٢٦ سبتمبر.. شعلة الأمل المتقدة بالحرية
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
لم يزل يوم ٢٦ سبتمبر باعثا للبهجة والأمل كأنه حدث للتو لا قبل ٦٢ عاما، تاريخ ميلاد اليمن الحديث واستعادة الإنسان اليمني لكرامته المهدورة وحقه الأصيل في اختيار حكامه بإرادته الحرة وسلبها متى شاء.
احتفل اليمنيون بعيد ثورتهم العظيمة بطريقتهم وقد بدت لهم حامل مشروعهم السياسي لا الأحزاب التي تخلت عن واجبها الوطني حين تواطأت مع عودة الإمامة، تجسّد سبتمبر في عيون المواطنين المغلوبين على أمرهم في شخصية الزعيم والقائد والملهم وكأن الزبيري والنعمان وجزيلان وعبدالمغني وسواهم أحياء يتصّدرون الجموع للاحتفاء بعيدهم الوطني.
ومنذ وضعت الإمامة أقدامها في شوارع العاصمة صنعاء قبل عشر سنوات بمساعدة نخبة الحكم، كانت الثورة هي ملهم اليمنيين العاديين الذين لم يجدوا أفضل منها للتمسك بحقهم في الحياة ومقاومة الكهنوت العائد وهم الذين لم يكونوا يتخيلون عودته من جديد.
إن قيم الثورة التي تتجلى اليوم في شعارات وكتابات الرأي العام على مواقع التواصل وفي الواقع تدل على أن قيمة الحرية التي زرعتها الثورة تنمو وتتجذر في نفوس الصغار قبل غيرهم وهذا مكسب كبير على طريق التحرر الطويل وصولا للمستقبل الذي يكون فيه المواطن حامي حقوقه أكثر من غيره.
ومفهوم الحرية والكرامة التي جاءت به الثورة يتجاوز المفهوم الشائع والذي يقتصر على العرض والنفس، هذا المفهوم يجعل الإنسان لا يقبل بالظلم من أيا كان ولا مصادرة حقه بدءا من حقوقه البسيطة في العيش وحتى حقه في تقرير مصيره واختيار من يحكمه.
وهذا النوع من الوعي هو الذي يحمي تلك الحقوق وهذا ما بدأ يتجلى في مظاهر الاحتفالات الشعبية التي تتجاوز الفرحة والتمسك بالنظام الجمهوري ومقاومة الحوثي إلى الإيمان بأنهم كشعب معنيون بالحرية لا النخب وأن غيابها يؤثر على حياتهم حتى وإن كان بعضهم لا يهتم بالسياسة أو حرية التعبير.
وفي هذا السياق، ينبغي أن يكون الوعي مصحوبا بتمثل القيم لا المظاهر الشكلية، إدراك أن الثورة تعني حكم الشعب لا حكم العائلة، أي أن كل مواطن شريك في صناعة القرار لا تابع لخدمة سلالة أو أسرة، وحينما يترسخ هذا المفهوم فسوف تتحصّن المناعة الوطنية ضد أي فيروس كهنوتي في أي زمن.
ومما يجب أن يتضمنه هذا الوعي، ارتفاع حساسية الرفض والمحاسبة لكل حزب أو قوة أو حاكم يهدر تضحياته ويجيرها لصالحه مما يعيد دوامة الحروب ليدفع ثمنها المواطن دون سواه، وما لم يحدث ذلك وبقيت الذاكرة العامة تعمل على طريقة ذاكرة السمك فمن السهل للانتهازيين المتاجرة بالجماهير وخداعها والتضحية بها.
نقول هذا لأن الإمامة الحالية لم تحكم بالانتصار في معركة، أو بالاعتماد على قوتها الذاتية مع استثمار القليل من الخلافات والأحقاد، بل حصلت على ما تحت يديها كهدايا مجانية دون قتال؛ بعدما تخلت نخبة الحكم عن واجبها الدستوري والوطني، مما جلب الجحيم للشعب ولا يزال غارقا فيه حتى اليوم.
إن أهداف الثورة لا تزال مشروع التغيير وبناء الدولة الوطنية التي يحلم بها الجميع، دولة المواطنة المتساوية وحكم الشعب، ولهذا النظام الجمهوري ليس مجرد نظام سياسي بل تجسّيد لتلك الأهداف وتاريخ ميلاد الحرية بعد قرون من الاختطاف.
إن مسؤولية الجيل الحالي مضاعفة بسبب العار الذي جلبته نخبة الحكم بإعادة الإمامة مما يستلزم منهم التضحية والتفاني والإخلاص دونما تعب وبدون ذلك ستطول المعاناة مع كل يوم تجثم فيه الإمامة على صدورهم وهي لن تزول إلا بالقوة وهذه اللغة التي تفهمها.
الثوابت الوطنية هي الجامع المشترك التي توحد الجميع وأي شعارات أخرى مجرد عبث وهروب من تحمل المسؤولية مهما تدثرت بوحدة الصف ومن هذا الكلام.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: ٢٦ سبتمبر الز بیدی
إقرأ أيضاً:
عقب بدئها... مطالبات واسعة بتغيير وفد الحوثيين المشارك في المفاوضات
طالب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) الأمم المتحدة بالتدخل والضغط على مليشيا الحوثي لتغيير وفدها المشارك في مشاورات مسقط، على خلفية اتهامات خطيرة تتعلق بتورط عدد من أعضائه في ممارسات تعذيب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خصوصًا في ملف المختطفين والمحتجزين.
وقال المركز، في بيان، إن مشاركة عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى لدى مليشيا الحوثي، ونائبه مراد قاسم، في مفاوضات إنسانية تتعلق بملف المختطفين، تُعد أمرًا غير مقبول، في ظل تقارير دولية وشهادات موثوقة تشير إلى ارتباطهما المباشر بحالات تعذيب وإخفاء قسري خلال السنوات الماضية.
واعتبر المركز أن إشراك شخصيات متهمة بانتهاكات خطيرة في مسار تفاوضي إنساني يثير تساؤلات جدية حول نزاهة العملية التفاوضية وسلامتها، ويهدد حقوق الضحايا، ويقوض الثقة في أي نتائج محتملة قد تخرج بها هذه المشاورات.
وكان الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)، قد أعلن انضمامه رسمياً إلى دعوة نقابة الصحفيين اليمنيين للمطالبة باستبعاد القيادي في جماعة الحوثي، عبدالقادر المرتضى، من المشاركة في جولة المفاوضات القادمة بمسقط؛ على خلفية اتهامات موثقة بتورطه المباشر في ارتكاب جرائم تعذيب وحشية بحق صحفيين مختطفين في سجون الجماعة.
شهادات موثقة
ويستند تقرير المركز الأمريكي إلى شهادات أربعة صحفيين يمنيين أُفرج عنهم مؤخرًا بعد سنوات من الاحتجاز، أكدوا تعرضهم لأبشع صنوف التعذيب والمعاملة القاسية، ووجّهوا رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة طالبوا فيها باستبعاد عبدالقادر المرتضى ونائبه مراد قاسم من المشاورات، على خلفية تورطهما المباشر في الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال فترة احتجازهم.
وقبيل بدء جولة المفاوضات الأخيرة، أعلن المحامي والناشط الحقوقي عبد المجيد صبرة إضرابه عن الطعام داخل أحد سجون مليشيا الحوثي، احتجاجًا على استمرار احتجازه ومنع الزيارة عنه، في واقعة زادت من حجم الضغوط الإنسانية الملقاة على طاولة المفاوضات، وأعادت تسليط الضوء على أوضاع المحتجزين في سجون الجماعة.
وفي هذا السياق، أكد المركز الأمريكي للعدالة، كما ورد في تقريره، أن أي تقدم حقيقي في ملف المختطفين يتطلب فصل المسار الإنساني عن الحسابات السياسية والعسكرية، وضمان عدم منح المتورطين في الانتهاكات أي غطاء سياسي أو شرعية تفاوضية.
جماعة إرهابية
وكانت الإدارة الأمريكية قد أدرجت، في العام 2024، لجنة الأسرى التابعة لـمليشيا الحوثي، التي يترأسها عبدالقادر المرتضى، على قوائم الإرهاب الدولية، ضمن سلسلة إجراءات استهدفت مسؤولين متورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.
وفي وقت سابق من العام 2024، اتهم فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى لدى مليشيا الحوثي والمشرف على عدد من السجون في صنعاء، بارتكاب جرائم تعذيب بحق المختطفين. ووفقًا لتقرير الفريق، فقد ارتكب المرتضى انتهاكات خطيرة في عدة سجون، من بينها السجن المركزي بصنعاء، الذي يدير أحد ملحقاته.
وتأتي جولة مشاورات مسقط الجديدة بشأن ملف الأسرى والمختطفين في سياق سلسلة طويلة من الجولات السابقة التي لم تحقق اختراقًا حقيقيًا، رغم ما رافقها من تعهدات وتصريحات متفائلة.
ومنذ سنوات، ظل هذا الملف الإنساني رهينة التجاذبات السياسية والعسكرية، ما أدى إلى تعثر تنفيذ اتفاقات أُعلن عنها سابقًا، وبقاء آلاف الأسرى والمختطفين في السجون، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.