أمه في رواية "هلوسات ترشيش": "هنا ولدتك"، قرر أن يدفن. ظل حسونة مفكرا في أسطورته الشخصية التي بناها حتى وهو يحتضر. لقد مات وهو يكتب، كما مات المطرب علي الرياحي وهو يغني. سقط على ركح الكتابة حاملا قلمه، لكنه كان منتصرا، فقد أنهى روايته رغم المرض وآلامه.

كان حسونة المصباحي جريئا في مواقفه، خاصة تجاه الأيديولوجيا، عندما خرج عن اليسار السياسي وكفر بمشروعه، وظل منتميا لليسار الثقافي العالمي، منتقدا إياه متى وجب النقد، مثلما كان يفعل مع الإسلام السياسي والتيار القومي. ظل يغامر بالكتابة في أنساق وأنواع مختلفة، فيتداخل فيه الصحفي الثقافي بالروائي، بكاتب السير، بالمحاور، بالقارئ، بكاتب الأعمال الفكرية، بكاتب اليوميات، وكاتب السيناريو، والقصة القصيرة، والشعر. لم يترك نوعا من الكتابة إلا وخاض فيه، بين التخييل واللاتخييل، مؤمنا بأن الكاتب أكبر من أن يختصر في ألقاب من قبيل روائي وقاص وشاعر وغيرها.

يشهد لحسونة المصباحي كل من قرأ له ومن عرفه بثقافته الواسعة التي راكمها عبر حياته وترحاله، فقد وهب حياته للكتابة. تزوج مرة واحدة بألمانية، ثم افترقا، ولم يتزوج بعدها، ولم ينجب إلا الكتب.

الترحال والهوية التونسية

عاش حسونة المصباحي رحالة من بلد إلى آخر، يلاحق تائهه، حتى عندما استقر في ألمانيا كان دائم السفر. وأكسبه ذلك السفر الدائم وتعرفه على الشعوب الأخرى وثقافاتها قناعة بأن الكاتب ابن بيئته، لذلك تدور معظم أعماله في تونس، وتنتصب الذاكرة أحد آليات التخييل عنده، كما تمثل الطفولة المعين الذي لا ينضب للكاتب، منذ قصصه الأولى حتى روايته الأخيرة.

لم يكن حسونة المصباحي يهتم بما يسمونه "الحبكة الروائية"، لذلك كان يكتب بكل حرية، فالرواية هي ما سيتشكل بين يديه عندما يروي. وساعده في ذلك اطلاعه الكبير على الأدب الغربي بتنوعه، فتبنى بعض أفكاره، ومنها الأدب المتحرر من القوانين والحبكات. وهذا ما وجده أيضا في فن اليوميات، فألف فيه 5 كتب، وهو بذلك الكاتب العربي الأكثر غزارة في هذا الفن النادر عربيا.

إعلان

نقلت لنا أعماله الروائية الريف التونسي، وخاصة ريف القيروان، على امتداد نصف قرن، وشملت مواقفه من السياسة الداخلية والخارجية ومن القضايا العربية. كتب بكل جرأة عن تخوفاته من مصير الثورات العربية، والثورة التونسية تحديدا، وتوقع أن تفشل، لأن بها من العلامات والسمات ما سيجعلها تفشل كغيرها من الثورات، وأولها العنف الذي تحرك به الشعب التونسي، وحالة النفاق التي كانت مستشرية في الإعلام التونسي في التعاطي مع الانتفاضة. كما كتب ضد الرئيس قيس سعيد في كتابه "يوميات الكورونا" وانتقد سياسته.

دون في يومياته، منذ "يوميات ميونخ" إلى "يوميات الذهيبات"، موقفه من المشهد الثقافي التونسي، وكشف رداءة هذا المشهد والضغائن التي تتحرك فيه. ظل يكتب تدويناته على حسابه في فيسبوك ساخطا على المؤسسات الثقافية، وعلى الجوائز ولجانها، ومعارض الكتاب وبرامجها، منطلقا في ذلك من غيرته على الأدب الأصيل.

حسونة المصباحي أنهى روايته الأخيرة "يوم موت سالمة" قبل أن يودع الحياة، تاركا إرثا فكريا مكتوبا بروحه ورؤيته (الجزيرة)

أنهى مشروعه في اليوميات في فترة علاجه الأولى بنشر يومياته في تركيا: "أيام في إسطنبول"، كما أنهى مشروعه الفكري بكتابه "أنوار جرمانية"، وأنهى حياته الروائية بروايته "يوم موت سالمة". وقد ترجمت أعماله إلى لغات عديدة منها الفرنسية والألمانية والإنجليزية، ويحتفي بها "ملتقى تورنتو الدولي لفن اليوميات" في أكتوبر القادم باعتباره رائدا في هذا الفن عربيا.

رحل حسونة المصباحي وترك لنا مكتبة ضخمة في قريته الذهيبات، تلك القرية التي عانت العطش منذ ولد حتى توفي، والتي كان يحلم أن تكون مزارا للكتاب والفنانين. فهل يتحقق حلمه؟ وهل ينجح ورثته في مواصلة مشروعه، خاصة أنه ذكرهم وهو يملي وصيته بما حصل للكاتب المغربي محمد شكري مع ورثته وتراثه الفكري؟

إعلان

لكن بيته، الذي سماه "الزهرة البرية"، والذي جهزه وطلب أن يدفن أمامه، يجعل الأمل قائما في أن تعيش "الزهرة البرية" وتزهر، رغم العطش.

مقالات مشابهة

  • رئيس التحرير يكتب عن قصف إيران وسياسة الصبر الاستراتيجي
  • مشاهير ينددون بمداهمات الهجرة في لوس أنجلوس واستخدام الحرس الوطني لقمع المحتجين
  • بعد إعلان ارتباطهما بشكل غير مباشر.. من هو ياسين رشدي حبيب نور عمرو دياب؟
  • حقيقة ارتباط نور عمرو دياب بمدرب الرقص ياسين رشدي
  • جراح خارج السرب.. مشاهير في حفل توقيع كتاب السير مجدي يعقوب
  • قولنا والعمل والمجلس الثقافي ينعون القاضي الشيخ الشميطلي
  • انتخاب رئيس بلديتي الطيبة ورب ثلاثين بالتزكية
  • رحيل الزهرة البرية.. الأديب التونسي حسونة المصباحي
  • تدريبات للجيش في حقل الطيبة
  • بفستان قصير.. ناهد السباعي تتألق بإطلالة جذابة