يمانيون../

لم يكن إطلاق الصاروخ الباليستي من اليمن على إسرائيل «مفاجئاً»؛ إذ جاء عقب تهديدات متتالية أطلقتها حركة «أنصار الله». وعلى الرغم من ذلك، «فشلت أنظمة الدفاع الجوي هذه المرّة في مهمّة الاعتراض»، لـ«ينفجر الصاروخ في الهواء، وتسقط شظاياه في منطقة مفتوحة قرب (مستوطنة) كفار دانيال، من دون وقوع إصابات»، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

غير أن ما سبق ليس الأمر المهم، بل وقوع الانفجار نفسه على بُعد بضعة كيلومترات من مطار «بن غوريون»، مع ما قد يشير إليه ذلك من «ثغرات في الدفاع الجوي الإسرائيلي من شأنها إثارة القلق»، طبقاً للمحلّل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل.

وينبع القلق، وفقاً لهرئيل، من احتمال «أن يكون في نية الحوثيين التخطيط لاستهداف المطار بانتظام، وأن تتطور على إثر ذلك أزمة طيران وسياحة أوسع من الأزمة الحالية».

فعلى الرغم من محاولات الاعتراض والجهود «الدفاعية» التي يبذلها الجيش، كشفت تحقيقات المؤسسة العسكرية أن ما جرى صباح الأحد كان «على ما يبدو اعتراضاً جزئياً؛ حيث أصاب أحد الصواريخ الاعتراضية التي أُطلقت الصاروخ اليمني، لكن الأخير لم يُدمَّر بالكامل».

وبناءً عليه، تكون هذه هي المرّة الثانية التي يفشل فيها الجيش في إحباط الهجمات اليمنية، فيما تكون «أنصار الله» قد حققت النجاح الثاني بعد استهدافها بمسيّرة «يافا» الانقضاضية مبنى في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بجروح، في تموز الماضي. ورجح هرئيل أن الصاروخ اليمني الذي تحرك هذه المرة من الاتجاه الجنوبي الشرقي، واستهدف منطقة مطار «بن غوريون»، قد «تجاوز المدى المخطط، حيث لامس المدى الأقصى للصاروخ، أي حوالي 2000 كيلومتر، وربما أضرّ بفعاليته».

من جهته، رأى «الرئيس السابق لهيئة السايبر الوطني»، غادي عزرا، في مقالة في موقع «واينت»، أنه في المرة السابقة، حين هاجمت إسرائيل اليمن، بسرب طائرات حربية قصفت ميناء الحديدة ودمّرته، باعثة من خلال ذلك برسالة إلى الشرق الأوسط، ومفادها أنها تعرف كيف تضرب بقوة، كما قالت، وأيضاً إلى الإسرائيليين في الداخل «والذين شعروا بنوع من المناعة القومية، والثقة بأن دولتهم بإمكانها العمل في كل زمان ومكان»، «لا يبدو أنه نقل الرسالة إلى أعدائنا».

والسبب في ما تقدم، وفقاً لعزرا، هو أن الصاروخ الذي أطلقته «أنصار الله»، يحمل أكثر من مغزى: الأول مفاده أن «اليمنيين غير مرتدعين كما نحبّ أن نعتقد، حيث يواصلون إظهار الشجاعة، ويهاجمون».

وعلى ما يبدو، فإن «العملية المثيرة للإعجاب، والتي نفذها سلاح الجو لم تعلّمهم الدرس»، كما أن تدمير ميناء كامل لقاء مقتل إسرائيلي واحد «ليس قائماً في المنطق الأعمى للشرق الأوسط»؛ والثاني أن «الحدود الشرقية ليست هادئة. فالهدوء مجرد وهم»؛ والثالث «أننا في وقت حاسم من ناحية الحدود، فالمعادلة في جبهة أخرى تُصمّم أمام أعيننا».

رجّح هرئيل أن الصاروخ اليمني قد «تجاوز المدى المخطّط، حيث لامس المدى الأقصى للصاروخ، أي حوالي 2000 كيلومتر»

وطبقاً لعزرا، فإن احتواءً كاملاً لحدث كهذا «سيبعث برسالة مفادها أنّ بالإمكان تشويش الروتين اليومي لمليونَي إسرائيلي، من دون دفع ثمن، وخصوصاً الآن – حين لا يكون هناك قتلى، وحين لا تصاب تل أبيب، فإنه يجري تحديد نقطة التوازن».

وبحسبه، فإن القبول بإطلاق النار من الشرق، سيصعّب جداً محاولات تغيير ذلك في المستقبل. فعلى مدى عقود «الهدوء مقابل الهدوء لم يعمل، لا في الجنوب، ولا في الشمال، وعلى الأرجح لن يعمل مقابل اليمن».

لكن ذلك لا يعني، وفقاً للكاتب، أنه ينبغي إرسال فيالق إلى اليمين؛ «فالبطانيّة العملياتية قصيرة (على قد لحافك مدّ اجريك)، وثمة أولويات، حيث المعركة في الشمال تتعاظم، وفي غزة ثمة 101 أسرى يعيشون في الجحيم، وقدرات الإطلاق التي تمتلكها حماس لا تزال قائمة، وما زال الأمر يتطلب الكثير من العمل العسكري هناك، وقدر الماء في الضفة يغلي وبدأ أساساً في الانسياب، فيما تواصل إيران جهودها في التسليح والتوجيه ومحاولات الهجوم. ومن يعتقد أنه لا تزال لدى إسرائيل موارد لشن حرب شاملة فهو مخطئ».

وبالرغم من ذلك كله، «ممنوع الاعتقاد بأن الاحتواء وعدم الردّ مهما كان، سيؤدي إلى تراجع يمني، بل على العكس»؛ ففي الصباح الذي أطلق فيه «الحوثيون» صاروخهم، «كان صباحاً اعتيادياً في الشرق الأوسط، يستيقظ الناس على صافرات الإنذار مرتعبين، وبعد أقلّ من ساعة، تجدهم يقفون في سياراتهم في قلب الزحمة. ولكن مثل هذه الصباحات هي التي تصمّم الواقع. وبعيداً من الأجندة السياسية، يجري توجيه رسالة إشكالية هنا: ففي النهاية نعتاد كل شيء، وهذا أيضاً، سنعتاد عليه».

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

نقيب المهندسين يؤكد على رفع كفاءة الكوادر الهندسية استعداداً لإعادة الإعمار

اللاذقية-سانا

أكد نقيب المهندسين مالك حاج علي أن التحضير للمرحلة القادمة، وإعادة الإعمار يجري على عدة مستويات، أولها رفع كفاءة المهندسين السوريين من خلال برامج تدريبية وتأهيلية لمواكبة التطورات التقنية والكودات العالمية.

وعقب لقاء موسع جمعه مع مهندسي اللاذقية في مبنى النقابة بالمحافظة أشار حاج علي في تصريح لمراسلة سانا إلى أن خطة النقابة تشمل ضم الجهود الهندسية تحت مظلة مراكز استشارية متكاملة، وتأسيس شركات محلية متخصصة تتحمل مسؤولية تنفيذية فعلية في المستقبل، والتعاون لتخطي التحديات الراهنة وعلى رأسها ضعف الاطلاع على التقنيات الحديثة والكودات العالمية.

واستعرض حاج علي مجموعة خطط عمل وضعتها النقابة، بعضها قصير المدى لتطوير البنية النقابية وحل المظالم، وأخرى متوسطة المدى تقوم على تدريب المهندسين واستقطاب الكفاءات من الخارج، وبناء شراكات مع المهندسين العرب لدعم النقابة، بينما تركز الخطط طويلة المدى على إحداث تحويل جذري في نظام مزاولة المهنة بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وشدد على أهمية إشراك الشباب في العمل النقابي بعيداً عن المنافسة السلبية، مشيراً إلى دراسة مشروع اتفاقية مع وزارة التعليم العالي لاستقطاب طلاب كليات الهندسة، وتأهيلهم بما يخدم مصلحة جميع الأطراف.

من جانبه أشار نقيب فرع اللاذقية المهندس صديق مطرجي إلى أن اللقاء شكّل فرصة لتقييم واقع العمل الهندسي في المحافظة، وطرح مقترحات لتطوير بيئة العمل لناحية رقمنة العمل النقابي، وتفعيل المنصات التدريبية الرقمية، وتحسين واقع الاستثمارات.

وتركزت مداخلات المشاركين على أهمية التدريب المستمر لتعزيز كفاءة المهندسين، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى المطالبة بفتح مكاتب هندسية في الأرياف لتوسيع نطاق الخدمات الهندسية، وعدم حصرها في مراكز المدن.

حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس النقابة المركزية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • أضرار حقن الكورتيزون للركبة أكثر من فائدتها على المدى الطويل
  • «موارد الشارقة» تضيء على استراتيجيات إدارة المستقبل
  • نقيب المهندسين يؤكد على رفع كفاءة الكوادر الهندسية استعداداً لإعادة الإعمار
  • “أنا لسّة راجع من الحج وتوبت”.. أحمد سعد يعلن توبته عن هذا الأمر في أولى حفلاته عقب “الحج”
  • الحوثيون يقصفون دولة الاحتلال.. صافرات الإنذار تدوي وتعليق الطيران في بن غوريون
  • صاروخ يمني يرعب كيان العدو
  • أحمد سعد يعلن من على المسرح: أنا تايب وخلاص تغيّرت.. فيديو
  • إعلام إسرائيلي: سقوط صاروخ من اليمن قبل وصوله إلى إسرائيل
  • عاجل.. وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعما للسفينة مادلين التي احتجزتها إسرائيل
  • إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية