لجريدة عمان:
2025-12-10@00:18:57 GMT

ترامب أم هاريس.. العالم العربي عند مفترق طرق!

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

ترامب أم هاريس.. العالم العربي عند مفترق طرق!

يتابع العالم العربي الانتخابات الأمريكية كما لا يتابع أي انتخابات أخرى حتى لو كانت تحدث في الجوار. ويتعصب البعض لطرفيها كما يتعصب البعض لفرق كرة القدم، وهذا أمر مفهوم، مع الأسف الشديد، في ظل انعكاس توجهات أي إدارة أمريكية على الواقع العربي وعلى التحولات الجذرية التي تحدث في المنطقة العربية.

وإذا كانت المتابعة في الماضي ضرورية وأساسية فإنها هذا العام وفي هذه الأيام قبيل الانتخابات المنتظرة في الخامس من نوفمبر القادم أكثر أهمية في وقت تشتعل فيه النيران في «الشرق الأوسط».

وتكشف الانتخابات القادمة عن وجهات نظر متناقضة بشأن المنطقة التي تكتسب أهمية كبيرة للسياسة الخارجية الأمريكية، حتى لو اعتقد البعض، أن ثقل الاهتمام انتقل من «الشرق الأوسط» إلى بحر الصين الجنوبي، لكن أحداث طوفان الأقصى أعادت البوصلة الأمريكية إلى المنطقة من جديد.

يقدم دونالد ترامب ومنافسته الرئيسية، نائبة الرئيس، حاليا، كامالا هاريس، نهجين مختلفين في معالجة التحديات الإقليمية لأمريكا.

كانت سياسة ترامب في الشرق الأوسط، خلال إدارته السابقة، محددة باتفاقيات «إبراهيم»، التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية. وقد تبنى موقفا حازما بشأن إيران تمثل أحد أهم تمظهراته في الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، الأمر الذي خلق ردود فعل متباينة في المنطقة. وأكد نهجه المعاملاتي على الحد من التدخل العسكري الأمريكي مع تعزيز العلاقات الاقتصادية ودفع الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل.

وتتمثل إحدى مزايا سياسة ترامب في قدرته على بناء صفقات تعكس التحالفات الجيوسياسية المتغيرة، لكن هذه الصفقات لم تخدم القضية الفلسطينية بقدر ما خدمت إسرائيل والدول التي طبعت علاقاتها معها. وتعتقد بعض الدول العربية والخليجية بشكل خاص أن موقف ترامب الحازم من إيران أعطاها المزيد من الطمأنينة، لكن تلك الطمأنينة سرعان من تحولت إلى نوع من الخوف والترقب والحذر مع فشل ترامب في الفوز برئاسة ثانية نهاية 2020. إضافة إلى ذلك فإن القلق في الشرق الأوسط زاد عندما بدأ ترامب في سحب الالتزامات الأمريكية القائمة في المنطقة منذ سنوات طويلة ما أثار مخاوف بشأن الاستقرار وأدى إلى زيادة نفوذ روسيا وإيران بحسب بعض السياسيين في العالم العربي.

أما كامالا هاريس فإنها رغم التوقعات في مواصلتها العديد من سياسات الرئيس بايدن، فإنها تؤكد على المشاركة الدبلوماسية وعلى المزيد من الحوار، وتدعم، على الأقل في خطبها الانتخابية، سياسة حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإعادة الدخول في مفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي. ويتسم نهج كامالا هاريس بالتعددية، ويركز على بناء التحالفات وإعادة المشاركة مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل الاتحاد الأوروبي، لمعالجة مختلف القضايا بما في ذلك قضايا «الشرق الأوسط».

ومن المنتظر أن يعمل التزام هاريس بالدبلوماسية والحوار على تقليل التوترات الإقليمية، وخاصة إذا ما عادت إلى طاولة المفاوضات مع إيران حول الملف النووي. لكن هذا التوجه قد يقابله ضغوط من بعض دول الخليج خاصة تلك التي ما زالت قلقة من سياسات إيران ومن تمدد نفوذها في المنطقة. أما دعم هاريس لحل الدولتين فإنه يتماشى مع الإجماع الدولي رغم أنها ستواجه تعنتا كبيرا وصلبا من إسرائيل التي تحاول أن تنتشي الآن بتحقيق بعض الانتصارات في حربها على غزة ولبنان.

ويرى البعض أن دعم التعددية والدخول في حوارات مع شركاء بشأن قضايا الشرق الأوسط من شأنه أن يبطئ أي نتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية من وجهة نظر الدول العربية على عكس الأسلوب المباشر الذي يتمتع به ترامب والذي اتضح جليا خلال عقد الاتفاقيات الإبراهيمية وكذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وبشكل عام فإن التوقعات التي تسود غرف صنع القرار والسياسات في العالم العربي والتي تتابع الانتخابات وتنصت جيدا لمعطيات الحملات الانتخابية تشير إلى احتمالية مواصلة ترامب لسياسة إعطاء الأولوية للمخاوف الاقتصادية على المخاوف الديمقراطية، والتركيز على صفقات التطبيع العربي مع إسرائيل وصولا إلى «وهم» السلام.. وعلى النقيض من ذلك، فإن هاريس ستركز على الدبلوماسية رغم أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن كيفية تحول التوازن الإقليمي للقوى نتيجة لإعادة التعامل مع إيران.

وبين تركيز ترامب على الأمن وقيادة هاريس لحقبة دبلوماسية في المنطقة فإن العالم العربي عليه توقع تغيرات جذرية وجوهرية يمكن فهم إرهاصاتها الأولى من خلال فهمه لمسار الحرب الحالية ونتائجها وردود الفعل الشعبية في العالم العربي عليها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم العربی الدول العربیة الشرق الأوسط فی المنطقة ترامب فی

إقرأ أيضاً:

“المنطقة تدرك نوايا إسرائيل”.. ماذا وراء التحرك العربي والإسلامي لدعم مصر؟

غزة – أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يواجه مخاطر كبيرة أمام مماطلات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، ما يستدعي تدخلا عاجلا.

وأشار حجازي، في تصريحات امس السبت، إلى أن البيان الصادر عن الدول العربية والإسلامية الـ8 أمس، يؤكد مخاطر المشهد والتزامهم بدعم الموقف المصري الرافض لفتح معبر رفح في اتجاه واحد للفلسطينيين في غزة؛ بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية الذي يخالف بشكل واضح وصريح اتفاق السلام الموقع في شرم الشيخ برعاية أمريكية ودولية وبنوده الممثلة في قرار أممي واضح وهو القرار 2803 الصادر في نوفمبر 2025.

ويوم الأربعاء أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية “كوغات”، الأربعاء الماضي، أن معبر رفح سيفتح في الأيام المقبلة للسماح حصرا بخروج سكان غزة إلى مصر، لكن مصادر مصرية سارعت لنفي هذه الخطوة، وأكدت أن فتح المعبر في اتجاه واحد محاولة لتكريس عملية تهجير الفلسطينيين، وهو الأمر الذي ترفضه مصر تماما.

ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن دول المنطقة باتت تدرك تلكؤ الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسعيها للضغط على مصر والشعب الفلسطيني من خلال اتخاذ إجراء أحادي مخالف لبنود اتفاق شرم الشيخ؛ ما يؤكد أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لا زالت تتبنى مشروع التهجير القسري للفلسطينيين حتى آخر لحظة، وليس فقط منهج التسويف والمماطلة وعدم الرغبة في الانتقال إلى المرحلة الثانية.

وذكر أن ما يؤكد هذا الاتجاه، هو تسليم حركة الفصائل الفلسطينية جميع الأسرى والرفات عدا جثمان واحد، موضحا أنه في ظل ما تعرض له قطاع غزة من تدمير لا يمكن للحركة الفلسطينية البحث بشكل كاف وآمن على الجثة الأخيرة؛ وهو أمر لا يجب التوقف عنده، والانتقال على الفور إلى المرحلة الثانية.

وأشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن المرحلة الثانية ربما تدخل حيز التنفيذ خلال أسبوعين، منوها هنا إلى أهمية التدخل المريكي العاجل ومن ترامب شخصيا لدفع هذا الاتفاق؛ خاصة بعد رفض أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف اعتماد قرار المعارضة بالتوافق حول خطة ترامب للسلام وتبني بنود القرار الأممي.

وواصل: “كل هذا يؤكد نوايا الحكومة المتطرفة في إسرائيل بأنها لا زالت على حالها وأن وقف إطلاق النار كان لاستلام رهائنها، ولكنها لا تلتزم بآفاق السلام والجهود المبذولة والتوافق الدولي في هذا الشان وتتحدى القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والإرادة العربية والدولية والأمريكية”.

وشدد على أن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لخروج الفلسطينيين إلى مصر، “لا يعني إلا تنفيذ مخطط التهجير القسري” بينما الاتفاق ينص على تشغيله في الاتجاهين.

ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن مخاطر المرحلة الحالية تستدعي تحرك دولي عاجل، مشيرا إلى أن التحرك العربي والإسلامي من الدول الثمانية يشير إلى إدراكهم الخطر الذي يتهدد الاتفاق وخطة ترامب وقرار مجلس الأمن وبنود المرحلبة الثانية والمماطلة من الجانب الإسرائيلي التي تستدعي الردع قبل أن تندفع المنطقة إلى وضع صعب، حذرت منه مصر على لسان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع الفريق أول عبد المجيد صقر.

وأمس، أصدرت الدول العربية والإسلامية الثمانية الشركاء في قمة شرم الشيخ: مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر، بيانا مشتركا حول المزاعم الإسرائيلية بفتح معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة لخروج سكان القطاع إلى مصر.

وفي البيان، شدد وزراء خارجية الدول الـ8 على “الرفض التام لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”، وأكدوا “ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أي من أبناء القطاع على المغادرة، بل تهيئة الظروف المناسبة لهم للبقاء على أرضهم والمشاركة في بناء وطنهم، في إطار رؤية متكاملة لاستعادة الاستقرار وتحسين أوضاعهم الإنسانية”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • خبير بالشأن الإسرائيلي: ترامب قادر على لجم نتنياهو وفرض التهدئة بغزة والمنطقة
  • عاصفة «بايرون» تقترب من الشرق الأوسط وسط تحذيرات من أمطار غزيرة وفيضانات
  • الفاو: مصر داعم رئيسي لمكافحة الجوع في الشرق الأوسط والعالم
  • مدير عام الفاو: الملايين يواجهون الجوع حول العالم.. ومصر داعم رئيسي لجهودنا في الشرق الأوسط
  • مخاطر استدعاء شبه القارة الهندية للصراع في الشرق الأوسط
  • الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد
  • الموقع الجغرافي يعرض المنطقة لمزيج معقد من الظروف المناخية.. ماذا يحدث فى الشرق الأوسط؟
  • “المنطقة تدرك نوايا إسرائيل”.. ماذا وراء التحرك العربي والإسلامي لدعم مصر؟
  • هل ينجح تخفيف عبء الشرق الأوسط في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي؟
  • تركي الفيصل: إسرائيل الخطر الأكبر على استقرار الشرق الأوسط