الصفدي: اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل باتت وثيقة يعلوها الغبار
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
الأردن – صرح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل باتت “وثيقة يعلوها الغبار” في ظل الوضع الراهن، مؤكدا أن تصعيد إسرائيل يدفع المنطقة كلها نحو الهاوية.
وقال الصفدي خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء، عقب اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة: “اتفاقية السلام بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي باتت وثيقة يعلوها الغبار، وتعاني من غياب الفاعلية في ظل الظروف الراهنة.
وأضاف: “لا نعتقد أن إلغاء اتفاقية السلام سيخدم الأردن وفلسطين، ونوظف الاتفاقية لحماية مصالح الأردن ولخدمة الشعب الفلسطيني”.
وفي رده على سؤال أحد الصحفيين قال الصفدي إن “جميع الخيارات المطروحة لوقف العدوان على غزة قيد الدراسة”، مشيرا إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي أصبح يتحدى حتى داعميه، ويجب فرض عقوبات ضده”.
وأوضح أن اجتماع اللجنة اليوم “يأتي في إطار تنسيقي تشاوري قبيل اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة، ووقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس، ولتنسيق الموقف العربي الذي يسعى لحشد دولي كبير، لدعم القضية الفلسطينية، حيث جرى التأكيد على ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة”، مؤكدا أن “الهدف الرئيسي هو وقف العدوان على غزة، ووقف الانزلاق نحو حرب إقليمية”.
وأضاف “نحن ندق ناقوس الخطر دائما حول ما يحدث في الضفة الغربية”.
وتابع الصفدي: “سنذهب إلى الجمعية العامة بعدد من المواقف والمطالب الواضحة وسنعقد عددا من الاجتماعات هناك”، مشيرا إلى أن “هناك دولا اعترفت بدولة فلسطين وسيكون هناك اجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للدفع للاعتراف بدولة فلسطين تكون بعضوية كاملة في الأمم المتحدة”.
واستطرد بالقول: “رسالتنا للعالم هي أنه آن الوقت لأن يتخذ العالم خطوات عملية تثبت أن ثمة ثمنا لاستمرار السياسات والإجراءات الإسرائيلية، والتي تضرب بعرض الحائط كل القيم الإنسانية وتتحدى قرارات محكمة العدل الدولية، ولا تقوم بواجباتها كسلطة قائمة بالاحتلال” مؤكدا أنه “على العالم كله أن يتحرك فورا ليلجم العدوانية الإسرائيلية”.
وأوضح الصفدي أن “الاجتماع اليوم كان تنسيقيا بهدف الاتفاق على الرسائل المشتركة التي سيتم نقلها إلى المجتمع الدولي، وأن هناك عدة اجتماعات ستعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث القضية الفلسطينية، مشددا على التزام الدول العربية بدعم قيام الدولة الفلسطينية”، وأن “الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي ويسعى إلى جرّ المنطقة نحو الفوضى، متحديا قرارات محكمة العدل الدولية، وأن تصعيده المستمر يشكل خطرا على استقرار المنطقة بأسرها”.
ودان الصفدي الهجوم الذي وقع في لبنان أمس، مشيرا إلى “تواصل الأردن مع المجتمع الدولي دون الانخراط في محادثات مباشرة مع حركة حماس أو كيان الاحتلال”.
وشدد وزير الخارجية الأردني على أن “أمن الأردن وسيادته واستقراره وحدوده خطوط حمراء سنقوم بكل ما يجب لحمايتها”.
المصدر: “بترا”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجمعیة العامة اتفاقیة السلام
إقرأ أيضاً:
المرر يترأس وفد الإمارات في المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
ترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة من قبل المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية فرنسا الصديقة، وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى.
واستعرض المؤتمر نتائج 8 فرق عملت على مدار الأشهر الماضية للتحضير لهذا المؤتمر بهدف التوصل إلى توافق بشأن إجراءات في المسارات السياسية والقانونية والاقتصادية والإنسانية، لرسم مسار الطريق نحو تنفيذ حل الدولتين.
وعلى مدى ثلاثة أيام، أدلت 125 دولة ببيانات في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قام فيها المشاركون بتسليط الضوء على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وأكد معالي خليفة شاهين المرر، في كلمة له خلال المؤتمر، أن اجتماعنا اليوم يأتي بينما يشهد العالم اليوم زخماً متزايداً في الإجماع الدولي حول ضرورة حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، كما أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتعاظم يوماً بعد يوم، ويأتي إعلان فخامة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ليعطي حافزاً أكبر للتوجه بخطى ثابتة نحو إرساء السلام الدائم والعادل والشامل، لوضع نهاية لفصل مأساوي من تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
كما أشار معاليه إلى أنه لا شك بأن الحقائق على الأرض تفرض علينا وقفة صريحة، فبعد 21 شهراً من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حان الوقت للانتقال من محاولات احتواء الصراع إلى معالجة جذوره.
وأضاف المرر: «إن جهودنا في هذا المؤتمر لرسم مسار واضح لتحقيق حل الدولتين يجب ألا تطغى على الأولوية القصوى الواضحة اليوم للعمل على وقف الكارثة الإنسانية المأساوية الجارية في قطاع غزة، واستمرار تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وتغول المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فالأوضاع الإنسانية في غزة قد بلغت مرحلة حرجة غير مسبوقة توجب على الجميع التصدي لوقف هذه الكارثة. وإزاء هذا الوضع، تتصدر دولة الإمارات الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل بلادي إيصال الدعم الإغاثي إلى من أهم في أمس الحاجة إليه براً وجواً وبحراً، حيث باشرت على الفور عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة، بالإضافة إلى قوافل المساعدات البرية والبحرية».
ومع معالجة الأوضاع الإنسانية، أكد معاليه على أنه لا بد من العمل على وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتضافر الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، وتمهيد الطريق لحل مستدام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وأكد معاليه أنه لتحقيق السلام المستدام، نرى:
أولاً: أهمية الدفع لخلق إرادة سياسية تؤمن بأن الحل السياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، هو الخيار الوحيد الواقعي الذي يقود إلى السلام المستدام، عبر عملية تفاوضية جادة بين الأطراف، وبرعاية إقليمية ودولية.
ثانياً: ولتجنب استمرار الصراع وتكرار المواجهات والعنف، لابد من خلق أفق سياسي باعتماد خريطة طريق واضحة وملزمة ولا يمكن التراجع عنها، لمسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، تعيش بسلام وأمان جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وأن تلتزم كل الأطراف المعنية بإنقاذ خريطة الطريق.
ثالثاً: لابد أن يشمل مسار إقامة الدولة الفلسطينية معالجة جذرية لمسائل الإصلاح والحوكمة والأمن، بما يؤمن تمكين سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفؤة ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها، وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون، وملتزمة بمكافحة التطرف والإرهاب.
رابعاً: لابد أن تتضمن العملية السياسية لتحقيق السلام المستدام بعداً إقليمياً ودولياً تنخرط فيه الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية بجهد تضامني يؤدي إلى مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة، وإنهاء دوامة العنف والمواجهات، وحل الأزمات، وإشاعة الاستقرار، وبناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة، بما يشمل طموح وآمال الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي ختام كلمته، أوضح معاليه أن كل يوم يمر دون حل يعمق الجراح، ويُبعد فرص السلام. واليوم، المسار واضح أمامنا، خاصة مع الخطوات والالتزامات التي عبر عنها المجتمع الدولي في مجموعات العمل الثمانية المنبثقة عن هذا المؤتمر، والتي شاركت بلادي في عدد منها. وجُلَّ ما نحتاج إليه الآن هو الجرأة والشجاعة السياسية للاتجاه نحو السلام بوصفه الخيار الاستراتيجي الوحيد.