يمانيون – متابعات
تعرضت اليمن لسنوات طويلة لغزو أمريكي سعودي استهدف البلد في ثقافته الدينية وهويته الإيمانية المستوحاة من حديث الرسول الأكرم الإيمان يمان والحكمة يمانية.

وتفضح اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية هذا الدور، فالوسط الثقافي اليمني كان عرضة للتدخلات الأمريكية الخطيرة، والتي أوصلت بعض اليمنيين إلى حافة الهاوية، والخروج من المبادئ والثقافات التي تربوا عليها، والتأثر بالثقافات الغربية وما تمليه عليهم أمريكا وأذنابها.

ويؤكد مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل أن اليمن ظلت عرضة للغزو الثقافي من قبل الاستخبارات الأمريكية والسعودية طيلة الأنظمة السابقة إلى ما قبل ثورة الـ 21سبتمبر المجيدة.

ويوضح أن السفارة الأمريكية ركزت على استهداف الجانب الثقافي والتوعوي والإعلامي؛ كون هذا الجانب هو المعني بخلق الرأي العام وهو الذي يوجه الشعب ويصنع لديه القناعات”.

ويذكر أن الاستهداف الأمريكي للثقافة والهوية الإيمانية للشعب اليمني تمثل من خلال العديد من البرامج والمشاريع أبرزها التدخل في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات والمعاهد، مستدلاً بما ورد من اعترافات لشبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية حول استهدافها للجانب التعليمي، والثقافي للبلد والذي تم العمل عليه منذ سنوات طويلة، مبيناً أن إقرار شبكة التجسس حول الاستهداف الأمريكي للتعليم من المرحلة الأساسية وحتى الدكتوراه يثبت مدى المساعي الأمريكية لتجهيل الشعب اليمني وتمييعه وجعله تابعاً للخارج.

ويشير الطل إلى أن الاستهداف الأمريكي للجانب الثقافي والإيماني لم يقتصر على الجانب التعليمي فحسب، وإنما حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف ثقافة وهوية اليمن من عدة مشاريع وبرامج كالتعّمد الأمريكي على محاربة المبدعين والمبتكرين وأصحاب المشاريع الإنتاجية وغيرهم من العباقرة والأذكياء وذلك من خلال تهميشهم أو ابتعاثهم للخارج.

ويلفت إلى أن الأمريكيين استهدفوا الثقافة الإيمانية، والمناهج الإسلامية للشعب اليمني وذلك من خلال حذف الآيات والأحاديث التي تحض على الجهاد ضد اليهود والنصارى، وكذا حذف الآيات والأحاديث التي تكشف الوجه الحقيقي لليهود والنصارى، موضحاً أن الغزو الثقافي الإيماني الذي حصل للشعب اليمني قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نشر الثقافات المغلوطة من فكر الوهابية والتكفيرين، و أن الأنظمة السابقة سمحت للتكفيريين بنشر ثقافتهم المغلوطة، والعقائد الباطلة من خلال الدروس وحلقات القرآن الكريم وخطب الجمعة.

ويذكر أن التكفيرين نشروا العديد من البرامج التي تهدف لفصل الشعب اليمني عن هويته الإيمانية وعن ثقاته القرآنية والارتباط بالنبي الأكرم وآله الأطهار، بل وصل الحال إلى أن تقيم السفارة الأمريكية الورش والدورات الثقافية لخطباء المساجد لتكون خطبة الجمعة وفق ما يريد الأمريكي.

ويتطرق إلى أن الجانب الإعلامي تعرض خلال الأنظمة السابقة للاستهداف الأمريكي، حيث كان يستخدم السفير الأمريكي القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية لنشر الثقافات المغلوطة على المستوى الثقافي والإيماني والمجتمعي، وذلك بما يحق أهدافه الأمريكية والمتعارضة مع مبادئ وأخلاق وثقافات وهوية الشعب اليمني.

ويشير إلى أن الأمريكي حرص على مدى سنوات من الزمن لتوظيف وسائل الإعلام اليمنية لتبرير التدخل الأمريكي في اليمن وتلميع صورته الإجرامية، إضافة إلى بث المسلسلات والأفلام والبرامج التلفزيونية والأغاني الفاسدة، وكذا نشر الدعايات والأكاذيب والتبريرات الزائفة لفساد الحكومة وعمالتها للأمريكان ومحاوله اقناع الشعب بذلك.

وعندما قام الشعب اليمني في 21 من سبتمبر بثورته الخالدة، والتي حققت له الحرية الكاملة والاستقلال الكامل وقطعت أيادي الوصاية الأمريكية والإسرائيلية، وامتلك الشعب قراره و من خلال الارتباط بالقرآن الكريم منهجاً، وبالنبي وأعلام الهدى قادة وقدوة استطاع هذا الشعب أن يحافظ على هويته، وأن يعزز الارتباط والافتخار بهذه الهوية بحسب ما يؤكده الدكتور الطل.

ويختتم الطل حديثه بالقول: ” ونحن نرى اليوم أثر هذا في تلك الحشود الهائلة المليونية التي احتفلت بمولد النبي الأكرم -صلوات الله عليه وآله- وكذلك نرى أثر هذه الهوية في مواقف الشعب اليمني وجهاده وصبره وتضحياته ونصرته لقضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونرى هذا الشعب يحمل الروحية الجهادية والاستعداد العالي للتضحية، وأصبح يشكل تهديداً حقيقياً للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا ما هو الا ثمرة من ثمرات الارتباط والحفاظ والاعتزاز بأعظم، وأقدس هوية الايمان يمان والحكمة يمانيه”.

بدوره يؤكد الناشط الثقافي إبراهيم غالب أن التدخلات الخارجية في البلد التي استمرت منذ عقود طويلة من الزمن وحتى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عملت على استهداف الجانب الثقافي والإيماني للشعب اليمني.

ويوضح أن الأنظمة السابقة قدمت تسهيلات كبرى للأجانب في استهداف الجانب الثقافي والهوية الإيمانية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن الاستهداف الثقافي للشعب اليمني وأنظمته الحاكمة قبل ثورة الـ 21سبتمبر تجسد من خلال الخنوع للخارج ممثلا بأمريكا وتحكمها بالقرار السيادي للبلد.

ويبين غالب أنه قبل ثورة 21 سبتمبر، عمل العدو الأمريكي بمختلف الوسائل والأساليب لسلخ شعبنا اليمني عن هويته الإيمانية، وفصله وإفقاده لهذه الهوية لكي نصبح أمة لا كيان لها ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال لها ولا منعة ولا قوة لها، فيسهل عليهم ضربنا والسيطرة علينا.

ويرى أن من أخطر أشكال الاستهداف للهوية الإيمانية لشعبنا ما يعرف بالحرب الناعمة التي تعد أخطر من الحرب العسكرية الخشنة؛ كونها تنسف القيم والمبادئ والأخلاق وتهدف إلى السيطرة التامة على الإنسان وتجريده من هويته وتفريغه من محتواه المبدئي والأخلاقي والقيمي فيصبح تائهاً ضائعاً مسلوب الإدارة؛ فيصبح مجرد دمية من السهل السيطرة عليه والتحكم به.

ويلفت إلى أن اعترافات الخلية التجسسية التي تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل كشفت العديد من المشاريع والبرامج الأمريكية التي تهدف لمسخ الشعب اليمني، وتضييع هويته الإيمانية وذلك من خلال شر الفساد الأخلاقي والثقافي والإيماني ونشر ثقافة الشذوذ الجنسي، مبيناً أن الأمريكيين بذلوا أموالاً طائلة، وخصصوا مؤسسات ومعاهد عملاقة بهدف تحقيق أهدافهم الرامية لمسخ الشعب اليمني.

ويوضح أن ثورة الـ21 سبتمبر عملت على تعزيز الهوية الإيمانية، وإعادة للواجهة بعد أن غيبت لسنوات طويلة؛ وذلك من خلال نشر الثقافة القرآنية، وتنشئة الجيل الصاعد تنشئة إيمانية قائمة على الهدى القرآني، والثقافة القرآنية على الدين المحمدي الأصيل، وثقافة أهل البيت -عليهم السلام- سفن النجاة”.

ويشير غالب إلى أن الحفاظ على الهوية الإيمانية المتمثلة في قول الرسول الأكرم : “الإيمان يمان والحكمة يمانية” جعلت ثورة الـ 21 سبتمبر عنواناً للحرية والاستقلال، والذي قاد الشعب اليمني لاتخاذ المواقف المشرفة في نصرة المستضعفين في غزة والدفاع عن المقدسات الإسلامية، ملحقاً هزيمة مدوية وفضيحة كبرى بقوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل.
—————————————————-
المسيرة / محمد حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الهویة الإیمانیة هویته الإیمانیة الشعب الیمنی للشعب الیمنی وذلک من خلال من سبتمبر قبل ثورة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد وحمدان بن محمد بن راشد يقومان بجولة في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي بالمنطقة الثقافية في السعديات

قام سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بجولة في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي بالمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات.

واطَّلع سموّهما، خلال الجولة، على أبرز المعروضات العلمية والتجارب التفاعلية التي يقدّمها المتحف، الذي تمتد مساحته على أكثر من 35,000 متر مربع، ويُعد أكبر متحف من نوعه في منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على المنطقة العربية، حيث يستعرض 13.8 مليار عام من التاريخ الطبيعي، منذ نشأة الكون والمجموعة الشمسية إلى تطوّر الحياة على الأرض وانتشار الديناصورات وانقراضها، وصولاً إلى التنوُّع البيولوجي لكوكب الأرض.

واستهل سموّهما الجولة بزيارة القاعة الرئيسية التي تحتضن أول عرض عالمي لقطيع من الديناصورات العملاقة، التي تقف عند مدخل المتحف لتُجسّد لحظة تاريخية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

كما اطّلع سموّهما على محتوى المتحف العلمي والتعليمي، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وترسيخ مفاهيم الاستدامة من خلال معروضات وتجارب تفاعلية تُلهم الزوّار والباحثين، لاستكشاف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وتشجيع أفراد المجتمع على التفكير العلمي والإسهام في حماية كوكب الأرض واستدامة موارده.

وأكَّد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، بما يضمُّه من اكتشافات فريدة ومعروضات تفاعلية، يعزّز دور دولة الإمارات وأبوظبي في مجالات العلوم الطبيعية ودراسة تاريخ كوكب الأرض، مشيراً سموّه إلى أن هذا الصرح الثقافي يقدّم فضاءً معرفياً رحباً يدعم الجهود الرامية إلى نشر الوعي والمعرفة بين أفراد المجتمع على المستويين المحلي والدولي حول الطبيعة وأهميتها والجهود الرامية إلى صون كوكب الأرض واستدامته.

كما أكَّد سموّه أن افتتاح هذا المتحف يُمكِّن الأجيال القادمة من أدوات المعرفة والبحث العلمي، من خلال إتاحة بيئة تعليمية مبتكرة تُحفِّز روح الاستكشاف وتُعزز البحث والدراسات في مجال العلوم الطبيعية، مشيراً إلى أهمية توظيف هذه المنصات الثقافية والعلمية في ترسيخ الوعي البيئي، وتعزيز ثقافة الاستدامة، وتحفيز أفراد المجتمع على التفاعل مع التحديات البيئية بمسؤولية وابتكار.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد يزور منصة وكالة الإمارات للفضاء ويطّلع على أبرز المشاريع والمبادرات الوطنية حمدان بن محمد يقدّم واجب العزاء في وفاة أسامة الشعفار

من جانبه، أكَّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الجولة، أن متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي يشكّل إضافة مميزة للمشهد الثقافي والعلمي المتنامي الذي تزخر به دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال ما يقدّمه من محتوى علمي وتاريخي يُعزز مكانة الدولة كوجهة عالمية للمعرفة والابتكار، منوّهاً سموّه بالدور المحوري الذي تضطلع به هذه المؤسسات الثقافية والعلمية في بناء مجتمع واعٍ قادر على استشراف المستقبل وتبنّي أساليب التفكير العلمي القائم على البحوث والدراسات.

رافق سموّهما، خلال الجولة، معالي الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ومعالي سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب ولي العهد في ديوان ولي عهد أبوظبي.

يحتضن متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي قاعات ومعارض دائمة تشمل القاعات الرئيسية، وهي: «قصة كوكب الأرض»، و«العالم المتطور»، و«عالمنا»، و«الكوكب المرن»، و«مستقبل الأرض»، إلى جانب مجموعة من القاعات الجانبية، مثل «مختبر علم الحفريات»، و«مختبر علوم الحياة»، و«مناخ الجزيرة العربية»، و«ما وراء الأفق»، و«قصة الإنسان»، إلى جانب مسرح تفاعلي يقدِّم عروضاً تنقل الزوّار في رحلة فريدة عبر الزمن.

يفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور اعتباراً من 22 نوفمبر 2025، حيث يُقدّم تجربة تعليمية ومعرفية متميزة تُثري الزوّار من مختلف الأعمار، وتأخذهم في رحلة تفاعلية عبر الزمن لاكتشاف تاريخ الكون وتطوّر الحياة على الأرض.

وينضم متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي إلى مجموعة من المعالم الثقافية العالمية في المنطقة الثقافية في السعديات، حيث تضمُ متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» للفنون الرقمية، إلى جانب متحف زايد الوطني ومتحف «جوجنهايم أبوظبي» المرتقب افتتاحهما قريباً، ليُشكّل مع هذه المؤسسات منظومة متكاملة تُجسّد التقاء الثقافة والفن والعلم في جزيرة السعديات، ترسيخاً لمكانتها كوجهة للمعرفة والإبداع والتبادل الثقافي محلياً وإقليمياً وعالمياً.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أبوظبي تُبرز رؤيتها الثقافية خلال استضافة الإمارات للمؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم)
  • خالد بن محمد بن زايد وحمدان بن محمد بن راشد يقومان بجولة في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي في المنطقة الثقافية في السعديات
  • خالد بن محمد بن زايد وحمدان بن محمد بن راشد يقومان بجولة في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي بالمنطقة الثقافية في السعديات
  • توقعات بنمو ضعيف للوظائف في أميركا خلال سبتمبر
  • تراجع حاد للاستثمارات الروسية في سندات الخزانة الأمريكية
  • فنانون قطريون يشاركون في مشروع "جداري آرت" بتشيلي ضمن مبادرة الأعوام الثقافية
  • اليمني الأمريكي آدم الحربي يفوز برئاسة بلدية هامترامك
  • الرئيس الأمريكي يستقبل سمو ولي العهد في البيت الأبيض ويرأسان القمة السعودية الأمريكية
  • التحريض الأمريكي ضد الإعلام اليمني.. من الاستهداف التقني إلى الاستهداف العسكري
  • المتحدث باسم الجهاد يكشف لـعربي21 عن مساعٍ فلسطينية لمواجهة القرار الأمريكي