عربي21:
2025-06-17@21:54:10 GMT

هل يمكن أن يعود الدولار في ليبيا إلى مستوى 3.8 دينار؟

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

راج عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن سعر صرف الدينار الرسمي يمكن أن يرتفع بقرار من المصرف المركزي الليبي ليصل إلى مستوى كان عليه خلال العام 2020م، وهو نحو 3.8 دينار ليبي للدولار الأمريكي. ومعلوم أنه قد تم فرض رسوم على بيع العملات الاجنبية بما يعادل 183% وذلك بعد إقرار حزمة الإصلاحات الاقتصادية من قبل حكومة الوفاق العام 2018م، ثم اتخذ المصرف قرارا بتخفيض سعر صرف الدينار أمام الدولار إلى 4.

8 دينار للدولار تقريبا، وذلك بعد التوقيع على اتفاق تونس ـ جنيف واستلام حكومة الوحدة الوطنية مقاليد الحكم العام 2021م.

مع نهاية العام 2023م، طالب محافظ المصرف المركزي مجلس النواب فرض ضريبة على بيع العملات الأجنبية بمقدار 27%، ليصبح قيمة الدولار بالدينار في المصارف 6.15 دينار، وبعد التغيير الذي وقع في إدارة المصرف المركزي والذي انتهى إلى تنحية الصديق الكبير وتعيين ناجي عيسى بديلا عنه، تقرر تخفيض الضريبة المفروضة على العملات الأجنبية إلى 20%، وهذا يعني أن قيمة الدولار المتاح في المصارف صارت 5.75 دينار للدولار.

شهد الدولار في السوق الموازي اليوم تراجعا كبيرا إلى نحو 6.2 دينار للدولار بعد أن تجاوز 8 دينار للدولار خلال شهر سبتمبر الماضي، ويرجع مراقبون الانخفاض إلى كلام حول اتجاه المصرف المركزي إلى العودة إلى سعر صرف 3.8 دينار للدولار، وساعد على رواج هذه الشائعة الإجراءات التي اتحذها المصرف المركزي المتعلقة بالسيولة ورفع القيود المفروضة على تداول العملة المحلية.

المفترض أن الحكم على إمكانية تنفيذ مثل هذه السياسة صار شيئ بديهي، بمعنى أن النظر إلى الواقع السياسي والاقتصادي الراهن سيساعد كثيرا على قبول هذه الشائعة أو رفضها، فعلى المستوى السياسي، الوضع لا يشهد استقرارا يمكن أن يساعد على معالجة المختنقات الاقتصادية التي تدفع باتجاه سعر صرف مرتفع للعملات الاجنبية، أيضا فإن الوضع الذي عليه الاقتصادي الليبي، والمالية العامة الليبية، عصي على التفكير في اتجاه رفع قيمة الدينار أمام الدولار.

الدهليز الذي دخله الاقتصاد الليبي منذ عشرات السنين والذي انتهى به إلى التشوه الراهن يصعب معه الرجوع إلى سقف 3.8 دينار للدولار، خاصة في ظل الظرف السياسي الخانق والذي يحول دون تبني إصلاحات هيكلية تمهد لاستقرار نقدي وسعر صرف منخفض للدولار.

نحن أمام معضلة مستحكمة وهو أن الإنفاق العام مرتفع وقابل للزيادة بشكل مطرد، في مقابل إيرادات إن لم تتراجع فلا تشهد زيادة مبشرة، ولا بدائل في الأفق القريب، في ظل الظروف القاهرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، يمكن أن تغير هذه المعادلة المختلة، بأن يتم تخفيض النفقات أو تعظيم الإيرادات.

نحن أمام معضلة مستحكمة وهو أن الإنفاق العام مرتفع وقابل للزيادة بشكل مطرد، في مقابل إيرادات إن لم تتراجع فلا تشهد زيادة مبشرة، ولا بدائل في الأفق القريب، في ظل الظروف القاهرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، يمكن أن تغير هذه المعادلة المختلة، بأن يتم تخفيض النفقات أو تعظيم الإيرادات.أقر مجلس النواب ميزانية بإجمالي مصروفات بلغت نحو 180 مليار دينار، ولتغطية هذا الإنفاق عند سعر صرف 3.8 دينار للدولار نحتاج إلى ما يزيد عن 47 مليار دولار أمريكي كإيرادات، وهذا لا يمكن تخيله في ظل الوضع المحلي والخارجي الراهن.

وإذا خفضنا سقف التطلعات واقتنعنا بتمويل متواضع لمشروعات التنمية بالإضافة إلى النفقات الأساسية من مرتبات ودعم وإنفاق تسييري للجهاز الحكومي، فإن الميزانية ستكون في حدود 130 مليار دينار، أي ما يعادل 34 مليار دولار، وبفارق يقترب من 15 مليار دولار عن الإيرادات الحالية، بعد خصم نفقات المؤسسة الوطنية للنفط وحصة الشركاء...ألخ، وهذا عجز لا يمكن القبول به من أي صانع سياسة اقتصادية رشيدة.

أجزم بأن السياسات الاقتصادية الرشيدة (خاصة السياستين المالية والنقدية)  تتطلب ظروفا سياسية ملائمة تجعل الأثر الإيجابي لتلك السياسات غالب، كما تستلزم توافقا كبيرا بين صانعي السياسات (الحكومة والمصرف المركزي)، حتى نتفادى التضارب الذي يفقد السياسات الأثر الفعال بل ويقود إلى خيارات مردودها قاسي على الاقتصاد وعلى المواطن، وهذا خيار المدى القصير.

أما في المدى المتوسط والبعيد، فإن هناك حاجة ماسة جدا إلى إصلاح هيكلي للاقتصاد الليبي ينتهي إلى أن تتراجع الالتزامات المالية على الخزانة العامة في شكل مرتبات ودعم وإنفاق جاري، ليتحمل القطاع الخاص الليبي والمستثمر الاجنبي جزء كبير منها.

كلا البديلين، خيار المدى القصير وخيار المدى المتوسط والبعيد، لا يمكن السير فيهما أو تحقق مردود منهما في ظل النزاع والصراع القائم، وقد شهدنا كيف أن السياسة وتداعياتها كانت في مقدمة اسباب تردي الوضع الاقتصادي والدفع باتجاه السياسات الاقتصادية الخاطئة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاقتصادية العملة ليبيا اقتصاد عملة أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی دینار للدولار سعر صرف یمکن أن

إقرأ أيضاً:

البعثة الأممية: أطلقنا مشاورات شبابية على مستوى ليبيا حول العملية السياسية

أطلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشاورات شبابية على مستوى ليبيا حول العملية السياسية، وبدأت بلقاء الشباب في أربع مدن.

وبحسب بيان البعثة الأممية، فإن الشباب يُمثل 38% من السكان وفقًا لإحصاءات (NESDB) في ليبيا، وبالتالي ينبغي إشراكهم في العملية السياسية. ولتحقيق ذلك، بالإضافة إلى اجتماعاتها الدورية مع الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا)، تُطلق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برنامجًا أوسع نطاقًا يهدف إلى إشراك 500 شاب وشابة في جميع أنحاء ليبيا خلال الأشهر المقبلة، وفقا للبيان الصادر.

تطلق البعثة، اجتماعات مُخصصة مع ممثلين عن الشباب، عبر الإنترنت وبالحضور الشخصي. يُمكنكم الاطلاع على مزيد من المعلومات حول كيفية مشاركة الشباب هنا، يأتي ذلك في إطار الجهود التي تبذلها البعثة لإشراك المجتمع في مشاورات حول توصيات اللجنة الاستشارية وكيفية إيصال ليبيا إلى الانتخابات وتوحيد المؤسسات.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت البعثة استطلاعاً للرأي العام عبر الإنترنت لضمان الوصول إلى جمهور أوسع. وفي هذا السياق، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا، هانا تيته: “نحن نعمل على تطوير الخطوات التالية في العملية السياسية، نرغب في سماع آراء الجميع”.

وأضافت: “الشباب قوة دافعة يمكنها المساهمة في رسم مستقبل هذا البلد، لديهم احتياجات واهتمامات محددة، ويطرحون وجهات نظر مختلفة تُسهم في إثراء عملية صنع القرار، نريد أن نسمع منهم مباشرةً، لأن أي عملية تُعنى بالشعب الليبي تتطلب مشاركة فعّالة من جميع الليبيين”.

وقد التقت البعثة بممثلين عن الشباب في الزنتان ومصراتة وبنغازي ونالوت لمناقشة توصيات اللجنة الاستشارية. ودعا المشاركون إلى تحسين سبل الحصول على الفرص الاقتصادية وفرص العمل، وبناء مؤسسات حكومية موحدة، وزيادة التمثيل والإدماج في عمليات صنع القرار، والحصول على الخدمات، والتوزيع العادل والمنصف للموارد، كما تبادلوا أفكارهم حول اللامركزية والإدماج السياسي.

ومن خلال هذه المشاورات واستطلاعات الرأي عبر الإنترنت، ستجمع البعثة توصيات الشباب وأفكارهم وتضمن إدراجها في عملية صنع القرار بشأن الخطوات التالية. وكانت البعثة قد نشرت الملخص التنفيذي لتقرير اللجنة الاستشارية في مايو، متضمنًا المقترحات الأربعة للدفع بالعملية السياسية قدمًا.

وقد طُلب من المشاركين في اللقاءات التشاورية وكل ارجاء ليبيا للمشاركة في الاستطلاع وتقديم توصياتهم وأفكارهم، والخيارات التي يفضّلونها، وهي كالتالي:

1. إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في آنٍ واحد؛

2. إجراء انتخابات برلمانية أولًا، يليها اعتماد دستور دائم؛

3. اعتماد دستور دائم قبل الانتخابات؛ أو

4. إنشاء لجنة حوار سياسي، بناءً على الاتفاق السياسي الليبي، لوضع اللمسات الأخيرة على القوانين الانتخابية، والسلطة التنفيذية، والدستور الدائم.

 

مقالات مشابهة

  • المركزي يشكك في سلامة ورقة 20 دينارا… هل يعود شبح التزوير بعد أزمة الـ50؟
  • المصرف المركزي يصدر قرارات بسحب إصدارات نقدية محددة من التداول
  • المصرف المركزي ومؤسسة للنفط يبحثان الترتيبات المالية لزيادة الإنتاج وتجاوز التحديات
  • في البنك المركزي بكام؟.. سعر الدولار بمنتصف تعاملات اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025
  • وصل لكام في المركزي؟.. سعر الدولار بالبنوك اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025
  • بكام في البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الإثنين 16-6-2025
  • سعر الدولار بالبنوك اليوم الإثنين 16 يونيو 2025.. بكام في المركزي؟
  • البعثة الأممية: أطلقنا مشاورات شبابية على مستوى ليبيا حول العملية السياسية
  • الذهب يحبس الأنفاس.. سعر عيار 21 الآن وهذا ما حدث للدولار
  • وصل لكام في المركزي؟.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأحد 15 يونيو 2025