جامعة القاهرة تنظم ندوة عن انتصار أكتوبر: كيف أسهمت الحرب في تعزيز الانتماء؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تنظم كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، ندوة تثقيفية بعنوان «نصر أكتوبر وتأصيل الانتماء لدى الشباب»، احتفالا بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وتنفيذا لتوجيهات دكتورمحمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، بتنظيم كليات الجامعة فعاليات حول الدروس المستفادة من انتصارات أكتوبر المجيدة التي أعادت للوطن أرضه واستردت كرامته بعزيمة رجال جيشه العظيم، وبما يعمق مشاعر الانتماء الوطني، ويعزز إرادة البناء والتنمية، لتحقيق النهضة التي تليق بمكانة مصر.
يحاضر في الندوة، اللواء أركان حرب الدكتور بهجت فريد مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إذ من المقرر أن يستعرض أهم الدروس المستفادة من نصر أكتوبر المجيد، وكيف أسهمت الحرب في تعزيز روح الانتماء الوطني، كما يجرى تقديم رؤية تحليلية لأبعاد النصر العسكري وأثره على المشهد السياسي والاجتماعي المصري، بالإضافة إلى مناقشة دور القوات المسلحة في حماية الأمن القومي المصري والعربي.
الاحتفال يجسد قيم الإنتماء والتضحيةوأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر هو تجسيد لقيم الانتماء والتضحية التي يجب أن يتحلى بها شبابنا اليوم، مشيرًا إلى أن هذا الحدث العظيم، لم يكن مجرد انتصارا عسكريا، بل كان تجسيدًا للإرادة الوطنية والتلاحم بين القوات المسلحة والشعب، مؤكدا أن الأفكار الإبداعية تقود إلى التفوق، مستشهدا بطريقة اقتحام خط بارليف التي قادت إلى النصر العظيم.
وقال الدكتور عطية الطنطاوي عميد الكلية، إن الندوة تأتي ضمن الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024 /2025، والذي يتضمن مجموعة من الأنشطة والفعاليات والندوات الهادفة، لافتًا إلى حرص الكلية على استثمار المناسبات الوطنية لتعميق مشاعر الولاء والانتماء، مشيرًا إلى أن الشباب هم القوة الحقيقية في بناء المستقبل، وأنه من الضروري توجيههم وإمدادهم بالقيم والمبادئ التي تحفظ الوطن وتحافظ على وحدته واستقراره.
الندوة متاحة لجميع طلاب الجامعةالندوة ستكون مفتوحة لجميع طلاب الجامعة والمجتمع الأكاديمي، ويأتي ذلك في إطار سعي الجامعة والكلية لتعزيز ونشر الوعي الوطني والثقافي بين الشباب، وتأكيد أهمية انتصار أكتوبر لمصر في بناء حاضرها ومستقبلها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأكاديمية العسكرية الأمن القومي البناء والتنمية الخامسة مساء الدروس المستفادة الدفاع الوطني القوات المسلحة المشهد السياسي
إقرأ أيضاً:
البروفيسور المجاهد.. الرئيس المؤسس
ارتبط اسمه بجامعة ذمار، كيف لا وهو المؤسس لها، وأول رئيس تولى مهام رئاستها، لذا لا أبالغ إن قلت: إنه الأب الروحي لهذه الجامعة العريقة التي وضع مداميك أساساتها، وجذر قواعدها، واجتهد كثيرا في تسوير حرمها الجامعي، رغم كل العقبات والعراقيل التي اعترضت مساره، والتي فرضت عليه الدخول في أتون صراعات مع قوى النفوذ والتسلط ومافيا الأراضي، انتصر عليهم في نهاية المطاف، ليبدأ بعد مرحلة التسوير، المرحلة الأهم المتمثلة في تنفيذ المخطط المعماري الخاص بكليات ومنشآت ومرافق الجامعة المختلفة، لتبدأ ذمار الجامعة انطلاقتها الوثابة بعد أن ظلت لسنوات عبارة عن كلية للتربية تابعة لجامعة صنعاء.
سخَّر كل وقته وجهده وعلاقاته من أجل أن تكون جامعة منارة للعلم والعلماء، وقبلة للباحثين عن التعليم الجامعي النوعي، ومن أجل ذلك عمل على استقدام نخبة من الأكاديميين العرب للقيام بمهمة تدريس الطلاب والطالبات في مختلف كليات الجامعة وأقسامها، بالإضافة إلى الكادر الأكاديمي اليمني، وهو الأمر الذي انعكس على نوعية وجودة المخرجات التعليمية للجامعة، حيث شكلت هذه المخرجات البذرة والنواة لتأهيل كوكبة من المعيدين الذين التحقوا بالتعليم العالي وحصلوا على شهادات علمية من مختلف الجامعات العربية والعالمية، ليعودوا لحقل التعليم الجامعي في رحاب جامعة ذمار، وسط حالة من الارتياح التي كان يشعر بها، وكان يشعر بالسعادة وهو يشاهد جامعة ذمار تنافس الجامعات اليمنية في كثير من المجالات والمعايير حتى بعد مغادرته لها وتعيينه في مجلس الشورى.
إنه البروفيسور الراحل عبدالله محمد المجاهد -رضوان الله عليه- الوطني الغيور، والأكاديمي الحصيف، والإداري المحنك ، الذي كان يمثل مرجعية إدارية فريدة من نوعها، جمع بين الذكاء والفطنة والفراسة والنباهة والنشاط والحيوية والعزيمة والإصرار وقوة الشخصية، وهي سمات قلَّ أن تجتمع في شخص واحد، ومما لا شك فيه أن كل هذه السمات والسجايا التي تحلى بها الفقيد المجاهد خلال رئاسته جامعة ذمار كان لها أبلغ الأثر في مسار بناء جامعة ذمار، حيث نجح بامتياز مع مرتبة الشرف، في إدارة هذا الصرح العلمي الشامخ، بكل كفاءة واقتدار، رغم التعقيدات والمنغصات التي كانت حاضرة في المشهد الذماري حينها، والتي كانت كفيلة بتثبيط عزيمته وتسلل اليأس والإحباط إلى داخله، ولكنه كان قوياً وأكثر صلابة، وتغلب عليها بدهاء الأكاديمي المستنير، والإداري المحنك، ونجح في تطويع وترويض تلكم البيئة وتحويلها إلى بيئة حاضنة للعلم والمعرفة، لتبدأ جامعة ذمار رسالتها التنويرية المتميزة والرائدة، وهو إنجاز يحسب له ولكل المخلصين من أبناء جامعة ذمار الذين كانوا عند مستوى المسؤولية.
لقد غادرنا البروفيسور المجاهد بعد أن ترك بصمة كبيرة، وسفراً خالداً في مسيرة جامعة ذمار، ستظل تتناقله الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل، لن تنسى ذمار المحافظة، وذمار الجامعة، هذه القامة الوطنية الخالدة في تاريخها، كل الشواهد اليوم تحكي عن عظمة هذا الرجل، الذي حمل ذات يوم بندقيته للدفاع عن حرم جامعة ذمار لأنه كان يرى في هذا المشروع بوابة النهوض والتطور والرقي والتقدم قياساً على المخرجات التي سترفد بها الوطن، لم يقتطع له أرضاً من حرمها، ولم يبنِ له بيتاً عليها، بل كان حريصاً على كل شبر من أرضها، وعلى كل حجرة من أحجار مبانيها، وكأنها جامعته الخاصة.
وفي ذكرى أربعينيته، فإننا مهما قلنا، ومهما كتبنا، لن نفي البروفيسور الراحل عبدالله محمد المجاهد حقه، وهكذا حال العظماء، دائماً يخلد التاريخ ذكرهم، بمواقفهم التي سطروها في حياتهم، ومآثرهم التي خلدوها بعد وفاتهم، والمار من أمام جامعة ذمار، يستوقفه سورها الكبير، وبنيتها التحتية الضخمة، والمتابع للتصنيفات العلمية والأكاديمية والبحثية التي وصلت إليها هذه الجامعة يقف احتراماً وتقديراً لكل من أسهم في صنع هذا التميز، وتحقيق هذا الإنجاز، وفي مقدمتهم الرئيس المؤسس البروفيسور عبدالله محمد المجاهد، رحمة الله تغشاه، وطيب الله ثراه، وجعل الجنة سكناه.
خلاصة الخلاصة: في ذكرى أربعينية فقيد الوطن الكبير البروفيسور عبدالله محمد المجاهد مؤسس وأول رئيس لجامعة ذمار، وأبرز المؤسسين لكلية الزراعة بجامعة صنعاء، وأحد أبرز الأعضاء الفاعلين بمجلس الشورى، أتطلع إلى أن تبادر جامعة ذمار بإطلاق اسم الفقيد على قاعة من قاعاتها الكبرى وإقامة فعالية تأبينية وفاء وتخليداً للفقيد الراحل يتم خلالها طباعة كتاب يسلط الضوء على مآثره ومواقفه الوطنية المشهودة التي ستظل شواهدها وبصماتها حاضرة في كل المواقع والمهام والمسؤوليات التي تولاها الفقيد المجاهد والتي ستظل ملهمة للأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل.