معركة الخرطوم.. نقاط شارحة لـهجوم الخميس ومآلاته
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
الخرطوم- أجمع مراقبون في السودان على أن الهجوم الواسع الذي أطلقه الجيش السوداني فجر الخميس الماضي في الخرطوم توفرت له عوامل نجاح تم التخطيط لها باقتدار -بحسب خبراء- بهدف السيطرة على العاصمة بمدنها الثلاث.
وقد تمركزت قوات الجيش في المواقع التي حُددت لها، في حين فشلت محاولات قوات الدعم السريع بصدها إلى خلف الجسور الثلاثة في أم درمان، وتعرضت لخسائر بشرية ومادية كبيرة.
ونجح الجيش في قطع الإسناد عن قوات الدعم السريع عبر التحليق المكثف لطيرانه في أجواء المدن الثلاث للعاصمة، مما جعل أي مغامرة للإمداد -عبر ما يسمى بقوات الفزع- شبه مستحيلة.
وبناء على ذلك، باتت قوات الجيش تطبق بشكل شبه كلي على قوات الدعم السريع في الخرطوم والخرطوم بحري، مما يجعل الخيارات أمامها لا تتعدى الثلاثة:1- القتال تحت ظروف حصار لن يمكِّن من تحقيق أي مكسب عسكري، بل يسارع في إفناء القوة.
2- التوقف عن القتال، وانتظار تغيير ظروف من الواضح أن فرص تحسنها تتناقص إن لم تكن معدومة.
3- التسليم بأن الحرب قد انتهت، على الأقل في مدن العاصمة الثلاث، وبالتالي فإن أفضل خيار هو الاستسلام.
في المقابل، يتوفر لدى الجيش خياران:1- تسريع مواصلة العملية التي تستهدف تحرير العاصمة كما يصفها الجيش، وهو ما حققه بحسابات توازن القوة الحالية، ولكن إن اختار التعجل، فقد يقامر بارتفاع في خسائره البشرية على اعتبار عدد القناصة المتمركزين في مداخل هذه المدن.
2- التحرك المتأني بما يشبه الخطوة البطيئة أو الارتكاز في حالة كمون، وتنفيذ حصار على الأرض ومراقبة جوية تمنع توفير أي نوع من الإمداد الغذائي، وتُنضج ظروف الاستسلام، إن اتخذه المحاصَرون خيارا.
المسرح الثالثأما المسرح الثالث للعمليات العسكرية قرب مصفاة النفط شمالي ولاية الخرطوم، فهو محكوم بذات العوامل والمعطيات، إذ تواجه قوات الدعم السريع الكبيرة المرتكزة داخل منطقة المصفاة ظروف الحصار المطبق ذاتها من كافة الجهات جوا وبرا إضافة إلى استحالة الحصول على الإمداد.
ووفق موازين القوة الحالية، فإن نهاية وجود الدعم السريع في المصفاة باتت مسألة وقت، قد لا تطول على اعتبار أن مقاومة الدعم السريع التي يقيد فاعليتها تسارع نفاد الغذاء، وتناقص فرص الإمداد من خارج دائرة المصفاة بسبب المراقبة الجوية والأرضية.
وبالطبع، فإن ما يزيد من معوقات وصول الإمداد بالمؤن الغذائية أو العتاد الحربي لقوات الدعم السريع، السياق الذي تدور فيه الحرب بتزايد كفاءة القوات الجوية في الجيش.
ويلاحظ أن سلاح الطيران تمكن إلى حد معتبر من تحييد قدرة الدعم السريع على الإمداد من خارج البلاد، بتوجيه ضربات جوية -وصفت بالدقيقة- لمستودعات وآليات وإمدادات عسكرية في مداخل الحدود مع دولة تشاد، وفي مطار مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
باحث سوداني: العالم كله شاهد الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في الفاشر
قال صلاح خليل باحث سوداني، إنّ العالم كله شاهد ما ارتكبته ميليشيات الدعم السريع من إبادة جماعية ضد المدنيين العزل بلا سبب.
وأضاف في مداخلة ، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "كان لا يجب أن ترتكب الميليشيا هذه الجرائم ضد المدنيين، كما أن المستشفى السعودي بالفاشر به أكثر من 600 نزيل من مريض ومرافق، لكنهم جرى تصفيتهم جميعا".
وتابع الباحث السوداني: "ما يقال حول الدور الأممي أو الوساطات الكثيرة ما هي إلا ازدواجية المعايير في التعاطي مع الوضع بالسودان".
وأردف: "الجيش السوداني انسحب من الفاشر بعدما جرى إسقاط 11 قمرا صناعيا على المدينة من شرق ليبيا، وبالتالي، فإن هذه الأقمار شوّشت الأقمار الصناعية التي تربط بين الجيش السوداني والفرقة الثالثة والقوات المشتركة والمتحالفين مع الجيش".
وأكمل: "ميليشا الدعم السريع جاءتها أوامر بارتكاب جريمة إبادة جميع الموجودين بالفاشر، وبالتالي، ما تم ارتكابه يعبر عن عقيدة الميليشيا".