حبير سياسي: كل ما حدث منذ 7 أكتوبر يصب بمصلحة دولة الاحتلال
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن إقليم الشرق الأوسط بصدد حدوث تحولات كبرى خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الحرب على قطاع غزة هي أطول حرب في المنطقة، حيث مر أكثر من عام على الحرب على القطاع، ومن المبكر الحديث عن نتائج 7 أكتوبر، أان المشهد لم ينته بعد، وسيستمر معنا لفترة طويلة من الزمن.
وأضاف "كمال"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فناة "ten"، ، أن ما يحدث الآن في المنطقة مخطط له منذ عدة سنوات، مشيرًا إلى أن ما تفعله دولة الاحتلال في جنوب لبنان، وحزب الله كان عبارة عن خطط موجودة على الأرفف الإسرائيلية، والخطوة المقبلة ستشمل امتداد الصراع مع إيران.
وأضاف أن كل ما حدث منذ السابع من أكتوبر يصب في مصلحة دولة الاحتلال، وبالتحديد اليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث تمكن اليمين المطرفة في دولة الاحتلال، ومن المتوقع أن تمتد سيطرته لسنوات مقبلة.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن تدمير منصة إطلاق صواريخ كانت قد استخدمت لاستهداف مدينة كريات شمونة ، وذكرت مصادر عسكرية أن العملية جاءت في إطار جهود القوات المسلحة للحد من الهجمات على الأراضي الإسرائيلية وتعزيز الأمن في المنطقة.
وأشار الجيش إلى أن المنصة، التي تقع في منطقة قريبة من الحدود، كانت تمثل تهديدًا مباشرًا للمدنيين في كريات شمونة، حيث تم إطلاق الصواريخ منها خلال الأيام الماضية. وأكدت القوات المسلحة أن هذه العملية تأتي ضمن عملياتها المستمرة لمواجهة التهديدات التي تواجهها إسرائيل من الجماعات المسلحة في المناطق المجاورة.
وفي سياق متصل، لفت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن العمليات العسكرية تهدف إلى الحفاظ على أمن المواطنين وتوفير الحماية للمدن والقرى القريبة من الحدود. وأكد أن الجيش سيواصل العمل بحزم ضد أي تهديدات محتملة، معربًا عن التزامه بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانب آخر، جاء هذا الإعلان في وقت حساس حيث تزايدت حدة التوترات بين إسرائيل والفصائل المسلحة في المنطقة. ويأتي ذلك في ظل تصاعد القتال في لبنان، مما يثير المخاوف من أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في النزاع القائم.
ختامًا، يبقى المراقبون يتابعون عن كثب التطورات في المنطقة، حيث قد تؤثر هذه العمليات على مجمل الأوضاع الأمنية والعسكرية، وتأثيرها على حياة المواطنين في كلا الجانبين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال غزة الشرق الأوسط 7 أكتوبر بوابة الوفد دولة الاحتلال فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وعود بلا تنفيذ.. شمال إسرائيل يواجه الإهمال بعد الحرب
القدس المحتلة- عشية اندلاع الحرب بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت مستوطنة كريات شمونة الواقعة في الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة تعجّ بنحو 24 ألف نسمة. إلا أن الصواريخ المنطلقة من جنوب لبنان مع تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية دفعت إلى إخلاء المدينة بشكل شبه كامل، ولم يتبقَ فيها سوى نحو 3 آلاف شخص.
ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتعهّد الحكومة الإسرائيلية بإعادة السكان بحلول نهاية مارس/آذار 2024، فإن الواقع على الأرض يكشف صورة مغايرة، إذ لم يعد إلى كريات شمونة سوى 13 ألفا و600 نسمة، مما يعني أن نحو نصف سكانها لا يزالون خارجها، وفق بيانات رسمية.
والفراغ السكاني الذي تعيشه كريات شمونة ترك تداعيات عميقة على الحياة اليومية في المدينة التي كانت حتى وقت قريب مدينة حدودية حيوية، فالمدارس بدأت تغلق تباعا بسبب انخفاض أعداد الطلبة، في حين ظل القطاع التجاري في حالة شلل، حيث لم يعد للعمل الكامل سوى 17% فقط من المحلات التجارية، بينما تعمل 30% بشكل جزئي، وتبقى 53% مغلقة كليا، بحسب صحيفة "كلكليست" الاقتصادية.
ورغم مرور أشهر على توقف القصف، لم تبدأ فعليا عملية إعادة إعمار المدينة، مما عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وأدى إلى تآكل البنية المجتمعية وتراجع الثقة الشعبية بالحكومة.
وكشف تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت أن مدارس المدينة تواجه انهيارا تدريجيا، حيث ستغلق مدرسة "كورتشاك" المعروفة أبوابها قريبا بعد أن تراجع عدد الطلاب إلى 50 فقط من الصف الثاني حتى السادس، مع غياب تام للتسجيل في الصف الأول للعام المقبل.
إعلانوقال يحيئيل أبو قراط، والد أحد التلاميذ، إن أبناءه تنقلوا بين 4 مؤسسات تعليمية خلال عامين فقط بسبب الإخلاء والحرب، معربا عن خيبة أمله "لقد دمروا مستقبل أطفالنا".
في المقابل، اعتبر رافائيل سلاب، نائب رئيس البلدية ومسؤول ملف التعليم، أن قرار إغلاق المدرسة "إستراتيجي"، ويهدف إلى تحسين جودة التعليم عبر دمج الصفوف الصغيرة، وتحويل المبنى إلى مركز إقليمي للتميز، بدلا من الإبقاء عليه لأغراض شكلية.
إلى جانب تراجع التعليم، تعاني البلدية من أزمة في الموارد البشرية، خاصة في قطاع الرعاية الاجتماعية. وبحسب بيانات رسمية، فإن 34 وظيفة لمختصين اجتماعيين خصصت للمدينة، لكن فقط 8 منها مشغولة، مما يعني حرمان آلاف العائلات من الدعم الاجتماعي، الذي كانوا يتلقونه خلال فترة الإخلاء.
وفي الوقت الذي تسمح فيه الحكومة للعائلات بالبقاء في مناطق الإخلاء حتى يوليو/تموز المقبل، فإن الدعم الحكومي داخل كريات شمونة توقف فعليا منذ مارس/آذار الماضي، مما عزز الشعور بالتخلي بين السكان العائدين.
كما تعاني الحضانات من نقص حاد في الطواقم التربوية، ويقضي العديد من الشباب أيامهم دون أطر تعليمية أو فرص عمل، في ظل غياب ذويهم الذين لا يزالون في مناطق الإخلاء.
كل يوم، يتوافد العشرات من السكان إلى مكاتب البلدية بحثا عن حلول سكنية، لكنهم يواجهون غيابا كاملا للخدمات أو البدائل الواقعية، وعبّر رئيس البلدية أفيحاي شتيرن عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع، قائلا إن "ما يجري يعكس أزمة أعمق في قدرة الدولة على التعامل مع تبعات الحرب".
وأضاف في حديثه لصحيفة يديعوت أحرونوت أن "البلدية تبذل جهودا كبيرة لإعادة تأهيل المدينة، لكن الواقع على الأرض محبط، ويبعد السكان عن فكرة العودة". وانتقد نية الحكومة إنشاء مستوطنات جديدة قرب المدينة بدلا من دعمها، مضيفا "كيف يمكن تقديم خدمات لسكان جدد بينما تنهار المدينة أمام أعيننا؟".
ووصف شتيرن ما يحدث في كريات شمونة بأنه مرآة لفشل حكومي عميق، مع غياب شبه تام في التخطيط والتنفيذ، مؤكدا أن عملية إعادة الإعمار لا تزال حبرا على ورق، وأن توقف صرف منح التوطين جعل نصف السكان فقط يعودون، وسط مخاوف من تحول الإخلاء المؤقت إلى هجرة دائمة.
إعلانوأشار إلى أن أولئك الذين عادوا، سواء بدافع الأيديولوجيا أو لغياب البدائل، يواجهون فجوات اجتماعية وتعليمية ومعيشية حادة، في ظل بنية تحتية متهالكة، وخدمات شبه مشلولة، وعدم وجود رؤية واضحة للتعافي.
في خلفية هذا المشهد، تقف عقبات قانونية وبيروقراطية تعرقل جهود إعادة الإعمار، خاصة بسبب الخلاف بين المستشارين القانونيين في الحكومة والجيش حول تعريف "خط المواجهة"، مما يعيق تحويل الميزانيات والبدء الفعلي في التنفيذ.
وبحسب تقرير لصحيفة "ذا ماركر"، فإن الوزير المكلف بالإعمار زئيف إلكين يواجه صعوبات شديدة بسبب تعقيدات البيروقراطية. والمدينة تحتاج إلى نحو 10 مليارات شيكل لإعادة إعمارها، لكن التقديرات تشير إلى أنها لن تحصل على المبلغ المطلوب.
وفي المقابل، خُصصت 19 مليار شيكل لإعادة إعمار الجنوب الذي يضم نحو 70 ألف نسمة فقط، بينما لم تُدرج أي ميزانية للشمال في خطة 2025، رغم أن سكانه المتضررين يُقدرون بـ120 ألف نسمة، في تمييز صارخ بين الجبهتين، وفق مراقبين.