تأهب عالمي.. ماذا لو استهدف الاحتلال قطاع النفط الإيراني؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
حالة من القلق تسيطر على دول العالم، بعد انتشار تقارير دولية مؤخرًا تتكهن باحتمالية توجيه الاحتلال الإسرائيلي ضربة إلى قطاع النفط الإيراني، في إطار هجمات متبادلة زادت حدتها في الأسابيع الأخيرة.
وأطلقت إيران مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية داخل دولة الاحتلال (180 وفق تقدير تل أبيب)، "ردا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله والمجازر بغزة ولبنان"، ما تسبب بأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، وإحداث إرباك في كافة مناطق دولة الاحتلال.
نظرة على القطاع
وتعتبر عائدات النفط الخام والغاز الطبيعي مصدر الدخل الرئيس لإيران بنسبة لا تقل عن 70 بالمئة من مجمل الإيرادات، بحسب بيانات الحكومة عام 2019 "أحدث البيانات ".
وفي شباط/ فبراير الماضي، قال نائب الرئيس الإيراني محسن منصوري حينها، إن عائدات بلاده من النفط زادت بمقدار 20 بالمئة في 2023 رغم الحظر الاقتصادي المفروض من واشنطن.
ولم يذكر بدقة حجم إيرادات 2023؛ إلا أن وكالة الطاقة الدولية قدرت إجمالي الإيرادات التي حصلت عليها الحكومة الإيرانية نتيجة مبيعات النفط في ذلك العام بأكثر من 54 مليار دولار.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، قال وزير النفط الإيراني في ذلك الوقت جواد أوجي، إن بلاده تصدر النفط الخام إلى 15 دولة رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على الإنتاج والتصدير.
وكتب أوجي على حساب الوزارة بمنصة إكس، أن إيرادات النفط والغاز والبتروكيماويات ارتفعت إلى 65 مليار دولار في السنة المالية الإيرانية المنتهية في 20 آذار/ مارس 2024، مقارنة بـ30 مليار دولار عام 2020.
وتبدأ السنة المالية في إيران، بتاريخ 21 آذار/ مارس من كل عام، حتى 20 آذار/ مارس من العام التالي، بحسب قانون الموازنة العامة في البلاد.
ويشكل إنتاج إيران النفطي حاليا ما نسبته 3.1 بالمئة من مجمل الطلب العالمي على الخام، وفق حسابات الأناضول استنادا إلى بيانات الطلب العالمي على الخام الصادر عن أوبك، في أيلول / سبتمبر الماضي، والبالغ قرابة 104 ملايين برميل يوميا.
مخاوف أسواق الطاقة
وتخشى أسواق الطاقة العالمية هجوما إسرائيليا على أهداف حيوية إيرانية، خاصة تلك المرتبطة بإنتاج النفط، لا سيما أن طهران عضو في منظمة "أوبك" وتنتج في اليوم متوسط 3.9 ملايين برميل في الظروف الطبيعية.
لكن وبسبب العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها على إيران في آب/ أغسطس 2018، تراجع إنتاج البلاد النفطي الفعلي، ليسجل حاليا قرابة 3.4 ملايين برميل يوميا.
وفي نيسان/ أبريل 2018، أعلنت إيران خططا لزيادة إنتاج النفط الخام إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميا، بحلول عام 2022 مقارنة بـ 3.9 ملايين برميل يوميا في ذلك الحين.
إلا أن عودة فرض العقوبات الأمريكية على طهران، وتركيزها في مراحلها الأولى على صناعة الطاقة التقليدية (النفط والغاز)، أجّلا خطط طهران حتى إشعار آخر.
وفي الشهور الأولى للعقوبات الأمريكية، تراجع إنتاج إيران النفطي يوميا إلى أقل من 2.1 مليون برميل، قبل أن يصعد تدريجيا وصولا إلى قرابة 3.4 ملايين برميل حاليا، بحسب بيانات منظمة أوبك.
وفي أيار/ مايو الماضي، أوردت وكالة تسنيم الإيرانية أن الحكومة أقرت خطة لرفع إنتاجها من النفط إلى أربعة ملايين برميل يوميا، دون الكشف عن أي جدول زمني للوصول إلى المستهدف.
أبرز المستوردين
ولا تعلن إيران، مشتري نفطها تجنبا لفرض عقوبات أمريكية عليها، إلا أن ما يسمى "أسطول الظل" أو "الأسطول الشبح"، قادر على تمرير النفط للأسواق النهائية، من خلال عمليات عبر ناقلات غير مسجلة رسميا.
ونشرت صحيفتا وول ستريت جورنال والتايمز، تحقيقات خلال السنوات الخمس الماضية عن بعض أشكال تهريب النفط الإيراني إلى الأسواق النهائية من خلال "أسطول الظل".
و"أسطول الظل"، مجموعة من ناقلات النفط والغاز منتهية الصلاحية، وغير مسجلة لدى أية شركات نقل أو شركات تأمين، تم استصلاحها وإعادة إدخالها إلى الخدمة، ومهمتها نقل الخام والغاز الخاضع للعقوبات الدولية عبر أعالي البحار، بعيدا عن خطوط الملاحة الرسمية.
بينما تنقل قناة الحرة الأمريكية (حكومية)، عن مدير الأبحاث في منظمة "متحدون ضد إيران النووية" دانييل روث، قوله إن طهران "تعتمد بشكل شبه كامل على أسطول مكون من 400 ناقلة، تعمل بطرق غير قانونية لتهريب النفط".
وبحسب شركة كبلر التي تتعقب الناقلات في جميع أنحاء العالم، تبيع إيران أغلب نفطها إلى الصين رغم العقوبات، مستفيدة من عدم رغبة واشنطن في التطبيق الصارم لنظام عقوبات "الضغط الأقصى" الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، لتجنب حدوث خنق تضخمي بإمدادات النفط العالمية.
وباعت طهران ما متوسطه 1.56 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، كلها تقريبا إلى الصين وهو أعلى مستوى منذ الربع الثالث من 2018، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن شركة فورتيكسا للبيانات.
فرضية الهجوم
وبدأت شركات دولية وبنوك استثمار عالمية تضع سيناريوهات لفرضية تعرض منشآت نفطية إيرانية لهجوم الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة القريبة المقبلة.
والسبت الماضي، قال بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس، إنه عدل بالرفع توقعاته لسعر برميل النفط بحلول 2025، بمقدار 20 دولارا ليبلغ 96 دولارا في حال تراجع إنتاج طهران بمليون برميل يوميا، بسبب أي فرضية بتعرضها لهجوم.
بينما كشفت صور أقمار صناعية نشرتها شركة تتبع الناقلات TankerTrackers، السبت، عن إخلاء عدد من ناقلات النفط من المياه المحيطة بمحطة تحميل النفط الرئيسية في جزيرة خرج الإيرانية، خشية تعرضها لهجوم إسرائيلي.
وفي 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشرت وحدة BMI التابعة لـ Fitch Solutions مذكرة، قالت فيها إن أية فرضية لتوسع الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران سينتج عنه ارتفاع سعر برميل النفط فوق 100 دولار (يراوح سعره راهنا في حدود 78 دولارا).
وأشارت المذكرة إلى أن أية فرضية لغلق مضيق هرمز، فإن أسعار النفط قد تصل إلى 150 دولارا للبرميل "وربما أكثر من ذلك".
ويمر عبر المضيق قرابة 27 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمشتقات بحسب تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (حكومية)، معظمها يتجه إلى الأسواق الآسيوية.
والدول التي يمر نفطها عبر مضيق هرمز: إيران، والعراق، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت، والسعودية؛ إلا أن الرياض وأبو ظبي تملكان خطوط أنابيب تمتد حتى البحر الأحمر غرب المملكة وبحر عمان على التوالي، لتجاوز أية عراقيل قد تطرأ على مضيق هرمز.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال هنية حسن نصر الله غزة هنية الاحتلال حسن نصر الله النفط الايراني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملایین برمیل یومیا النفط الإیرانی النفط الخام إلا أن
إقرأ أيضاً:
تراجع النفط إلى 65 دولارا عبء على المنتجين
1 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تتسبب رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية ودعوته إلى مواصلة استخراج النفط وقرار “أوبك بلاس” زيادة حصص الإنتاج إلى تراجع أسعار الخام بشكل غير مسبوق منذ وباء كوفيد.
وبينما يعد الأمر إيجابيا بالنسبة للمستهلكين إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للمنتجين، بحسب محللين.
ويبلغ حاليا سعر برميل خام برنت بحر الشمال المرجعي على المستوى الدولي أقل من 65 دولارا، أي أقل بكثير من عتبة 120 دولارا التي بلغها في 2022 بعد غزو روسيا التي تعد منتجا رئيسيا للنفط، لأوكرانيا.
وساهم انخفاض أسعار النفط في تراجع عالمي في معدلات التضخم بينما دعم النمو في بلدان تعتمد على استيراد الخام، على غرار معظم أجزاء أوروبا.
وعلى سبيل المثال، تراجع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 11,8 في المئة من عام لآخر في نيسان/أبريل.
وقال خبير الاقتصاد لدى “مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال” البريطاني Cebr بوشبن سينغ إن تراجع أسعار الخام “يزيد مستوى الدخل المتاح” الذي ينفقه المستهلكون على “الكماليات” مثل الترفيه والسياحة.
وتراجع سعر برميل خام برنت بأكثر من عشرة دولارات مقارنة مع ما كان عليه قبل عام، ما أدى إلى تراجع كلفة مختلف أنواع الوقود المشتقة مباشرة من النفط.
وقال سينغ لفرانس برس إن ذلك يساعد في خفض تكاليف النقل والتصنيع التي يمكن أن تساعد، على الأمد المتوسط، في خفض أسعار السلع الاستهلاكية بشكل أكبر.
لكنه لفت إلى أنه بينما يعد تراجع أسعار الخام نتيجة جزئية لسياسات ترامب التجارية، فإن توقع التأثير الصافي على التضخم يبقى صعبا في ظل زيادات محتملة في تكاليف مدخلات أخرى، مثل المعادن.
وأضاف سينغ أنه في الوقت ذاته، “يمكن للنفط الأقل ثمنا أن يجعل مصادر الطاقة المتجددة أقل تنافسية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة”.
– منتجو النفط –
وقال المسؤول عن استراتيجية السلع الأساسية لدى “بنك ساكسو” أوله هانسن إنه مع تراجع الأسعار فإن الجهات الخاسرة بلا شك هي البلدان المنتجة للنفط “خصوصا المنتجين ذوي التكلفة العالية المجبرين بناء على الأسعار الحالية الأقل على تخفيف الإنتاج في الأشهر المقبلة”.
وقال المحلل لدى “رايستاد إنرجي” خورخي ليون إن بلوغ سعر برميل النفط 60 دولارا أو أقل “لن يكون أمرا رائعا بالنسبة لمنتجي النفط الصخري” أيضا.
وأوضح لفرانس برس أن “تراجع أسعار النفط سيضر بالتنمية لديهم”.
وأعلنت بعض الشركات التي تستخرج النفط والغاز الصخريين بالفعل عن خفض الاستثمار في حوض برميان الواقع بين تكساس ونيو مكسيكو.
أما بالنسبة لتحالف أوبك بلاس النفطي بقيادة السعودية وروسيا، فتتباين القدرة على التكيف مع الأسعار المنخفضة بشكل كبير.
ويشير ليون إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت لديها احتياطات نقدية تتيح لها الاستدانة بسهولة لتمويل مشاريع اقتصادية متنوعة.
وتوقع هانسن أن “الرابحين على المدى الطويل من المرجح أن يكونوا كبار منتجي أوبك بلاس، خصوصا في الشرق الأوسط، في وقت يستعيد هؤلاء حصصا في السوق خسروها منذ العام 2022 عندما شرعوا في خفض طوعي للإنتاج”.
بدأت المجموعة التي تضم 22 بلدا سلسلة إجراءات لخفض الإنتاج عام 2022 لدعم أسعار الخام، لكن السعودية وروسيا وستة بلدان أخرى منضوية في التحالف فاجأت الأسواق مؤخرا عبر زيادة الإنتاج.
وأعلنت البلدان المنضوية في التحالف السبت عن زيادات ضخمة في إنتاج الخام لشهر تموز/يوليو مع 411 ألف برميل يوميا.
ويفيد محللون بأن الزيادات هدفت على الأرجح إلى معاقبة أعضاء أوبك الذين فشلوا في الإيفاء بحصصهم، لكنها تأتي بعد ضغوط من ترامب لخفض الأسعار.
ويؤثر الأمر مباشرة على بلدان مثل إيران وفنزويلا اللتين يعتمد اقتصاداهما بشكل كبير على عائدات النفط.
كما تضر بيئة حيث الأسعار منخفضة بنيجيريا التي تعد قدرتها على الاستدانة أكثر محدودية، على غرار أعضاء آخرين في أوبك بلاس، بحسب الخبراء.
لكن غويانا غير المنضوية في أوبك والتي سجّلت مزيدا من النمو في السنوات الأخيرة بفضل اكتشاف النفط، تواجه خطر تباطؤ اقتصادها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts