أعمال فنية تناولت دراما الطبخ (تقرير)
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تعتبر دراما الطبخ من الأنواع الفنية التي تجمع بين الفنون الأدائية والفنون المطبخية، حيث تتيح للمشاهدين تجربة فريدة تجمع بين الطهي والسرد القصصي. هذا النوع من الدراما يعكس ثقافات مختلفة ويبرز تقاليد الطهي، مما يجعله محور اهتمام العديد من الفنانين والمخرجين.
البرامج التلفزيونية
"Top Chef": يعتبر من أشهر برامج المنافسات في مجال الطهي، حيث يتبارى الطهاة المحترفون في إعداد أطباق مبتكرة.
"MasterChef": يجمع هذا البرنامج بين المتعة والتحدي، حيث يتنافس الطهاة الهواة لتقديم أفضل الأطباق. يركز البرنامج على تطوير المهارات ومعايير التقييم.الأفلام
"Ratatouille": فيلم رسوم متحركة يروي قصة جرذ يدعى ريمي لديه شغف بالطهي. الفيلم يبرز أهمية الشغف والإبداع في عالم الطهي، ويعرض جمال المأكولات الفرنسية.
"Chef": فيلم يحكي قصة طاهٍ يترك مطعمه ليبدأ مشروع شاحنة طعام. يستعرض الفيلم رحلة البحث عن الهوية والإبداع في الطهي، بالإضافة إلى العلاقة بين الطعام والعائلة.
المسلسلات
"The Bear": تدور أحداث هذا المسلسل حول طاهٍ يعود إلى مسقط رأسه لإدارة مطعم عائلته. يعكس المسلسل الضغوطات التي تواجه الطهاة في عالم الطهي العصري.
"Julie and Julia": يستعرض المسلسل قصة جوليا تشايلد وجولي باول، حيث يتم التوازي بين حياتيهما وكيف أثر الطهي على حياتهما.
مسلسل مطعم الحبايب بطولة أحمد مالك وهدى المفتي
التأثيرات الثقافية
تساهم دراما الطبخ في تعزيز الوعي بالمأكولات المختلفة وتقاليد الطهي، كما تلعب دورًا في تعزيز الثقافة الغذائية المحلية والعالمية. تساعد هذه الأعمال الفنية في نشر شغف الطهي وتبادل الوصفات والأفكار.
تعتبر دراما الطبخ نوعًا فنيًا مميزًا يجمع بين الإبداع والمهارات الفنية، مما يجعلها تحظى بشعبية كبيرة حول العالم. من خلال البرامج والأفلام والمسلسلات، يتمكن الجمهور من اكتشاف عالم الطهي بطرق جديدة وممتعة، مما يعزز تقديرهم للطعام وفن الطهي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني مطعم الحبايب هدى المفتي
إقرأ أيضاً:
حوار مع الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي: مسيرة فنية طويلة من الإبداع والتميز
حوار مع الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي: مسيرة فنية طويلة من الإبداع والتميز
في هذا الحوار التوثيقي مع الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي، نستضيف عرّاب الموسيقى السودانية، واحد من الأسماء التي تعتبر كأعمدة أساسية في بناء وجدان الفن السوداني. في هذا الحوار، عن تجربته العريضة، يأخذنا الموصلي في رحلة عبر مسيرته الفنية الطويلة، من بداياته كفنان شعبي إلى تألقه كأحد أبرز المبدعين في الموسيقى السودانية. يطوف بنا ( يوسف الصحافة ) على تفاصيل حياته الفنية، وتجاربه المختلفة، وآرائه حول العديد من القضايا الفنية والفنانين السودانيين.
حوار ــ عبدالله برير
1 الموصلي.. النشأة و التطور و التدرج في سلم الإبداع، خصوصا و انك بدأت كفنان شعبي بالرق.
# بالفعل أنا مولود في الخرطوم غرب ، وكان هنالك قشلاق اسمه ”إشلاق البوليس الغربي“ حیث وُلدت و ترعرعت . درست الأولية والوسطى والثانوية ثم الجامعية هناك. ثم انتقلت لحي ”الديم“ فحي ”الصحافة“.
لكن التطوّر والتدريج جاء مع أقراني في حي الشرطة حيث كان والدي سائقاً لمدير المديرية الخوّاجي. و كنا كشباب القشلاق نلعب كرة القدم و نغنى أغنيات الحقيبة. و جاءت فكرة تكوين فرقة اسميناها ”بلابل الغربي“ لأنه و في ذات العام ظهرت فرقة ”البلابل“ المعروفة و الشهيرة.
بدأنا فرقتنا أنا و الراحل ”مهدي قرشي“ كثنائي مع مجموعة من الكورس و عازفي الإيقاعات و كنا كلنا من القشلاق. و بدأنا بأعمال و مشاركات بسيطة حيث كنا نتبرع بالحفلات ، بمقابل او بدونه كنا نغني. و بعدها اقتنع مهدي بأن يرجع ليصطف مع الكورس لأصبح المُغنى الوحيد بالفرقة . ثم تطورت فرقتنا و تمدد نشاطها فسافرنا للغناء في شمال السودان في قندتو و شندي و عطبرة و لاحقاً في مدني و غيرها من مدن و و قري السودان.
و في فترة لاحقة ترك والدي سلك الشرطة فانتقل سكننا لديم الزبيرية بالقرب من سينما النيلين، و استمريت علي الرغم من ذلك في الفرقة. ثم بعد عامين انتقلت أسرتي لحي الصحافة فأصبحت المسافة للقشلاق بعيدة، فكونت فرقة في الصحافة. و أُطلِق علي وقتها اسمان أحدهما ”يوسف ود الصحافة“ (انا صاحب أول اسم صحافة) و الإسم الآخر ”يوسف جبرة“.
استمريت مع فرقتي الجديدة بمصاحبة كورس يمتاز بالأصوات الجميلة. و أخذنا في الاحتراف رويدا رويدا . و استمر هذا لفترة من الزمن حتي التقيت د. عبد الماجد خليفة و الذي كانت لديه مجموعة نشطة تتغني بالأغنيات الدينية و الوطنية. كان هذا علي أيام مايو. فدخلت معهم في المجموعة و فكانت مدخلي للإذاعة لنكوّن كورس يغني خلف الفنانين الكبار من امثال أبو داؤد. و في تلك الفترة بدأت أدرس الموسيقى في مركز شباب السجانة. و درست أيضا مع عبد الماجد خليفة و مكي سيد أحمد واسماعيل عبد الرحيم و محمد آدم المنصوري و اميقو و بدأت أتلمّس الموسيقي. و كنت وقتها قد لحنت أغنيات كثيرة ، فأحسست بأن الفرق الشعبية المعتمدة علي الكورس و آلة الرق و الإيقاعات ليست لها المقدرة علي استيعاب خيالي الموسيقي الآخذ في الاتساع. فاخترت دراسة التأليف الموسيقي.
اخترت دراسة التأليف الموسيقي. و يبدو كتخصص نادر في مقابل اشواق الفنانين لدراسة تخصصات أخري كالتصويت و العزف علي الآلات الموسيقية..!؟
# نعم اخترت دراسة التأليف الموسيقي و هو علم واسع يشمل الهارموني والكاونتربوينت و التوزيع الأوركسترالي و علم الآلات و غيرها.
و نعم التأليف الموسيقي تخصص نادر درسه عدد قليل جداً من الناس. و عدد اقل منهم فقط من استطاعوا تطبيق هذه المادة عملياً.
و يُؤخَذ لدراسة التاليف الموسيقي المبرزين في معهد الموسيقي و الذين كنت منهم حيث دخلت المعهد في العام 1974م .و كنت مميّزاً في مادة الصولفيج كما بدأ الناس في الإلتفات لما أغنّيه . فتم اختيارى بواسطة الأساتذة الكوريون لدراسة مادة التأليف الموسيقي. و درس اغلب زملائي العزف علي الآلات الموسيقية. و هناك من درس مادة الصوت خصوصا الفنانين الذين كانوا مشهورين وقتها.
اوجه التحدي في وصول الاغنية السودانية للمستمع غير السوداني خصوصاً العربي، هل يكمن في السلم الخماسي وحده..!؟
# السلم الخماسي ليس هو المشكلة و معظم دول العالم تعزف به. مشكلة الأغنية السودانية ليست في اللحن و لا الكلمات و لا الأداء. لكن و لزمن طويل ظلت القيمة الفنية لتسجيلاتنا “الكوالتي” ضعيفة جداً. فالمستمع لن يحبها بسبب رداءة التسجيل. و كانت إذاعة لندن علي سبيل المثال ترفض اغنيات سودانية لكبار الفنانين بسبب الكوالتي الضعيف للتسجيل ”غير صالحة للبث“.
و علي الرغم من الكوالتي ”التعبان“، انتشرت اغنياتنا السودانية في الكثير من البلدان كأثيوبيا و اريتريا و تشاد و في دول غرب افريقيا.
و عربيا وصلت اغنياتنا السودانية عن طريق الفنان سيد خليفة و الذي وجد فرصة للغناء في إذاعة صوت العرب بمصاحبة اوركسترا تعزف معه مع كواليتي عالي و بث جيد، فوصلت اعماله للمستمع العربي مثل اغنيات ”المامبو السوداني“ و ”إزيكم“ و غيرها من الأعمال التي ارتبط بها الجمهور العربي.
و لكني اظن ان الفن السوداني مؤخراً قد بدأ في الوصول إلي المستمع غير السوداني بشكل اوسع بفضل نوعية التسجيلات المعالجات الحديثة
تجربة شركة حصاد.. كيف تقيّمها..!؟
# أعتقد أن شركة حصاد للانتاج الفني هي اكثر شركة اسهمت في الارتقاء بمستوي التذوق الفني الموسيقي في السودان.
و طبعاً سبقتها شركات انتجت اعمالاً جميلة كشركة ”منصفون“ و ”سودان فون“ و ”بليفون“ و قبلها عمنا ”ديمتريك بازار“ الذي كان يسجّل الأغنيات لفناني الحقيبة.
و علي الرغم من كل هذه التجارب تظل تجربة حصاد تجربة راسخة بسبب الإدارة الجيدة للشركة ممثلة في الاستاذ ”احمد يوسف حمد“ الإداري الحصيف و والده عليه رحمة الله و الذي كان رجلا ذوّاقاً و له تجربة تسجيل مميّزة مع الفنان ”محمد الامين“ في لندن.
لدي وصولي إلي القاهرة و بعد تسجيلي للأعمال الثلاثة التي موّلها الأستاذ ”صلاح محمد ابراهيم“ و الذي كان يعمل في منظمة اليونسيف، و التي من ضمنها اغنية “طفل العالم الثالث“. اقنعني ”احمد“ بالعمل في شركة حصاد، فاصبحت مديراً فنياً للشركة و عضواً بمجلس الإدارة فيها، و صار ”أحمد“ مديراً عاماً و والده ”يوسف“ رئيس مجلس الإدارة في الشركة.
و استمر عمل الشركة لفترة طويلة من الزمن امتدت لقرابة الخمس سنوات. و عانيت فيها بسبب حمل الكمبيوتر الضخم الذي لازمني في مشاوير الاستديو وصعود و نزول السلالم. هذا بالإضافة لسهر الليالي في التوزيع الموسيقي للاغنيات و التنفيذ الموسيقي و الإدارة الفنية و المهام الأخري الموكلة لي.
اعتقد ان تجربة حصاد كان تجربة مهمة و مؤثرة و ألهمت الشركات الكثيرة التي اتت في اثرها، قرابة ال50 شركة سودانية. ففي السودان إذا عملت كشك ليمون ناجح يقلدك عشرون آخرون. فالمحاكاة هي الأساس.
خلاصة الأمر ان الشركة نجحت نجاحاً باهرا و كبيرا، و أنا راضٍ جدا عن النجاح الأدبي لكني وُوجِهت بعدم وفاء كبير جدا احتفظ لنفسي بالحديث عنه.
كثيرا ما يتم سؤالك عن المقارنة بين التوزيع الموسيقي لألبومي “البت الحديقة” و “الحزن النبيل” للفنان الراحل مصطفي سيد احمد.
هل تنزعج من السؤال و كيف تتعاطي مع تفضيل الجمهور لتوزيع البوم “الحزن النبيل”!؟
# ألبوم ”الحزن النبيل“ هو أول شريط ينزل لمصطفي سيد احمد و فيه زخم موسیقی و معالجات موسيقة وأداء أوركسترالي بمواصفات عالية جدا. هذا ادهش الناس. و من المفارقات انه تم رفض الألبوم في الأول و لكن النهاية اصبح حديث الناس و الشغل الشاغل لهم.
الفرق بين الألبومين أن مصطفى قد سجل الصوت في ألبوم ”الحزن النبيل“ بعد أن سجلت الأوركسترا كامل الموسيقى. و الجدير بالذكر أن مصطفى لم يكن يتدخّل البتة فيما أفعله (جا غنّي و خلاص)، لأن لديه ثقة كبيرة في شخصي و له محبة لي كما لي محبة له. و هذا أيضا من عوامل التناغم الكبير الذي ظهر في الألبوم.
أما بالنسبة لألبوم ”البيت الحديقة“، فاعتقد أن فيه خلل فني، خصوصاً في مسألة الإيقاعات. والسبب في أنني كنت قد سجلت صوت مصطفى بمصاحبة العود و الأورغن و الريقن بوك. و كان التسجيل قبل ان اسجل تراكات الأوركسترا. و تم التسجيل في الدوحة لظروف مرض مصطفي. ثم أخذت التسجيل إلى القاهرة حيث عملت له التوزيع الموسيقي و اضفت الأوركسترا للتسجيل.
و علي الرغم من كل هذا اري انني قد وزّعت اغنيات في ألبوم ”البت الحديقة“ بشكل أفضل من بعض اغنيات ألبوم ”الحزن النبيل“. لكن المشكلة تكمن في ان تسجيل الغناء سبق تسجيل الاوركسترا في حالة ألبوم ”البت الحديقة“. و لهذا أثره الكبير علي العمل. و هو ما احدث فَرْقاً في الكواليتي يظهر عند المقارنة ما بين الألبومين. وهو ما اشرت إليه أنت في سؤالك.
في شركة حصاد، ماذا عن كواليس تلك الفترة و التحضير للتسجيلات، مع الفنانين و العازفين المستقدمين من السودان لمصر.
# شركة حصاد بذلت مجهودا كبيرا في استقدام الفنانين و العازفين خصوصا و أن بعضهم كانت لديه انطباعات و آراء سلبية حول التجربة و كانوا يرون ان اسلوب حصاد فيه تشويه كبير للاغنية السوداني. و لكنهم و لاحقا اقتنعوا بالفائدة الفنية لهذه التجربة و ابدوا رغبتهم في المشاركة فيها.
استجلبت الشركة الفنانين و العازفين من السودان و اسكنتهم في فنادق و مساكن لائقة واعطتهم استحقاقاتهم و تكفّلت كذلك بارجاعهم إلي ديارهم.
من الطرائف أذكر أن الفنانة ”زينب الحويرص“ كانت تريد ان تسجل أغنية من أغنيات الحقيبة. و حاولت ان اعمل موسيقي للأغنية و لم استطع.. (غلبني). فقمت و كمَخرَج من الورطة بكتابة نوتة الأغنية بالمقلوب، تُقرأ من الشمال لليمين. ثم استعدلتها علي اساس ان هذا هو الانقلاب للحن الأساسي. فعزفها العازفون و هم في غاية السعادة و الاحتفاء باللحن الجديد الذي صنعته. و عبروا عن سعادتهم تلك و عن جمال اللحن. فاخبرتهم بأن هذا هو ذات اللحن القديم و لكنه مقلوب، فضحك الجميع. فكانت من طرائف تلك الفترة.
كنا نعمل في جو صحي ملئ بالتفاهم و الانسجام، و كانت صحيفة الخرطوم علي اوجها وقتها و اخبار نشاطاتنا تنشر بشكل دائم و استاذنا ”السر قدور“ معنا يومياً و كذلك عدد من ابرز العازفين السودانيين كالراحل محمدية. فكانت فترة في غاية الجمال.
فكرة استقدام الفنانين هذه ارتبطت تاريخيا بتسجيل أغنيات الحقيبة. هل يمكن تسمية حقبة تسجيلات التسعينات بالحقيبة الثانية..!؟
# أبداً ، فكرة الاستقدام في حالتنا لم ترتبط البتة بأغنيات الحقيبة خصوصاً في الفترة التي كنت موجوداً فيها. 99% من الأعمال كانت أعمالاً حديثة. اغنيات جديدة و قديمة للفنانين انفسهم. ربما زادت نسبة أغنيات الحقيبة في منتجات الشركة لاحقاً بخلاف الفكرة الأساسية لحصاد بعد ان تركت القاهرة مضطراً حيث أخذت لجوءً سياسياً في أمريكا.
ألا تتفق معنا في أنه تم تضييع فرصة تصوير كليبات لذات الأغنيات التي تم انتاجها و توزيعها الموسيقي عبركم في شركة حصاد. خصوصاً للراحلين العظماء من أمثال وردي و مصطفي سيد احمد و الجابري و غيرهم..!؟
# نعم ، لكن وقتها الفيديو كليب كان يكلف مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة حيث يتطلب تصويراً و اخراجاً من نوع معين. و الشركة لم تكن لها القدرة المالية لفعل ذلك. و أذكر حينما عملت كليب لأغنية ”علي قدر الشوق“، أنفقت عليه كامل الأجر الذي تلقيته من تسجيل حلقة لتلفزيون عجمان.
لاحظنا نوعاً من التبني للشباب في تجربة الموصلي “محمود.. خالد الصحافة.. و غيرهم”..
و ايضاً نوعا من التعاون المثمر مع فنانين كبار “علي السقيد.. البلابل.. سمية حسن..الخ”. كيف تري الأمر من زاويتك..!؟
# أؤكد لك أنني أحب الشباب خصوصاً الطموح منهم. و تعاملت مع أجيال اخري لاحقة بعد جيل ”خالد محجوب“. و تعاملت ايضاً مع شباب في مقتبل العمر ”18 و 20 عاماً“. وأحياناً اصرف علي تلك الأعمال التي اعطيها لهم من جيبي، تقديراً لظروفهم و لظروف الانتاج الفنى بشكل عام. و لعل ما أفعله هو نوع من التقديم لشخصية “”يوسف الموصلي المؤلف و الموزّع الموسيقي“ بعيداً عن شخصية ”يوسف الموصلي المُغنّي“. و اظنني أقدم لوحة متنوعة مختلفة ومتمردة لأعمالي من خلال هذه الأصوات، فلكل صوت نكهته المختلفة. علماً بأنه كان بإمكاني الاستئثار بما انتجه مستفيداً من التقنيات الحديثة التي اتقنها و المهارة التي صقلتها بالدراسة. و كان بإمكاني ان اجلس متربعاً علي القمة من دون منافس من القدامى أو الجدد، من حيث الكواليتي. و لكني فضّلت أن تُسمع اغنياتي و موسيقاي من خلال أصوات عديدة.
و هذا ايضاً أوجد أيضاً نوعاً من المحبة للموصلي في قلوب الكثير من الفنانين و العازفين و المستمعين.
لك علاقة انسانية خاصة بمصطفى سيد أحمد. كيف تقيّمها؟
# العلاقة مع مصطفي بدأت باكراً حين جاء من ولاية الجزيرة و سكن ”حي الديم“ بالخرطوم. وقتها كان طالباً في كلية المعلمات. و كان يترافق مع الملحن ”محمد سراج الدين“. و كنت اسكن وقتها في ”ديم الزبيرية“.
كان مصطفي طباخاً جيداً و كان يغريني بـ (الحَلّة) لزيارته. فبدأت العلاقة من هنا. و كثيرا ما كنا نتبادل الزيارات.
عاصر مصطفي مجاهداتي مع العازفين الجدد في فرقتي الموسيقية في ”مركز شباب السجانة“ و تعبي معهم وتدريبي لهم لرفع جودة الأعمال التي أقدمها، علماً بأنهم كانوا عازفين مبتدئين. و كانوا حينما يعزفون مع فنانين آخرين يظهر مستواهم المتواضع الأصلي.
و مصطفي عاني من نفس المشكلة مع العازفين، حيث ان العازفين المحترفين لم يكونوا متفرغين لحفظ الأعمال الجديدة التي ينتجها مصطفي. وكانوا يفضلون العمل مع فنانين معروفين. و كانوا يفضلون عزف الأغاني المعروفة من حقيبة و خلافه، خاصةً و ان مصطفى كانت لديه أعمالاً طويلة و بها قدر من الاسترسال، و تأخذ جهداً و زمناً طويلاً من العازفين في الحفظ و التجويد.
و صادف في ذلك الوقت ان كانت فرقته تحفظ اغنيتي ”الأماني السندسية“ فصار يغنيها في الحفلات الخاصة. فكانت هذه بداية لعلاقتنا التي تطورت اكثر مع الزمن و عبر إلتحاقه بمعهد الموسيقى. وكنت أنا معيداً فيها، فتصادف ان درّسته مع الطلاب في صفّه مادة ”الصولفيج“. و هكذا تمت اضافة علاقة الطالب بالأستاذ إلي علاقتنا القديمة الراسخة، بدون خلط بين العلاقتين. ففي الفصل تأخذ العلاقة شكلها الرسمي، وبعد المحاضرة نذهب لتناول الفطور معاً كأصدقاء و هكذا. و استمرت العلاقة علي هذا النمط لفترة طويلة من الزمن.
ثم ذهبت إلي القاهرة في بعثة دراسية. و بعد أن سجّلت ألبوم ”شوق الهوى“ جئت إلي السودان لأجد مصطفى ملء السمع و البصر و قد اكتسح الساحة الفنية بقوة. و كنت قد قمت بانتاج ألبوم اعتبره الأفضل في تلك الفترة. و ربما لا زال من ضمن الأفضل إلي الآن. و حين عُرِض الألبوم في معرض الخرطوم الدولي احدث ضجة كبيرة في السودان.
و اذكر انني ذهبت لأحضر احدي حفلات مصطفي التي دُعيت إليها. و كان مصطفي في اوج حضوره في الساحة الفنية. رآني في الصفوف الأمامية فناداني قائلاً: ”ده شنو العملتو يا يوسف“. و هو تعبير يشرح مدي اعجابه بالمجهود الذي تم في ألبوم ”شوق الهوي“.
وكان يقول لي دائما ( جيب العود النعزف غناك الزي الشعيرية دا) كناية عن الجمال.
فترة المرض
استمرت العلاقة حتى أصيب بالمرض، وبدأنا نعمل مع شركة اسمها “رفاق” لتنظيم الحفلات لصالح علاجه عندما سافر الى موسكو. وغنّينا في رفاق لصالح العلاج مع عقد الجلاد، وغنى شرجبيل وحنان النيل. محليًا، سجلنا اعمالا في القاهرة مع فرقة “السمندل” ، شريط”سفر العيون” وشريط لعقد الجلاد “عذرا حبيبي” وحنان النيل “الفرح المهاجر” من الحاني، وكذلك شركة سودان فستفال بقيادة زين العابدين عبدالقادر، قبل حصاد، ثم التقينا انا ومصطفى بالقاهرة بعد أن أجريت له العملية.
علاقات مع الفنانين
11 كيف ترى التجارب الفنية و الإنسانية بينك و بين الفنانين
وردي ، علي السقيد، محمود عبد العزيز؟
علاقتي مع كل الفنانين كانت جميلة. على السقيد مثلًا كان صديقي في المعهد، وسبقته بدفعة، وكان يحبني جدا وأنا أقدره تمامًا. لدرجة أن أي أغنية يطلبها أقدمها له، اهديته كل النجوم. ورجعتي القليب، ختمت بيك الأغنيات وغيرها،لم أبخل بشيء على علي السقيد لأنه فنان وعازف عود من الدرجة الأولى.
محمود عبدالعزيز
كانت أول مرة ألتقي بها مع محمود بعد عودتي من القاهرة وانتاج شريط “شوق الهوى” وقدمه لي د. الفاتح حسين. وكان محمود شابًا صغيرًا، وأعطيته فرصة لتقديم اغانيه حفل في قاعة الصداقة. وأعتقد أنه غنى على قدر الشوق. وعندها أحسست بأنني أمام قنبلة فنية تفجر، أحبب محمود جدا وكنت حريصا عليه. وفي القاهرة، لمدة شهر، قمت بتوزيع ألحانه التي صاغها الموسيقار الجميل الفاتح حسين لألبوم سكت الرباب، و( خلي بالك )، الذي اخترت فيه كل كلمات الاغاني المقدمة ما عدا اغنية عبدالمنعم حسيب سألت عليك، وغنى لي محمود في هذا الكاسيت قربك بفرحني ومسافتك.
احترام وردي
11سمعنا انه كان هناك نزاع بينك و بين وردي.. نزاع مالي.. في الفترة التي اقام فيها وردي عدد من الحفلات في امريكا، ما تعليقك؟
_لم يكن هنالك نزاع مالي مع وردي نهائيًا. يمكن أن تكون هناك خلافات، لكن احترامي له كبير جدًا والعكس. هو الذي شجعني لدراسة التأليف، وقدم لي حفلًا في نادي الفنانين، الصحف عملت محاولات للفتنة بيننا، لكن ذاك لم تقلل من الاحترام والمحبة بيننا، وهو من أعظم الفنانين في تاريخ السودان.
ما قدمه وردي للفن السوداني يغفر له كل شيء ويشفع له، وهو شخص كريم جدًا. إذا زرت بيته، ( يأكّلك في خشمك) والفي يده ما حقه.
لديك أعمال جميلة لم تخرج إلي الناس بالشكل المناسب، هل نطمع في اخراجها. و بأي رؤى..!؟
امثلة: “حاول اسرح فينا حبة” و “صدفة صوتك لمّا جاني” و غيرها من الأعمال.
_من أبرز الأعمال الموجودة الان “صدفة صوتك” لبشرى سليمان، و”شجرة الحب، لعمر كوستي ، ( حاولت أسرح ) كلمات الراحل د عز الدين هلالي، ومطر العشم. أحب توزيع الأغاني لتقديمها لآخرين. أتمنى أن تتوقف الحرب في بلادنا ويعود الفنانون للغناء الجاد على خشبات المسارح وتنتهي الظواهر السلبية.
توثيق الإرث الفني
12 قمت بالتوثيق للعديد من الفنانين. هل انت راضٍ عن توثيقك لنفسك..!؟
_بدأت التوثيق لنفسي منذ العام 2000 في سودانيز أون لاين. أفتخر بأن أكبر وأشمل توثيق للفن السوداني من نصيب يوسف الموصلي، لدي ما لا يقل عن عشرين ألف بوست في سودانيز أون لاين ومنتديات عكس الريح. هذا العمل يحتاج لمكتبة كبير لكتابة كتاب من نسختين