المغرب – أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن ملف الصحراء يتحول من “التدبير إلى التغيير” مؤكدا أن اعتراف فرنسا مؤخرا بسيادة المغرب على الصحراء يعد “انتصارا للحق والشرعية”.

وقال العاهل المغربي في خطاب أمام مجلس النواب بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة: ” ملف الصحراء المغربية يمر من مرحلة التدبير إلى التغيير.

.عملنا لسنوات بكل عزم وتأنٍّ ورؤية واضحة، واستعملنا كل الوسائل والإمكانات المتاحة للتعريف بعدالة موقف بلادنا وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، وذلك رغم سياق دولي صعب ومعقد”.

وأشار إلى اعتراف فرنسا في يوليو الماضي بسيادة المغرب على الصحراء: “هذا التطور الإيجابي، ينتصر للحق والشرعية ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لا سيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية”.

وأشار إلى أن “هذا الموقف الفرنسي يندرج في إطار الديناميكية الإيجابية، التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية، والتي ترتكز على ترسيم سيادة المغرب على ترابه وعلى توسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي”.

واختتم قائلا: “المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم”.

وفي يوليو الماضي أعلن الديوان الملكي المغربي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ العاهل محمد السادس في رسالة أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية”، وأن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وأضاف ماكرون في رسالته: “بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية”، مؤكدا أن دعم فرنسا لهذا المخطط “واضح وثابت”.

وأعربت الجزائر عن أسفها الكبير واستنكارها الشديد لقرار الحكومة الفرنسية حول الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية، ووصفت هذا القرار بـ “غير المنتظر وغير الموفق وغير المجدي”.

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: “لقد أقدمت الحكومة الفرنسية على إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضا في إقليم الصحراء الغربية، إن هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها”.

وشدد البيان على أنه “وباعترافها بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة، فإن الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلا عن كونها تتنصل من المسؤوليات الخاصة التي تترتب عن عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الأممي”.

وتبعا لذلك، قررت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري على أن يتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا قائم بالأعمال”.

وجاء الاعتراف الفرنسي بعد توتر دبلوماسي بين المغرب وفرنسا بسبب هذا النزاع في السنوات القليلة الماضية، وهو ما اعتبره المغرب انتصارا دبلوماسيا.

ويعتبر النزاع حول الصحراء من أقدم النزاعات في أفريقيا، وضم المغرب الصحراء له عقب انسحاب إسبانيا منها في عام 1975 وشجع آلاف المغاربة على الاستقرار هناك، لتتأسس جبهة البوليساريو بعد ذلك بعام وترفع السلاح في وجه المغرب، مطالبة بالانفصال عن الدولة المغربية إلى أن تدخلت الأمم المتحدة في 1991 لوقف إطلاق النار.

وتعادل الصحراء الغربية مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم باحتياطيات الفوسفات ومناطق الصيد الغنية.

ودائما ما كانت الصحراء محور السياسة الخارجية المغربية، إذ عملت الرباط على إقناع دول أخرى بالاعتراف بالمنطقة أرضا مغربية في مواجهة مطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بالاستقلال.

المصدر: رويترز+RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: السیادة المغربیة الصحراء الغربیة الحکم الذاتی فی إطار

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تبدّل موقفها وتؤيد مقترح المغرب بشأن الصحراء الغربية  

 

الرباط- أعلنت المملكة المتحدة الأحد تأييدها مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا لقضية الصحراء الغربية، في تبديل لموقفها بشأن المنطقة المتنازع عليها، يتسق مع سلسلة خطوات اتخذتها دول أوروبية في الآونة الأخيرة.

وأتى ذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الى الرباط، في وقت أعربت الجزائر عن "أسفها" لتغيير لندن موقفها.

وقال لامي عقب اجتماع مع نظيره المغربي ناصر بوريطة إن "المملكة المتحدة تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في العام 2007 الأساس الأكثر مصداقية واستدامة وبراغماتية من أجل حل دائم للنزاع".

وأضاف "تدرك المملكة المتحدة أهمية الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب".

وكانت المملكة المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي الذي يشرف على تدبير هذا النزاع، تؤيد الى الآن جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى "حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي تقرير المصير".

ورحب بوريطة بالموقف البريطاني الجديد، معتبرا أنه يساهم في "الدفع بالمسار الأممي لإيجاد حل نهائي متوافق عليه على أساس مبادرة الحكم الذاتي".

وأضاف "هذا تطور لأن بريطانيا هي عضو دائم في مجلس الأمن"، وكان لها "دائما صوت مؤثر وذو مصداقية على المستوى الأوروبي والأممي والدولي".

ويطرح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته باعتباره حلا وحيدا للنزاع بشأن هذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، بينما تطالب جبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر باستقلالها.

- "أسف" جزائري -

وأعربت الجزائر من جهتها عن "أسفها" لتبدّل الموقف البريطاني.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية "تعرب الجزائر عن أسفها لقيام المملكة المتحدة بدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي"، معتبرة أن هذا المقترح منذ طرحه قبل 18 عاما "لم يتم عرضه على الصحراويين كأساس للتفاوض، مثلما لم يتم التعاطي معه يوما على محمل الجد من قبل مبعوثي الأمم المتحدة... فقد أقرّ جميعهم بأن المبادرة المغربية فارغة المحتوى وغير قادرة على الاسهام في التوصل الى تسوية جادة وذات مصداقية للنزاع في الصحراء الغربية".

ويسيطر المغرب على معظم المنطقة التي يدور حولها نزاع منذ 50 عاما، وتزايد التوتر في الأعوام الأخيرة مع إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط منذ صيف العام 2021.

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2024، جدد مجلس الأمن الدولي دعوة المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى "استئناف المفاوضات" للتوصّل إلى حلّ "دائم ومقبول من الطرفين".

ويدعو مجلس الأمن إلى أن تكون المفاوضات بدون شروط مسبقة، بينما يشترط المغرب التفاوض حصريا حول مقترح الحكم الذاتي تحت سيادته.

وأوضح لامي من الرباط أن الدعم البريطاني للموقف المغربي يندرج في إطار جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل للنزاع، قائلا "إن المملكة المتحدة تشجع الأطراف المعنية على الانخراط بشكل عاجل وإيجابي في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة".

أضاف الوزير البريطاني "ندرك الحاجة الملحة لتأمين حل نهائي ودائم يوفر مستقبلا أفضل لشعوب المنطقة".

ويراهن المغرب على حشد التأييد لمقترحه، خصوصا منذ اعتراف الولايات المتحدة في أواخر العام 2020 بسيادة المملكة على الاقليم المتنازع عليه، مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وحثت الرباط منذ ذلك الحين الدول الغربية على اتخاذ خطوة مماثلة. وأعقب ذلك أزمات دبلوماسية مع كل من اسبانيا وألمانيا وفرنسا، انتهت بتأييد برلين ومدريد مقترح الحكم الذاتي، واعتراف باريس بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.

وشدد بوريطة على أن الرباط لا تعتبر هذه "الدينامية كأنها تشريف أو محاولة للحفاظ على الوضع القائم (...) بل عنصر للبحث عن الحل، والتسريع بإيجاد حل لهذا النزاع الذي دام 50 سنة".

وتابع "موقف المملكة المتحدة يساهم بشكل كبير في الدفع بهذه الدينامية، والدفع بالمسار الأممي لإيجاد حل نهائي متوافق عليه على أساس مبادرة الحكم الذاتي".

وكما كان الشأن مع فرنسا، يشمل تغيير الموقف البريطاني من النزاع جانبا اقتصاديا، حيث أعلن بيان مشترك وقعه لامي وبوريطة الأحد، أن "الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات قد تنظر في دعم مشاريع في الصحراء" الغربية.

وسيكون ذلك جزء من "التزام الهيئة بحشد 5 مليارات جنيه استرليني لدعم مشاريع اقتصادية جديدة في جميع أنحاء البلاد"، بحسب البيان ذاته.

كذلك، وقّع الوزيران أربع اتفاقيات تعاون في مجالات التعليم والماء والموانئ والصحة.

 

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تبدّل موقفها وتؤيد مقترح المغرب بشأن الصحراء الغربية  
  • بريطانيا تؤيد الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.. والجزائر تتحفّظ بشدّة
  • وزير الدفاع البريطاني الأسبق: حان الوقت لحلفائنا في الكومنولث لدعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية
  • النظام الجزائري يصاب بالسعار ويتحسر على إعلان المملكة المتحدة دعمها مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • المملكة المتحدة تعتبر مخطط الحكم الذاتي المغربي بمثابة الأساس الأكثر مصداقية لتسوية نزاع الصحراء
  • قضية الصحراء الغربية.. بريطانيا تعلن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي
  • بيان مشترك لوزيري الخارجية البريطاني والمغربي بشأن قضية الصحراء المغربية
  • بريطانيا تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب الأساس الأكثر مصداقية وقابلية لحل نزاع الصحراء (بيان)
  • الضربة القاضية. بريطانيا تعلن رسمياً دعمها مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية