جرد حساب للعمليات العسكرية في الخرطوم .. معاشيون الجيش يكشفون تفاصيل المعركة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
كشفت مصادر عسكرية مُطلعة تفاصيل تمدد الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم و الخرطوم بحري واستيلائه على مواقع متقدمة خلال عملية عسكرية مفاجئة نفذها في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس ومباغتته لقوات الدعم السريع، فيما كشفت مجموعة الضباط المعاشيين أن قوات الجيش السوداني تعرضت لخسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات في معركة أمس الخميس 26 سبتمبر نظراً لغياب عنصر المفاجأة وإنقطاع سلاسل الإمداد وقالت إن تحركات الجيش كانت مكشوفة.
الخرطوم ــ التغيير
️وقال مجموعة الضباط المعاشيين في بيان اليوم : “راقبنا كمجموعة من الضباط المعاشيين معارك الأمس لجهة أنها أول معارك هجومية متزامنة للقوات المسلحة منذ بداية الحرب الراهنة قبل عام ونصف تشارك فيها وحدات من قوات المشاه المتنوعة وسلاح الطيران”، و أضافت “قامت قوات الجيش بمحاولة الإنفتاح في عدد من المحاور داخل العاصمة عبر عدة جسور على النيلين الأبيض والأزرق تجاه مدينة بحرى والخرطوم بهدف الإلتحام مع قوات من القيادة العامة والمدرعات وسلاح الإشارة وقوات من منطقة الكدرو”، و أوضحت أن هدف القوات من الخطوة كان فك الحصار عن معسكرات القوات المسلحة في القيادة العامة وفي الاستراتيجية والكدرو وسلاح الأسلحة، وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة حشدت عدداً مقدراً من القوات تم تجميع معظمها فى سرية تامة فى محاور أمدرمان، ونوه الضباط المعاشيين إلى أن المباغتة كانت العنصر الأساسى فى هجوم الأمس، وقال البيان “لكن قوات العدو إمتلكت المعلومة وكانت على إستعداد فى كل مداخل الجسور مما عطل القوة المتحركة وحرم الأطراف من تحقيق الإلتحام المستهدف وتسبب فى خسائرة فادحة وسط القوات”.
و أمسك الجيش السوداني عن كشف أي تفاصيل لعمليته العسكرية في الخرطوم و الخرطوم بحري، ولكن قالت مصادر عسكرية متطابقة إن الجيش السوداني نفذ عملية برية واسعة أمس الخميس، في كل من الخرطوم والخرطوم بحري، مكنته من اتخاذ تموضعات جديدة ضمن خطة لإعادة السيطرة على المدينتين بعد أن تمكن من عبور جسري النيل الأبيض باتجاه الخرطوم، وعبور جسر الحلفايا نحو الخرطوم بحري، كما اكدت استمرار العمليات العسكرية خلال الساعات القادمة، ورافق العملية العسكرية غارات جوية نفذها سلاح الجو التابع للجيش، بالإضافة إلى قصف مدفعي استمر حتى مساء الخميس، استهدف مواقع المليشيا في عدة جبهات.
وكشفت المصادر العسكر ية أن تشكيلات من مشاة الجيش عبرت الجسور منذ الساعة 02:30 فجر الخميس، بينما وصلت تشكيلات أخرى على متن زوارق إلى الخرطوم بحري على الضفة الشرقية لنهر النيل.
فيما أوضحت مجموعة المعاشيين في بيانها اليوم “ألجمعة” أن معارك الأمس بدأت في وقت مبكر من فجر الخميس وكان الهجوم متزامنا بجيث يشكل إرباكا للقوات المدافعة ويتمكن من تدمير مقدمتها ويحرمها من التفازع والإسناد .
و️ أكدت أن قوات الجيش بدأت في محور السلاح الطبي بالتحرك شرقا عبر كبري الحديد و أن الهدف من ذلك أن تلتقي مع الجيش في القيادة العامة لكنها واجهت تحدياً كبيراً في التقدم نظرا لإنتشار القناصة بكثافة في منطقة المقرن برغم محاولة إستهدافهم بالطيران والمسيرات لكنهم شكلوا خطراً كبيراً على جسم القوات المتحرك و أيضا تم هجوم آخر عبر كبري الفتيحاب لتخفيف الضغط والهجوم على الإستراتيجية والتوجه عبر شارع الغابة للإلتحام بالمدرعات القادمة من إتجاه الشجرة لكن هذا المحور واجه كثافة نيران حول الإسترانيجية مما أضطره للتراجع فى وقت مبكر وكانت معظم خسائرة على سطح الكوبرى من خلال المدفعية لذلك تعرضت القوات لخسائر كبيرة فى هذا المحور .
و️كشف بيان الضباط المعاشيين أنه في القيادة العامة وسلاح الإشارة تحركت قوات الجيش غربا عبر شارع النيل بحيث تلتقي مع قوات الجيش في السلاح الطبي من الناحية الأخرى ونجحت القوات في القيادة من التقدم والوصول حتى كبري المك نمر ، لكن لم يكن لدى هذه القوات القدرة على الإنفتاح بشكل كبير نظراً لعدم وجود خطوط إمداد مفتوح ومتصل وأيضا بسبب فشل الخطة لعدم مقدرة الجيش في السلاح الطبي أن يفرض سيطرته على الناحية الشرقية من الكبري لتوصيل الإمداد لمواجهتهم مقاومة كبيرة مما إضطرهم للإنسحاب والتراجع الى مواقعهم فى امدرمان مع تكبد خسائر فى العتاد والأرواح .
️أما في منطقة بحري تقدمت قوات الجيش في الكدرو باتجاه كبري الحلفايا بحيث تلتقي مع القوات القادمة من ناحية أمدرمان (كما حدث من قبل في محاولات سابقة)، وأكد بيان الضباط المعاشيين إن قوات الكدرو تمكنت من الوصول إلى منطقة الإزيرقاب وعلى مسافة ٢ كيلومتر تقريبا من كبري الحلفايا لكنها واجهت مقاومة كبيرة وكثافة نيران من قوات الدعم السريع فى هذا المحور ولم تتمكن من التقدم كثيراً رغم صمودها لوقت أطول عن بقية المتحركات الأخرى
وقال البيان “أيضا فشلت قوات الجيش القادمة من ناحية أمدرمان في تأمين المنطقة الشرقية من كبري الحلفايا وقد حاولت ترتيب الهجوم عدة مرات لكن دون نجاح مما زاد خسائرهم فى هذا المحور وبحسب اخر التحديثات كانت أصوات القصف المتبادل تسمع فى هذا المحور لوقت قريب من طلوع الشمس ولكن بشكل متقطع وأغلب التقديرات أن المعارك قد توقفت ولن تستمر اكثر من ذلك”.
خلاصة التقريرو جاء في خلاصة تقرير وبيان الضباط المعاشيين : “يمكن القول أن القوات المسلحة والمشتركة من الحركات والمستنفرين تعرضوا لخسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات في هذه معركة سوم ٢٦ سبتمبر نظرا لغياب عنصر المفاجأة وإنقطاع سلاسل الإمداد وفيما يبدو أن تحركاتهم كانت مكشوفة للعدو فضلاً عن إنتشار تلميحات كثيرة في مواقع التواصل الإجتماعى [الميديا] لإنفتاح مترقب للقوات المسلحة وهو ما أضر بسير هذه العمليات وكبدها خسائر فادحة وأهدر جهد ستة أشهر من الحشد والتشوين”.
و أكد بيان الضباط المعاشيين أن هذه المتحركات فقدت فيها القوات المسلحة عدد كبير من الضباط والجنود والمعدات فى وقت كانت فيه ما أحوجها لإدخار القوة والتحرك الهجومى بحذر مع تعزيز القوة الدفاعية للإرتكازات الرئيسية فى المهندسين والمدرعات والقيادة العامة والإشارة ومنطقة كررى مما سيكون لها مضاعفات فى مقبل الأيام.
وقال البيان “لابد من إخراج إدارة العمليات العسكرية من تأثير الميديا ومطالب اللايفاتية والضغط عبر بعض كبار الضباط للخروج والهجوم والقيام بعمليات فطيرة ومكلفة بحسابات سياسية دون تقدير موقف عسكرى متكامل مما يعرض القوات لخسائر يصعب تعويضها فى أوقات قصيرة” .
الوسومإنفتاح الجيش الدعم السريع القوات المسلحة معاشيون
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إنفتاح الجيش الدعم السريع القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
قادة “القسام” يكشفون تفاصيل الصمود في عامين من الحرب
#سواليف
مع دخول العام الثاني للعدوان الإسرائيلي على قطاع #غزة، سجلت المقاومة الفلسطينية أداءً ميدانيًا فاق التوقعات، إذ تمكنت من الحفاظ على جاهزية قتالية ومرونة تكتيكية طوال أيام #الحرب، مكّنتها من توجيه #ضربات_نوعية لقوات #الاحتلال المتوغلة داخل القطاع، مستخدمة مزيجًا من الأساليب الدفاعية والهجومية، ما ساهم في بقاء الوحدات صامدة رغم #الحصار و #الدمار.
في هذا التقرير، أبرز مشاهد وتجارب الميدان، كما نقلها قادة وأفراد من ” #كتائب_القسام “، الجناح العسكري لحركة “حماس”، خلال مقابلات خاصة أجريت في #ساحات_القتال، ويُكشف عنها للمرة الأولى.
الضربة الاستباقية: لحظة الانكسار الأولى
يقول أحد القادة الميدانيين في ركن العمليات في “كتائب القسام”، إن الهجوم المباغت الذي شنته الكتائب على مستوطنات غلاف غزة فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أحدث “صدمة ميدانية” في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعرضت للصدمة أمام المقاتلين الفلسطينيين.
ويضيف أن نجاح الهجوم منح المقاتلين دفعة معنوية هائلة، وأشعل فيهم روحًا قتالية لا يمكن وصفها، مشيرًا إلى أن سرد الملاحم والبطولات آنذاك شكّل حافزًا للمقاتلين الذين لم يشاركوا في الهجوم الأول وكانوا في مواقع الإسناد، فبادروا بالالتحاق لاحقًا بجبهات القتال.
الركام يتحول إلى #كمائن: تكتيكات بين الأنقاض
ورغم الدمار الواسع الذي لحق بالبنية السكنية بفعل القصف الإسرائيلي، يؤكد القائد الميداني أن “كتائب القسام” نجحت في تحويل هذا الدمار إلى بيئة عملياتية لصالحها، عبر تكتيكات مرنة تمثلت في تحصن المقاتلين بين الركام وانتظار اللحظة المناسبة لتنفيذ هجمات مباغتة، خصوصًا خلال نوبات استراحة الجنود الإسرائيليين، حين يكونون في أضعف حالاتهم بفعل الإرهاق والانهيار النفسي.
ويضيف أن وحدات القسام قامت بتفخيخ المنازل التي يُرجّح أن يتحصن بها الجنود، لا سيما تلك التي تضم قناصة وتقع على أطراف الأحياء وتتميز بارتفاعها، حيث يتم زرع عبوات “الشواظ” شديدة الانفجار مسبقًا، وتفجيرها في اللحظة المناسبة لدفن الجنود بين الركام.
التصنيع تحت النار: إعادة تدوير الذخائر
من جانبه، يكشف قائد في ركن التصنيع العسكري أن ورشًا ومخازن تابعة للجهاز تعرضت للقصف والتدمير، ما دفع الكتائب إلى البحث عن بدائل لتعويض النقص في المعدات والذخيرة.
ويقول إن قوات الهندسة لجأت إلى تفكيك الذخائر التي لم تنفجر خلال القصف، والتعامل معها وفق إجراءات ميدانية ولوجستية دقيقة، دون الإفصاح عن تفاصيل تقنية حفاظًا على السلامة والأمن، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ساهمت في تعويض جزئي لنقص الإمدادات.
وتُقدّر جهات أممية معنية بمكافحة الألغام وجود نحو 7500 طن من الذخائر والمتفجرات غير المنفجرة في أنحاء متفرقة من القطاع، تشمل صواريخ جوية، قذائف مدفعية، ذخائر ميدانية، وأدوات تفخيخ متنوعة.
#الاستخبارات_الميدانية: العيون التي لا تنام
وفي ركن الاستخبارات، يقول أحد القادة إن الوحدة الميدانية عملت على جمع معلومات دقيقة حول أنماط عمل وسلوك العدو، بما في ذلك أنواع الطائرات المسيرة، وأنظمة الاستطلاع، ومواقع الرصد المحتملة.
ويضيف أن خبرة أفراد الاستخبارات تطورت سريعًا خلال العمليات، وكان لهم دور محوري في توجيه الانتشار وإدارة المخاطر، دون الكشف عن تفاصيل تقنية قد تعرض العمليات للخطر.
ويصف المصدر أفراد الاستخبارات بأنهم “موجهون ميدانيون”، أقرب ما يكونون إلى سرايا الاستطلاع، يتحسسون السماء ويحرثون الأرض، بحثًا عن أي ثغرة قد يستخدمها الاحتلال لكشف مواقع المقاومين.
اللامركزية والعقد القتالية: تكتيك النجاة
يشير أحد القادة الميدانيين إلى أن “كتائب القسام” اعتمدت مبدأ اللامركزية في قيادة العمليات، وقامت بتقسيم الفرق إلى عقد قتالية أصغر، بهدف تقليل قدرة الاحتلال على تتبع الاتصالات والسيطرة على الميدان.
ويضيف أن هذا التكتيك منح المقاتلين هامشًا عمليًا لاتخاذ قرارات تكتيكية وفق المعطيات الميدانية، بعيدًا عن مركزية القرار، ما ساهم في الحفاظ على مرونة الحركة واستمرارية الاشتباك.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل”، بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 237 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، معظمهم أطفال، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع، حتى باتت خارطة غزة تُعاد رسمها بالركام.