حجم ترسانة أسلحة حزب الله بعد أن أبدت إسرائيل استعدادها للحرب عقب هجوم البيجر واللاسلكي
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
(CNN)-- أصيب لبنان بالصدمة بعد تعرضه لهجمات متتالية مميتة استهدفت أعضاء حزب الله - حيث انفجرت أجهزة النداء في وقت واحد في جميع أنحاء البلاد، الثلاثاء، ثم انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكية بنفس الطريقة، الأربعاء.
لقد اجتاح الذعر والخوف والحزن البلاد الآن، مع تزايد التساؤلات حول كيفية تنفيذ الهجمات، ومن أين جاءت الأجهزة، وما إذا كان هذا التطور الأخير قد يدفع الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
قُتل ما لا يقل عن 37 شخصًا، بمن فيهم أطفال، في الهجمات التي ألقى المسؤولون اللبنانيون باللوم فيها على إسرائيل. وأصيب الآلاف - كثيرون منهم مشوهون وفي حالة حرجة بعد انفجار أجهزة الاتصال في جيوبهم أو في وجوههم.
وبعد تحذيرها، الأربعاء، من أن "حقبة جديد" بالحرب قد بدأت، شرعت إسرائيل، الخميس، بضرب أهداف في لبنان وتقول إن قائدها الأعلى وافق على خطط "للساحة الشمالية".
يُعتقد أن حزب الله هو الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم. بدعم من إيران ومقره في لبنان، وانخرطت الجماعة الإسلامية الشيعية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية للبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
سيكون على إسرائيل أن تتعامل مع العمق الاستراتيجي لحزب الله. والجماعة جزء من محور تقوده إيران من المتشددين يشمل اليمن وسوريا وغزة والعراق. وقد قامت بعض هذه الجماعات بزيادة تنسيقها بشكل ملحوظ منذ أكتوبر، عندما شنت إسرائيل حرباً على غزة بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس البلاد. ويُعرف هذا المحور في إسرائيل باسم "حلقة النار".
وعلى مدار الأشهر الإحدى عشر الماضية، انخرط شركاء حزب الله في المنطقة في صراع محتدم مع إسرائيل وحلفائها. وأطلق الحوثيون في اليمن النار بشكل متقطع على السفن في البحر الأحمر، وهو شريان التجارة العالمية، وكذلك على إسرائيل. كما شنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة تضم الفصائل الشيعية المتشددة، هجمات على المواقع الأمريكية في ذلك البلد. واشترط المحور وقف تلك الأعمال العدائية بوقف إطلاق النار في غزة، وأعاد تسمية نفسه على أنه "جبهة داعمة" للفلسطينيين في غزة، كما وصفها أحد كبار قادة حزب الله.
خرجت القوة القتالية لحزب الله من تحت أنقاض الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982. وفي ذلك الوقت، كان الحزب عبارة عن مجموعة من المقاتلين الإسلاميين المدعومين من الجمهورية الإسلامية الناشئة في إيران. وأعقب ذلك تزايد سريع في القوة العسكرية والسياسية للجماعة. وفي عام 2000، أجبر مقاتلو حزب الله القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان، منهين بذلك احتلالاً دام أكثر من 20 عاماً. وفي عام 2006، نجا الحزب من حرب استمرت 34 يومًا مع إسرائيل والتي خلفت دمارًا في لبنان.
وخلال الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاتل الحزب نيابة عن الرئيس السوري، بشار الأسد عندما قام بقمع قوات المعارضة المسلحة بوحشية وأوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وبينما كان حزب الله يقاتل في خنادق تلك الحرب التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمن، أصبح حزب الله محنكًا في حرب المدن وعزز تحالفاته مع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا. كما أنه فتح طريق إمداد حيوي للأسلحة بين إيران ولبنان، عبر شركائه في العراق وسوريا، مما عزز ترسانته بشكل أكبر.
طوال صراعه المستمر منذ عقود مع إسرائيل، انخرط حزب الله في حرب غير متكافئة. لقد سعى إلى تنمية قوته السياسية والعسكرية، في حين يسعى إلى تحقيق الردع رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.
لكن حزب الله يدير الدفة بعناية. إن استفزاز القوة النارية الكاملة لإسرائيل من الممكن أن يؤدي إلى إضعاف قدرات الحزب إلى حد كبير، وإعادته إلى الوراء، لسنوات ــ إن لم يكن لعقود من الزمن ــ وتدمير أجزاء كبيرة من لبنان، الذي يرزح تحت وطأة أزمته المالية المستمرة منذ سنوات.
ومع استمرار المواجهات على الحدود، سعى حزب الله، وبقدر من النجاح، إلى تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والمعروف باسم القبة الحديدية. وقد حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصاتها وإغراقها بأسراب من الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
إن فرص حزب الله في البقاء في حرب شاملة مع إسرائيل تتوقف على ما إذا كان قادراً على التفوق على هذه الأنظمة التي اعترضت في الأشهر الأخيرة آلاف الأسلحة المحمولة جواً من إيران وغزة ولبنان.
ونظراً لقوة حزب الله المتنامية، فإن نشوب حرب شاملة محتملة بين إسرائيل ولبنان من شأنه أن يدفع الشرق الأوسط إلى مياه مجهولة. ومن المرجح أن تستمر الجهود الدبلوماسية لمنع ذلك بوتيرة لاهثة.
إسرائيلالعراقاليمنسوريالبنانالجيش الإسرائيليانفوجرافيكحزب اللهحسن نصراللهنشر الجمعة، 20 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي انفوجرافيك حزب الله حسن نصرالله مع إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: إسرائيل هي من يعرض أمن المنطقة للخطر.. ولا نسعى للحرب
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن بلاده "لا تسعى للحرب بأي شكل من الأشكال، بل إن إسرائيل هي من يعرّض أمن المنطقة للخطر من خلال اعتداءاتها المتكررة".
وأضاف بزشكيان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف اليوم الأحد، أن "إسرائيل شنت هجوما على إيران بدعم وضوء أخضر من أمريكا، وأن واشنطن تسعى من خلال دعمها لإسرائيل إلى إبقاء المنطقة في حالة من انعدام الأمن"، بحسب ما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
وأشار الرئيس الإيراني إلى المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة، فقال إن "واشنطن كانت تدّعي في البداية أن هدفها هو التأكد من سلمية البرنامج النووي الإيراني، وهو ما رحبت به طهران وانخرطت في الحوار، إلا أنه مع مرور الوقت، اتضح أن النهج الأمريكي كان منسقًا مع إسرائيل".
وتابع "لقد كانت واشنطن تحاول في البداية الإيحاء بأن إيران ترفض الحوار، لتُظهر أمام العالم أن طهران هي من تعرقل المفاوضات، ولكن مجريات الحوار أثبتت تفوق منطق إيران، ما دفعهم إلى تحريض إسرائيل على مهاجمة إيران، ثم نفذوا هم أنفسهم هذا العدوان"، مشيرا إلى أن الهجوم لأخير على المنشآت النووية الإيرانية يُظهر التنسيق المُسبق بين أمريكا وإسرائيل".
من جانبه، أعرب رئيس وزراء باكستان، عن تضامنه مع إيران، "وقد صدمنا من الهجوم غير القانوني الذي شنته الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية"، وقال إن "الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية يُعد خرقًا واضحًا للمعاهدات الدولية واتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف "لطالما شددنا على أهمية الحوار والدبلوماسية وفق ميثاق الأمم المتحدة، ونعبّر عن قلقنا العميق تجاه التصعيد الحالي في المنطقة"، مؤكدا أن باكستان ستواصل دعمها القوي لإيران في المحافل الدولية.
اقرأ أيضاًمسؤول أمريكي: ترامب لا يريد التصعيد لكنه مستعد للرد إذا هاجمت إيران
«الصحة الإيرانية» تنفي وجود خطر تلوث إشعاعي عقب الهجمات الأمريكية والإسرائيلية