مُذَكِّرِاتُ مُغتَرِبٍ في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (١٩)
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بعد رِحلة الطَّواف على الهَيئةِ الملكية بالجُبيل ومَنطِقتِها السَّكنية وأحْيائِها الرَّاقية وساحلِ بحرِها الأخْضَر اليَانِع وشوارِعها الفَسيحةِ المُلوَّنة بألوانِ قوسِ قُزَح " خُضرَة ونُضرَة وزَفَّة ألوَان " ، نَعودُ والعَودُ أحمدُ . نعُودُ إلى المدارسِ وهُمُومِها. وكما ذكرتُ لكم آنفا، فإنني قد عُدتُ مرةً أخرَى مَنقُولا من مدارسِ محطة التَّحلية إلى مدرسةِ الجبيل المتوسطة.
أُدِيرتْ ساقِيةُ عامٍ دِراسي جَديد بعد أنْ تمَّ تَشحِيمُ بعضِ تُروسِها وتَغييرُ البعضِ الآخَر . فقد تمّ نقلُ المُدير إلى مَركَز التَّوجِيه التَّربوي ليَشغَلَ مَنصبَ " مُشرِف فَضِّ النِزاعَات في المدارس " ! ولكأنَّنا في هيئةِ " الأمم المتحدة " . ذلِكُم هو المُدير الذي ردَّ علي بِعبارةٍ مَشهُورةٍ ذكرتُها في حلقةٍ سابقةٍ حيثُ قال " إيش أسَوِّي لهم! تبغاني أجيب جاز أحرِقهم " !!! وبالطَّبع يُعتَبرُ المبنَى الجَّديدُ تَغيُّرَا كَبيرَاً أسهَم في تَحويلِ كَثيرٍ من السَّلبِيات إلى إيجَابِيات.
وعلى مُستَوى الفُصُول والدِّراسة ازدادَ عددُ الفصولِ وظلَّ عددُ الحِصَصِ على ما هو عليه عند الأربَعِ وعِشرينَ حصةً نِصاباً لي ، إلا أنّ عددَ المُدرِسين قد ارتَفعَ . ويَظلُّ المَكرُ كامِناً في نُفوسِ زُملائِنا من شِمال الوادي . فقد كانَ أحدُهُم يُدرِّسُ صَفاً من الصُّفوفِ المَشهُورةِ بالفَوضَى والخُرُوجِ عن طاعةِ مَنْ يُدرِّسهُم إذا كان ضعيفَ الشَّخصِية او كان يرجُو منهم خيراً - إذا كانَ فيهِم - خارجَ المدرسةِ من قَبيلِ زيادةِ الدَّخل أو قَبُول الهَدايا أو غيرِها . تمَّ إدراجُ ذلك الصَّف ضمنَ جَدوَل حِصَصي ! ولَمْ أُدرِك المُؤامَرةَ إلا بعد حين !
كانتْ الإدارةُ فعّالةً وتَربَويةً هذه المَّرة ، وانتهى عهدُ الفوضَى الذي كان سائِداً من قبلُ . وكانَ لِوَكيل المدرسة الجَديد الأُستَاذ أحمد عبد الله الخالدي دورٌ كبيرٌ في انضِباطِ المدرسةِ والطُّلابِ والقَضاءِ على الفوضى التي كانت سائدةً من قبلُ. كانَ السَّيِّدُ الوَكِيل ضمنَ الشَّبابِ السَّعودي الذي سافرَ إلى أفغانستان وشاركَ في حَربِها ضد السُّوفييت . كان صارِمَ القَسَماتِ عريضَ المَنكَعين ذو لِحيةٍ سوداءَ كَثَّة. وقد تركَ له مُديرُ المدرسةِ الحَبلَ على الغَارِب فَنجَح وأبدَعَ في قِيادةِ المَركِب وتَوجِيهها الوُجهةَ الصَّحيحةَ والرُّسُّوِ بها على شاطئِ الأمانِ والنَّجاحِ والتَفَوُّق .
كان هنالك على الجانبِ الشَّرقي من الجبيل ثانويةُ الملك فهد وهي مدرسةٌ ضخمةٌ صُفُوفُها عَدِيدة وبها هيئةُ تدريسٍ كبيرةٍ تتَشَكّلُ من مُعظمِ الجِنسياتِ العَربية . كان من بينهم الأساتذة السُّودانيون عبد الله دفع الله وكرار فرح ومحمد محمد يس وابراهيم سليمان. مرَّتْ الأيّامُ والشُّهورُ والسُّنُونُ مُفعمةً بالحَركةِ والنَّشاطِ والعَملِ الإضافي بالمدرسةِ عَصراً فيما كان يُعرفُ ب " دُروسُ التَّقوِية". وكان الحِراكُ الأسَري بيننا - نحنُ معشَر السُّودانيين -
كبيراً مُتَمثِلاً في الزِّياراتِ والمُناسَباتِ والأعيادِ وجَلَساتِ نِهايةِ كُل أُسبُوع على كورنيش البَلَد مرةً وكورنيش الفناتير أسبوعاً آخَر . وقد شَمِلَ التَّفاعُلُ بعضَ الأُسَر التي كانتْ تعيشُ في المنطقة السّكنية من الجبيل الصّناعية ، وأذكُرُ مِنهُم على سبيلِ المِثالِ الاخَ عبد الرحمن ابراهيم " الدُّباسي" والأخَ حُسين الطَّاهر وأسرَتيهِما الكَريمَتين . وكانَ كُلٌّ مِنهُما مَسئُولاً إدارياً ومُحاسِباً لدي شَرِكَتين مُختَلِفتَين.
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تعليم سوهاج توضح حقيقة منع طلاب من دخول امتحانات البلينا التجارية .. خاص
أكد الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، في تصريح خاص لـ صدى البلد، أن ما أثير حول منع 200 طالب من طلاب مدرسة البلينا الثانوية التجارية من دخول الامتحانات اليوم، غير دقيق.
واوضح أن الواقعة تتعلق بـ65 طالبًا فقط، لم يُسمح لهم بدخول لجنة الامتحان؛ بسبب عدم تسجيلهم على سيستم الامتحانات.
وأضاف "السيد" أنه سيتم حل المشكلة اليوم، على أن يُسمح للطلاب المتضررين بدخول الامتحانات بدءًا من السبت المقبل، ولكنهم سيؤدون امتحان اليوم في الدور الثاني، مؤكدًا أن الخطأ يقع على الطالب نفسه وليس على المدرسة أو الإداريين.
من جانبه، أوضح مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم أن الطالب مُلزم بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول، وتحديدًا في شهر فبراير، باستكمال بعض الإجراءات إلكترونيًا.
تشمل دفع رسوم المدرسة، ورسوم التقدم للامتحانات، ورسوم الجدارات، إلى جانب رسوم التسجيل الإلكتروني، ويتم سداد تلك الرسوم من خلال مكاتب خارجية مرخصة.
وأشار المصدر إلى أن الطالب، بعد السداد، يدخل على موقع المدرسة لسحب صحيفة الأحوال، وتحقيق الشخصية، ورقم الجلوس، وإقرار الموانع، ثم يتوجه بهذه المستندات إلى إدارة المدرسة، والتي تقوم بدورها بجمعها وإرسالها إلى لجنة النظام والمراقبة التابعة لها المدرسة.
وشهد محيط مدرسة البلينا الثانوية التجارية اليوم، تكدسًا كبيرًا من الطلاب وأولياء الأمور، بعد تفاجئهم بعدم وجود أسماء أو أرقام جلوس أبنائهم داخل اللجان، مما تسبب في حالة من القلق والذعر بشأن مستقبلهم الدراسي.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تندد بما وصفوه بـ"الإهمال الإداري" الذي تسبب في منع الطلاب من دخول الامتحانات أسوة بزملائهم