الاحتلال يحاصر بلدة قباطية بالضفة ويهدم مباني جنوب الخليل
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
هدمت قوات إسرائيلية مباني جنوبي الخليل، في حين حاصرت قوات خاصة منزلا في بلدة قباطية بجنين، في ظل استمرار التصعيد من قبل الاحتلال بمدن وبلدات الضفة الغربية.
فقد داهمت قوة عسكرية بلدة بيت عوا غربي مدينة دورا جنوبي الخليل ترافقها آليات هدم ثقيلة وجرافة وشرعت في هدم منزلين قيد الإنشاء ومنشأة تجارية في المنطقة المصنفة "ب" والخاضعة إداريا للسلطة الفلسطينية.
وقال مدير بلدية بيت عوا للجزيرة إن البلدية كانت تتابع الملف القانوني للمنزلين في المحاكم الإسرائيلية منذ شهرين، ولم تصدر أي قرارات بشأنهما، مضيفا أن الهدم جاء دون سابق إنذار.
وتصنف أغلبية أراضي الضفة الغربية وفق الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية منطقة "ج"، أي تخضع لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية كاملة باستثناء بعض المجالات المدنية، وتشمل هذه المنطقة جميع المستوطنات والمناطق غير المكتظة بالسكان وتشكل ما نسبته 61%.
وهناك نسبة 21% تصنف منطقة "ب" تتولى فيها سلطات الاحتلال المسؤولية الأمنية، في حين تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية المدنية، وتشمل هذه المناطق معظم القرى والبلدات الكبيرة.
اقتحام قباطيةوفي السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة إن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى بلدة قباطية جنوب جنين وتحاصر منزلا فيها.
وأفاد المراسل بوقوع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات من جيش الاحتلال عقب محاصرتها المنزل.
وذكر أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المنزل المحاصر بعد ورود بلاغات عن إصابات فيه.
ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات إضافية وجرافة إلى داخل البلدة، مما أدى إلى الهلع والفزع في صفوف السكان.
وهذا هو الاقتحام الثاني للبلدة نفسها خلال يومين، فقد اقتحمها الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء وحاصر منزلا واعتقل مواطنا، قبل أن ينسحب.
من جهة أخرى، اعتقل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 27 فلسطينيا فجر اليوم الخميس خلال سلسلة اقتحامات لمدن وبلدات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان ومصادر محلية للأناضول إن الجيش الإسرائيلي داهم مدن نابلس وقلقيلية (شمال) وبيت لحم والخليل (جنوب) وبلدات أخرى في محافظات عدة.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي تتخللها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، وذلك بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة الذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الكونتينر حاجز إسرائيلي يعزل جنوب الضفة الغربية
الكونتينر حاجز عسكري إسرائيلي يفصل مدن جنوب الضفة الغربية عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية، ويقع على أراضي بلدة السواحرة في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة.
وتتفنن إسرائيل في تعذيب الفلسطينيين المارين عبر هذا الحاجز، فضلا عن إغلاقه في أحيان كثيرة، مما يعزل -عن العالم- نحو مليون و100 ألف فلسطيني يقطنون في مدينتي الخليل وبيت لحم.
الموقعيجثم حاجز الكونتينر على أراضي بلدة السواحرة التي تقع في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة، وتتبع محافظة القدس وتبعد عنها حوالي 3 كيلومترات، وتديره سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ويقع الحاجز تحديدا في نهاية طريق وادي النار الذي يربط بيت لحم جنوبا والسواحرة شمالا، وهو طريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين.
وكغيره من الحواجز الإسرائيلية، يساهم حاجز الكونتينر في تفتيت الضفة وتحويل قراها ومدنها إلى تجمعات معزولة عن بعضها البعض، مما يسهل على الاحتلال السيطرة عليها، والتنكيل بالفلسطينيين ومنعهم من التواصل فيما بينهم.
وقد بدأ تشغيل حاجز الكونتينر عام 2002 إبان عملية "السور الواقي" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة، وقد بات من ضمن منشآت عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي على أراض صادرها من بلدة السواحرة.
وبداية عمله كان "الكونتينر" عبارة عن حاجز تفتيش، لكن بعد فترة وجيزة حوله جيش الاحتلال إلى نقطة عسكرية ثابتة، ولم يكن يسمح للفلسطينيين باجتيازه إلا مشيا.
إعلانوعام 2003، سمح جيش الاحتلال بمرور الشاحنات والسيارات العمومية عبر هذا الحاجز. وعام 2007، سمح بمرور السيارات الخاصة.
التسميةيُعزى سبب تسمية الحاجز إلى وجود حاوية شحن (كونتينر) قربه تعود لأحد السكان الفلسطينيين، وكان يستخدمها مقصفا صغيرا لبيع المشروبات والوجبات الخفيفة للمسافرين الذين يتنقلون عبر طريق وادي النار في تلك المنطقة.
وبعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة أزالت الحاوية وأقامت حاجزا عسكريا في المكان، وأطلقت عليه اسم "معبر كدرون" لكن الفلسطينيين احتفظوا للحاجز باسم "الكونتينر".
إجراءات أمنية
يتمركز على هذا الحاجز يوميا نحو 6 جنود إسرائيليين يتحكمون في حركة آلاف الفلسطينيين وسياراتهم، وهو الطريق الوحيد أمام السكان الفلسطينيين المتجهين من مدن وبلدات جنوب الضفة إلى مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.
وهذا الحاجز محاط بأسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات حديدية يمكن إغلاقها في أي وقت، فضلا عن كاميرات دقيقة ترصد أي شخص يمر من الحاجز.
وتضع قوات الاحتلال متاريس للسيارات في حاجز الكونتينر إضافة إلى نقطة عسكرية ثابتة، وتحظر على الفلسطينيين المشاة المرور عبر الحاجز إلا بأمر منها، وأي فلسطيني يحاول اجتياز الحاجز راجلا قد يطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الحي.
تنكيل واسعيمزق حاجز الكونتينر أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يفصل قرى ومدن جنوب الضفة عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.
ويتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى مدينتي الخليل وبيت لحم -أو القدوم منهما- المرور بهذا الحاجز، ويخضع للتفتيش الدقيق، ويستغرق عبوره ساعات طويلة.
وتخضع طوابير السيارات -ومنها سيارات الإسعاف- التي تجتاز هذا الحاجز للتفتيش الدقيق حسب مزاج الجنود الذين يتفننون في تعذيب المرضى والشيوخ والأطفال والنساء من خلال إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة، أو إعاقة مرور مركباتهم من خلال التدقيق الطويل والبطيء في الهويات.
إعلانولم يسلم الطلبة من هذه الانتهاكات، فجيش الاحتلال يعيق وصولهم إلى جامعاتهم في الوقت المناسب، من خلال توقيفهم وتسليمهم أوامر لمراجعة المخابرات.
وتغلق قوات الاحتلال هذا الحاجز في بعض الأحيان أياما طويلة، خاصة في حال وقوع عملية فدائية في إحدى المستوطنات أو القرى القريبة منه.
وتضطر هذه العراقيل الفلسطينيين لتسلق الجبال العالية والحادة إلى بلدة السواحرة من أسفل الوادي لتجاوز الحاجز، مما يعرضهم لمخاطر عدة أبرزها إطلاق النار من قبل دوريات جيش الاحتلال المتحركة.
أحداث شهدها الحاجزيشهد حاجز الكونتينر اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية خطيرة بحق الفلسطينيين، كإطلاق النار عليهم، وفي بعض الأحيان اقتيادهم إلى معسكرات الاعتقال والتحقيق.
ففي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توفيت الطفلة نور عفانة (14 عاما) من بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، وكانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما أعاق جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز تحرك المركبة التي تقلها لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقى العلاج.
كما أعدم جنود الاحتلال عددا من الفلسطينيين على حاجز الكونتينر، ففي يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 استشهد الشاب أنس الأطرش بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار بدم بارد، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في الحاجز.
ويوم 23 يونيو/حزيران 2020، استشهد الشاب أحمد عريقات بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار إثر انحراف سيارته عن مسارها بشكل بسيط، وزعموا أنه حاول تنفيذ عملية دهس.
تصاعد المعاناةتصاعدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على الفلسطينيين المارين عبر حاجز الكونتينر، بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ يتعمد الجنود إغلاقه بشكل يومي وساعات طويلة دون أي سبب.
ويضطر السكان إلى سلك طرق ترابية شديدة الوعورة، تستهلك من وقتهم ساعات طويلة ممزوجة بالتعب والخوف، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أعمالهم.
إعلانكما زاد الاحتلال من اعتداءاته على الفلسطينيين أثناء مرورهم عبر هذا الحاجز واعتقالهم، واحتجاز هوياتهم وتفتيش أمتعتهم وإلقائها على الأرض.