أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية تعزيز النظام الدولى متعدد الأطراف، وفى قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين، إلا أن الأزمات المتعاقبة التى عصفت بالعالم، خلال السنوات الماضية، قد أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك، عجز النظام الدولى عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم، فضلاً عن حالة الاستقطاب والانتقائية، التى أضحى النظام الدولى يتسم بها.

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس، أمس، بالجلسة العامة الثانية الموسعة لقمة مجموعة «بريكس» فى نسختها الـ16 التى تستضيفها مدينة «قازان» الروسية، بمشاركة نحو 40 دولة، وعقدت الجلسة تحت عنوان «تعزيز النظام المتعدد من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين».

وأوضح الرئيس، فى كلمته، أن التطورات الدولية أظهرت أن القصور الذى يعانى منه النظام الدولى الحالى، لا يقتصر فقط على القضايا السياسية والأمنية، بل يمتد إلى الموضوعات الاقتصادية والتنموية، حيث تعانى الدول النامية من تصاعد إشكالية الديون، وعدم توافر التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن ارتفاع تكلفة التمويل والاقتراض، ومن هذا المنطلق، تولى مصر أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة، تضمن اضطلاع المجتمع الدولى بدوره فى توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية فى الدول النامية، عبر استحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، وآليات شاملة لضمان الإدارة المستدامة لديون الدول النامية.

وقال «السيسى»، فى كلمته، إن هذه الجلسة تمثل فرصة مواتية لتبادل الآراء والتشاور، فى إطار من المصارحة، لتعزيز الفهم المشترك للقضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وأضاف: «أود أن أثنى على تقارير الإحاطة المقدمة، من رئيسة بنك التنمية الجديد، وممثلى مجلس أعمال بريكس، وتحالف سيدات الأعمال، وآلية التعاون البنكية بالتجمع، وأن أؤكد دعمنا الكامل لعملهم». وأشار الرئيس إلى استضافة مصر فى شهر يونيو الماضى، الملتقى الدولى الأول لبنك التنمية الجديد، الذى يهدف إلى التعريف بعمليات البنك، والدعم الذى يقدمه للقطاعين الحكومى والخاص، ومناقشة آفاق التعاون المستقبلى بين الدول الأعضاء بتجمع بريكس، فى ظل الإيمان بالدور المهم الذى يضطلع به بنك التنمية الجديد، فى توفير التمويل الميسر، لدعم تنفيذ المشروعات التنموية بالدول النامية، لاسيما فى قطاعات النقل والطاقة النظيفة، والبنية التحتية الرقمية، والتنمية الحضرية.

وتابع الرئيس أن «توسيع عضوية تجمع بريكس مطلع العام الجارى، يعكس نية دول التجمع لتعزيز التعاون متعدد الأطراف، وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية، فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية، ومن هذا المنطلق، تؤكد مصر دعمها لتعزيز التشاور والتنسيق، بين دول تجمع بريكس، وتكثيف التعاون لمواجهة التحديات الدولية المشتركة، لاسيما تغير المناخ، والنفاذ للتمويل الميسر، والأمن الغذائى، وتزايد معدلات الفقر والجوع، واتساع الفجوة الرقمية والمعرفية».

وأكد أهمية دفع أطر التعاون فى مجال التسويات المالية بالعملات المحلية، واستثمار الميزات النسبية لدول التجمع، لتدشين مشروعات اقتصادية واستثمارية وتنموية مشتركة، لاسيما فى مجالات الزراعة والصناعة والتحول الرقمى والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن دعم مصر للدور المهم لمجلس أعمال التكتل، وتحالف سيدات الأعمال بالتجمع، فى تكثيف التعاون بين القطاع الخاص وأصحاب الأعمال فى الدول الأعضاء، باعتبارهم شركاء رئيسيين فى جهود تحقيق التنمية المستدامة.

وفى ختام كلمته، أكد الرئيس السيسى مجدداً التزام مصر بمبادئ ومحاور عمل التجمع، وحرصها على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، بما يسهم فى تعظيم دوره فى إرساء الأمن والاستقرار، وزيادة النمو الاقتصادى العالمى، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بريكس السيسي روسيا قازان النظام الدولي المجتمع الدولي النظام الدولى الدول النامیة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تجدد التزامها بدعم ضحايا التعذيب بسوريا في ظل النظام البائد

نيويورك-سانا

أكدت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، وقوف المنظمة الأممية إلى جانب جميع السوريين الذين تعرضوا للتعذيب والانتهاكات الجسيمة في ظل النظام البائد، مشددة على ضرورة إحقاق العدالة وتحقيق المساءلة.

وفي منشور لها عبر منصة “X”، بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، قالت رشدي: “نقف اليوم مع جميع السوريين المتضررين من التعذيب، فشجاعتهم تتطلب العدالة ومستقبلاً تُعاد فيه الكرامة”، مؤكدة أن ممارسات التعذيب في سوريا كانت ممنهجة وواسعة النطاق، وترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وشددت رشدي، على أنه “لا شفاء دون عدالة، ولا سلام دون حقيقة، ولا مستقبل دون مساءلة”، مؤكدة أن عملية الانتقال السياسي والإصلاح التشريعي يجب أن تضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم، كأفضل وسيلة لتكريم من دفعوا حياتهم ثمناً من أجل العدالة.

كما نوهت رشدي في منشور آخر بصمود المرأة السورية ودورها في النضال السلمي، وقالت: “أحيّي المرأة السورية الشجاعة، المناضلة والصامدة، صانعة السلام وحامية المجتمع”، مشيرة إلى ضرورة تكريم النساء السوريات اللواتي رفعن الصوت عالياً للمطالبة بالحرية والحقوق المدنية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة عرب.. وهذا ما كتب عليها باللغة العبرية
  • الأمم المتحدة تجدد التزامها بدعم ضحايا التعذيب بسوريا في ظل النظام البائد
  • «الإيسيسكو» وصندوق الأمم المتحدة يبحثان التعاون في مجال التنمية الاجتماعية
  • الرئيس المشاط يهنئ قادة الدول العربية والإسلامية بمناسبة حلول السنة الهجرية 1447هـ
  • محاكمة عدد من قادة الإنقاذ الجزائرية بتهم الإرهاب ومحاولة قلب النظام
  • استعرض التجربة المصرية الناجحة في تطوير المنظومة الصحية أمام الدول الأفريقية
  • بيان نقابة المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية .. الامتناع عن الحضور أمام المحاكم وإقرار زيادة المعاشات الأبرز
  • البديوي: دول التعاون حريصة على تعزيز حضورها الدولي واستعراض إنجازاتها في مجالات التنمية الاقتصادية والمالية
  • الكيلاني ترأس اجتماع لجنة التنمية الاجتماعية في «الإسكوا»
  • بلطجة أمريكية تُهدِّد القانون الدولي