تحتفل الكنائس الغربية في مصر اللاتينية والمارونية والبيزنطية بتذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة زينوبيوس وأخته زينوبيّا، واستشهد هذان القديسان في عهد الإمبراطور ديوكليسيانوس، قتلًا بالسيف، بعد أن زُجّا في مرجل يغلي بالزفت دون أن يمسّا بأذى.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي:

قام كاهن بطرد أحد الإخوة لأنّه خطئ، فنهض الأبّا بيساريون وخرج معه، قائلًا: "أنا أيضًا خاطئ".

وخطئ أحد الإخوة مرّةً في سيتيه. فعُقد مجلسٌ دُعي إليه الأبّا موسى. لكن هذا الأخير رفض الحضور، فأرسل له الكاهن يقول: "يجب أن تأتي، لأنّ الجميع في انتظارك". فقام من وقته وجاء حاملًا على ظهره سلّة مثقوبة كان قد ملأها رملًا ومشى بها على هذه الحال. ولمّا سأله الآخرون الذين خرجوا للقائه: "ما هذا يا أبتي؟" أجابهم الرجل العجوز: "إنّ ذنوبي تسقط الآن من خلفي وأنا لا أراها؛ وها أنا قد جئت اليوم لأحكم على أخطاء الآخرين؟" عند سماعهم ذلك، لم يقولوا أيّ شيء للأخ وسامحوه.

سأل الأبّا يوسف الأبّا بومان قائلًا: "قل لي كيف أصبحُ راهبًا". أجابه الرجل العجوز: "إذا كنت تريد أن تجد الراحة هنا وفي العالم الآتي، قلْ في كلّ مناسبة: وأنا من أنا؟ ولا تحكم على أحد".

وتوجّه أحد الإخوة إلى الأبّا بومان عينه وسأله: "إذا رأيت خطيئة لأخي، فهل من الجيّد إخفاؤها؟" فأجابه الرجل العجوز: "حين نستر خطايا أخينا، يستر الله أيضًا خطايانا؛ وحين نفضح خطايا إخوتنا، يفضح الله أيضًا خطايانا".

كلّ إنسان مدين لله وكلّ إنسان لديه إنسانٌ آخر مدينٌ له. في الواقع، مَن يمكن أن يكون غير مدين لله سوى مَن ليس فيه خطيئة؟ ومَن ليس لديه إنسان آخر مدين له سوى مَن لم يتعرّض يومًا للإهانة؟ إذًا، كلّ إنسان هو في آنٍ معًا دائن ومدين... يطلب منك المتسوّل الصدقة بينما أنت متوسّل أمام الله، لأنّنا نصبح جميعًا، عندما نصلّي، متسوّلين أمام الله. نحن نقف، بل ننحني أمام باب ربّ العائلة؛ نتوسّله باكين، راغبين في نيل نعمةٍ منه، وهذه النعمة هي الله بذاته. ماذا يطلب المتسوّل عادةً؟ الخبز. وأنت، ماذا تطلب من الله إن لم يكن المسيح؟  أليس هو القائل: "أنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء" أتودّون نيل الغفران؟ إذًا سامحوا. "أعفوا، يُعفَ عنكم". أتريدون نيل الخيرات؟ "أَعطوا، تُعطوا"

علينا إذًا أن نكون مستعدّين لمغفرة كلّ الزلات التي تُرتكب بحقّنا إن كنّا نريد أن يغفر الله لنا. بالفعل، إذا ما راجعنا خطايانا وأحصينا الزلاّت التي ارتكبناها، لا أعرف إن كنّا نستطيع النوم دون الشعور بثقل ديننا. لهذا السبب، نقدّم يوميًّا إلى الله طلباتنا، وتصل صلواتنا يوميًّا إلى مسامعه، كما ننحني أمامه يوميًّا قائلين: "اعفِنا من ديوننا كما نحن أعفينا المدينين لنا". ما هي الديون التي تريد أن يعفو الله عنها؟  كلّها أو جزء منها؟ ستُجيب طبعًا: كلّها. إذًا، عامل بالمثل مَن هو مدين لك

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيسة المارونية تذكار الأب ا

إقرأ أيضاً:

فى اليوم العالمي للأب| الأزهر: الإحسان إلى الوالد من أعظم أسباب الوصول إلى الجنة

نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، منشورا جديدا فى اليوم العالمي للأب؟

قال الأزهر للفتوى فيه: إن الوالد هو قوام الأسرة، ومصدر أمانها، والقائم بأمرها، الراعي لشئونها، الذي يقدم لها بجانب الأم العطاء والتضحية والاستقرار، وهو المربي الفاضل، والناصح الأمين، والمعلم الحكيم؛ ولعظيم دوره في أسرته، وفضله على أولاده؛ أمر الله سبحانه ببره، وحسن صحبته، والإحسان إليه، وطاعته في المعروف، وجعل ذلك من أعظم الأسباب الموصلة إلى الجنة.

واستشهد بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْوَالد أوسط أبواب الجنة ».[أخرجه أحمد]

لماذا تبدأ السنة الهجرية في محرم رغم أن الهجرة كانت في ربيع الأول؟هل تزكى المرأة عن ذهب الزينة المستعمل؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعيدعاء نهاية العام الهجري .. كلمات تغفر ذنوبك وتدخلك الجنةأحكام سجود السهو في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضحمكانة الأب في الإسلام

حث الإسلام على بر الأب، والإحسان إليه في كل الأمور، ولا تكون الرعاية بتقديم الطعام والنقود له فقط، بل يجب إظهار الامتنان للأب، وتقدير دوره في التربية، وفي دفع الأذى، وأنّه سبب النعمة التي يعيشها الابن الآن بعد الله عز وجل، ومن الأمثلة على بر الأبناء للآباء قصة سيدنا إبراهيم في دعوته إلى الله ومخاطبته بلطف، رغم كفره وعناده، ومن صور بر الآباء أيضاً رعاية حق أصحابهم.

بر الأب

أمرنا الله تعالى ببر الوالدين وحثنا بخفض جناح لرحمة لهما وتقديم العون والمساعدة لهما وتلبية رغباتهما ومتطلباتهما، ويعد هذا البر جزءاً صغيراً مما قام الوالدين بتقديمه للأبناء؛ لذا وجب عليهم البر والطاعة بالمعروف وعدم الضجر منهما. يحتاج الآباء في كبرهما لنوع خاص من الرعاية وأسلوب مميز واهتمام كبير، فمع تقدم العمر يظهر وجود احتياجات جديدة لم تكن موجودة قديماً لذا وجب تلبيتها من قبل الأبناء وعد التأفف منها أو الغضب، فكم من طلب غريب طلبه الابن وهو صغير ولم يرده الأب وقام بتنفيذه على الفور، كما قد يشعر الآباء بالحنين والشوق لأصدقائهم وأصحاب عمرهم مما قد يتطلب منهم تأمين زياراتهم لأصدقائهم ورعايتهم لتلبية طلبهم على أكمل وجه وعدم التقصير في ذلك فهم ما بقي من الذكريات الحيّة التي تذكرهم بما سبق، كما أنّه من البر ألا يتقدّم الأبناء على آبائهم فإذا جلسوا على الأكل لا يأكلوا قبلهم، وإذا مشوا لا يسبقوهم، كما يجب أن يأخذوا بمشورتهم كما كان يفعلون سابقاً لكي لا يشعرونهم بفقدان أهميتهم أو تهميشهم. من البر أن يقوم الابن بساعدة الأب في أموره الخاصة التي لم يعد يقوى عليها؛ كمرافقته إلى الخلاء وتقديم المساعدة له، وكذلك مساعدته في الاستحمام وقضاء الحوائج الأخرى التي لم يعد يقوى عليها. من البر أن يقوم الأبناء بأخذ والديهم في نزهة كل ما احتيج الأمر لذلك؛ لكي لا يشعروا بالضجر والإهمال، فهم بحاجة ماسة إلى هذه اللحظات التي تنسيهم أوجاع الحياة، وكذلك فإن شعور الأب بالاهتمام كشعور الطفل لا يزيد عنه فقد يغضبه شيء صغير ويملأ قلبه فرحاً شيئاً أصغر منه.

 فكرة عيد الأب

أول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هى سونورا لويس سمارت دود من سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة فى عام 1909م بعد أن استمعت إلى موعظة دينية فى يوم الأم.

وأرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت، وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام 1898م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة، ولذلك قدمت سونورا عريضة تُوصى بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات.

وتتويجا لجهود سونورا دود احتفلت مدينة سبوكين بأول عيد أب فى 19 يونيو عام 1910م، والذى كان يوافق حينها ثالث أحد من يونيو، وانتشرت هذه العادة فيما بعد فى معظم الدول.

وخلال هذا اليوم يقدم الأبناء ما يستطيعون من هدايا لآبائهم أسوة بـ عيد الأم فى معظم دول العالم، اعترافا بما يقومون به من جهد وتعب لتوفير العيشة الآمنة لأبنائهم.

طباعة شارك اليوم العالمي للأب الأزهر مكانة الأب في الإسلام بر الأب فكرة عيد الأب

مقالات مشابهة

  • عُمان تستنكر تفجير إحدى الكنائس في سوريا
  • الإمارات تحيي «يوم الأب»: زايد وراشد أبوان لشعب بأكمله
  • كان رجلا غير تقليدي.. سميرة سعيد تحتفل بعيد الأب بهذه الطريقة
  • هزاع بن زايد: في يوم الأب نقف بكل شموخ واعتزاز أمام سيرة زايد العطرة
  • غدًا.. الأوبرا المصرية تحتفل بالعام الهجري الجديد بموسيقى روحانية في معهد الموسيقى العربية
  • فى اليوم العالمي للأب| الأزهر: الإحسان إلى الوالد من أعظم أسباب الوصول إلى الجنة
  • فائدة عظيمة يكشفها المفسرون.. لماذا فضل الله الأم على الأب؟
  • يوم الأب .. تعرف على مكانته في الإسلام ومن أين جاءت فكرة الاحتفال
  • محمد بن زايد: أبونا زايد كان نعم الأب لأبنائه وأبناء الإمارات
  • الأوبرا تحتفل بالعام الهجرى الجديد فى معهد الموسيقى العربية