ولد علي الطويل في لحظة عاصفة من تاريخ الإنسانية، إذ تزامنت ولادته مع بداية القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل.

اعلان

في ظل أجواء من التوتر والدمار، يحتفل هذا الطفل الفلسطيني بعيد ميلاده الأول، بينما لا تزال الحرب بين إسرائيل وحماس مستمرة، مسجلة عاماً من الألم والمعاناة.

يعكس احتفال علي بمرور عام على حياته، وسط هذا السياق المأساوي، الأمل والتحديات التي تواجه عائلته والمجتمع الفلسطيني في خضم الأزمات المتلاحقة. بالنسبة لعائلة علي، كان العام الماضي مليئا بالمآسي وعدم اليقين.

تروي أمه، أمل الطويل، كيف كانت قد نسجت أحلاما كبيرة لابنها، قبل أن تتحطم بفعل القصف والدمار المتواصل منذ أن أبصر النور. في حديث لوكالة "أسوشيتيد برس" تعرب والدته عن مشاعرها والغصة تملأ صوتها: "لقد رتبت له حياة أخرى حلوة للغاية، لقد غيرت الحرب كل شيء".

عندما بدأت الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، نقلت أمل بشكل عاجل إلى مستشفى في وسط غزة، حيث وضعت ابنها علي، الذي كانت قد انتظرته وزوجها مصطفى بفارغ الصبر لثلاث سنوات. بعد أيام قليلة من ولادته، عادت الأسرة إلى منزلها في حي الزهراء، لكن لم تدم فرحتهم طويلا، إذ اضطرت للفرار في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، قبل يوم واحد فقط من القصف المدمر الذي استهدف منطقتهم.

أمل ومصطفى الطويل يلعبان مع طفلهما علي، الذي ولد في 7 أكتوبر، في منزلهما بالنصيرات، قطاع غزة، السبت، 5 أكتوبر، 2024.Abdel Kareem Hana/ AP

ومنذ ذلك الحين، تعيش العائلة في حالة من الترحال، متنقلة من منزل لآخر، حتى استقرت حاليا في منزل والدي أمل بمخيم النصيرات للاجئين، حيث يشاركون المسكن مع 15 قريباً آخر، في محاولة للبحث عن الأمان وسط أجواء من الفوضى والدمار.

تصف أمل، البالغة من العمر 30 عاما، العام الماضي بأنه كان "صعبا للغاية، سيئا بكل المقاييس من الناحية الصحية والنفسية". وتشير إلى أن طفلها قد نشأ في أجواء من القصف المستمر والقتل اليومي، مما ترك أثرا عميقا على حياته وحياة عائلته.

وحتى كتابة هذه الأسطر، أسفرت الحرب الإسرائيلية الدامية التي تخوضها الدولة العبرية منذ حوالي عام وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع عن مقتل 41 ألفا و825 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال. 

وتظهر الإحصاءات أن أكثر من 80% من سكان غزة، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أجبروا على ترك منازلهم، ليلجأوا إلى مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة. ويواجه ربع سكان القطاع المجاعة في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يفرض قيودا صارمة على تسليم المساعدات الإنسانية، وفقا للأمم المتحدة.

مصطفى الطويل يحمل طفله علي، الذي ولد في 7 أكتوبر، في منزل عائلته في النصيرات، قطاع غزة، السبت، 5 أكتوبر، 2024.Abdel Kareem Hana/ AP

تؤكد أمل أن كل مرحلة من مراحل حياة علي خلال عامه الأول كانت مليئة بالتحديات، وعلى الرغم من الفرحة الغامرة التي تشعر بها لكونه طفلها، فإن قلقها المستمر على سلامته يظل يثقل كاهلها. تتذكر بمرارة حادثة تعرضه لجروح طفيفة عندما سقطت قذيفة بالقرب من منزل أختها، مما أدى إلى تحطيم النوافذ، وتضيف: "تلك اللحظة كانت تذكيرا صارخا بأن الأمن ليس مجرد فكرة، بل حلم بعيد المنال".

وتواجه أمل وزوجها، الذي فقد وظيفته كعامل يومي في مطعم، العديد من الصعوبات. وتعبر عن قلقها من أن علي لم يحصل على أي تطعيمات في الأشهر الستة الأولى من حياته، مما يعرضه للإصابة بالأمراض. وتضيف: "في ظل الحصار، أصبح من الصعب الحصول على الحليب الصناعي والحفاضات. إذا وجدناها، فهي باهظة الثمن ولا نستطيع تحمل تكلفتها".

Relatedوكأن المحن التي تعصف بهم ليست كافية: انتشار القوارض والحشرات يهدد صحة الفلسطينيين في غزةالولايات المتحدة تعترف بعدم إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قبل انتهاء ولاية بايدنهآرتس: إسرائيل تجنّد طالبي اللجوء الأفارقة للقتال في غزة

وتستمر القيود الإسرائيلية على تسليم المساعدات في التأثير بشكل سلبي على حياة الفلسطينيين، إذ تشتكي وكالات الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة من نقص الوصول والقدرة على تقديم المساعدات. من جانبها، تقول سندس الأشقر، من مجموعة المساعدة الطبية لفلسطين، إن معاناة الفلسطينيين خلال العام الماضي تفوق بكثير ما عاناه أجدادهم خلال النكبة عام 1948، مشيرة إلى أن "العديد من حالات الموت والحياة التي شهدناها جعلت هذا العام واحدا من أصعب الأعوام التي عشناها".

تختتم أمل حديثها بالتعبير عن مشاعر القلق والألم، قائلة: "لقد كان العام مليئا بالتوتر والخوف والقلق، في بيئة مليئة بالنزوح والقصف والدمار. لم يكن مثل أي طفل آخر ينشأ في بيئة آمنة وسلمية وصحية".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من دبلن إلى باريس ولندن وروما.. الآلاف يتحدون برفع صرخة واحدة: "أوقفوا الحرب في غزة ولبنان" مظاهرة حاشدة في عمان تطالب بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل قبيل الذكرى السنوية الأولى للحرب على غزة حرب مستمرة: 365 يوماً من القصف على غزة ومواجهات مستعرة في الشمال وإسرائيل تتهيأ للرد على إيران إسرائيل حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب مستمرة: 365 يوماً من القصف على غزة ومواجهات مستعرة في الشمال وإسرائيل تتهيأ للرد على إيران يعرض الآن Next الآلاف يتظاهرون في المجر للمطالبة بمواجهة "الآلة الدعائية" التي تعتمدها الحكومة يعرض الآن Next غياب النساء عن العمل بسبب آلام الدورة الشهرية يكلف اقتصاد المملكة المتحدة 13 مليار يورو سنويًا يعرض الآن Next بعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها يعرض الآن Next من الرقص والاحتفالات إلى مأوى للهاربين من الحرب.. "سكاي بار" يحتضن النازحين في بيروت اعلانالاكثر قراءة ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان الكونغو.. انقلاب قارب يسفر عن مقتل العشرات صدمة في النمسا.. رجل يبتر قضيبه بعد تناول فطر السيلوسيبين المخدر بين الشيعة والسنة :الفروق و المحددات حسب المصادر بوريس جونسون يتهم نتنياهو بزراعة أجهزة تنصت في حمامه الشخصي اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيللبنانحزب اللهحركة حماسفرنسافيضانات - سيولقطاع غزةأمطاراعتداء إسرائيلالمملكة المتحدةضحايا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حزب الله حركة حماس فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حزب الله حركة حماس فرنسا إسرائيل حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حزب الله حركة حماس فرنسا فيضانات سيول قطاع غزة أمطار اعتداء إسرائيل المملكة المتحدة ضحايا السياسة الأوروبية العام الماضی یعرض الآن Next من القصف فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين أنه أنقذ العالم من 6 حروب، مضيفا أنه سيحدد موعدا نهائيا جديدا لروسيا لتنهي حرب أوكرانيا، خلال يومين وسيقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ترامب: إسرائيل تتحمل مسؤولية تدفق المساعدات إلى غزةاستشهاد 5 فلسطينيين من منتظري المساعدات في غزة

وقال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه ليس مهتما بالحديث مع بوتين مجددا.

وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على روسيا، لكن العقوبات ستتوقف حال التوصل إلى صفقة بشأن الحرب الأوكرانية.

وأوضح ترامب أنه تحدث إلى بوتين عدة مرات وكان يبدو أننا على وفاق، لكنه خيب ظني مشيرا إلى أنه سيمنحه حوالي 12 يوما لوقف حرب أوكرانيا.

إيران ترفض التفاوض مع أوروبا حول برنامجها الصاروخيلأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً

وسعى ترامب منذ بدء ولايته الثانية إلى وقف الحرب الأوكرانية إلا أن طرفي الصراع لم يتوصلا إلى صيغة تفضي إلى وقف المواجهات بينهما على الرغم من انطلاق المفاوضات المباشرة بينهما منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي ترامب حرب أوكرانيا بوتين رئيس الوزراء البريطاني الحرب الأوكرانية

مقالات مشابهة

  • نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • في حادثة يُشتبه بأنها انتحار.. وفاة ضابط احتياط إسرائيلي حدد هويات قتلى هجوم 7 أكتوبر
  • ما الذي يجري في شركة مساكن كابيتال ؟
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • برنامج "حكايا الشباب" يستعرض في يومه الأول التحديات التي تواجه الرياضيين
  • الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
  • سلمى المبارك: الإرادة حاضرة لإصلاح الدمار الذي وقع بمصنع سكر سنار