ألمح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الاثنين، إلى أن الجيش يعتزم تنفيذ اجتياح بري وشيط لجنوب لبنان، ضمن المواجهة المستمرة مع حزب الله.

 

وأجرى غالانت، الاثنين، جولة بالقرب من الحدود الشمالية (لبنان)، حيث التقى بمقاتلي اللواء 188 ولواء غولاني، وفق موقع "واينت" الإخباري العبري.

 

وقال للجنود، وبينهم جنود من سلاح المدرعات: "القضاء على (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله خطوة مهمة للغاية، لكنها ليست كل شيء".

 

والجمعة اغتال الطيران الحربي الإسرائيلي نصر الله وقادة آخرين في الحزب، خلال غارة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

 

سنستخدم كل الإمكانيات

 

وأضاف غالانت: "سنستخدم كل الإمكانيات التي لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ما تعنيه القدرات، فهي كل القدرات، وأنتم جزء منها".

 

وتابع: "أقول هنا للجنود الاحتياط والنظاميين: كل ما يجب القيام به سيتم، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال (أكثر من 100 ألف نازح) إلى منازلهم".

 

غالانت استطرد: "مستعدون لبذل كل جهد ممكن (...) وسنقوم بتفعيل كل ما هو ضروري، قواتكم والقوات الأخرى، من الجو والبحر والأرض".

 

من جانبه، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تشن توغلًا بريًا وشيكًا في جنوب لبنان، على أن يكون محدودًا مقارنة بما كان مخططًا له في الأصل عقب المناقشات بين البلدين في نهاية الأسبوع الماضي.

 

"ومن شأن التوغل البري المحدود أن يستهدف البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ونفذت القوات الخاصة الإسرائيلية بالفعل عمليات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري إسرائيلي محتمل"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومصدرين مطلعين على الأمر.

 

وبعد العمليات في القرى اللبنانية على طول الحدود المعروفة باسم الخط الأزرق، من المتوقع أن تتراجع القوات الإسرائيلية، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

 

وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن النية القيام بعملية تشبه تلك التي استمرت 34 يومًا في لبنان في عام 2006، بل إنها نسخة مخففة بشكل كبير مما كان مخططًا له سابقًا.

 

لكن المصدر حذّر من أن المسؤولين الأمريكيين قلقون من أن ما يمكن أن يبدأ كهجوم محدود قد ينتقل إلى عملية أكبر على المدى الطويل، وقال المسؤول الأمريكي إن هذه المخاوف تجري مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي.

 

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع الحزب قبل نحو عام، ما أسفر حتى عصر الاثنين ما لا يقل عن 962 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا.

 

فيما يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء المدن المحتلة ومستوطنات الشمال، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

 

ومنذ أيام تتواتر تحليلات إعلامية إسرائيلية عن أن الجيش يستكمل استعداداته لتنفيذ اجتياح بري، في انتظار موافقة من الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.

 

والأحد، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية قد يكون وصل إلى "مليون شخص"، معتبرا أن عملية النزوح ربما هي "الأكبر" في البلاد.

 

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين.

 

وللقبول بوقف إطلاق نار، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس، في رسائل أرسلها إلى نظرائه في 25 دولة، تحريك "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، حسب هيئة البث العبرية (رسمية) الاثنين.

 

ولاحقا، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، في كلمة متلفزة الاثنين، أن الحزب مستمر في عمليات "المقاومة" ضد إسرائيل؛ لإسناد قطاع غزة والدفاع عن لبنان، وذاك رغم اغتيال نصر الله.

 

فرنسا تحث على الامتناعي عن أي اجتياح

 

وفي غضون ذلك، حث وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، الاثنين، إسرائيل على الامتناع عن أي "اجتياح بري" في لبنان، وسط تواصل تصعيد عنيف من تل أبيب على مناطق عديدة في البلد العربي.

 

وفي مؤتمر صحفي من مقر السفارة الفرنسية بالعاصمة بيروت، قال بارو: "مستعدون للمساعدة قي تطبيق القرار 1701 (بشأن وقف الأعمال القتالية جنوب لبنان) وسنعزز دعمنا للجيش اللبناني".

 

وحث الوزير الفرنسي في حديثه إسرائيل "على الامتناع عن أي اجتياح بري في لبنان وعلى وقف إطلاق النار".

 

الوزير الفرنسي دعا في مؤتمره الصحفي جميع الأطراف إلى "انتهاز الفرصة الآن للقبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي لا يزال مطروحا على الطاولة، ولا يزال هناك أمل، لكن لم يبق إلا القليل من الوقت".

 

وشدد على أن "المسؤولين اللبنانيين يدعمون المبادرة الفرنسية- الأمريكية"، وقال: "نحن نتواصل يوميا مع السلطات الإسرائيلية، وندعوها إلى اعتماد هذه المبادرة والامتناع عن اجتياح بري".

 

وفجر الخميس، دعا بيان مشترك صدر عن 12 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، لإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية.

 

وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، أضاف بارو: "ثمة حلول دبلوماسية في لبنان رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت".

 

والأحد، بدأ بارو زيارة للبنان لم يُعلن عن مدتها ولا برنامجها، التقى خلالها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: لبنان اسرائيل حزب الله حسن نصر الله الكيان الصهيوني اجتیاح بری فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير في الشؤون الإسرائيلية: إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران

قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين الأخيرة تحمل أبعادا مهمة تتعلق بمثلث إيران إسرائيل والولايات المتحدة.

وأوضح مصطفى في مقابلة مع الجزيرة نت أن إسرائيل تدرك منذ البداية أن الولايات المتحدة تستعملها أداة ضغط على إيران من أجل التوقيع على اتفاق نووي، وذلك عبر التهديد بهجوم إسرائيلي مرتقب في حال فشلت المحادثات.

وأضاف أن الإدارة الأميركية تعمل على نشر أو تسريب المحادثات مع إسرائيل لإيصال رسالة إلى إيران مفادها أن البديل عن الاتفاق سيكون ضربة عسكرية إسرائيلية كبرى تستهدف عموم إيران ومشروعها النووي خصوصا.

ورأى مصطفى أن إسرائيل واعية لهذا الأسلوب، لكنها في المقابل تستفيد منه دون علم واشنطن، إذ تعزز هذه التسريبات شرعية شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران إذا فشلت المباحثات النووية.

وأكد أن إسرائيل تستعد فعليا لهذا الهجوم، بل وتتوق إلى تنفيذه، مشيرا إلى أنه يحظى بإجماع سياسي واسع داخل إسرائيل، والأهم من ذلك أنه يحظى بتأييد من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يمثل تحولا كبيرا، حيث كانت هذه المؤسسة تتحفظ على مثل هذا الهجوم في السابق ودعمت الاتفاق النووي لعام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 بتحريض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إعلان

وأوضح مصطفى أن هذا الموقف تغير اليوم، حيث باتت المؤسسة العسكرية تدعم تنفيذ هجوم على إيران، لكن إسرائيل لن تقدم على ذلك دون موافقة أميركية صريحة.

وأضاف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن المحادثات ستفشل، وأن إسرائيل لن تنتظر طويلا بعد ذلك لتنفيذ الهجوم، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، سواء أجريت في موعدها المقرر في أكتوبر/تشرين الأول 2026، أو تم تقديمها في حال تم حل الكنيست نتيجة الأزمة المستمرة بشأن قانون تجنيد الحريديم.

مقالات مشابهة

  • ترامب: ما يحدث في لوس أنجلوس "اجتياح من قبل أعداء أجانب"
  • خبير في الشؤون الإسرائيلية: إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران
  • الجميل: لبنان لن يرتاح من ضربات إسرائيل وسط تمسك الحزب بسلاحه
  • تل أبيب وواشنطن تطالبان بيروت بتسيلم ياباني نفذ هجوما قبل 53 عاما
  • هو قياديّ... توقيف عميل في لبنان وهذا ما أبلغه إلى إسرائيل
  • واشنطن تربط انسحاب إسرائيل بسحب سلاح حزب الله
  • واشنطن تربط انسحاب إسرائيل من الجنوب بسحب سلاححزب الله
  • إسرائيل وواشنطن تقرران إنهاء مهمة قوة يونيفيل جنوب لبنان
  • نجاة عروسين من موت وشيك بعد احتراق سيارة الزفة .. فيديو
  • أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة