بموت ومغادرة رواد الأعمال هل أنهى طوفان الأقصى أحلام سيليكون فالي الإسرائيلية ؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
بدأ جيش الاحتلال في حربه الشعواء ضد سكان قطاع غزة منذ عام تقريبًا، وخلال هذه الفترة، شهدت الحرب جولات مختلفة تسببت في أضرار داخل أراضي الاحتلال إلى جانب الأراضي الفلسطينية، وفي حين تركز غالبية البيانات على الأضرار المدنية أو البشرية، فإن قطاع التقنية في إسرائيل تكبد خسائر أكثر مما يبدو للوهلة الأولى.
تنوعت هذه الخسائر بين خسائر بشرية لمؤسسي الشركات التقنية الرائدة الإسرائيلية وحتى صفقات ومكاتب شركات عالمية أغلقت أبوابها، وأخيرًا كاد أن يتسبب هجوم إيران الأخير في تدمير مصانع السيليكون فى إسرائيل، فهل تقضي هذه الحرب على حلم "سيليكون فالي الإسرائيلية"؟.
المشروع الأكبر للاحتلال منذ عام 1967في يونيو/حزيران 2020، خرجت بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي بمشروع جديد سمته "وادي السيليكون" أسوة بمثيله في الولايات المتحدة الأميركية، وهو المشروع الذي وصفته البلدية بأنه الأضخم من نوعه للاحتلال.
يجسد هذا المشروع أحد الخطط غير المعلنة التي تحاول حكومة الاحتلال دعمها وتنفيذها على أراضي بيت المقدس، وهي بناء مدينة تقنية تجذب كبرى الشركات العالمية للاستثمار فيها وبناء المصانع ومكاتب المنطقة فيها مباشرةً، وهذا للاستفادة من الموقع المميز لدولة الاحتلال الذي يربط بين جميع الطرق الاقتصادية في العالم.
لا يمكن القول بأن هذه المساعي قد باءت بالفشل، إذ تملك إسرائيل بمفردها عددًا ضخمًا من الشركات التقنية الناشئة في مختلف القطاعات، بدءًا من الأمن السيبراني والاختراقات وحتى شركات الخرائط والتحليلات فضلًا عن شركات الذكاء الاصطناعي.
ويقدر بأن الشركات التقنية الإسرائيلية قد تمكنت من جمع مليارات الدولارات في الأعوام الماضية فضلًا عن هذا العام، وذلك دون النظر إلى الشركات التقنية التي تملك مكاتب في إسرائيل مثل "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" و"إنتل"، فضلًا عن مجموعة كبيرة من المصانع الموجودة في إسرائيل مثل مصنع "إنتل" ومصنع "سامسونغ".
تقدم هذه المصانع والشركات بيئة نمو مثالية للشركات الإسرائيلية التقنية الناشئة إلى جانب تدريب الكوادر في القطاعات التقنية المختلفة مما يتيح لهم لاحقًا تأسيس شركات ناجحة مستقبلًا.
خسائر بشرية جمةتسببت الحرب على غزة في وفاة الكثير من رواد الأعمال التقنيين الإسرائيليين، سواءً كان عبر الهجمات المباشرة من حماس أو عبر الاستدعاء للعمل في جيش الاحتلال، ومن ضمنهم كان أفيناتان أور الذي كان يبلغ من العمر 30 ربيعًا وكان يعمل في "إنفيديا"، وذلك إلى جانب دانييل والدمان التي تعد ابنة شريك "إنفيديا" الأكبر في إسرائيل.
وتستمر القائمة لتضم آدم بسموت مؤسس شركة "سايت بت" (Sight bit) التي تعمل على تسهيل دور خفر السواحل لإنقاذ الغرقى والتنبؤ بالطوفان وإيتمار بن حمو المسؤول عن تطوير شركة "ريفيري" (Rivery) للخدمات السحابية و جوزيف "سيفي" جينيس مؤسس شركة "فاير فلاي" (Fire Fly) التي تعمل في إدارة الأصول السحابية للشركات والتي تقدر قيمتها بأكثر من 23 مليون دولار.
تؤثر هذه الخسائر بشكل مباشر في الاقتصاد الإسرائيلي الذي أصبح يعتمد في السنوات الماضية على الشركات التقنية بشكل كبير، إذ شكلت الشركات التقنية أكثر من 20% من إجمالي الناتج المحلي الإسرائيلي في عام 2023 وشكلت 48% من إجمالي الصادرات الإسرائيلية في عام 2022 مع وجود أكثر من 400 ألف موظف عامل فيه وأكثر من 850 شركة استثمارية تعمل في القطاع التقني الإسرائيلي قبل بداية الحرب على غزة وفق تقرير "المركز العربي في واشنطن" (Arab Center in Washington DC).
نقل موقع "ميدل إيست مونيتور" (Middle East Monitor) تقريرًا حول الشركات الإسرائيلية التي أغلقت أبوابها في عام الحرب على غزة، وبحسب التقرير، فقد أغلقت أكثر من 40 ألف شركة أبوابها، مع كون غالبيتها شركات إسرائيلية صغيرة، وأشار التقرير أيضًا إلى أكثر القطاعات تضررًا بعمليات الإغلاق كان قطاع الإنشاءات يليه القطاع التقني.
لم تقتصر خسائر القطاع التقني في إسرائيل على الشركات التي أغلقت أبوابها فقط وتسببت في تشرد مئات الآلاف، بل امتدت إلى الشركات العالمية التي تركت مكاتبها في إسرائيل، وربما كان أبرزها "غوغل" فضلا عن "علي بابا" و"إلكترونيك آرتس" لتطوير الألعاب (Electronic Arts) و"دروب بوكس" (Drop Box) و"فورد".
كما خسرت شركة "ويز" (Wiz) للأمن السيبراني الإسرائيلية استثمارًا كبيرًا من "غوغل"، ورغم أن الشركة قدمت العديد من الأسباب لرفض هذا الاستثمار، فإن أحد الأسباب غير المعلن عنها كان عدم استقرار المنطقة والحرب على غزة، وهو ما يشير له تقرير الصحيفة الإسرائيلية التي أشارت إلى انخفاض الاستثمارات عقب حرب غزة.
ومن الجدير بالذكر أن قذائف حماس قد وصلت إلى منطقة حرزاليا التي تعد مركزًا للاستثمارات التقنية الإسرائيلية والتي تضم مجموعة من كبرى المصانع التقنية فضلًا عن كونها قريبة من تل أبيب، إذ تبعد عنها مسافة 10 كيلومترات فقط.
هل تؤثر هذه الخسائر في مسار الحرب؟تملك إسرائيل دعمًا ماليًا كبيرًا من مختلف الشركات حول العالم، كما أنها تمتع بدعم عيني متمثل في الأسلحة وغيرها من المواد التي تصل إليها، لذا يمكنها تحمل الحرب لفترة طويلة من الناحية العسكرية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد ملاحظة كل هذه الخسائر الاقتصادية، هل يمكن أن يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي كل هذه الخسائر المتمثلة في مليارات الدولارات؟ وإن كان الدعم الوارد إلى تل أبيب موجهًا بأكمله للجيش، فكيف يمكن للاقتصاد الداخلي أن يستمر دون وجوده؟.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشرکات التقنیة أغلقت أبوابها القطاع التقنی الحرب على غزة هذه الخسائر فی إسرائیل فضل ا عن أکثر من
إقرأ أيضاً:
السفير الأوكراني يدعو الشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار بلاده بعد الحرب
دعا السفير الأوكراني لدى مصر، ميكولا ناهورني، الشركات المصرية إلى لعب دور فاعل في جهود إعادة إعمار أوكرانيا فور انتهاء الحرب، مؤكدًا أن بلاده تحتاج إلى دعم دولي واسع قد تصل قيمته إلى نحو 600 مليار دولار لإعادة بناء البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية.
وأشار ناهورني، خلال اجتماع عقده مع قيادات الغرف التجارية المصرية والأوكرانية وعدد من رجال الأعمال من الجانبين، وبحضور محمد المصري عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف التجارية المصرية ورئيس الاتحاد الأسبق، إلى أن العلاقات المصرية الأوكرانية تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل ما تتمتع به مصر من استقرار سياسي وأمني. وأضاف أن أوكرانيا ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا ومحورًا مهمًا لنفاذ المنتجات الأوكرانية والأوروبية إلى الأسواق الأفريقية.
وأوضح السفير أن المنتدى الحالي يمثل فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الشركات الأوكرانية في السوق المصرية، ولتقريب وجهات النظر، وللنظر في تحديث الاتفاقية التجارية بين البلدين بما يدعم أنشطة رجال الأعمال ويعزز التبادل التجاري.
ومن جانبها، شددت فاليريا زاباتشا، رئيس قطاع التجارة الدولية بالغرفة التجارية الصناعية الأوكرانية، على ضرورة تنشيط التعاون المؤسسي بين اتحادي الغرف في البلدين، وزيادة الزيارات المتبادلة لوفود رجال الأعمال. وأكدت أن هناك مجالات واسعة يمكن تعزيز التعاون فيها، أبرزها: الزراعة، والصناعة، والتعدين، والطاقة المتجددة، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات.
وأعربت زاباتشا عن أملها في أن تسفر اللقاءات الثنائية عن شراكات حقيقية في مجالات التصنيع المشترك والتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية، بما يعزز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.