#سواليف

هل يهدد #قانون_الجرائم_الإلكترونية #مستقبل #الديمقراطية في #الأردن؟
بقلم :ا د محمد تركي بني سلامة

وفقًا للتقرير المنشور على موقع “jo24” للكاتب سين بيركستراند وبيان ابو طعيمة حول حرية التعبير و قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن، يُثار جدل كبير حول تأثير هذا القانون على الحريات العامة وحرية التعبير، مما يدفعنا للتساؤل: هل يهدد قانون الجرائم الإلكترونية مستقبل الديمقراطية في الأردن؟

لقد تحول قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن من أداة تهدف إلى حماية المجتمع من التهديدات الرقمية إلى وسيلة لتقييد حرية التعبير وتكميم الأصوات الناقدة.

كان من المفترض أن يكون هذا القانون سلاحاً فعالاً ضد الجرائم التي تهدد الأمن الوطني، إلا أن التطبيق الفعلي له أثار قلقاً كبيراً بشأن تأثيره على الحريات العامة، خاصة حرية التعبير. هذا الواقع يثير أسئلة جادة حول مستقبل الديمقراطية في الأردن في ظل هذه التعديلات.

مقالات ذات صلة الصحة اللبنانية تكشف عن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية 2024/10/13

يعد الدستور الأردني الضامن الأول لحرية الرأي والتعبير، حيث ينص على حق المواطنين في التعبير عن آرائهم في حدود القانون. ولكن مع القيود المشددة التي يفرضها قانون الجرائم الإلكترونية، باتت ممارسة هذا الحق أمراً محفوفاً بالمخاطر. هذا التضييق أدى إلى تراجع سمعة الأردن على المستوى الدولي، حيث أظهرت تقارير حقوقية انخفاضاً في ترتيب الأردن في مؤشرات حرية الصحافة وحرية التعبير. هذا التراجع يشكل عائقاً أمام جهود الدولة لتقديم نفسها كدولة تسعى نحو الانفتاح والإصلاح السياسي.

تأتي هذه القيود في وقت تواصل فيه القيادة الأردنية، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، الدعوة إلى تعزيز الحريات وضمان حقوق المواطنين. الدعوات الملكية للإصلاح السياسي وإجراء انتخابات نزيهة تسعى لبناء ديمقراطية حقيقية. لكن ما يحدث في الواقع من تقييد لحرية التعبير عبر قانون الجرائم الإلكترونية يقوض تلك الجهود، ويؤثر سلباً على الاستقرار السياسي. إذ لا يمكن تحقيق الاستقرار الحقيقي إلا في مجتمع حر، حيث يستطيع المواطنون التعبير عن آرائهم بحرية ودون خوف.

الخطر الذي يمثله هذا القانون لا يقتصر على الصحفيين أو الناشطين السياسيين فقط، بل يمتد ليشمل كافة المواطنين. مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة رئيسية للتعبير عن الآراء، يخشى المواطنون من الملاحقة القانونية لمجرد تعبيرهم عن رأيهم في قضايا عامة. هذا الخوف يؤدي إلى خلق بيئة من الرقابة الذاتية، حيث يمتنع الكثيرون عن المشاركة في النقاشات العامة خشية التعرض للمساءلة القانونية، مما يضعف النقاش المجتمعي والسياسي في البلاد.

إلى جانب ذلك، يعزز القانون الجديد الرقابة على الإنترنت ويقيد حرية الوصول إلى المعلومات، مما يحد من قدرة المواطنين على الاطلاع على مصادر متنوعة ويفرض سيطرة الدولة على المحتوى المتاح. هذا التقييد يشكل تهديداً خطيراً لحرية الوصول إلى المعلومات، ويؤدي إلى تقليل التنوع الإعلامي، وهو أحد أهم أركان الديمقراطية.

التداعيات الاقتصادية لقانون الجرائم الإلكترونية لا تقل أهمية عن التداعيات السياسية. قطاع التكنولوجيا والابتكار في الأردن يعتمد على حرية الوصول إلى الإنترنت وتبادل الأفكار والمعلومات. القيود الجديدة قد تدفع المستثمرين إلى الهروب من السوق الأردني، مما يحد من فرص العمل في قطاع التكنولوجيا ويقلص الابتكار.

دولياً، تعرض هذا القانون لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي. يُنظر إليه على أنه انتكاسة لمسار حقوق الإنسان في الأردن، مما قد يؤثر سلباً على علاقات الأردن مع الدول الغربية والمنظمات الدولية الداعمة للإصلاحات السياسية والاقتصادية.

ختاماً، يقف الأردن عند مفترق طرق بين الحفاظ على الأمن الوطني وضمان الحريات العامة. في حين ترى الحكومة أن قانون الجرائم الإلكترونية ضروري لمواجهة التحديات الرقمية، فإن نشطاء حقوق الإنسان يرونه تهديداً خطيراً للحريات الديمقراطية. لذلك، يجب مراجعة هذا القانون وتعديله ليكون متماشياً مع حقوق المواطنين الدستورية والالتزامات الدولية للأردن، ولتعزيز مسار الديمقراطية في البلاد.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مستقبل الديمقراطية الأردن قانون الجرائم الإلکترونیة الدیمقراطیة فی حریة التعبیر هذا القانون فی الأردن

إقرأ أيضاً:

ضوابط حدّدها القانون لممارسة نشاط الاستزراع السمكي .. تفاصيل

تضمّن قانون تنمية البحيرات، عدة ضوابط للراغبين في ممارسة أنشطة الاستزراع السمكي .

في هذا الصدد نصت المادة (52) من القانون على أن: يحظر إنشاء أى مزرعة سمكية أو مفرخ سمكي غير المؤجر من الجهاز، إلا بترخيص منه، وذلك بعد سداد رسم لا يجاوز 2000 جنيه سنويًا للفدان الواحد أو جزء منه.


وتحدّد اللائحة التنفيذية، شروط وإجراءات إصدار هذا الترخيص، وفئات هذا الرسم على أن تسدد نقدًا أو إلكترونيًا طبقًا لأحكام قانون تنظيم استخدام وسائل الدفع غير النقدى المشار إليه

البحيرة تتجاوز 283 ألف طن قمح مورَّد للشون والصوامعانطلاق امتحانات الدبلومات الفنية اليوم بالبحيرةصحة البحيرة: رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات استعدادا لعيد الأضحىاستعدادًا لعيد الأضحى المبارك.. رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات البحيرة


ويجوز بقرار من الجهاز، الترخيص باتباع الاستزراع التكاملي بين الاستزراع السمكي والاستزراع النباتي، وتحدد اللائحة التنفيذية، الضوابط والإجراءات المنظمة لذلك.


وطبقا للقانون ، يتم تحديد المناطق المخصصة للاستزراع السمكي، بقرار يصدر من رئيس مجلس الوزراء، بناءً على عرض الجهاز.

طباعة شارك قانون تنمية البحيرات الاستزراع السمكي ترخيص

مقالات مشابهة

  • الأمير فيصل بن بندر: 67٪ من السعوديين لاعبين والمملكة تقود مستقبل الألعاب الإلكترونية .. فيديو
  • شرطة دبي: برامج متقدمة لكشف الجرائم الإلكترونية
  • برلماني يستعرض تفاصيل تعديلات قانون الضريبة العقارية
  • بأمر القانون .. للموظف حق الحصول على إجازة لأداء مناسك الحج
  • قانون فرنسي جديد يهدد مراكز الاتصال في دولة عربية ويثير قلق العاملين
  • ضوابط حدّدها القانون لممارسة نشاط الاستزراع السمكي .. تفاصيل
  • العفو الدولية تدعو البرلمان الإيطالي إلى رفض قانون يجرم الاحتجاج
  • “تواصل” يناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأردن
  • قانون العملاء الأجانب يهدد انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • 3 % من الأجور.. موارد صندوق دعم العمالة غير المنتظمة