سواليف:
2025-06-18@04:27:18 GMT

القنبلة الصامتة

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

#القنبلة_الصامتة

هبة طوالبة

وتأثيراتها المعاصرة: الإعلام في عصر المعلومات مقدمة في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية وتنتشر المعلومات بسرعة البرق، أصبح الإعلام سلاحًا ذو حدين. فبينما يوفر لنا نافذة واسعة على العالم، إلا أنه يحمل في طياته خطرًا كامنًا يتمثل في قدرته على تشكيل الرأي العام والتلاعب بالعقول.

هذا الخطر هو ما أطلق عليه البعض اسم “القنبلة الصامتة”، وهي قنبلة لا تصدر عنها انفجارات مدوية ولا تترك وراءها دمارًا ماديًا، بل تستهدف العقل والقلب مباشرة، وتعمل على تغيير معتقداتنا وقيمنا وسلوكياتنا. الإعلام: سلاح فتاك أم أداة تنوير لطالما كان الإعلام أداة قوية في تشكيل الرأي العام وتوجيه السلوك الإنساني. فمنذ القدم، استخدم الحكام والزعماء الإعلام للترويج لأيديولوجياتهم وأفكارهم، والتأثير على مواقف الناس. ومع تطور وسائل الإعلام وتنوعها، ازدادت قدرة الإعلام على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، وتأثيرها على الأفكار والمشاعر أصبح أكثر عمقًا وسرعة. القنبلة الصامتة في عصر نافي عصرنا الحالي، حيث تهيمن وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، أصبحت “القنبلة الصامتة” أكثر فتكًا من أي وقت مضى. فمنصات التواصل الاجتماعي توفر بيئة خصبة لنشر الأخبار الزائفة والشائعات، والتلاعب بالرأي العام. كما أنها تستخدم لتنظيم حملات التضليل والتشهير، والتي تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء آليات عمل القنبلة الصامتة تستخدم “القنبلة الصامتة” مجموعة متنوعة من الآليات للتأثير على العقول، من بينها نشر الأخبار الزائفة: يتم تداول الأخبار الزائفة بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الصعب تمييز الحقيقة من الزيف التحيز الإعلامي: يميل الكثير من وسائل الإعلام إلى التحيز لصالح فئة معينة أو وجهة نظر معينة، مما يؤثر على نظرة الجمهور للأحداث والأشخاص. استهداف العواطف: تستخدم وسائل الإعلام العواطف مثل الخوف والغضب والحماس لجذب الانتباه وتوجيه السلوك. التكرار: تكرار الرسالة نفسها مرارًا وتكرارًا يزيد من فرص ترسيخها في أذهان الناس. تأثيرات القنبلة الصامت تترك “القنبلة الصامتة” آثارًا سلبية عميقة على الأفراد والمجتمعات، من بينها تقويض الثقة في المؤسسات: تؤدي الأخبار الزائفة والشائعات إلى تقويض الثقة في المؤسسات الحكومية والإعلامية والخبراء. تعميق الانقسامات الاجتماعية: تساهم “القنبلة الصامتة” في تعميق الانقسامات الاجتماعية والسياسية، وتشجع على الكراهية والعنف تسهيل انتشار التطرف: تستغل الجماعات المتطرفة وسائل الإعلام لنشر أفكارها المتطرفة وجذب الشباب إلى صفوفها. كيف نحمي أنفسنا من القنبلة الصامتة؟ لحماية أنفسنا من تأثير “القنبلة الصامتة”، يجب علينا اتباع بعض الإجراءات الاحترازية، مثل: التحقق من المصادر: قبل تصديق أي خبر، يجب التحقق من مصدره والتأكد من مصداقيته التفكير النقدي: يجب علينا أن نكون حذرين عند تقييم المعلومات، وأن نطرح الأسئلة ونحلل الأدلة بشكل نقدي. التنوع في مصادر المعلومات: يجب علينا الحصول على المعلومات من مصادر متنوعة، وليس الاعتماد على مصدر واحد فقط دعم الإعلام المستقل: يجب علينا دعم الإعلام المستقل الذي يلتزم بالموضوعية والنزاهة.خاتمة”القنبلة الصامتة” هي تهديد حقيقي يواجه مجتمعاتنا. ولكن من خلال الوعي بخطورتها واتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكننا حماية أنفسنا وأجيالنا القادمة من آثارها المدمرة. فالحقيقة هي سلاحنا الأقوى في مواجهة هذا التحدي المدوي

مقالات ذات صلة بين الخوف واليقين 2024/09/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأخبار الزائفة وسائل الإعلام یجب علینا

إقرأ أيضاً:

الحرب على القنبلة النووية الإسلامية

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

تُخاض الحروب عادة بعناوين بعيدة عن الأهداف، على اعتبار أنَّ الأهداف عادة تُعد جزءًا من أسرار الحروب، لهذا نجد أن العناوين عبارة عن ذرائع يستغلها العدو ليوظفها في حربه لتجنب الاستثارة والاستفزاز للرأي العام وتمر ذريعة الحرب مرور الكرام.

ما يدور اليوم من فصول صراع وجودي بيننا وبين المعسكر الصهيو-أمريكي مثال صارخ على ما تقدم، فبعد أن كان الصراع صراعًا عربيًا صهيونيًا لتحرير فلسطين، تحول بعد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وتحجَّم إلى صراع فلسطيني صهيوني، واليوم تعالت أصوات وتصدرت عناوين أخرى جديدة لتبرير الاحتلال وجرائمه، شعارها أن الكيان الصهيوني يمارس حق "الدفاع الشرعي" عن نفسه ووجوده. كثيرة هي الشعارات والمبررات والذرائع التي سُكبت في عقولنا وفي عقول الأجيال العربية المتعاقبة، لتمرير الباطل وطلائه بالمشروعية. ولكن السؤال ماذا لو اكتشفنا بأن القضية أبعد من احتلال جغرافية فلسطين، وأن الهدف الحقيقي هو تطويع الأمة العربية وإخضاعها لسيطرة ونفوذ العدو الصهيوني ليديرها كما يشاء ويقتطع منها ما يشاء من جغرافيا وديموغرافيا وثروات ومقدرات؟!

الحقيقة الغائبة والمُغيَّبة عن عقولنا كنخب وعوام هي ما ورد أعلاه، وعلى المُطبِّعين ودعاة "اللهم اضرب الظالم بالظالم" أن يفيقوا من سُباتهم ونرجسيتهم ويدركوا بأن الأمر جللٌ، وأنهم جميعًا في مخطط التقسيم والاحتلال والهيمنة، لا فرق بين مُطبع ومقاوم في البودر السياسي الصهيو-أمريكي، فلا يحلم أحد بأنه سيخرج سالماً من هذا الصراع الوجودي الخطير.

"طوفان الأقصى" المبارك أزال الكثير من الغشاوة والضبابية عن أعيننا وأعين اللاهثين خلف التطبيع ومباركة العدو في جرائمه، كما بيَّن هشاشة العدو وحجم تستره خلف سرديات وخرافات سكبها في عقولنا طيلة عقود المحنة دون أن نختبرها أو نضعها على ميزان الحق والعقل، وحين حَصْحَصَ الطوفان انهارت جميع السرديات وانفرط عقد الخرافات وتهاوى الكيان بصورة مُرعبة، أخافت المرجفين والمطبعين ونالت من سردياتهم "الوقوعية" لتبرير انهزاميتهم أمام كيان أَوْهَن من بيت العنكبوت في حال توفرت الإرادة لمواجهته.

اليوم نعيش فصولًا جديدة من الصراع مع العدو والمتمثل في "طوفان الأقصى 2" أو كما يسمى بـ"الوعد الصادق 3"؛ حيث "توهم" العدو بأن ميدان الصراع أصبح مثاليًا له للإجهاز على آخر قلاع وحصون المقاومة والمتمثل في إيران، بعد اعتقاده بأن الجغرافيات المُقاوِمة الأخرى والمتمثلة في غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق أصبحت تحت الإخضاع أو السيطرة التامة. لم يُخف العدو هذه المرة نواياه ولم يستخدم التورية في عدوانه على إيران؛ بل تطابقت الأهداف مع العناوين هذه المرة وكانت القضاء على البرنامج النووي الإيراني سواء كان سلميًا أو حربيًا.

وإلى هنا قد يبدو الأمر طبيعيًا ومنطقيًا للبعض في تفسير مغازي الحروب والصراعات، ولكن السؤال ما دخل باكستان ومصر في المخطط الصهيوني القادم بعد "القضاء" على إيران؟! والجواب هو أن الحرب الصهيو-أمريكية في حقيقتها هي حرب على القوة العربية والإسلامية أينما وجدت لتمكين الكيان وترسيخ مخططه ووظيفته في قلب الأمة.

خاض الكيان ورعاته معارك استخباراتية وقرصنات جوية لا تُحصى لقتل العلماء وتدمير المشروعات والبرامج النووية للأمة العربية، بدءًا من "مصر عبدالناصر" إلى "مفاعل تموز" بالعراق إلى ليبيا وسوريا فإيران، وجميعنا يعلم مخطط الموساد لقتل العلماء والعقول العربية النادرة بعد سقوط بغداد ودمشق لكي تبقى الأمة بلا عقول.

في حقيقة الأمر أن لُب الصراع هو حرمان الأمة بشقيها العربي والإسلامي من امتلاك سلاح ردع نووي بينما امتلاك جميع الأمم والديانات لهذا السلاح فهو بردًا وسلامًا على الكيان الصهيوني ورعاته!!

في عام 1974، التقى الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو سرًا بكل من الزعيمين هواري بومدين ومعمر القذافي، وقال لهم بالحرف الواحد: جميع الديانات في العالم (الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذوكس، اليهود، البوذيين، الهندوس) امتلكت قنبلتها النووية، ما عدا المُسلمين، فلماذا لا نتعاون لننتج القنبلة الإسلامية وتكون لنا مكانة بين الأمم؟! وتم الاتفاق حينها على أن يكون المقر بباكستان والعقل باكستاني ممثلًا في العالم النووي عبدالقدير خان، والتمويل ليبياً وتجربة القنبلة في أقصى صحراء الجزائر؛ حيث بقايا التجارب النووية الفرنسية منذ العهد الاحتلالي.

تسرَّب الاتفاق للأمريكان والتقى هنري كيسنجر بالزعيم علي بوتو وهدده من مغبة الاستمرار في المشروع، وحين رفض بوتو التهديد وأصر على اكتماله، قال له كيسنجر: "ما لم تلغِ المشروع سأجعل منك أقصوصة". لم يكترث بوتو بتهديد كيسنجر، رغم دفعه لحياته عام 1979 على يد قائد جيشه الجنرال ضياء الحق، واستمر البرنامج حتى أُنجز، ونال السُم من الزعيم هواري بومدين في آخر أيام عام 1978؛ فيما بقي معمر القذافي مُطاردًا حتى 2011 عام الربيع العبري.

تصريح النتن ياهو العلني وجهره بأنَّ باكستان هي الهدف القادم بعد إيران، والوثائق الصهيونية التي وضعت إيران اليد عليها والتي تُبرهن بأن المخطط القادم هو الإجهاز على القيادة والجيش بمصر واحتلال سيناء، جعلت باكستان تُعلن عن دعهما ومساندتها لإيران، كما ستدفع مصر إلى الإعلان عن موقفها الصريح من كامب ديفيد، واستعدادها للحرب مع الكيان ورعاته، وقبل ذلك توجيه الدعم السخي المادي والمعنوي والاستخباراتي بالسر والعلانية لكل بؤرة مقاومة ضد الكيان الصهيوني وفي أي جغرافية كانت؛ فالأمر أصبح من الجلاء "نكون أو لا نكون".

قبل اللقاء.. العدو بدأ العدوان، ولكن نهايته أصبحت بيد آخرين، وخياراته اليوم بين التصعيد والتعجيل بفنائه، أو الرضوخ وتآكله ذاتيًا من داخله.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن استهداف مجمع تطوير صواريخ في طهران
  • الإعلام أثناء الأزمات بين الحرية والمسؤولية
  • الحرب على القنبلة النووية الإسلامية
  • وسائل الإعلام اليمنية تدين الجريمة الصهيونية بحق الإذاعة والتلفزيون الإيراني
  • كيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟
  • شرطة عُمان السلطانية تُنفِّذ "برنامج الإعلام الأمني للقادة" لتعزيز مهارات التعامل الإعلامي
  • ما وراء طوارئ ترامب الزائفة
  • عقب موجة صواريخ إيرانية جديدة.. أعمدة الدخان تشق سماء تل أبيب
  • بين الردع الغائب والدبلوماسية الصامتة.. من يحمي سماء العراق؟
  • الشائعات أسرع من الصواريخ.. خبراء يحذرون من فوضى المعلومات