صحفي فرنسي يكشف أسرارا مثيرة عن روابط ترامب بالروس
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
كشف ريجيس جونتي الصحفي المتخصص في الشؤون الروسية والفضاء السوفياتي السابق بدقة عما سمتها صحيفة فرنسية "روابط غامضة" بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وروسيا، مستعرضا حقائق وأسرارا مثيرة عن علاقته بالروس.
وفي مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية أجرتها معه لور ماندفيل، تحدث جونتي عن كتابه الذي أكد فيه أن ترامب "في قبضة الروس" وأنه تم "تجنيده" من قبل الخدمات السوفياتية، ثم الروسية، منذ 40 عاما، مشيرا إلى أنه ليس عميلا، ولا شخصا يتقاضى أجرا مقابل المعلومات التي يقدمها أو العمل الذي يقوم به لخدمة قوة أجنبية، بل ما يسميه الجواسيس الروس "جهة اتصال سرية".
وقال مراسل لو فيغارو وإذاعة فرنسا الدولية و"فرانس 24″، في تبليسي، إن هذا ما نقله إليه ضباط أو ضباط سابقون في المخابرات الأميركية (سي آي إبه)، مضيفا أن "جهة الاتصال السرية" بالنسبة لجواسيس المخابرات الروسية (كي جي بي، ثم إف إس بي) هي شخص تتم تنميته، بتقديم خدمات له ودعمه، مقابل أفعال تخدم مصالح موسكو.
وبخصوص ترامب -حسب جونتي- يتعلق الأمر باتخاذ مواقف في السياسة الخارجية تخدم مصالح الكرملين، مثل إضعاف حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعدم دعم الأوروبيين أو الدول التي تعدّها موسكو ضمن نطاق نفوذها.
النموذج الحليفورأى الصحفي أن ما سماه "حمض ترامب النووي الاجتماعي-السياسي" يجعل منه شخصا يجد في روسيا نوعا من النموذج أو الحليف، في حبه للدول القوية ورفضه للديمقراطية وسيادة القانون.
وعن الزيارة التي نظمتها المخابرات الروسية لترامب إلى موسكو في يوليو/تموز 1987، قال جنتي إن الملف مثير للإعجاب وموثق جيدا بفضل التحقيقات التي أجرتها السلطات والصحافة الأميركية.
وأضاف أن العقل المدبر لهذه "العملية النموذجية للكي جي بي"، كما وصفها أحد كبار المسؤولين السابقين في وكالة الأمن القومي الأميركية الذي عمل 30 عاما على روسيا، هي ابنة السفير السوفياتي الجديد حينذاك في الولايات المتحدة، ناتاليا دوبينينا.
وكانت ناتاليا، كما سيتضح بعد بضع سنوات، ضابطا في الكي جي بي تحت غطاء الأمم المتحدة، وهي من نسقت الرحلة وبدعم من منظمة حكومية مسؤولة عن السياحة تسمى "أنتوريست"، وكانت تعرف بأنها عش للجواسيس السوفيات.
وبعد بضعة أسابيع من عودته، دفع دونالد ترامب نحو 100 ألف دولار لشراء صفحة في 3 من أكبر الصحف الأميركية لنشر "رسالة مفتوحة" يدعو فيها إلى التوقف عن تمويل الدفاع عن دول الناتو ولم يكن ليسعد موسكو أكثر من ذلك.
وعن العلاقات الوثيقة بين ترامب والمصالح الاقتصادية لما تسمى "المافيا الحمراء"، التي ظهرت في نيويورك في نهاية حقبة الاتحاد السوفياتي، بقيادة "كي جي بي" الذي كان مرتبطا بها ارتباطا وثيقا، أكد جونتي أن أموال "المافيا الحمراء" قد تدفقت فعلا وبغزارة في مشاريع العقارات والكازينوهات الخاصة بترامب، خاصة عندما كان على وشك الإفلاس.
وأشار هنا إلى أن صحفا سلطت الضوء على دور "دويتشه بنك" في عالم ترامب، وكيف استمرت في إقراضه المال، وتحدث عن مثلث غامض بين ترامب وهذا البنك والمصالح الروسية، التي سمحت بتزويد رجل الأعمال بالأموال في أوقات إفلاسه.
وبخصوص تهم الاتصالات الطويلة الأمد للمرشح الجمهوري مع الروس في حملته عام 2015، وعن الخط المباشر بين الكرملين وترامب، وتهم التدخل المباشر من روسيا في الحملة عبر الاختراق الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قال جونتي إن التدخل الروسي كان نتيجة للمصادفات ولا يرقى إلى تواطؤ.
وأضاف الكاتب الصحفي أن فوز ترامب في تلك الانتخابات يعود إلى تغير المجتمع والسياسة الأميركية، وإلى شخصية دونالد ترامب نفسه والعبقرية التي يمتلكها لجذب الجماهير، مؤكدا أن الروس دعموا حملته من خلال إغراق منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات تشوّه حملة هيلاري كلينتون.
تطبيع العلاقاتوفي سؤال عن فكرة تطبيع العلاقات مع روسيا على حساب أوكرانيا وربما حتى الناتو، في حال عودة ترامب إلى السلطة في 2025، قال جونتي إن الولاية الأولى لترامب شهدت تسليحا معتدلا لأوكرانيا، وهو ما كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ترفضه دائما.
وفسر الكاتب هذا الرفض بنفوذ ما كان يُسمى آنذاك "الكهول في الغرفة" مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس أو مستشار الأمن القومي جون بولتون، وهو ما جعل ترامب يشعر بإحباط حقيقي من ذلك وهو يبدو اليوم مصمما بشدة على حصوله على إدارة عليا موالية له تماما، بدعم من "مشروع 2025″ لـ"مؤسسة هيريتيج" الفكرية المحافظة.
وختم جونتي المقابلة بالقول إن ما يثير الانتباه في هذه العقود الأربعة التي تم خلالها تدريب ترامب من قبل السلطة والخدمات الأمنية الروسية هو ثبات مواقفه تجاه روسيا؛ فهو يكرر كلمة كلمة اليوم ما كان ما يقوله في عام 1987 عن الناتو أو عندما قال أخيرا إن روسيا لا يمكن أن تخسر حربا أو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتصرف كأنه "مندوب مبيعات" عندما يذهب للبحث عن الدعم في واشنطن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لماذا سأل ترامب عن أقوى قنبلة في الترسانة الأميركية؟: البنتاغون يجيب بتحفظ
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)
في كواليس نقاش عسكري بالغ الحساسية، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن الرئيس السابق دونالد ترامب فاجأ مستشاريه العسكريين بسؤال غير تقليدي، لكنه بالغ الدلالة: "هل يمكن لقنبلتنا الخارقة للتحصينات تدمير منشأة فوردو النووية؟".
السؤال جاء على خلفية تصاعد التوتر مع إيران، حيث أعرب ترامب عن شكوكه في مدى فعالية القنبلة الأميركية الأضخم من نوعها، GBU-57A/B MOP، والتي تزن نحو 30 ألف رطل، في اختراق منشأة فوردو المدفونة بعمق يقارب 90 متراً تحت جبل صخري قرب مدينة قم.
اقرأ أيضاً ليلة اللهب في تل أبيب: مئات القتلى والجرحى بعد وابل الصواريخ الإيرانية (آخر حصيلة) 19 يونيو، 2025 إيران تقلب الطاولة على ترامب: ما جاء في البيان الأخير أربك الجميع 19 يونيو، 2025الرد جاء من كبار مسؤولي البنتاغون، الذين أكدوا أن القنبلة "قادرة على اختراق المنشآت شديدة التحصين مثل فوردو"، مضيفين أن القدرة التدميرية ليست موضع شك، بل ما يحتاج إلى مراجعة هو "الخطة الشاملة للهجوم" التي لا يمكن أن تختزل بإسقاط قنبلة واحدة.
لكن رغم هذا الرد، أشارت مصادر مطلعة إلى أن ترامب لم يُظهر اقتناعاً كاملاً بالإجابة، ما فتح الباب أمام تساؤلات أوسع: هل كانت مجرد مداولات عسكرية؟ أم تمهيدًا لقرار كان على وشك أن يُتخذ؟
الخبر، الذي مرّ تحت الرادار، يعيد إلى الواجهة جدية السيناريوهات التي كانت تُدرس داخل البيت الأبيض... والاحتمالات التي لا تزال مفتوحة.