جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-20@05:05:50 GMT

الذكاء الاصطناعي.. المستقبل يبدأ الآن

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

الذكاء الاصطناعي.. المستقبل يبدأ الآن

 

محمد بن رامس الرواس

 

من أجل أن توجِد بلادنا لنفسها مكانة متقدمة بين الأمم في مجال تقنية وبرامج الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، عليها أن تتجاوز العديد من التحديات التي تواجهها؛ واولها إرساء ثقافة الذكاء الاصطناعي بين الشباب وطلبة الكليات والمدارس، مع وضع استراتيجيات جديدة للتعليم؛ لتحقيق تحوُّل نوعي في التعليم، بدلًا من أن تكون هذه المؤسسات التعليمية تعاني من الكثافات العالية، وبذلك يفقد الطالب التركيز على شغفه، عندها يمكن القول إننا تجاوزنا المرحلة الأولى في هذا المجال وإننا على الطريق الصحيح في رحلة  السباق نحو المستقبل، لكي نتبوأ مكانةً مرموقة بين الدول، ونُحافظ على مكتسبات التنمية من خلال توظيف برامج الذكاء الاصطناعي في مشاريع الخدمات والتنمية.

في الفترة المسائية من منتدى شباب عُمان والتي حملت عنوان "عُمان مُلهِمة"، أثلج صدورنا ما شاهدناه من نماذج مُلهمة للشباب العُماني، قدموا خلاصة ابتكاراتهم إبداعهم ومشاريعهم التي استخدموا فيها البعض منهم برامج الذكاء الاصطناعي وحازوا على العديد من الجوائز  ونالوا أعلى الشهادات الكبرى على مستوى العالم الوطن العربي فحق لنا ولهم أن يفخروا بذلك لأنهم منارات علمية تضيء الطريق نحو المستقبل الجديد.

لا شك أن غرس ثقافة التقنية بصفة عامة والذكاء الاصطناعي بصفة خاصة في مناهجنا ولدى شبابنا وطلابنا  من أجل أن تصبح لسلطنتنا الحبيبة عُمان مكانة متميزة بين قريناتها من الدول، ومن أجل المحافظة على استدامة التنمية فيها، تكمن الأهمية في غرس هذه الثقافة التي نتحدث عنها. وبداية يجب أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة عن استعدادنا للمرحلة أولها: ماذا نُريد أن يكون لدينا من إمكانيات في هذا المجال؟ وما هي الدول التي يجب علينا التواصل معها في الحصول على مزيد من التقنية في هذا المجال؟ وغيرها من الأسئلة المحفزة للإقدام على الخطوة الأولى تكمن في حلم صانع القرار العُماني وهو صاحب زر الانطلاقة في الوصول إلى مجال تقنية الذكاء الاصطناعي التي بدأت تنتشر اليوم في العالم بشكل متسارع، والخطوط التي تليها هو وضع مستويات تعليمية نوعية.

ومن أجل أن نصل إلى مستويات عليا ضمن مجموعة النخبة في العالم وعليه لا يمكننا الوصول إلى طموحاتنا في هذا المجال إلّا من خلال غرس نوعية خاصة من الثقافة التعليمية في هذه المرحلة لأبنائنا، هذا بجانب أن نزرع الثقة بشبابنا وطلبتنا ونعطيهم جرعات متميزة من التعليم الجاد النوعي الذي يخدم شغفهم، عندها  يظهر لنا المبدعون والأذكياء في هذا المجال من الذين سيكملون الطريق والمسيرة نحو تشييد مستقبل طموح كله ثقة وإيمان تحلق خلاله عُمان نحو المستقبل.

ختامًا.. نقول إنَّ استثمار علاقاتنا مع الشركات التي تربطنا معها علاقات مُتميزة مثل الشركات التايوانية التي تملك مجالات متفوقة عالميًا في مجال برامج الذكاء الاصطناعي، وأن نعمل على توظيف علاقاتنا الدبلوماسية والتجارية مع مختلف دول العالم في هذا الشأن، وعندما نستثمر هكذا إنجازات، نستطيع تحقيق الآمال وبلوغ الطموحات، وهي ليست ببعيدة عنَّا أبدًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟

بقلم : الخبير المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط ..

في عالم تتسابق فيه الأمم نحو الذكاء الاصطناعي ، والاستكشاف الفضائي ، والتحول الرقمي ، والطاقة النظيفة ، والاندماج النووي … لا يزال البعض يفتخر لمجرد تبليط شارع ، أو نصب أرجوحة في حديقة ، أو إنشاء رصيف مكسو بالمقرنص .
لا تزال بعض الجهات تُروّج لهذه ( المنجزات ) وكأنها فتوحات ، وكأننا ما زلنا نعيش في القرن الماضي ، وكأن الزمن قد توقف والعقول قد جُمدت.

بلدٍ يطفو على بحيرة من الثروات — نفط ، معادن ، مياه ، موقع استراتيجي فريد — لا تزال الكهرباء أزمةً بلا حل منذ أكثر من 23 عاماً .
من سيئ إلى أسوأ ، بينما الفساد والرشوة يتصدران قوائم العالم.
غيابٌ للماء الصالح للشرب ، شُحٌ في مياه سقي الأراضي الزراعية ، قلة في المدارس وتردٍّ في مستوى التعليم ، انهيار في النظام الصحي ، موت سريري للصناعة ، وإهمال للزراعة .
أما أزمة السكن والبنى التحتية ، و التلوث البيئي ، فقد تحوّلت إلى جرح نازف ، في حين تزداد معدلات البطالة بشكل مخيف.
أغلب الشعب اليوم عاطل عن العمل ، ليس لأن البلد يفتقر إلى الموارد بل لأن المعامل والمصانع أُغلقت ولم تُؤهّل ، ولأن فرص العمل الشحيحة تُمنح للأجانب .

ليست المشكلة في الإمكانات ، فهي هائلة ، ولكن في غياب الرؤية ، وانعدام الانتماء ، واستبدال مفهوم المسؤولية بمبدأ ( الغنيمة )
بلد غني يُقاد بعقول فقيرة في الوعي ، غنية في الطمع ، لا تسعى لبناء وطن بل لتوسيع مكاسبها.
وفي المقابل ، هناك أمم لا تملك ثرواتنا ، لكنها امتلكت أعظم ما يمكن .
الانتماء، والإرادة ، والتخطيط ، والوعي ، وحب الوطن.

بفضل ذلك ، بنت اقتصادًا حقيقيًا ، وابتكرت ، وتقدّمت ، وتحوّلت إلى دول عظمى.
نعم ، لا تملك شيئًا لكنها صنعت كل شيء.
أما نحن ، فلدينا كل شيء ، لكننا نعيش اللا شيء!

أين مدن المعرفة؟
أين الجامعات التكنولوجية؟
أين الصناعات الوطنية؟
أين الطاقة المتجددة؟
أين مشاريع تحلية المياه؟
أين السكك الذكية والمدن الذكية؟
أين الأمن الغذائي؟
أين الكرامة ؟
أين الرؤية ؟ وأين أصحابها؟!

بعد أكثر من عقدين ، لا يزال الحلم البسيط بكهرباء مستقرة مؤجَّلًا ، والتعليم يحتضر ، والمستشفيات تنهار ، والصناعة تُستورد ، والزراعة تُدفن ، والفساد يبتلع كل ما تبقى من أمل.

نُهدر المال العام على مشاريع تجميلية ، لا تُنتج مستقبلًا ، بل تُلمّع واقعًا مشوّهًا ، وغالباً بأسعار تفوق مثيلاتها بأضعاف في دول اخرى .

العالم لم يعد يقيس تقدمه بعدد الأبنية و الطرق و الجسور أو صفقات المقاولات ، بل بعدد الابتكارات ، وبراءات الاختراع ، وسرعة الاقتحام للفضاء والمستقبل.
والشعوب التي لا تصنع أدواتها العلمية ، سيتحول أبناؤها إلى خدم في حضارات الآخرين

إن من يُدير وطناً غنياً ويتركه يغرق في الظلام ، لا يُعذره التاريخ، ولن ترحمه الأجيال القادمة.
فما أفدح الجريمة … حين تُهدر الثروات ، وتُدفن الإمكانات ، ويُباع المستقبل ، ويُترك شعبٌ كريمٌ يعيش تحت خط الفقر ، بينما ثرواته تُنقل إلى الخارج ، وأحلام شبابه تُكسر على أبواب البطالة والهجرة والخذلان !!!

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • مميزات جديدة لواتساب من خلال الذكــاء الاصطناعي ..فيديو
  • محافظ الأحمدي: الكويت تواكب الذكاء الاصطناعي وتدعم الجيل المبدع
  • إبراهيم عيسى: الذكاء الاصطناعي ضرورة حاضرة وتعليمات رئاسية لدمجه بالتعليم
  • كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟
  • كيف يغير الذكاء الاصطناعي طريقة بناء الحواسيب حول العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل الصور إلى فيديوهات عبر «تيك توك»
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي في التعليم.. ضرورة وطنية وليس خيارا تقنيا
  • في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟
  • رئيس مجلس الشورى يبدأ زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية ويوقع مذكرة تفاهم مع رئيس مجلس النواب للتعاون في المجال البرلماني