100 قتيل وعشرات المصابين في قصف للدعم السريع على الفاشر
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
الفاشر- قالت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور غرب السودان، اليوم السبت، إنها أحصت أكثر من 100 قتيل وعشرات المصابين جراء القصف المدفعي العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أمس الجمعة.
وتشهد مدينة الفاشر في هذه الأيام أعنف عمليات قصف مدفعي تستهدف المدنيين منذ بدء المواجهات بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، ضد قوات الدعم السريع قبل نحو أكثر من 17 شهرا.
وقال مدير عام الصحة بالولاية الدكتور إبراهيم خاطر إن وزارته سجلت -اليوم السبت وأمس- أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى نتيجة القصف المدفعي على المدنيين في الأسواق ومراكز إيواء النازحين.
وأضاف خاطر للجزيرة نت أن المدينة تعاني من ظروف إنسانية كارثية، حيث يُعتبر الوضع الحالي بمثابة إبادة جماعية. مؤكدا أن القصف المتواصل يؤثر بشكل خطير على حياة السكان، حيث اضطر كثيرون للفرار من منازلهم بحثا عن الأمان وطالب كافة الجهات بسرعة التدخل لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وحماية المدنيين.
كما حذّر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في الفاشر مطالبا باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المنطقة.
مركز إنساني
ومنذ عدة أشهر، تشهد مدينة الفاشر قصفا مدفعيا عنيفا من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وتهجير الآلاف إلى مناطق أكثر أمانا، بالتزامن مع غارات جوية للجيش السوداني تستهدف مواقع تمركز قوات الدعم السريع.
وتُعتبر الفاشر العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وقد كانت المدينة، التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، مركزا إنسانيا مهما في الإقليم الذي تهدد المجاعة سكانه والنازحين إليه.
وقال القيادي في حركة العدل والمساواة السودانية محمد آدم عبد الله إن "مليشيا" الدعم السريع قصفت "مدرسة الجنوبية علي سنوسي" في مدينة الفاشر مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة آخرين.
واعتبر عبد الله هذه الحادثة جريمة حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين العزل، تضاف إلى سجل الانتهاكات الذي تورطت به هذه "المليشيا".
وأشار عبد الله إلى أن غياب الدور الفعّال للمجتمع الإقليمي والدولي في مواجهة هذه "المليشيا الإرهابية" يزيد من معاناة الشعب السوداني. وأكد أن الحركة ستواصل مقاومتها لحماية حقوق الإنسان وكرامته في السودان، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
ونقل شهود عيان للجزيرة نت أن مدينة الفاشر شهدت ليلة الجمعة معارك ضارية، حيث تصدت القوات المسلحة المشتركة والشرطة وجهاز المخابرات العامة لما وصفته بمحاولات تسلل عناصر الدعم السريع إلى أحياء العظمى وبرنجيه والأحياء المجاورة.
وأفاد الشهود بأن عناصر الدعم السريع نفذوا عمليات قتل متعمّد لعدد من المواطنين في تلك الأحياء، واختطفوا آخرين إلى وجهات غير معروفة. وبالمقابل، نفّذت القوات المسلحة والمشتركة عمليات في الليل، وتمكنوا من إعادة تمركزهم بعد تمشيط كامل لتلك الأحياء.
واستمرت العمليات العسكرية حتى الفجر، حيث استخدمت القوات الأسلحة الثقيلة والدبابات والمدفعية، مدعومة بتحركات المشاة وقصف الطيران الحربي على مواقع الدعم السريع في شرق المدينة، مما أجبرهم على التراجع عن محاولات التقدم إلى وسطها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
د. حسن محمد صالح يكتب: الفاشر .. يا خط دفاع ما ينكسر يا راية في جيش الفتى البرهان
كما هو معلوم فإن السيد رئيس المجلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان استجاب للطلب الذي تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في إتصاله الهاتفي مع البرهان في صبيحة ٢٧ يونيو ٢٠٢٥م.
جاء طلب الأمين العام للأمم المتحدة متمثلًا في إعلان هدنة لمدة أسبوع في محلية الفاشر بولاية شمال دارفور لإيصال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لمدينة الفاشر المحاصرة لأكثر من عامين بواسطة مليشيا الدعم السريع الإرهابية .
الأمين العام للأمم المتحدة وكثير من المهتمين والمراقبين والإعلاميين أبدوا تفاؤلًا بأن الهدنة ووقف إطلاق النار في الفاشر يمكن أن تعمم علي مناطق أخرى في السودان ويتم إيقاف الحرب ويحل السلام في السودان. ولكن هيهات فالعالم والمجتمع الدولي لا يعرف أو يتعامى عن هذه المليشيا الإرهابية.
وكما هو متوقع أخرجت المليشيا وأعوانهم في تأسيس وأحزابها العميلة أضغانهم وأعلنوا رفضهم لأي هدنة أو وقف لإطلاق النار من شأنه أن يوصل الإعانات للنازحين واللاجئين والمحرومين في مدينة الفاشر بل كثفوا هجماتهم الصاروخية على المدينة بواقع صاروخ كل يوم وهذا ليس بالأمر الغريب.
فقد ظلت المليشيا المتمردة تمارس سياسة التجويع على الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين وأحالت حياة المواطنين هناك إلى جحيم لا يطاق باستهداف القوافل التي تنقل الإغاثة وآخرها ما حدث لقافلة الإغاثة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي التي وصلت إلي مدينة الكومة بشمال دارفور وقامت المليشيا بتغيير وجهتها من الفاشر إلى حيث قواتها التي تحاصر أكثر من اثنين مليون مواطن داخل الفاشر معظمهم من النساء والأطفال .
هذا الجرم يضاف لكثير من الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع من نهب وسلب للإغاثة وتقوم بحرقها ونقل المواد من شاحنات تتبع للمنظمات الدولية إلى سيارات تتبع للمليشيا التي تنقل الإغاثة نظير أموال تدفعها المنظمات للمليشيا وقد تواترت العديد من التقارير الصحفية والإعلامية عن هذه تجاوزات المليشيا المتمردة ولكنها لا تجد إذنًا صاغية من الأمم المتحدة والمنظمات المنضوية تحتها بل قرار مجلس الأمن القاضي بفك حصار الدعم السريع عن مدينة الفاشر لم يتم تنفيذه وقد طالب رىئس مجلس السيادة البرهان عدة مرات بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ٢٧ و٣٥ الخاصة بفك حصار الدعم السريع ولم يكن طلبه من غوتريش في الاتصال الذي جرى بينهما الأخير .
هل تصدق عزيزي القارئ أن المليشيا تمنع حتى الدواب والحمير من التحرك بين الفاشر وأريافها بحجة أنها تحمل موادًا تموينية لمواطني الفاشر .
وتستهدف المليشيا التكايا التي تقدم القوت وما يسد الرمق لأطفال الفاشر بالقصف المدفعي والصاروخي وتستهدف المستشفيات بالقصف وتقوم بقتل الكوادر الطبية العاملة في مشافي شمال دارفور حسب إفادة وزير الصحة بالولاية .
المليشيا بهذه الأفعال تريد الضغط على القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية التي تدافع عن الفاشر حتي تستسلم لها وهي تواصل هجومها فوق المئتين منذ اندلاع الحرب وفي كل مرة يتم دحر المليشيا على أبواب الفاشر وقتل قادتها وتدمير آلياتها وعتادها العسكري .
الفرقة السادسة والقوات المساندة لها في الفاشر صامدون ولها قيادة رشيدة مدربة فاهمة للحروب ومضاربها وهي تدري ما ترمي له المليشيا من استهداف المدنيين لأجل الضغط على القوات المسلحة .
بعد مضي يومين على اعلان الهدنة في محلية الفاشر بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة على الشعب السوداني أن يدرك أن المجتمع الدولي ليس له ما يفعله مع المتمردين وليته كف دعمهم ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة لمليشيا آل دقلو الإرهابية لأراحنا قليلًا .
ويبقى الحل في يد القوات المسلحة بأن تسند الفرقة السادسة بجحفل جرار قوامه البراءون والمشتركة والوعد الصادق وكل رايات الجهاد يتم رفعها بقيادة القوات المسلحة وما حدث في كادوقلي والدمازين من هزيمة التمرد يبشر باقتراب النصر في فاشر السلطان وعلي الباغي تدور الدوائر .
د. حسن محمد صالح