سودانايل:
2025-06-13@16:32:55 GMT

الرسالتان المهمتان في حديث حميدتي

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

هناك أسئلة مهمة تعتبر كمدخل لحديث حميدتي لابد من طرحها قبل الدخول في استخلاص الرسالتين: هل حميدتي بالفعل قتل أمام القصر الجمهوري؟ و إذا قتل من الشخص الذي يوجد في أبوظبي الآن، و طاف على عدد من الدول الأفريقية، و التقي بقيادات " تقدم" في أديس أبابا و وقع معهم الإعلان السياسي في أديس أبابا هل روبوت؟ و إذا لم يقتل و أن الشخص الذي يوجد في أبوظبي هو حميدتي بشحمه و لحمه معنى ذلك أن الحديث الذي قاله يجب التعامل معه بجدية.

. في كلا الحالتين أن الحديث غير المتزن الذي أدلى به يكون عدم الإتزان مقصودا، لأنه يحمل رسائل للدولة التي تستضيفه، بهدف أن القيادات السياسية في أبوظبي هي صاحبة الفكرة، و هي التي تريد أن ترسل الرسائل على لسان حميدتي، إذا كان هو شخصيا أو "روبوت"..
الرسالة الأولى تؤكد أن الأمارات قد وصلت إلي قناعة أن " الميليشيا" قد خسرت معركتها، و أن الجيش قريبا سوف ينتصر أنتصارا كاملا، و تبدأ مرحلة معاقبة الأمارات على فعلتها من خلال المؤسسات العدلية الدولية، لذلك نجد أن الأمارات و القوى الدولية التي وراءها بدأوا في البحث عن تخفيف الحكم على الأمارات، أو السعي من أجل تسوية بين البلدين.. نجد أن أمريكا قد أصدرت عقوبات على القوني باعتباره هو الذي كان يشتري السلاح من الخارج و يدفع به إلي الميليشيا داخل السودان و هي إشارة إلي أن الميليشيا هي التي كانت تشتري السلاح و ليس الأمارات.. أن الزج بأسم مصر بأن طيرانها هو الذي ضرب عناصر الميليشيا في منطقة "جبل موية" و كما ذكر حميدتي أن الجيش المصري كان داعما للجيش السوداني... تريد الأمارات من ذلك تقول أن هناك دولا كانت مشاركة في الحرب فعليا، و يجب أن تتحمل معها أي تكلفة.. القضية الثالثة حديث الرئيس التشادي في أحدى قرى تشاد على الحدود السودانية محذرا عدم التدخل في الشأن السوداني و نترك السودان لشأنه و لنا شأننا.. هي أيضا تعتبر تلميحا أن تشاد كانت مشاركة فعليا في الحرب.. هذه من أهم رسائل حميدتي و هي متعلقة بالأمارات، و معلوم تماما غير مسموح العمل السياسي و لا رسائل سياسية تتم من داخل الأمارات من قبل أي شخص أو مؤسسة سياسية أجنبية، إلا إذا كانت القيادات السياسية في هذه الدولة تسمح بذلك.. لماذا خرج حديث حميدتي مضطربا حتى يقال أنه حديث زعيم الميليشيا في حالة من الإضطراب النفسي بسبب الحرب، لذلك هو يتحدث بشكل غير مرتب و مضطرب و الذي يقوله نابع من حالة الإضطراب.. هي مسرحية وراءها المخابرات الأماراتية، و الرسائل في الحديث أماراتية 100%..
الرسالة الثانية.. قال حميدتي أن " الإتفاق الإطاري" كان سببا في الحرب، و تسببت فيه الدول الخرجية و أشار إلي " الرباعية" و التي تضم كل من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و أيضا أشار إلي الثلاثية و التي تضم " الإيغاد و الاتحاد الأفريقي و البعثة الأممية بقيادة فوكلر" و قال قلت لهم أن " الإتفاق الإطاري" كان سببا مباشرا في الحرب.. و هي أيضا رسالة من الأمارات ليست هي وراء الحرب في السودان، بل هناك دول عديدة هي التي وراء الحرب في السودان.. و تريد القيادة الأماراتية تقول أنها ليست وراء إشعال الحرب، و إذا كانت قد شاركت فيها بالدعم أو غيره مثلها مثل الآخرين، و يجب على الدول الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها أيضا.. أن بحث الأمارات عن مخارج لها للتخفيف أو أن تتحمل المسؤولية مع الآخرين .. هاتان الرسالتان أهم ما جاء في حديث حميدتي و تؤكد أن الأمارات وصلت لقناعة أن دور الميليشيا قد أنتهى من ناحية أهداف المؤامرة على السودان..
أن حديث حميدتي أن " الإتفاق الإطاري" كان سببا وراء الحرب حيث كان يراد تطبيقه بضغط خارجي، هي رسالة مبطنة أيضا إلي قيادات " تقدم و قحت" أن دوركم المرتبط بالعلاقة مع الأمارات قد انتهى، و هي لن تكون داعمة لهذا الجانب، خاصة أن رئيس " تقدم" عبد الله حمدوك مرتبط بالأجندة الأماراتية باعتباره مقيما في هذه الدولة.. أن بعض قيادات المشروع الأماراتي الذين يبحثون عن تدخل من قبل "الاتحاد الأفريقي" يؤكد أن رسائل الأمارات قد وصلتهم قبل حديث حميدتي، لذلك بدأ بحثهم عن قوى جديدة مناصرة لهم، تتدخل عسكريا في السودان لكي ترفعهم للسلطة.. هؤلاء يجب أن يعرفوا أن دورهم السياسي انتهي في الأجندتين الخارجية و الداخلية.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حدیث حمیدتی فی الحرب

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية

اتهم الجيش السوداني قوات تابعة لخليفة بمهاجمة مواقع حدودية سودانية ومساندة الدعم السريع اليوم الثلاثاء.

وقال الجيش في بيان "هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية ( كتيبة السلفية) نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة"، والتي تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إحدى أهم خطوط المواجهة في الحرب.

وأضاف الجيش السوداني في بيانه "سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش السوداني قوات اللواء خليفة حفتر بالضلوع المباشر في الحرب الدائرة منذ عامين بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ومطلع العام الجاري، قال ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، إن 25 بالمئة من قوات الدعم السريع هم من ليبياتحت قيادة خليفة حفتر، والمرتزقة من التشاد، وبعض الإثيوبيين، وأفراد من كولومبيا وأفريقيا الوسطى، وبقايا فاغنر، ومقاتلين من سوريا، بينما 65 بالمئة من القوة المتبقية من أبناء جنوب السودان، للأسف، في حين أن 5% فقط هم من الجنجويد الأصليين كقادة لبعض المجموعات.

وأشار العطا من مدينة بوط بولاية النيل الأزرق إلى أنهم تحدثوا مع المسؤولين في جنوب السودان خلال سنتين من الحرب حول هذا الموضوع، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء، حتى على مستوى الإعلام، لتجريم مثل هذه الأفعال.

وأضاف أنه كان بالإمكان القول في الإعلام إن جنوب السودان يشن حربا ضدهم.



وفي وقت سابق، أكد رئيس جيش تحرير السودان، مني اركومناوي، أن الدعم الأجنبي يتواصل عبر محور ليبيا، ويدخل تعزيزات جديدة بقوة قوامها 400 آلية عسكرية متنوعة عن طريق ليبيا إلى دارفور الآن، حسب قوله.

وسبق أن تحدثت تقارير أن  كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر قد توجهت مؤخراً نحو “معطن السارة”؛ لتأمين المنطقة، وحماية الطرق المؤدية إلى السودان، بما في ذلك إمدادات الأسلحة والوقود التي تنطلق من ميناء طبرق وتصل إلى السودان.

وشهدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اتهمها الجيش أيضا بالضلوع في الهجوم، تدخل العديد من الدول بينما لم تنجح المحاولات الدولية بعد في إحلال السلام.

وفي بداية الحرب اتهم السودان حفتر بمساندة قوات الدعم السريع عبر مدها بالأسلحة، واتهم الإمارات، حليفة قائد قوات شرق ليبيا، بدعمها أيضا، عبر وسائل منها غارات جوية مباشرة بطائرات مسيرة الشهر الماضي. وتنفي الإمارات تلك المزاعم.

مقالات مشابهة

  • نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
  • ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
  • مساعد وزير الخارجية المصري السابق : الدخول في المثلث الحدودي محاولة لجر مصر للحرب في السودان
  • مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
  • السودان: حرب بلا معنى (2)
  • جارف الثلوج الذي دَوَّخ فرنسا وأميركا.. من يكون هو شي منه؟
  • وزارة الخارجية بالحكومة الليبية: لم ننخرط في الصراع السوداني بأي شكل من الأشكال
  • لو سُئل حميدتي عن أكبر خطأ ارتكبه في حياته، لربما قال (..)
  • السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية