بعد الضربات القاصمة..هل ينجو حزب الله من الإعصار؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أثارت الضربات الإسرائيلية القاصمة لحزب الله اللبناني، وعلى رأسها مقتل أمينه العام، حسن نصرالله، تساؤلات عن مستقبل الجماعة المدعومة إيرانياً، التي يرى محللون سياسيون، أنها قد تعيد تشكيل الداخل السياسي في لبنان بعد سنوات من سيطةة الحزب على مفاصل الدولة.
ويشتبك حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي منذ عام في أعقاب اندلاع الحرب في غزة.غير أن إسرائيل كثفت غاراتها المدمرة على أهداف له في لبنان أسفرت عن مئات القتلى، وأكثر من مليون نازح، منذ 23 سبتمبر (أيلول) فضلاً عن الدمار الواسع الذي ألحقته بالحزب، وبلبنان.
واغتالت إسرائل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد خسائر فادحة مني بها الحزب، بعد تفجيرات البيجر، واللاسلكي التي قتلت أو شوهت الآلاف من عناصر الحزب. وجاء التصعيد على وقع أزمة اقتصادية خانقة في لبنان منذ سنوات. سقوط ورقة حزب الله
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، أن "مستقبل الحزب يتحدد حسب الدور الذي ستكلفه به إيران"، قائلا إن اغتيال نصرالله ورد فعل طهران عليه "صدم الكثيرين بمن فيهم المؤيدون لمحور الممانعة".
ويعتقد بشير في حديث لـ24 أن إسرائيل لم تقدم على اغتيال نصرالله دون "ضوء أخضر و تأكدها من غياب أي رد فعل إيراني".
وقال :" مقربون من المحور قالوا إن الاغتيال سيحدث زلزالاً في المنطقة. لم يردوا حتى نصرالله لم يحصل على حقه في تشييع جثمانه".
وأكد أن تصريحات وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب عن موافقة نصرالله على وقف إطلاق النار قبل مقتله "يثير تساؤلات"، خاصة بعد "مجيء وزير خارجية إيران الذي أنيب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تصريحاتهما عن ضرورة وقف إطلاق النار، وفصل جنوب لبنان عن غزة".
هذه التطورات "تعطي إشارات"، حسب بشير، الذي ذهب في قراءته إلى أن طهران ربما ضحت بـ "نصرالله الذي وافق على وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "إسرائيل لم تكن لتجرؤ على ذلك دون ضوء أخضر إيراني ودولي".
ويشير الكاتب والمحلل اللبناني، إلى أن ما حدث يشير إلى "سقوط ورقة حزب الله الإقليمية على الأقل".
وعلى الساحة الداخلية، يؤكد الكاتب أن "سلاح حزب الله مرفوض، ولم يتبق أمامه إلا التحول إلى جماعة سياسية طبيعية مثل الأحزاب اللبنانية الأخرى".
ومن جهته، عبر المحلل العسكري، العميد اللبناني المتقاعد سعيد قزح، عن أمله في أن يبادر حزب الله بعد الحرب إلى الانخراط في "مشروع الدولة العادلة".
وقال قزح لـ24 : "ندعو كل اللبنانيين إلى الانخراط في مشروع الدولة العادلة، والحاضنة لكل أبنائها، ونتمنى أن يبادر حزب الله إلى ذلك، من أجل مستقبل زاهر وآمن لأبنائنا".
وبدوره، قال المفكر اللبناني رضوان السيد، إن "أكبر محطم في العقود الأخيرة للدولة الوطنية، دولة التنمية والاستقرار، هو المشروع الإيراني. كل الوقت يقولون لنا إنهم يتحرشون بنا ويفككون دولنا ساعة لمواجهة الولايات المتحدة، وساعة لإنصاف قضية فلسطين".
وأضاف السيد في تصريحات صحافية" لا فلسطين استفادت، ولا الولايات المتحدة تضررت". وأشار إلى وجود مشروعين في المنطقة "أحدهما للتصديع والزعزعة، والآخر تقوده أمريكا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله غزة إيراني إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
انتخابات بلدية في البقاع اللبناني بنفَس إنمائي
بيروت- بدأ العد العكسي لإجراء المرحلة الثالثة لانتخاب مجالس بلدية واختيارية في محافظتي سهل البقاع اللبناني (بعلبك – الهرمل، والبقاع) صبيحة يوم الأحد المقبل، وذلك بعد إنجازها في محافظات جبل لبنان، وعكار، والشمال، وسط مشاركة واسعة لامست 45% في تلك المحافظات، على أن تُختتم في 24 من الشهر الجاري في محافظتي النبطية والجنوب.
وتُجرى الانتخابات في ظل اعتداءات إسرائيلية متكررة في البقاع والجنوب، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبُعيد انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للبلاد في يناير/كانون الثاني الماضي، مما جعل السير بهذا الاستحقاق "إرادة تحدٍ وصمود تحصن المجتمع المحلي وتُمهد لإعادة بناء ما دمره العدو" بحسب القيادي في حركة أمل محمد الخشن.
يتنافس في القضائين اللذين تضمهما محافظة بعلبك – الهرمل المتاخمة للحدود السورية 2083 مرشحا لعضوية 84 مجلسا بلديا، ويتراوح عدد أعضاء المجالس بين 9 و15 مقعدا، باستثناء بعلبك التي تضم 21 مقعدا، حيث تتوزع طوائف ناخبي القضائين البالغ عددهم 352 ألفا و631 شخصا وفق النسب التالية:
%75 من الطائفة الشيعية. %14 من الطائفة السنية. %11 من الطوائف المسيحية. إعلانوأكد الخشن للجزيرة نت، أن حركة أمل وحزب الله يخوضان الانتخابات البلدية بتفاهم وتنسيق، وأضاف "لقد تم تشكيل لوائح توافقية مشتركة تتضمن مرشحين من العائلات وأبناء العشائر، سعيا منا لإنتاج مجالس بلدية واختيارية يكون لها دور في إعادة بناء آلاف الوحدات السكنية المدمرة في بعلبك والهرمل والبقاع الغربي والجنوب".
وبعدما لفت إلى أن محطة الانتخاب الأخيرة في الجنوب ستكون "الأهم بنظرنا"، وصف ما حل بمدينة بعلبك وقرى المحافظة من دمار وخراب بفعل العدوان الإسرائيلي بـ"الكارثي"، وأضاف "هذا يُحملنا مسؤولية إنجاز الاستحقاق البلدي، سواء تحت خيمةٍ أو فوق ركام المنازل المدمرة، وسيكون لنا عرس وطني في البقاع أو في قرى الحافة الأمامية في الجنوب، رغم الغارات الإسرائيلية الحديثة على النبطية ومرتفعات بعلبك".
وقال الخشن، نأمل من العهد الجديد مواكبة مرحلة ما بعد إنجاز الاستحقاق، عبر إفساح المجال لمن تضررت منازلهم للشروع بالبناء دون تعقيدات إدارية في الحصول على تراخيص. مؤكدا أن "البلديات المُنتظر تشكلها، عليها مسؤولية تهيئة أرضية مناسبة تتيح للقادرين من الأهالي ترميم منازلهم، بانتظار إطلاق مشروع إعادة الإعمار الذي ينتظر التمويل المناسب".
تضم محافظة البقاع 3 أقضية: زحلة، البقاع الغربي، وراشيا، ويصل عدد الناخبين فيها إلى 344 ألفا و63 ناخبا، يصوتون لاختيار مرشحين لـ231 مقعدا، موزعين على 87 مجلسا بلديا.
ويضم مجلس مدينة زحلة الذي يعد الأكبر في المحافظة 21 مقعدا، وتعد المدينة مركزا إداريا وسياحيا هاما للكتلة الكاثوليكية في الشرق، وتبعد عن بيروت 55 كلم، وعن الحدود اللبنانية السورية شرقا 10 كلم.
وعن التداخل العائلي الحزبي في المدينة وقراها الـ29 يقول الرئيس السابق لإقليم حزب الكتائب في زحلة المحامي روجيه زلاقط إن "خريطة التحالفات البلدية في المدينة لا تشبه التحالفات المركزية بين الأحزاب والقوى السياسية في جبل لبنان مثلا، فحزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية ضمن خصومة انتخابية في المدينة، وهذا نقيض تعاونهم الانتخابي في محافظات أخرى".
إعلانويضيف كذلك أن "الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) يقول إنه على مسافة واحدة من الجميع، ولن يتدخل في انتخابات عاصمة الكثلكة في الشرق، أي عكس تحالفه مع التيار الوطني الحر في محافظات أخرى".
ورفض زلاقط في حديثه للجزيرة نت إسقاط تحالفات أو نتائج الانتخابات البلدية في البقاع على تحالفات الانتخابات النيابية العام المقبل. وأضاف موضحا "أعتقد أن همّ الجميع إنمائي بامتياز، والكل يحاول مواكبة انطلاقة العهد الجديد ودعمه في مواجهة التحديات على أكثر من صعيد، خاصة مسيرة تعافي البلاد من نُدوب كثيرة".
طابع إنمائييعتبر الكاتب والمحلل السياسي صلاح تقي الدين أن نسب المشاركة الشعبية في جبل لبنان، التي بلغت 44%، تشكل رافدا أساسيا لترجمة مضمون خطاب القسم الذي أطلقه الرئيس جوزيف عون في بداية عهده، ويوضح أن "استعادة قرار بناء الدولة يأتي من خلال قيام مجالس بلدية معتبرة، وأتوقع أن تكون مشاركة البقاعيّين على نفس القدر إذا لم يكن أكثر".
وبعدما أشار إلى أن قيام مجالس بلدية جديدة، يعني اهتماما بقضايا اقتصادية وبيئية وإنمائية لأي مجتمع في أي قرية لبنانية، أكد تقي الدين أن "تحصين المجتمع بحكومات محلية تمثله، يشكل لبنة أولى نحو إقامة نظام لامركزية إدارية في لبنان، وهذا مطلب إنمائي هام جدا، بل هو تحد حقيقي بمواجهة الفراغ، وبمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ النكبة الفلسطينية عام 1948″.
وأكد في حديثه للجزيرة نت أن "الانتخابات البلدية غادرت الاصطفافات الحزبية بشكل نسبي، إذ رصدنا في المحطات الأولى وأثناء تشكل اللوائح في زحلة وغالبية القرى البقاعية فاعلية العائلات والمستقلين".
وأضاف "هذا لا يعني أن الأحزاب لم تتدخل لإبراز قوتها في بعض الأماكن، لكن التحالفات أخذت طابعا بلديا أكثر منه سياسيا"، مؤكدا اختلاف حسابات البلديات عن الاستحقاق النيابي في مايو/أيار القادم.
إعلان