قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن عودة المعارك الضارية إلى شمال قطاع غزة تحمل دلالات عسكرية كبيرة، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من توتر متصاعد.

وأوضح أن مخيم جباليا في شمال غزة أصبح مرة أخرى محورا لصراع ميداني بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن عودة الاشتباكات في هذه المنطقة تعكس حالة من التوتر العسكري والتكتيكي بعد أشهر من الغارات والقصف المكثف.

وأشار الفلاحي إلى أن الاحتلال يقوم بإجراءات أمنية تهدف إلى منع المقاومة من إعادة تنظيم صفوفها والقيام بأي عمليات هجومية مستقبلية.

ويبيّن الفلاحي في هذا السياق أن "ما يحدث هو محاولة من الاحتلال لتثبيت قطاعات الجيش الإسرائيلي في الشمال ومنع الفصائل من التسلل باتجاه محور نتساريم".

وأفاد الفلاحي بأن القطاع الشمالي من غزة أصبح منطقة عسكرية مغلقة بموجب خطة الجنرالات التي وضعتها إسرائيل، حيث تعتبر هذه المنطقة محورية في التصعيد العسكري.

ولفت إلى أن أكثر من 5 آلاف مسلح موجودون في الشمال، مما يستدعي حشدا كبيرا من القوات الإسرائيلية لتثبيت هذا الوُجود العسكري ومواجهة المقاومة التي تحاول استهداف القوات المتوغلة.

وفيما يتعلق بالقوات الموجودة في قطاع غزة، أوضح الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على الفرقة 162 التي تضم 3 ألوية، وهي: لواء 401 المدرع، ولواء 933 مشاة، ولواء 84 غفعاتي.

كما أشار إلى سحب جزء من هذه الفرقة لتنفيذ عمليات عسكرية في الشمال، موضحا أن القوات التي تبقت تقوم بمهام تأمين محوري صلاح الدين وفيلادلفيا، مما يعكس عدم قدرة الاحتلال على إجراء عمليات توغل كبيرة في الشمال.

واستطرد الفلاحي قائلا "ما يجري هو مجرد عمليات تثبيت للقوات الموجودة في الشمال، وليس هناك مؤشرات واضحة على قدرة الجيش الإسرائيلي على التوغل بعمق في المنطقة".

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية بادرت بتنفيذ عمليات قنص واستهداف الدبابات الإسرائيلية، مما يعيق تقدم القوات بشكل أكبر ويزيد من تعقيد الوضع الميداني.

وفي إطار الحديث عن الجبهات الأخرى، أكد الفلاحي أن تخفيف الاحتلال لوجوده في الضفة الغربية يأتي في سياق انشغال الجيش الإسرائيلي بجبهات أخرى أكثر سخونة، سواء في غزة أو لبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی فی الشمال

إقرأ أيضاً:

شهداء في غارات جديدة للاحتلال على غزة وتحذيرات من تصعيد شمال القطاع

أعلنت فرق الدفاع المدني في قطاع غزة، صباح الخميس، استشهاد عشرة أشخاص على الأقل جراء غارات جوية للاحتلال الإسرائيلي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع المحاصر.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن "العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ فجر الخميس أسفر حتى هذه اللحظة عن ارتقاء عشرة شهداء"، موضحاً أن القصف طال منزلاً في جنوب شرق مدينة غزة، وخيمة تؤوي نازحين في مدينة خانيونس جنوب القطاع، بالإضافة إلى منزل في مدينة دير البلح وسط غزة.

وفي تطور ميداني موازٍ، وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، تحذيرات جديدة إلى سكان مناطق في شمال قطاع غزة، ولا سيما في بيت لاهيا وبيت حانون وبلدة جباليا، مطالباً الفلسطينيين بعدم العودة إلى منازلهم تحت ذريعة "تنفيذ عملية عسكرية عنيفة" في تلك المناطق.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة "إكس"، أن المناطق الواقعة شمال شارع صلاح خلف وشارع القدس "تُعتبر مناطق قتال خطيرة"، مشدداً على أن قواته "تعمل فيها بقوة شديدة جداً".

ويأتي هذا التحذير في سياق ما يعتبره الاحتلال الإسرائيلي جزءاً من "عملية عربات جدعون"، التي تهدف إلى توسيع رقعة الحرب شمال القطاع، وتُرجح مصادر إسرائيلية أنها قد تستمر لأشهر. 

وتشمل هذه العملية خطة لإجلاء السكان الفلسطينيين قسراً من شمال غزة باتجاه الجنوب، مع الإبقاء على القوات الإسرائيلية في المناطق التي يتم احتلالها.


وفي هذا السياق، تتصاعد التحذيرات الفلسطينية من مخطط إسرائيلي ممنهج لتنفيذ تهجير واسع النطاق بحق سكان غزة، تنفيذاً لما يُعرف بـ"خطة ترامب" لتصفية القضية الفلسطينية، والتي لطالما عبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التزامه بها، مشيراً إلى أنها أصبحت من أهداف الحرب الحالية.

من جهتها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان صدر أمس الخميس، من أن الاحتلال "يمضي قدماً في تنفيذ سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري، ضمن مخطط لتفريغ غزة من سكانها، في تحد سافر لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، في ظل تجاهل كامل لقرارات محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية المطالبة بوقف العدوان.

وبحسب الإحصاءات الفلسطينية، خلفت حرب الإبادة الجماعية المستمرة، والمدعومة من الولايات المتحدة، أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إضافة إلى مجاعة كارثية أودت بحياة العديد، بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان جيش الاحتلال يقرر استمرار المعارك في قطاع غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر جديدة في غزة.. أكثر من 35 شهيدا منذ فجر أول أيام عيد الأضحى
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا لسكان شمال غزة قبل هجوم محتمل
  • الاحتلال يجبر المواطنين على النزوح قسرا من مناطق في شمال قطاع غزة
  • عيد بلون الدماء..قطاع غزة يستقبل العيد بتوديع عشرات الشهداء
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء لمناطق جديدة شمال قطاع غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي ينفّذ عمليات هدم واسعة شمال الضفة الغربية
  • استشهاد 4 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي شمال غرب خان يونس
  • شهداء في غارات جديدة للاحتلال على غزة وتحذيرات من تصعيد شمال القطاع
  • مقتل جندي من قوات الاحتلال خلال المعارك في شمال غزة