حزب الله وإسرائيل يتبادلان الاتهامات.. وإدانات واسعة لاستهداف اليونيفيل
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني بالعمل داخل المناطق المدنية ومن بينها المناطق القريبة من مواقع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
يأتي الاتهام في ظل إدانات واسعة لإسرائيل بعد إطلاق قواته النار على مواقع لليونيفيل، الخميس، في جنوب لبنان وإصابة جنديين، ما وصل إلى حد وصف القصف بأنه يرقى إلى "جرائم حرب".
وقال البيان الإسرائيلي: "يعمل حزب الله داخل المناطق المدنية وبالقرب منها في جنوب لبنان، ويشمل ذلك المناطق القريبة من مواقع اليونيفيل.. يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب لبنان ويحافظ على اتصالات روتينية مع اليونيفيل".
وتابع البيان أن القوات الإسرائيلية عملت في منطقة الناقورة بجوار قاعدة لقوات اليونيفيل، وأصدر الجيش تعليمات للقوة "بالبقاء في مواقع محمية، وبعد ذلك أطلقت القوات النار في المنطقة".
يأتي البيان الإسرائيلي بعدما نقلت وسائل إعلام محلية لبنانية، الاثنين، أن حزب الله اتهم إسرائيل "تحاول اتخاذ قوات اليونيفيل دروعا بشرية"، وذلك في ظل عملها بالقرب من مواقع القوات الأممية، ما جعل الحزب يقرر "عدم التعامل مع التحرك (الإسرائيلي) خلف موقع للقوات الأممية" في مارون الراس جنوبي لبنان.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل، الخميس، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.
وقال المتحدث أندريا تينينتي، إن الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفل بقذائف الدبابات ونيران الأسلحة الصغيرة أسفرت عن إصابة اثنين من أفرادها يرقدان في المستشفى وتعطل بعض قدراتها على المراقبة.
وأشار إلى أن المصابين من إندونيسيا.
من جانبه قال السفير الإندونيسي لدى الأمم المتحدة، هاري برابوو، الخميس، إن الحادثة "دليل واضح على أن إسرائيل تضع نفسها فوق القانون الدولي والإفلات من العقاب وقيمنا المشتركة للسلام".
وذكر تينينتي في مقابلة "قطعا، ربما يكون هذا من أخطر الأحداث أو الوقائع التي شهدناها على مدار 12 شهرا ماضية"، مشيرا إلى تبادل إطلاق النار بين قوات إسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية.
ووافقت الدول الخمسون المساهمة في القوة اليوم على مواصلة نشر أكثر من 10400 جندي من قوات حفظ السلام بين نهر الليطاني في الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل والمعروفة باسم الخط الأزرق في الجنوب.
إدانات واسعةقال البيت الأبيض، الخميس: "نشعر بقلق شديد إزاء التقارير عن إطلاق إسرائيل النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان".
وأكد أنه "من الضروري ألا تهدد القوات الإسرائيلية سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
وسبق ودعت قوات اليونيفيل إلى وقف التصعيد الحاد الذي بدأ اعتبارا من 23 سبتمبر بين إسرائيل وحزب الله، بعد عام من تبادل الطرفين إطلاق النار عبر الحدود.
قال وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، الخميس إن "الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي".
وأضاف الوزير "طلبنا إيضاحات بشأن الحوادث التي وقعت".
وكان كروسيتو استدعى في وقت سابق، الخميس، السفير الإيطالي في روما، معتبرا أنه "لا يمكن التسامح" مع إطلاق إسرائيل النار على اليونيفيل.
بدورها، قالت الخارجية الفرنسية في بيان "ننتظر إيضاحات من السلطات الإسرائيلية"، مشددة على أن "حماية القبعات الزرق هي واجب على كل الأطراف في نزاع"، معبرة عن إدانتها "أي تعدٍّ على سلامة قوة اليونيفيل".
وقبل وقوع الحادثة، دعت باريس إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في لبنان.
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار "انتهاك خطر للقانون الدولي"، مطالبة إسرائيل "بضمان" أمن القبعات الزرق، في إشارة إلى قوات حفظ السلام.
وقالت في بيان، نقلته فرانس برس، إن "الحكومة الإسبانية تدين بشدة النيران الإسرائيلية التي أصابت مقرّ قوات اليونيفيل في الناقورة"، مشيرة إلى أن "الهجمات ضد عمليات حفظ السلام" تمثل "انتهاكا خطرا للقانون الإنساني الدولي".
كما نددت إيرلندا التي تشارك بنحو 370 جنديا في البعثة الأممية، بإجراء "متهور" تجاه اليونفيل.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، إن "أي إطلاق نار في محيط قوات أو مرافق اليونيفيل أمر متهور ويجب وقفه".
وتعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية الأربع المساهمة في اليونيفيل، وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيرلندا، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية، الخميس.
وسيعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتمّ تحديده بعد، وتقرّر خلال اتصال هاتفي بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو، ووزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو.
ويتبادل حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 تضامنا مع حركة حماس الفلسطينية، لكن وتيرة القتال شهدت تصاعدا كبيرا في الأسابيع القليلة الماضية في ظل تكثيف إسرائيل هجماتها وتنفيذ عمليات توغل برية على طول الحدود الجبلية بين إسرائيل ولبنان.
وطلب الجيش الإسرائيلي من اليونيفيل الأسبوع الماضي الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية اللبنانية "في أقرب وقت ممكن من أجل الحفاظ على سلامتكم"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
كما أرسلت قوات اليونيفيل رسالة إلى الجيش الإسرائيلي تعترض فيها على تمركز مركبات الجيش وقواته "على مقربة مباشرة" من مواقع الأمم المتحدة في عدة مرات، منها الدوران بدبابات ميركافا الإسرائيلية حول مواقعها أو إيقافها إلى جوارها.
وجاء في الرسالة التي كانت بتاريخ الثالث من أكتوبر، واطلعت عليها رويترز أن القوات الإسرائيلية نفذت "أعمالا هندسية" في المحيط الخارجي لموقع حفظ سلام تابع للأمم المتحدة أسفرت عن تحويل الموقع الإسرائيلي وموقع الأمم المتحدة إلى "موقع واحد فعلي".
وقالت إن هذه الأنشطة "تعرض سلامة وأمن أفراد اليونيفيل ومنشآتها للخطر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة قوات حفظ السلام قوات الیونیفیل الأمم المتحدة للأمم المتحدة فی جنوب لبنان إطلاق النار النار على حزب الله فی لبنان من مواقع
إقرأ أيضاً:
لوقف إطلاق النار بأوكرانيا| ترامب يلوّح بمهلة لـ «بوتين».. وضغوط واشنطن لا تترجم لأفعال
يعكس إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهلة قصيرة (من 10 إلى 12 يومًا) للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، تطورًا مستمرًا في خطابه، وفق ما ذكرت صحيفة ذا هيل الأمريكية.
ويُرسل إحباطه المتزايد من موسكو، واستعداده للتحدث بصراحة عن التصعيد الروسي، إشارةً كان الكثيرون في الولايات المتحدة وأوروبا ينتظرون سماعها.
لكن، رغم أن هذا التحول في اللهجة يشير إلى تزايد الإحباط، فإنه لم يُترجم إلى أفعال، إذ ترى روسيا في هذا الإجراء استمرارًا لتوقف الضغط، الذي استغلته لتكثيف هجومها على الأوكرانيين.
تحقق القوات الروسية الآن أسرع مكاسب لها منذ أكثر من عام، وأصبحت هجماتها أكثر تعقيدًا عبر تكتيكات الهجوم الجماعي باستخدام طائرات "شاهد" بدون طيار، إيرانية التصميم، والتي تُنتج بكميات كبيرة وتُعدَّل داخل روسيا باستخدام أجزاء صينية، مما يُربك الدفاعات الجوية الأوكرانية بمعدلات مُقلقة.
في يوم واحد فقط من الشهر الماضي، أطلقت روسيا 728 طائرة مسيرة وطائرات وهمية وصواريخ في موجة منسقة واحدة. وتقوم فرق الاعتراض والرادار الأوكرانية بعمل جيد، لكنها أصبحت منهكة تمامًا.
لدى الولايات المتحدة أدواتٌ لم تُستغل بعد. فمنذ أشهر، كان مشروع قانون عقوباتٍ ثنائي الحزب، شارك في صياغته السيناتوران ليندسي جراهام (جمهوري، عن كارولاينا الجنوبية) وريتشارد بلومنثال (ديمقراطي، عن كونيتيكت)، وبدعمٍ من 85 عضوًا في مجلس الشيوخ، جاهزًا للتنفيذ.
يفرض هذا التشريع تعريفاتٍ جمركيةً باهظةً على دول مثل الصين والهند والبرازيل، التي تُواصل شراء النفط والغاز الروسيين، وسيرفع تكلفة التعامل التجاري مع موسكو بشكل كبير.
لكن في يوليو، سحبت قيادة مجلس الشيوخ مشروع القانون من التداول، بعد أن أشار الرئيس ترامب إلى أنه سيتخذ إجراءً إذا لم تتحرك روسيا نحو السلام خلال 50 يومًا. وصرّح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون (عن الحزب الجمهوري الديمقراطي)، بأنه "سيؤجل" طرح مشروع القانون، مشيرًا إلى أن الكونغرس سيلتزم بالجدول الزمني الذي حدده ترامب. وحذا قادة مجلس النواب حذوه.
وبحسب صحيفة ذا هيل الأمريكية، لم يُسفر تأجيل إجراءات الكونغرس، على أمل أن يُبادر بوتين إلى التفاوض، إلا عن منح موسكو مزيدًا من الوقت والمساحة للتصعيد. فكل أسبوع تأخير يُمثل فرصةً ضائعةً لتشديد الضغط المالي على آلة بوتين الحربية.
في هذه الأثناء، أصبح دور بكين في هذه الحرب جليًا بشكل متزايد؛ فالشركات الصينية تُزوّد روسيا بأنظمة أسلحة كاملة، وليس فقط بمكوناتها. كما تُساعد الطائرات المسيّرة والطائرات الوهمية صينية الصنع، روسيا على ملء المجال الجوي الأوكراني.
وأفاد مسؤولون أوروبيون أن وزير الخارجية الصيني أبلغ الاتحاد الأوروبي مؤخرًا بأن بكين لا تريد أن تخسر روسيا الحرب، ويخشى أن تُمكِّن هزيمة روسيا الولايات المتحدة من التركيز بشكل أكبر على آسيا.