موقع النيلين:
2025-12-13@12:35:23 GMT

عادل الباز: ما الجديد في رحلة البرهان لنيويورك؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

1 الجديد هو التوقيت ، وهي اللغة التي تحدث بها ، وهي بعض المواضيع التي تطرق لها في خطابه في الأمم المتحدة، وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب الخطاب، الجديد هو الاستقبال الذي حظي به من جماهير الجالية هناك، كذلك سمع العالم لأول مرة حكاية حرب الجنجويد وماذا فعلت بالسودانيين.
2
من حيث التوقيت، فإن مغادرة قائد دولة إلى خارج بلاده وسط معمعة حرب مشتعلة في طول البلاد وعرضها فإن ذلك يعني أن القيادة ليس لديها ماتخاف عليه او منه، و يشي ذلك بأن ثقتها متوفرة في كل القيادات التي تتولى أمر البلاد وتدير المعركة على الأرض، وكما يشير السفر في هذا التوقيت إلى الاطمئنان على الأوضاع في كافة جبهات القتال، وخاصة وسط تسريبات بقرب بسقوط الفاشر خلال الأسبوع الماضي.


الملاحظة الثانية في التوقيت الذى تزامن مع انفتاح كبير وغير مسبوق للجيش في كافة المحاور، إذ استطاعت القوات المسلحة السيطرة على 90% من الكباري ومداخل الخرطوم، وكأن السفر كان مخططاً له او هو جزء من عملية التمويه الواسعة التي قامت بها القوات المسلحة وهي تستعد للعبور الكبير.
3
الملاحظات حول اللغة، هى لغة الواثق من النصر أو هي لغة المنتصر، إذ أنطلق الخطاب من منصة الهجوم، فهاجم المليشيا وداعميها الإقليميين قائلاً (العدوان المدمر الذي تقوده مليشيا الدعم السريع مسنودة بدول في إقليمنا وفرت لهم الدعم المالي وسهلت لهم تجنيد وترحيل المرتزقة والسلاح مما تسبب في قتل عشرات الآلاف وتهجير ملايين السودانيين)، مشيراً لرصد جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري وإبادة جماعية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع.
ثم هاجم المجتمع الدولي الذي وقف صامتاً أمام جرائم الجنجويد التي هي ضد كل الشرائع والقوانين الدولية حين قال (أنا أتساءل هنا لماذا لم تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها رغم كل ما ذكرت وشاهد العالم من إرتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتلك المجموعة ترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية هذا الأمر يعزز ما ذكرته من ضرورة إصلاح مجلس الأمن حتى لا تصبح إزدواجية المعايير والإفلات من العقاب والمساءلة سمة من سمات هذه المنظمة).
واصل الرئيس البرهان في أكثر من فقرة في الخطاب هجومه غير المسبوق على سياسات وممارسات المؤسسات الدولية قائلاً (إن تنامي تصرفات الانفراد خارج نطاق الأمم المتحدة بما يتنافى مع الميثاق والقانون الدولي واستخدام وسائل وآليات الإكراه السياسي والاقتصادي لتحقيق أهداف سياسية تساهم بشكل رئيسي في زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وإشعال الحروب كما أن الانتقائية وازدواجية المعايير باتت السمة الغالبة في العلاقات الدولية). في المؤتمر الصحفي الذي عقد بنيويورك امس واصل الرئيس إفاداته وأبدى استغرابه من موقف المجتمع الدولي وقال إن ما يجري هو وجه من وجوه الاستعمار الجديد. واللافت والجديد أيضاً في المؤتمر الصحفي هو حديثه عن تورط الإمارات، إذ لأول مرة يذكر الرئيس البرهان الإمارات بالإسم كدولة متورطة في الحرب في السودان حين قال(هناك أدلة كثيرة تثبت تورط دولة الإمارات في حرب السودان، مشيراً لرصد حركة الطيران بنقل الأسلحة للمليشيات من الإمارات ليوغندا ثم إلى تشاد وهو أمر أثبتته تقارير الأمم المتحدة.
4
ملاحظة أخرى من المهم رصدها أيضاً، هو إلحاح الرئيس على موضوع تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية، إذ كرر تلك المطالبة في خطابه ثلاثة مرات مشدداً على ضرورة تصنيف المليشيا المتمردة على الدولة، كميليشيا إرهابية لأنها اقترفت كل ما تقوم به المجموعات الإرهابية في العالم. قائلاً (ما رصد لها من جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري وإبادة جماعية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع يوجب تصنيفها كجماعة إرهابية، فهي تمارس جميع هذه الجرائم باستمرار وبكل أسف تجد الدعم والمساندة من دول في الإقليم تمدهم بالمال والمرتزقة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في تحدٍ صارخ للقانون والإرادة الدولية) .
5
أخيراً كان مدهشاً ذلك الاستقبال الحميم الذى تلقاه الرئيس البرهان من أفراد الجالية السودانية أمام مبنى الأمم المتحدة، إذ لأول مرة يتلقى رئيس سوداني مثل هذا الاحتفاء وكان عهدنا دائماً أن الرؤساء يستقبلون بالهتافات المعارضة لسياساتهم.
المهم أيضاً أن كثير من الرؤساء الذين التقاهم البرهان قد سمعوا منه مباشرة قصة الحرب وكذلك الصحفيين.
6
بهذه الزيارة والخطاب واللقاءات، تم دق آخر مسمار في نعش الشكوك حول شرعية الحكومة والتخرصات التي روجها أعداء السودان وعملاء الغرب وعبيد الدراهم، ها هو الرئيس البرهان يؤكد شرعيته الدولية ويصعد أعلى منظمة في العالم ليخاطب العالم والأمم “غير المتحدة” لا لكي يداهنها ويخضع لترهاتها وتصوراتها وظلمها، بل ليهاجمها ويعرّي ممارساتها ومواقفها وسياستها تجاه ما يجري في السودان مطالباً المنظمة الدولية بإصلاح نفسها قبل أن تسعى لإصلاح العالم.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس البرهان الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

عادل نعمان: فكر ابن رشد انتصر في أوروبا .. والتخلف الفكري عندنا بسبب ابن تيمية

أكد الدكتور عادل نعمان، الكاتب والمفكر، أن الواقع الفكري في العالم العربي كان سيختلف جذريًا لو أن المدرسة الاعتزالية استمرت ولم يتم القضاء عليها، مشيرًا إلى أن القرار السياسي عبر التاريخ كان هو العامل الحاسم في توجيه مسار الدولة والفكر معًا.

 المعتزلة والخليفة

وقال خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد» إن الصدام الذي وقع بين المعتزلة وبين الخليفة المتوكل أدى إلى ملاحقتهم والقضاء عليهم، ما دفع بعضهم إلى اللجوء للتيار الشيعي بدافع التقية.

وأضاف أنه لو لم تظهر أفكار أبو حامد الغزالي وما تبعه من تيارات سلفية متشددة لتغير المشهد الفكري العربي تمامًا.

دار الإفتاء تبحث مع وفد الشباب والرياضة تنفيذ البرامج والمبادرات المشتركةحكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيب

وشدد على أنه يعتمد العقل أساسًا للحكم على المسائل الخلافية، مستشهدًا بكلام الفيلسوف ابن رشد: "لا يمكن أن يعطينا الله عقولًا نفكر بها، ثم يضع شرائع تخالف هذه العقول".

وأوضح أن فكر ابن رشد انتصر في أوروبا، بينما ساد فكر ابن تيمية في العالم الإسلامي، وهو ما يعتبره أحد أسباب التخلف الفكري الحالي.

وأشار إلى أن ابن تيمية نفسه وُجهت إليه اتهامات بالزندقة في عصره، وتعرض للسجن 5 مرات، مؤكدًا أن استدعاء أفكاره في سبعينيات القرن الماضي كان لأسباب سياسية مرتبطة بمواجهة الاتحاد السوفييتي، حيث جرى جمع الأفكار المتطرفة كافة في كتب وُزعت على المقاتلين المتجهين إلى أفغانستان.

وأضاف أن الأحفاد اليوم يتعاملون مع هذا الميراث الفكري وكأنه الدين ذاته، رغم أنه نشأ لظروف سياسية وعسكرية مختلفة تمامًا. 

وأكد أن ابن تيمية عاش ظروفًا قاسية خلال فترة التتار، ولم يرَ العالم إلا بمنطق الثنائية نحن والعدو، ولذلك جاءت فتاواه مرتبطة بالحرب والصراع.

طباعة شارك عادل نعمان العالم العربي المدرسة الاعتزالية القرار السياسي التاريخ

مقالات مشابهة

  • اختيار الأمم المتحدة.. مصر أول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة CHAMPS لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • الدولية للهجرة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
  • الهجرة الدولية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
  • عادل نعمان: فكر ابن رشد انتصر في أوروبا .. والتخلف الفكري عندنا بسبب ابن تيمية
  • الدور الحقيقي للمنظمات… والدور المنقذ الذي قامت به هيئة الزكاة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي