قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل تعمل بشكل منهجي وواسع النطاق على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرا من مناطق سكناهم شمالي قطاع غزة ، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسا.

وأضاف الأورومتوسطي في بيان له نشره اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024، أن المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على الأرض تشير إلى أن مخطط تفريغ الأرض من سكانها وتدمير الوجود الفلسطيني يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يعامل السكان الذين يرفضون أو لا يتمكنون من إخلاء منازلهم كإرهابيين، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسع وصعد عملياته الحربية لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية، صباح الثلاثاء، أول منشورات تطالب سكان بيت لاهيا، بمن في ذلك من هم في مراكز الإيواء والمستشفيات، بإخلائها قسرًا، والتوجه باتجاه مستشفى "الإندونيسي" في جباليا.

وتقيم قوات الاحتلال حاجزًا للتفتيش قبل إجبار السكان على مغادرة شمال غزة، كما حدث خلال اليومين الماضيين مع الآلاف الذين كانوا يتواجدون في مراكز الإيواء محيط مستشفى "الإندونيسي."

ويشمل أمر التهجير القسري هذا مستشفى "كمال عدوان" في مشروع بيت لاهيا الذي يستقبل أكبر عدد من ضحايا العدوان الإسرائيلي، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائه مجددا، بعد أن كان طالب بإخلائه خلال الأيام الأولى للعدوان الأخير، وهو ما رفضته الطواقم الطبية في حينه.

ويواجه المستشفى تحديات كبيرة في العمل بعد نفاد وحدات الدم والمستهلكات الطبية والقصف المتواصل في محيطه، إلى جانب استنزاف طاقة الطواقم الطبية بعد أن استقبلت على مدار 18 يومًا مئات الحالات من القتلى والجرحى.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت غالبية مراكز الإيواء في مخيم جباليا وجباليا، مستهدفة النازحين فيها لإجبارهم على الانصياع لأوامر ومخططات التهجير، كما استهدفتهم خلال استجابتهم لذلك، وهو ما تكرر يوم أمس الإثنين، حين استهدفت مدارس "الفوقة"، ما أدى إلى مقتل 17 فلسطينيا وإصابة العشرات.

وبين المرصد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يفرص حصارا بالنار على مشروع بيت لاهيا، ويضيق الخناق عليه ويطالب سكانه والنازحين فيه بإخلائه، بعد أن لجأ إليه الكثير من سكان جباليا الرافضين لمغادرة المنطقة.

وأكد أن جيش الاحتلال يعمل بشكل ممنهج على تدمير مقومات الحياة من خلال استهدافه وتدميره للشوارع والمخابز وآبار المياه ومحطات المياه، وتدمير الأراضي الزراعية التي أعيد زراعة جزء منها لتلبية احتياجات السكان بعد منع إدخال أي خضروات في الأشهر الماضية.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أنه وثق استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مزارعين في منطقة الشيماء في بيت لاهيا عبر قصف متعمد نفذته طائرة إسرائيلية مسيرة، ما أدى إلى مقتلهم، وكان منهم المهندس الزراعي "يوسف صقر أبو ربيع"، بعد أشهر من إطلاقه مبادرة زراعية في شمال قطاع غزة لمواجهة المجاعة التي تنفذها إسرائيل.

وأكد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي دمر وأحرق مئات المنازل في شمال غزة، خاصة مخيم جباليا، خلال الـ 18 يومًا الماضية، فيما ارتفع عدد القتلى إلى قرابة 700 والجرحى إلى أكثر من ألف آخرين، في حين ما تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي مراكز الإيواء المستهدفة يتعذر انتشالهم وإجلاؤهم نتيجة الحصار الإسرائيلي الشامل وفرض حظر التحرك تحت تهديد القتل.

وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعوته إلى الأمم المتحدة بإعلان شمال قطاع غزة منطقة منكوبة، بما يقتضيه ذلك من تدخلات فورية، وإلزام إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية هناك، وحماية المدنيين، في ظل ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم قتل جماعية وفردية منهجية وواسعة النطاق، وتجويع متعمد كامل، وتهجير قسري جماعي وتدمير كامل لما كان متبقيًا من مقومات الحياة، مشددًا على أن صم المجتمع الدولي آذانه وتعاجزه عن وقف ما يجري يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشية.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی الجیش الإسرائیلی الأورومتوسطی أن مراکز الإیواء جیش الاحتلال بیت لاهیا

إقرأ أيضاً:

بريطانيا: هدن إسرائيل غير كافية لتخفيف معاناة الفلسطينيين

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الأحد، إن قرار إسرائيل وقف العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميا في أنحاء من غزة والسماح بفتح مسارات جديدة للمساعدات لا يكفيان لتخفيف المعاناة في القطاع.

وأضاف لامي في بيان، أن إعلان إسرائيل "ضروري ولكن طال انتظاره"، مشيرا إلى أنه يجب الآن تسريع وصول المساعدات بشكل عاجل خلال الساعات والأيام المقبلة.

وتابع لامي: "هذا الإعلان وحده لا يكفي لتخفيف احتياجات من يعانون بشدة في غزة.. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب، ويطلق سراح الرهائن ويدخل المساعدات إلى غزة برا دون عوائق".

ودعت بريطانيا، السبت، إسرائيل لإنهاء المجاعة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها ستعمل مع الأردن لإيصال المساعدات للقطاع.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "يجب على إسرائيل السماح بدخول المساعدات عبر البر لإنهاء المجاعة التي تتكشف في غزة. الوضع يائس".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: "نحن نعمل مع الأردن لإيصال المساعدات إلى غزة".

وأوضح ستارمر: "نحن نعمل على تسريع الجهود بشكل عاجل لإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية حرجة إلى المملكة المتحدة للعلاج".

مقالات مشابهة

  • خداع منهجي يخفي تدفق الأسلحة الكندية الهائل إلى إسرائيل
  • مدير المؤسسة السورية للمخابز محمد الصيادي لـ سانا: وزارة الاقتصاد والصناعة تعمل رغم التحديات على إيصال الطحين إلى محافظة السويداء بشكل يومي، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والإنسانية
  • المشروع يُجمَّد بلا بديل .. (إسرائيل) تتراجع بشكل مفاجئ عن المدينة الإنسانية في رفح
  • "الأورومتوسطي": مناورة "إسرائيل" الإعلامية بشأن إدخال المساعدات إلى غزة فاضحة
  • أكد أن مؤتمر «حل الدولتين» يدعم حقوق الفلسطينيين.. وزير الخارجية: السعودية تعمل على إرساء السلام العادل بالشرق الأوسط
  • مجموعة جديدة من العملاء تعمل لصالح جيش الاحتلال شمال قطاع غزة
  • بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين
  • وزير خارجية بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة
  • بريطانيا: هدن إسرائيل غير كافية لتخفيف معاناة الفلسطينيين
  • قائد توتنهام سون هيونغ يدعم الفلسطينيين ضد التجويع الإسرائيلي