صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-03@04:36:03 GMT

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

عبد الرحمن الراشد

مجرياتُ الحربين في غزةَ ولبنانَ ستعيد ترتيباتِ الصّراعِ الإيراني الإسرائيلي. كيف؟

إسرائيلُ لم تتركْ كثيراً من الخياراتِ أمامَ طهران. لا ننسَى أنَّ غزوَها لبنانَ عام 1982 قضَى على «فتح» الفلسطينيةِ كحركةِ كفاحٍ مسلَّح.

في الأشهرِ الماضية، إسرائيلُ قامت بتدميرِ حركةِ «حماس» وأخرجتْها من الصّراع.

كمَا قضتْ على معظمِ قدراتِ «حزب الله»، أسلحةً وقياداتٍ، عطَّلتْه كقوةٍ مسلَّحةٍ يمكن لإيرانَ أن تهدّدَ بهَا إسرائيلَ لسنواتٍ مقبلة. نحو عشرين عاماً من البناءِ العسكري الإيراني لمنظومتِها الخارجيةِ المسلحة، معظمُه يتهاوَى في إطارِ المواجهةِ مع القوَّةِ العسكريةِ الإقليميةِ الأكبر في المنطقة.

الفارقُ بينَ حربِ 2006 والحربِ الحالية، أنَّ إسرائيلَ خطَّطت بشكلٍ دقيقٍ للقضاءِ على قياداتِ «حزب الله». هذه الحربُ عنيفةٌ وداميةٌ، لكنَّها أقلُّ دماراً من سابقتِها، لأنَّ معظمَ الهجماتِ العسكريةِ جاءتْ موجهةً ضد «حزب الله»، قياداتِه وأسلحتِه وحاضنتِه الشعبية. في الحربِ الماضية بلغَ عددُ النازحينَ الذين دفعتهم إسرائيلُ للهروبِ نحوَ مليون مهجَّر، في هذه الحرب نحو مائتي ألفٍ حتى الآن. وكانَ عددُ الضحايا ثلاثَ مراتٍ أكبر في الحربِ الماضية، وفقَ الإحصاءاتِ المتاحة. لكنَّ معركةَ اليومِ أخطرُ على الحزبِ من كلّ مواجهاتِه السابقة.

«حزب الله» هو أهمُّ الأصولِ العسكريةِ الإيرانية في الخارج، ولم يفلحْ قرارُه بالامتناعِ عن خوضِ حربِ غزة من استهداف إسرائيلَ له. لقد عزمَ الإسرائيليون منذ أكتوبر (تشرين الأول) على القضاءِ على قدراتِ الحزب، مع أنَّه لم يشاركْ في الهجوم ولم يساندْ «حماس» لاحقاً. ويمكنُ القولُ بعد جولاتٍ عديدةٍ من الهجمات إنَّ معظمَ قادتِه قضَوا من دون أن يحاربوا، ومعظمَ أسلحةِ الحزب دُمّرت وهي في مخازنِها. يَا له من موقفٍ صعب، يذكرُنا بالهجومِ الكاسحِ في حربِ 1967 حيث تمَّ تدميرُ القواتِ الجويةِ والأرضيةِ لمصرَ قبل أن تتحرَّك.

السؤالُ: هل حانتِ اللحظةُ التي ينتظرُها الجميعُ منذ سنواتٍ وهي أن تصلَ طهران، صاحبةُ القرار، إلى القناعةِ بالتَّخلِي عن أصولِها العسكرية، وتحديداً «حزب الله»؟

أجزمُ أنَّ إيرانَ لم تصلْ إلى مرحلةٍ ستتخلَّى فيها عن «حزب الله»، ولن تتخلَّى عنه، إلَّا عندمَا يحدث تغييرٌ كبيرٌ في طهران، ولا نتوقَّعُ ذلك مع القيادةِ الحالية.

الأرجحُ أنَّ طهرانَ تدركُ وتلومُ قيادةَ «حزب الله» العليا على الفشلِ الرهيب، الاختراقاتِ وإدارة المواجهة، وقد تتعرَّضُ لتغييراتٍ قياديةٍ جذرية حالَ قرَّرت إيران إعادةَ تأهيلِ الحزب. لا ننسَى أنَّ «حزب الله» يقوم بمهامَّ إيرانيةٍ في سوريا والعراق واليمن، وسيستمر في تنفيذِها.

والمتوقع أن تخفّضَ إيرانُ مستوى صراعِها ضد إسرائيل، سواء بسببِ الهزائمِ المتكررة، حيث فقدتْ جناحيها العسكريين اللبنانيَّ والفلسطينيَّ، أو انسجاماً مع توجُّهِ إيرانَ الجديدِ بتحسين العلاقةِ مع الرئيسِ الأميركي المقبل.

لا بدَّ أنَّ القيادةَ الإيرانية تُدرك جيداً أنَّ توازنَ القوةِ مع إسرائيل لم يعدْ في صالحِها. حربُها الثالثةُ مع إسرائيل أظهرت أربعَ حقائق: أوَّلُها أنَّ إسرائيلَ قادرةٌ على خوضِ حربٍ طويلة، هذه الحربُ ستكملُ نحوَ سنة. الثانية: أنَّ الرأيَ العامَّ الإسرائيليَّ تغيَّر وأصبحَ مع الحرب، وله إجماعٌ في الشَّارعِ الإسرائيلي يساندُها. ونتيجة لهذا أصبحَ نتنياهو زعيماً تاريخياً عند مواطنيه بعد أن كانَ مكروهاً. الثالثة: أنَّ إسرائيلَ لم تعدْ تبالي كثيراً بخسائرِها البشريَّة، حيث وقعَ آلافُ القتلى في صفوفِها، وهو الأكثر في تاريخ حروبها، ومع هذا فَتحت جبهة لبنانَ بعد غزة. الرابعةُ: أكَّدتِ الحربُ الحاليةُ حقيقةَ أنَّ إسرائيلَ أصبحت قوةً عسكريةً واستخباراتية لا تُقارع، بهجماتِها على إيران وسوريا ولبنانَ واليمن الحوثي وغزة.

* نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومإسرائيل إيران الحوثي اليمن بنيامين نتنياهو حركة فتح حزب الله حماس سوريا غزة لبنان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إسرائيل إيران الحوثي اليمن بنيامين نتنياهو حركة فتح حزب الله حماس سوريا غزة لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

واجبات الملة نحو ثغورها الشرقية

قلعة كشمير

المقارنة السريعة بين البلدين وفق المعايير الكمية تمنح الهند تفوقا على باكستان، لكن الأمر قد يكون مختلفا إذا ما استحضرنا البعد الروحي الذي تملكه الثقافة الباكستانية والذي يفتح لها أبواب الدعم من العالم الإسلامي كله، والشيء الآخر، له صلة بقادة البلاد العسكريين والمدنيين، فهم رغم تصارعهم العبثي على الحكم يملكون حسا عاليا من المسؤولية اتجاه بلدهم، وليسوا في وارد بيع الأوهام أو المتاجرة بالدماء أو الولاء للأجنبي على حساب مصالحهم الوطنية.

كلمة السر عند أولئك الذين قاموا بالعملية ضد السياح الهنود في كشمير فقتلوا من قتلوا، ونسخة منها لدى المحرضين عليها. لا أظن بأن باكستان ضالعة بقوة في العملية، أو أنها ساعية وهي في الوضع الحالي إلى مواجه شاملة مع الهند، ما يحيل الكلام على مصالح الصين وربما الولايات المتحدة في تفجير اللغم في هذا الجيب الخطير، المراد له أن يستنزف قوى عظمى ساعية بجد نحو الريادة العالمية.

المسلمون تحت الاحتلال الهندي في كشمير لا ينبغي أن يكونوا وحدهم في هذه المعركة غير المتكافئة، واجب الباكستانيين والدول الإسلامية كتركية وإيران في النصرة لا بد منه لتحرير هذه البلاد الجميلة؛ وما النصر إلا من عند الله، ينصر من يشاء.

السلام على تخوم العالم الإسلامي شرقا لا مفهوم له، لأنها ثغور ولا تزال كذلك وستبقى، والسبب أن الذين يلوننا من الهندوس لا اعتقاد لديهم بمسالمة المسلمين البتة، فلم الأوهام؟ وإنها لفرصة ذهبية للجيوش المسلمة وهي على جبهات المواجهة الخالصة كي تختبر الحروب الحقيقية فلا تلين جلودها وتبدن، كما هو الحال مع الجيوش العربية المجاورة لفلسطين، فلا حروب خاضتها إلا حروبا أهلية، ولا مناورات حقيقية إلا تمرينات استعراضية. وإن سيف الله المسلول خالد بن الوليد (رضي الله عنه) قضى وهو غير راض عن نفسه، وقد شهد زهاء مئة زحف أو يزيد، وما من موضع بجسده إلا وفيه رمية بسهم أو ضربة بسيف أو طعنة برمح.

عندما ينجلي من دبر قتل السياح الهنود، ندرك الغاية من دفع البلدين إلى الاقتتال، والتلميح إلى "عسكر طيبة" سابق لأوانه. المهم أن كرة النار تكبر، وقد تمس الصين، وربما كانت هي أيضا مقصودة بهذه الحرب لاستنزافها، فللغرب مصلحة كبيرة في هذا الاصطدام. المسلمون قوتهم في وحدتهم على الإسلام نفسه لا على المصالح المادية، وإخضاعهم للتقسيم الجبري بين دول ثلاث أقوى دليل ذلك. ووحدة الهندوس داخل الهند مدعاة لتقارب المسلمين في منطقة كانت تاريخيا درع العالم الإسلامي من جهة المشرق.

المسلمون قوتهم في وحدتهم على الإسلام نفسه لا على المصالح المادية، وإخضاعهم للتقسيم الجبري بين دول ثلاث أقوى دليل ذلك. ووحدة الهندوس داخل الهند مدعاة لتقارب المسلمين في منطقة كانت تاريخيا درع العالم الإسلامي من جهة المشرق.النووي سلاح رادع يعطل توسيع الحرب، ولا يمكن التجرؤ على استخدامه لأن الخصم يمتلكه أيضا. أظن بأن البطل الحقيقي في هذه المنازلة الخاطفة هو الاستعداد الجيد لها، والاصطفاف الإسلامي معها، بطل حي تختزنه الأمة على جبهتها الشرقية، ولا تجد له مثيلا على جبهتها الداخلية.

أقصد بالعالم الإسلامي الأمة بثقلها الشعبي لا الأنظمة التي هي في حكم المنتهي ـ وإن كان في بعض ولاة أمرها خير ـ ففي صفوف الأمة من لو أقسم على الله لأبره؛ فعندما يقف المسلمون بلا استثناء مع باكستان وينزل الله نصره سيفرح هؤلاء المؤمنون بنصره. فلا نستصغرن ذلك الأمر.

الظهير التركي

تفكيك الهيكل الحزبي وتوقيف نشاطاته المدنية والعسكرية شيء، والمراجعة الفكرية لخيارات أهلنا الأكراد في التمايز عن أمتهم في كيان مستقل شيء آخر تماما. بمعنى أنه خلال العقود الأربعة الماضية تربى جيلان على الأقل على فكرة ليست بالضرورة صحيحة، وليس حل الحزب الكردستاني ببيان من زعيمه كاف وحدة ليصحح الأتباع نظرتهم إلى البنية الثقافية للأمة، التي دفعت بواحد منهم هو الناصر صلاح الدين ليكون قائدا فذا ورمز ملهما للأمة كلها بلا استثناء إلى يوم القيامة، وليت أحبتنا الكرد يعيدون الكرة مرة أخرى.

تخلي حزب العمال عن "الكفاح" المسلح من أجل قضية جدلية تتعلق بالقومية الكردية ليس نهاية المطاف، ما دامت بذور المشكلة لا تزال حية. وما دامت المتغيرات السياسية على صعيد المنطقة التي نشط فيها الحزب غير مستقرة. وباستدارة حلقة الحصار عليه كاملة بعد سقوط النظام في سورية واستعداد الولايات المتحدة لتسليم مواقعها للحكام الجدد فيها غدا الحزب محاصرا لا ظهير له، فاطلق نداءه ليستبقي على نفسه؛ لذلك فلن يسلم الحزب إلا بعضا من سلاحه ولن يتخلى عن حاضنته الشعبية التي رباها على فكرة محددة، أذكت شعلتها سياسة التتريك عموما، والأيديولوجية القومية الشيوعية من جهة ثانية، وهما لا تزالان تؤثران، حتى غدت المنطقة مرتعا للأجندات الخارجية وأهلها وقودا لنارها.

يجب على الجميع التخلي عن الأطروحة القومية والاندماج بفعالية في الفكر الأممي. إنه ليس من مصلحة الأكراد والأتراك أن يظلا قابعين في خنادق ضيقة ملتوية يترامون بالسهام القاتلة، من بعد حياة طيبة عاشها أجدادهم قبل أن تبدل دار الخلافة العثمانية بدار كأنها لا تسع إلا الأتراك. ولقد صدق من أرجع هذا الاصطفاف المشين إلى سياسة التتريك والردة عن الإرث العثماني وتحويل أبجديته إلى اللاتينية، لتلقي الأتاتوركية بشعبها في مهب الثقافات الأجنبية.

الدمار الذي لحق قطاع غزة فرصة سانحة لإعادة إعماره مستقبلا بطريقة أفضل مما كان، والأفضلية لا تعني حشد الناس في تجمعت كأنها غابات إسمنتية، بل انتشارهم وتباعدهم واتصالهم بطريقة حربية، وذلك فن معماري قائم بذاته. لا أسف على الشهداء، فالجنة خلقت طيبة واسعة الأرجاء، ولا بد أن يعمرها أناس قادمون إليها من الأرض.تستحق مبادرة حزب العمال من الجميع سلطة وشعبا ميثاق شرف، يعمد على أعتاب القبر الشريف بالمدينة المنورة في إناء ينضح بالشرف الرفيع الذي يعرفه الناس عن الإخوة الأتراك والأكراد، ميثاق يعود بالخلاف إلى أسبابه الجوهرية، فيعالجها بترياق يجتث الورم من جذوره: (الارتهان للفكر القومي، والتنكب عن ميراث النبوة، وتحييد الثقافات الأصيلة لمصلحة المستورد من الغرب، وعدم الأخذ بالعدل في الحكم). ترياق مضاد لكل هذه المخاطر يجب على الأمة الواحدة أن تتعاطاه على الدوام، وتدخر منه للأجيال القادمة ما بقي الليل والنهار.

ومن اللازم أن تتعامل السلطات التركية مع حطيم حزب العمال الكردستاني، وقد فكك هياكله كما ذكر، لا على أنه ردم زلزالي يجب جرفه، بل أنقاض صالحة للتدوير على أساس حركة تصحيحية لتلكم الانحرافات آنفة الذكر. ولتفتح أبواب التثاقف الاجتماعي على مصارعيها، وليول على كل ناحية من الحكم شخصيات جامعة توزن بعيار العلم والصلاح؛ فالنهضة المنشودة لا تبنى على التنمية والرفاه وحدهما، بقدر ما تحتاج إلى طموحات تطاول الوحدة والتحرير.

وحدة الثغور

الدمار الذي لحق قطاع غزة فرصة سانحة لإعادة إعماره مستقبلا بطريقة أفضل مما كان، والأفضلية لا تعني حشد الناس في تجمعت كأنها غابات إسمنتية، بل انتشارهم وتباعدهم واتصالهم بطريقة حربية، وذلك فن معماري قائم بذاته. لا أسف على الشهداء، فالجنة خلقت طيبة واسعة الأرجاء، ولا بد أن يعمرها أناس قادمون إليها من الأرض. التعويل على القوات الرسمية "فالج لا تعالج"، لكن النشامى في مصر كما في الأردن ولبنان يمكنهم القيام بما هو واجب عليهم لفلسطين في كل آن وحين.

ليست الحرب الجارية على الأراضي الفلسطينية أول حرب ولن تكون الأخيرة، إنها ثغر من ثغور الإسلام، والجهاد بها ماض إلى قيام الساعة، حينها فقط ستكون المنازلة الخاتمة مع الصهاينة. وعلى طول التاريخ الإسلامي في فلسطين وغيرها حدثت حروب وسقط فيها الكثير وانتهت المعارك بنصر المؤمنين، وكلما تحققت شروط النصر التي يريدها الله اقترب وعده، ولنا في حنين أسمى العبر. فلم العتب على من توانى عن واجبه؟ ولم الأسف على ما يبذله الغزاويون؟ إن من عرف ما قصد، هان عليه ما وجد.

مقالات مشابهة

  • إيران: أي إجراء متهور من إسرائيل سيقابل برد صارم
  • إيران تعيد تموضع نفسها لمواجهة صعود إسرائيل وتركيا
  • ماذا يعني تجنيد إسرائيل لمرضى نفسيين في جيشها؟
  • بالفيديو.. بري يعلن مواجهة إسرائيل بـموقف
  • واجبات الملة نحو ثغورها الشرقية
  • إسرائيل تُطلق إنذاراً نووياً.. إيران تقترب من العتبة الحمراء!
  • مصدر مطلع:مقاطعة معظم الأحزاب الكردية لاجتماع البارزاني
  • سرّ لافت يكشفه حزب الله
  • أخبار العالم | ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصلب.. إسرائيل ترفض دخول وزراء خارجية عرب إلى رام الله.. إيران تحذر أمريكا من الخط الأحمر النووي
  • غزة ومصر: ماذا تريد إسرائيل من مصر؟