تشكل زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة واجتماعه بالرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وغيرهما من المسؤولين الأمريكيين، نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، ومنعطفاً في مسيرة طويلة من التعاون والعمل المشترك، في إطار تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين، بما يخدم الأمن الإقليمي والعالمي، ويعزز الاستقرار ويحقق الازدهار في المنطقة والعالم.
وبما أن زيارة رئيس الدولة هي الأولى له إلى الولايات المتحدة منذ توليه مقاليد الحكم، فإنها بلا شك سوف تشكل منعطفاً جديداً في العلاقات، وترسم ملامح جديدة في توسيع آفاق العلاقات الثنائية في مختلف الميادين، خصوصاً أنها تتم في ظروف إقليمية ودولية معقدة، وفي ظل علاقات ثنائية تتسم بالتفهم والثبات والعمق والاستراتيجية والعمل المشترك، لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم.
تتخذ العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة منحى تصاعدياً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وتميزت من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي، كما تلعب دولة الإمارات دور الشريك الرئيسي للولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية، لذلك تأتي زيارة رئيس الدولة في إطار نهج مد الجسور، والعمل مع جميع الدول من أجل السلم والأمن الدوليين، رغم أن الزيارة تحمل عناوين رئيسية أخرى، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والازدهار، والنظر إلى المستقبل والفضاء والتغير المناخي والتنسيق فيما يخص المبادرات المتعلقة بالمناخ، وفيما يخص المساعدات الإنسانية والتنموية.
إن دولة الإمارات التي تعمل على مد جسور العلاقات والتعاون مع مختلف دول العالم، وباتت تمثل ثقلاً نوعياً في العلاقات الدولية، فإنها من خلال هذه الزيارة تعمل جاهدة من أجل تعزيز الالتزام بالقانون الدولي والإنساني وشرعة الأمم المتحدة، وتستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام سيادتها، وتسوية النزاعات والصراعات من خلال الحوار، باعتباره السبيل الأمثل لبناء الثقة، وحل الخلافات، وبناء عالم يقوم على التعاون والسلام والاستقرار، بدلاً من عالم يقوم على الصراعات، ويسود فيه منطق القوة والهيمنة الذي يقود إلى مزيد من الكوارث التي تهدد البشرية.
إن زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة، تبعث على الأمل في تحقيق المزيد من التعاون بين البلدين في مختلف الميادين، وتفتح كوة من الأمل لعالم يرفل بالأمن والسلام والاستقرار، وخصوصاً في منطقتنا العربية التي تعيش مرحلة بالغة الخطورة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات دولة الإمارات رئیس الدولة
إقرأ أيضاً:
الإمارات والجابون تواصلان تعزيز علاقاتهما التجارية والاستثمارية
ليبرفيل (وام)
استقبل فخامة بريس كلوتير أوليغي نغيما رئيس جمهورية الجابون معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التجارة الخارجية الذي قام بزيارة رسمية إلى العاصمة ليبرفيل على رأس وفد إماراتي يضم مجموعة من كبار المسؤولين وقادة الأعمال وممثلي القطاع الخاص.ونقل الزيودي خلال اللقاء تحيات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات إلى فخامة رئيس جمهورية الجابون وتمنياتها للجابون قيادةً وحكومةً وشعباً بالمزيد من الازدهار والتقدم والرخاء.
وبحث الجانبان خلال اللقاء الذي تم بحضور سالم الشامسي سفير دولة الإمارات لدى الجابون، فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، بما يحقق مستهدفاتهما الوطنية ويعزز النمو الاقتصادي المستدام.
كما التقى معالي الزيودي عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين ومن بينهم معالي جيل نيمبي وزير التعدين والطاقة، ومعالي لويز مفونو وزيرة النفط والتخطيط، ومعالي آرثر ليمامي، مدير ديوان رئيس الجمهورية وناقش سُبل دفع عجلة التعاون في القطاعات الرئيسية، ومنها الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والمعادن الثمينة.
وقال الزيودي: «تجسّد هذه الزيارة التزام دولة الإمارات الراسخ بالارتقاء بشراكتها التنموية مع الغابون عبر استكشاف فرص التعاون التي تحقق مصالح البلدين الصديقين وتدعم النمو الاقتصادي المستدام».
وأضاف «هناك آفاق واعدة للارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية مع الجابون وخصوصاً في القطاعات ذات الاهتمام المشترك مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والتعدين وغيرها، وذلك عبر توفير المزيد من الفرص للقطاع الخاص».
وركّز الجانبان خلال النقاشات على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي واستكشاف فرص زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية. وهدفت المحادثات كذلك إلى تحديد آفاق جديدة لزيادة التعاون ضمن القطاع الخاص، بما يتماشى مع برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات الذي يستفيد من التجارة والاستثمار لدفع نمو الأعمال.
وبعد التوصل إلى 5 اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة بين الإمارات ودول أفريقية، ودخول واحدة منها حيز التنفيذ، تعمل دولة الإمارات بنشاط على توسيع برنامج التجارة الحرة عبر أنحاء القارة. ومع اختتام النقاشات، أعربت دولة الإمارات والجابون عن حماستهما للاتفاقيات والمبادرات المحتملة التي سترتقي بالتجارة والاستثمارات الثنائية.
وبلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الجابون 238.1 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، ما يعكس زيادة كبيرة بنسبة 36.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ويؤكد هذا الاتجاه الإيجابي على الإمكانات الهائلة لتعميق التفاعل الاقتصادي ويبرز الجهود المستمرة لتعزيز الروابط التجارية بين البلدين.
وتواصل دولة الإمارات التزامها بتعزيز علاقاتها مع أفريقيا ففي عام 2024، بلغ حجم التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع الدول الأفريقية 112 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 34% مقارنة بعام 2023. كما تُعد دولة الإمارات أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر الجديد في القارة، حيث استثمرت أكثر من 110 مليارات دولار في مختلف أنحاء القارة بين عامي 2019 و2024. ومن خلال الشراكات المستمرة والجهود التعاونية، تسعى دولة الإمارات إلى دعم مبادرات التنمية المستدامة التي من شأنها تسريع النمو الاقتصادي ذي المنفعة المتبادلة.