البنك المركزي الإسرائيلي يكشف عن خسائر مخيفة ورقم فلكي لُكلفة الحرب خلال عام
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
قدّر البنك المركزي الإسرائيلي التكلفة الحالية لحربي غزة ولبنان بـ66 مليار دولار، بحسب ما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مدير المعهد الأوروبي في جامعة كولومبيا آدم توز إنّ “هذه التكلفة تشكل ضغطاً على الاقتصاد الاسرائيلي، على الرغم من المساعدات الخارجية وخاصة الأميركية”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “عدد السواح في إسرائيل قد انخفض بنسبة 75%”.
كذلك، أفادت بأنّ السلطات اضطرت إلى تعبئة مئات الآلاف من الجنود الاحتياط، فيما قالت إنّه مع استبعاد هذا العدد من القوى العاملة (أي الشباب العاملين في سن الذروة)، تضرّر الاقتصاد بشكل كبير.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
خسائر غير مسبوقة لإسرائيل
ما خسرته اسرائيل في حربها الحالية على غزة لم يسبق لها أن تكبدته من قبل، لا في حروبها ضد الدول العربية ولا في غير ذلك من الأزمات التي مرت عليها، وهو ما دفع محللاً استراتيجياً وكاتباً صحافياً بارزاً في تل أبيب الى إطلاق السؤال الكبير: هل نحن باقون حتى العام 2040؟ أي هل يُمكن لنا -أي الاسرائيليون- الاستمرار في الصمود لـ15 عاماً مقبلة أم لا؟
أحاديث الزوال والانهيار في الأوساط الاسرائيلية ليست مسبوقة، وهي عبارة عن جدل ساخن وملتهب داخل النخب الاسرائيلية، والسبب في ذلك ليس "عُقدة العقد الثامن" التي يتحدث عنها الكثيرون وحسب، وإنما ثمة عوامل موضوعية كثيرة تدفع الاسرائيليين الى هذا التساؤل وتشعل هذا الجدل بينهم.
أحدث صيحة تحذير بهذا الصدد صدرت عن الكاتب الاسرائيلي الشهير ورئيس تحرير جريدة "هآرتس" ألوف بن والذي شبَّه ما يحدث في اسرائيل اليوم بما حدث في الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره، حيث كان السوفييت يغرقون شيئاً فشيئاً في "وحل افغانستان"، وما إن خرجوا من هناك حتى انهارت دولتهم، مشيراً الى أن اسرائيل تغرق اليوم في "وحل غزة" ولا يبدو أن الخروج من ذلك الوحل سيكون سهلاً.
يشعر الاسرائيليون أنهم يخوضون في غزة الحرب الأكثر كلفة في تاريخهم، وهذا النوع من الحروب بالغة الخطورة لأنها عادة ما تنتهي بتغييرات جذرية، وهي تغييرات رغم أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بها ولا توقع مضمونها إلا أنها تنتهي بأثمان باهظة وكثيراً ما تؤدي الى تحولات كبيرة، وليس شرطاً أن تكون الغلبةُ فيها للطرف القوي عسكرياً، تماماً كما يبدو في مثال الاتحاد السوفييتي الذي انهار في مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما كان لديه من الأسلحة النووية ما يكفي لتدمير الكرة الأرضية سبعة مرات!
في هذه الحرب دفع الاسرائيليون -وما زالوا- أثماناً باهظة، إذ لأول مرة يُصبح اثنين من الوزراء في الحكومة الاسرائيلية مدرجين على قوائم العقوبات للعديد من الدول الكبرى، وذلك بسبب تحريضهم على العنف والتطرف والارهاب، وبموجب هذه العقوبات فقد قررت كل من بريطانيا والنرويج وكندا وأستراليا ونيوزيلندا فرض حظر للسفر على كل من سموتريتش وبن غفير، كما قررت بريطانيا تجميد أي أصول مالية أو ممتلكات عائدة لهذين الرجلين بسبب ضلوعهم في أعمال التحريض على العنف والارهاب الذي يقوم به المستوطنون وبسبب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.
التحركات الدولية لفرض هذه العقوبات تأتي بعد عشرين شهراً على مظاهرات شعبية لم تعهد لها هذه الدول مثيلاً من قبل تُندد بالعدوان الاسرائيلي، وتُطالب العالم بمعاقبة الاحتلال وردعه عن حرب الابادة التي يرتكبها في قطاع غزة.
في هذه الأثناء تتقاطر قوافل كسر الحصار على غزة من كل حدبٍ وصوب؛ إذ لم يتوقف الأمر على سفينة "مادلين"، وإنما توسع الأمر أخيراً الى قوافل برية ستتجه الى الأراضي الفلسطينية من مختلف الجهات في تحرك دولي ربما لا ينجح في كسر الحصار لكنه يُعبر عن إدانة عالمية غير مسبوقة لاسرائيل، وحركة احتجاج لم يعرف لها العالمُ مثيلاً من قبل لإدانة حرب الابادة الاسرائيلية.
تتكبد اسرائيل خسائر غير مسبوقة ولا مألوفة في هذه الحرب، ويتصاعد الجدل في أوساط النخبة بتل أبيب حول ما إذا كانت هذه الدولة العبرية ستظل صامدة لعقود طويلة مقبلة أن شمسها بدأت بالأفول، ويبدو الشعور متصاعداً في أوساط الاحتلال بأن الغرق في وحل غزة أشبه بكارثة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.. والسنوات القادمة هي التي ستحكم.