الدار البيضاء تستعد لاحتضان البطولة الإفريقية للكراطي
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ــ عبد المومن حاج علي
يرتقب أن تحتضن القاعة المغطاة التابعة للمجمع الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، منافسات بطولة إفريقيا للكراطي في نسختها 22 للكبار.
واختارت الجامعة الملكية المغربية للكراطي والأساليب المشتركة، القاعة المغطاة التابعة للمجمع الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، لاحتضان البطولة الإفريقية خلال الفترةالممتدة من 14 إلى 20 غشت الجاري، والتي ستشهد مشاركة قوية للمنتخب المغربي الذي يخوض تجمعات تدريبية مغلقة بمركز التكوين التابع للجامعة بالرباط، تحضيرا لهذه المنافسة الإفريقية.
وستكون قاعة الدار البيضاء كذلك مسرحا لاحتضان الدورة الـ 14 لفئة الشباب، والدورة السادسة لبطولة إفريقيا في فئة الفتيان، بعدما سبق لقاعة الزياتن بطنجة أن استضافت فعاليات النسخة 19 لنفس البطولة.
وتسهر الجامعة الملكية المغربية للكراطي والأساليب المشتركة، على توفير الحاجيات اللوجيستية والموارد البشرية وآليات التظيم لاستقبال الوفود الإفريقية المشاركة التي ستحج للدار البيضاء.
يذكر أن المنتخب الوطني المغربي للكراطي، توج ب 22 ميدالية، منها تسع ذهبيات، سبع فضيات وست برونزيات، في النسخة السابقة من البطولة الإفريقية، التي نظمت بمدينة ديربان الجنوب إفريقية، حيث شارك بوفد يتكون من 28 لاعبا.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الدار البیضاء
إقرأ أيضاً:
دار الكسوة بالخرنفش.. مهد روحاني يتحول إلى أطلال منسية
وسط زحام القاهرة القديمة، حيث تتناثر الحكايات في أزقة الخرنفش العتيقة، يقف مبنى دار الكسوة الشريفة كصرح مهيب يختزل قرونًا من الروحانية والفخر المصري.
من هنا، كانت تنطلق كسوة الكعبة سنويًا في موكب مهيب يطوف شوارع القاهرة، قبل أن تُحمل إلى الحرم الشريف، كرمزٍ للعطاء المصري المقدّس.
غير أن هذا الصرح الذي يعود إلى بدايات القرن التاسع عشر، لم يعد اليوم سوى مخزن مهجور يعلوه الغبار، وتحيط به الحسرة من كل جانب.
تأسست دار الكسوة الشريفة عام 1816م (1233 هـ) في عهد محمد علي باشا، وكانت جزءًا من ورشة الخرنفش الشهيرة لصناعة الأقمشة والغزل والنسيج.
سرعان ما تحوّلت الدار إلى معلم مركزي لصناعة كسوة الكعبة بخيوط الذهب والفضة، حيث عمل بها أمهر الصناع من مصر والعالم الإسلامي، لتغدو رمزًا لتفوق القاهرة الصناعي والديني.
واستمرت مصر في إرسال الكسوة حتى عام 1962، حين توقفت هذه المهمة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لتبدأ بعدها رحلة الغياب التدريجي للدار عن ذاكرة الدولة.
ورغم تسجيل المبنى كأثر إسلامي في "الوقائع المصرية" بتاريخ 1 سبتمبر 2015، إلا أن واقع الدار اليوم لا يمتّ بصلة لمكانتها الدينية والتاريخية.
الآثار موجودة.. والاهتمام غائبالوصف المعماري للدار، وفق وثائق وزارة السياحة والآثار، يكشف عن تصميم ثري وفريد:
بوابة ضخمة تؤدي إلى ساحة واسعة.قاعات كبيرة مزينة بشبابيك خشبية.سلالم حجرية تقود إلى طابق علوي استخدم في تطريز الكسوة.سطح مخصص لتجفيف الأقمشة وصناعة الزينة.كل هذه الملامح التراثية ما زالت قائمة، لكنها مدفونة تحت طبقات من الإهمال، وتحاصرها "الكراكيب" التي حوّلت المبنى إلى مستودع لا يليق بتاريخه أو قدسيته.
مطالب شعبية بتحويل الدار إلى متحف مفتوحرغم إدراج المبنى على قوائم الآثار وتسليمه رسميًا لوزارة السياحة والآثار، لم تبدأ أي عمليات ترميم جادة حتى الآن. سكان الحي يطالبون بسرعة إعادة تأهيله وتحويله إلى متحف أو مزار سياحي، يُبرز الدور المصري التاريخي في خدمة الحرمين الشريفين.
إحدى الروايات الشعبية المتداولة بين أهالي الخرنفش تفيد بأن الدار لم تُفتح للجمهور منذ أكثر من 60 عامًا، وظلت حبيسة الإغلاق حتى بعد استلامها من قِبل الآثار.
وقد حذر عدد من المهتمين بالتراث من أن تأخير الترميم يهدد بتآكل ما تبقى من معالم الدار، مطالبين بإدراجها ضمن خطة عاجلة لإحياء المواقع الإسلامية ذات البعد الرمزي الكبير.
دار الكسوة ليست مجرد مبنى أثري في حي شعبي، بل هي صفحة حية من تاريخ مصر الروحي والمهني، وجزء من صورتها في المخيلة الإسلامية. أن تُترك هذه الدار في هذا الحال، هو تقزيم متعمد لدور عظيم أدّته مصر على مدى قرون.