أوبن إيه آي تعلن تحولها إلى شركة ربحية ما معنى ذلك؟
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
عام 2015، تأسست "أوبن إيه آي" كمشروع غير ربحي تحت مظلة منظمة "آوفرفيو" (Overview) التي كانت تضم كوكبة من رواد التقنية في العالم مثل إيلون ماسك وسام ألتمان. ولاحقًا عام 2019، توجه نظر مجلس إدارة الشركة بقيادة ألتمان إلى محاولة توليد الأرباح مع الحفاظ على حالتها كمشروع غير ربحي يهدف لتطوير العلم والذكاء الاصطناعي والحماية من مخاطره.
ومؤخرًا، أعلنت الشركة على لسان المدير التنفيذي نيتها التحول إلى حالة الربحية الكاملة فضلًا عن وصفه "أوبن إيه آي" بأنها غير اعتيادية، وهذه الأنباء جاءت بعد الإعلان عن تنحي ميرا موراتي التي كانت تشغل منصب المسؤول عن تكنولوجيا الشركة وتطويرها، وقد لحق بها اثنان آخران من مجلس الإدارة.
وقد أثارت مغادرة موراتي المفاجئة إلى جانب اثنين من أعضاء مجلس الإدارة تساؤلات عدة حول الشركة ومستقبلها والوضع الداخلي بمجلس الإدارة، خاصةً وأن الأخير حاول تنحية ألتمان ودفع موراتي لأخذ مكانه، ولكن سرعان ما عاد ألتمان بفضل ضغط "مايكروسوفت" فضلًا عن ظهور أخبار التحول إلى الربحية والبحث عن التمويلات الإضافية بعد موجة من الانتقادات للشركة متعلقة بأرباحها بسبب تكاليف بناء خوادم الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.
ورغم أن كل هذه الأمور تبدو مصادفة وغير مرتبطة ببعضها البعض، إلا أنها حدثت بشكل متتال يدفع الشركة إلى المكان ذاتها، التحول إلى الربحية والبحث عن الأرباح قبل كل شيء، فماذا يعني ذلك؟ وهل يختلف أسلوب الشركة مستقبلًا؟
التغيرات التي قد تطرأ على "أوبن إيه آي"هناك بعض الاختلافات الواضحة بين الشركات غير الربحية والربحية، ولكن الاختلاف الأبرز يكمن في سياسة البحث عن الأرباح إلى جانب السيطرة الكلية على الشركة، فبينما لا تبحث الشركات غير الربحية عن الأرباح بشكل مباشر يجعل أعضائها أثرياء، لكنها تحقق بعض الأرباح من تقديم خدماتها المدفوعة والتقنيات التي طورتها، كما أن الشركات غير الربحية في العادة تقع تحت سيطرة مجلس إدارة غير ربحي بشكل مماثل.
كما تضع الشركات غير الربحية حدًا للأرباح التي يمكن أن تحققها والمكافآت والأسهم التي يحصل عليها المستثمرون فيها، وعند التحول إلى حالة الربحية فإن هذه القيود تنتهي تمامًا جاذبةً استثمارات عدة للشركة.
وفي بداية التغيرات التي قد تطرأ على الشركة ستكون إزالة السيطرة من يد مجلس الإدارة غير الربحي لتنتقل إلى مجلس الإدارة المعتاد، ورغم أن الشركة ستبحث عن الأرباح بالطرق المعتادة والمشروعة، فإنها لن تهمل دورها المجتمعي، وذلك عبر الحفاظ على شركة فرعية غير ربحية تحصل على نسبة من أرباح "أوبن إيه آي".
ويكمن أحد الاختلافات الأخرى في نسبة الأسهم التي يحصل عليها ألتمان، وفق تقرير "رويترز" عن الأمر، حيث ترتفع حصته في الشركة بشكل ملحوظ بعد هذا التحول، ويتزامن هذا مع جولة جمع التمويلات التي يقودها هو في محاولة لجمع 6.5 مليارات دولار تقريبًا، مما يضع قيمة الشركة عند 150 مليار دولار تقريبًا، وهو أمر متعلق بقدرة الشركة على تغيير هيكلها الإداري السابق.
تزامن ظهور المخاوف الأمنية مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي من مختلف الشركات، وكانت حالة غير الربحية التي تحظى بها "أوبن إيه آي" بمثابة طوق أمان يمنعها من مطاردة أحلام اليقظة وبناء أنظمة ذكاء اصطناعي واعية.
ولكن مع خسارة طوق الأمان هذا، تعالت الأصوات المهاجمة المتخوفة من التقنية وما قد تؤول إليه مستقبلًا، وهو الأمر الذي عبر عنه ماسك مرارًا وتكرارًا، وبينما لم تصل الشركة بعد إلى هذا النموذج الذي يثير مخاوف العالم، إلا أن مهمتها كما أعلنت سابقًا هي تقديم نموذج ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً من البشر.
من جانب آخر، فإن سعي ألتمان خلف التمويل من الشركات التقنية العملاقة مثل "مايكروسوفت" و"آبل" وغيرها قد يحول أولوية الشركة إلى إرضاء المستثمرين وتقديم نماذج ذكاء اصطناعي لا تهتم كثيرًا بالخصوصية أو أمن البيانات دون وجود رقيب قادر على محاسبتها.
"أوبن إيه آي" تخسر الملياراتتشير التقارير السابقة إلى أن "أوبن إيه آي" قد تخسر هذا العام 5 مليارات دولار، بسبب تكلفة بناء خوادم الذكاء الاصطناعي المرتفعة وتكاليف التشغيل المستمرة لها، وربما كان هذا السبب الرئيسي الذي جعل الشركة تسعى خلف جمع التمويلات التي تتجاوز حاجتها هذا العام وربما تكفي للعام القادم أيضًا.
كما أوضحت التقارير والشائعات، التي ظهرت الأيام الماضية، أن التحول إلى الربحية كان شرطًا أساسيًا من أجل الحصول على التمويلات وإنقاذ الشركة من خسارة الأموال المستمرة، وهذا يتناسب مع تقرير بنك "باركليز" الذي كان يرى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مكلف وقد لا يقدم العائد المرجو منه.
مساعٍ أخرى لتوليد الأموالوبالتوازي مع هذه الأخبار، كشفت الشركة مؤخرًا عن نموذج "أو 1" الذي يعد نموذجا قادرا على التفكير العقلاني ويأتي بكلفة أعلى من "شات جي بي تي" المعتاد. فضلًا عن ذلك، ظهرت بعض الأخبار عن تعاون جوني إيف، أحد أبرز مطوري "آبل" السنوات الماضية مع ألتمان لتقديم هاتف ذكي جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وهذه الخطوات -إلى جانب تقديم نماذج العمل المخصصة للشركات وآليات الذكاء الاصطناعي الملائمة لكل شركة حسب احتياجاتها- قد تكون كفيلة بتوليد الأرباح التي تجعل "أوبن إيه آي" توقف نزف الأموال، ولكن تظل كل هذه التكهنات في بحر الشائعات دون وجود تصريح أو بيان رسمي من الشركة حول خططها المستقبلية، وهو المتوقع حدوثه الأيام القادمة بعد انتهاء جولة التمويل الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی مجلس الإدارة أوبن إیه آی عن الأرباح التحول إلى
إقرأ أيضاً:
أنظمة آبل تدعم تشغيل الهواتف القابلة للطي.. لماذا تخفيها الشركة؟
تشير كافة التوقعات والتقارير إلى أن "آبل" تطرح "آيفون قابل للطي" في العام المقبل، وقد ظهرت العديد من الصور التخيلية والتسريبات المتعلقة بالهاتف المنتظر ومواصفاته وحتى سعره.
ولكن الشيء الذي ما زالنا نجهله هو نظام التشغيل الذي تستخدمه الشركة مع هاتفها القابل للطي، وهل سيكون أقرب إلى نظام تشغيل الهواتف أو الحواسيب المحمولة الخاصة بها.
وأثبت مجموعة من المخترقين الذين عبثوا في نظام "آي أو إس 26" أن النظام يضم مجموعة من المزايا التي تساعده على العمل في شاشات كبيرة، وتدعم استخدام أكثر من شاشة مع الجهاز.
إذ تمكن هؤلاء المخترقين من تشغيل نظام يشبه "آيباد أو إس" و"ماك أو إس" في هواتف "آيفون 17 برو ماكس"، وذلك دون تثبيت أي أنظمة خارجية أو حتى تطبيقات خارجية.
ويثبت هذا أن "آبل" أخفت بعض مزايا "آي أو إس 26" التي تجعله أقرب لنظام تشغيل يدعم الشاشات الكبيرة والمتعددة، فهل يعني هذا أن نظام تشغيل "آيفون فولد" سيكون نسخة من "آي أو إس 26″؟
نظام متطابقلسنوات طويل أصرت "آبل" أن نظام "آيباد أو إس" ونظام "آي أو إس" مختلفان تماما ويحملان أكواد مختلفة وبالتالي مزايا مختلفة بشكل كلي.
ورغم ذلك، فإن مزايا النظامين كانت تتشابه في الكثير من الأحيان، كما أن مستخدمي "ريديت" استطاعوا اثبات هذا التشابه عبر اختراق نظام "آي أو إس" لتظهر مزايا "آيباد أو إس" وواجهة مماثلة له.
???? A Reddit user somehow got iPadOS 26 running on an iPhone 17 Pro Max – and it literally turns the phone into a mini desktop when plugged into a display.
The exploit is patched now, but honestly… this might be a sneak peek at what future iPhones could do. ????????????… pic.twitter.com/c4jjBk1b6X
— ѕαтнιѕн (@TechEVOLV_TE) December 1, 2025
ويؤكد المستخدم "تيك إكسبيرت 2910" أن أجهزة "آيباد أو إس" قادرة على تشغيل الجزيرة الديناميكية والمزايا الخاصة بها أيضا بسبب تطابق الأكواد بينها وبين "آي أو إس".
إعلانوبينما وفرت الثغرة للمستخدمين إمكانية تشغيل بعض مزايا "آيباد"، إلا أن المفاجئة كانت قدرة "آيفون" على تشغيل تطبيقات مخصصة للحواسيب وغير موجودة في متجر التطبيقات الخاص به.
وتثبت هذه التجربة من وجهة نظر تقرير موقع "وايرد" التقني أن نظام "آي أو إس" و"آيباد أو إس" متطابقان بشكل كامل، ولكن "آبل" تفضل إخفاء بعض المزايا في "آيفون" لأسباب غير معروفة حتى الآن.
ما علاقة "آيفون القابل للطي"؟أجلت "آبل" طرح هاتفها القابل للطي لعدة سنوات، وبينما وصلت بعض الشركات الأخرى مثل "سامسونغ" إلى الجيل السابع من أجهزتها وحتى طرحت جهازا قابلا للطي 3 مرات، فإن "آبل" مازالت تختبر الجيل الأول من جهازها.
وتشير التقارير المختلفة إلى أن "آبل" تمكنت أخيرا من حل معادلة فاصل الشاشة الذي يبدو بارزا في الشاشة الداخلية بكافة الهواتف القابلة للطي، وفي هذه الحالة فإن تجربة استخدام الشاشة الداخلية تقترب كثيرا من أجهزة "آيباد" اللوحية.
ومع كون حجم الشاشة الداخلية يصل إلى 7.8 بوصة بنسبة عرض إلى طول 4:3 تطابق أجهزة "آيباد ميني" الصغيرة، فإن تجربة استخدام الشاشة الداخلية ستصبح الأقرب إلى "آيباد".
لذلك، فإن قدرة نظام "آي أو إس 26" على العمل بشكل مماثل لأنظمة "آيباد" تعني الكثير، فهي على الأقل تشير لكون "آبل" مستعدة من الناحية البرمجية لطرح الهواتف القابلة للطي.
ارتباك في تركيبة أجهزة "آبل"سعى ستيف جوبز طوال حياته لخلق فاصل واضح بين أجهزة "آبل" المختلفة، سواء كانت "آيباد" أو "آيفون" أو غيرها من الأجهزة.
لذا كان كل مستخدم يعرف لماذا يقتني جهازه، سواء كان "آيفون أو "آيباد" أو حتى حاسوب "ماك بوك"، ولكن بعد طرح الطرز الأخيرة من كل جهاز اصبح هذا الفاصل غير واضح وغير مجدي.
ويتوقع بأن يختفي أكثر عند طرح "آيفون" القابل للطي، فهو يجمع بين جهازين هاتف معتاد وحاسوب لوحي مصغر مثل "آيباد ميني"، فطرح هذا الهاتف القابل للطي يعني بشكل ضمني قتل أجهزة "آيباد ميني" والتخلي عنها تماما.
حتى أن الفاصل في قوة المعالج والذواكر لم يعد موجودا كما كان سابقا، فأجهزة "آيباد برو" الآن تأتي بمعالجات "إم 5" التي تشغل أقوى حواسيب "آبل" المحمولة.
وازدادت قوة معالج "آيفون" بشكل كبير لدرجة أن "آبل" تدرس طرح "ماك بوك" اقتصادي يعتمد على معالج "آيفون" الأخير مما يعكس قوة المعالج على تشغيل الحواسيب المحمولة.
كما أن الاختراقات الأخيرة للنظام تثبت أن "آبل" نفسها فقدت رؤيتها للخط الفاصل بين أجهزتها، فتشابه الأنظمة بشكل كبير وإمكانية تشغيل مزايا "آيباد" و"ماك بوك" في "آيفون 17 برو ماكس" يعكس بوضوح غياب رؤية "آبل" للفارق بين الأجهزة.
ويطرح هذا سؤالا محوريا عن خطط "آبل" المستقبلية بعد طرح الهاتف القابل للطي، وإن كان سيقتل أجهزة أخرى مثلما حدث مع "آيبود" بعد تطور "آيفون" الكبير.