قال هشام الناطور، متخصص في التطوير التكنولوجي، إنّ تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطورٍ مستمرٍ كل يوم، علاوة على ذلك فإنّ هذا التطور سيؤدي إلى تحديث الأجهزة التابعة لشركة الذكاء الاصطناعي والشركات المستفدية من خدمات الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من أنّه سيؤدي إلى زيادة الأرباح بسب التطور الهائل فإنّه يتسبب في زيادة النفايات الإلكترونية والتأثير على البيئة والمناخ العالمي.

وأضاف «الناطور»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح جديد»، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية » من تقديم الإعلاميين آية كافوري وحبية عمر، أنّه لا يوجد سوى رؤية 2030 التي وضعت الخطط الجادة والمهمة بخصوص الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنّها للمرة الأولى التي يكون العالم لديه فائض من النفايات الإلكترونية منذ بداية انتشار طفرة الذكاء الاصطناعي.

معظم الشركات تحاول الالتزام بقانون البيئة

ولفت مختص في التطوير التكنولوجي، إلى أنّ التطوير الكبير بالذكاء الاصطناعي يؤدي إلى زيادة إنتاج رقائق وشرائح ومحتوى إلكتروني تقني لتشغيل الأدوات مما أدى إلى زيادة النفايات الالكترونية، موضحًا أن معظم الشركات تحاول الالتزام بقانون البيئة والقصص المناخية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي القاهرة الإخبارية التطوير التكنولوجي النفايات الإلكترونية الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي

لم يكن المؤتمر العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم مجرد تظاهرة علمية روتينية، بل كان انعطافة حقيقية في مسار الفكر الإفتائي المعاصر، إذ جمع بين أهل الفقه ومهندسي التقنية وصناع القرار، ليبحثوا في سؤال لم يعد مؤجلًا: كيف يمكن لمؤسسات الإفتاء أن تظل وفيّة لمرجعيتها الشرعية، وهي تخوض غمار عصر تتسارع فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتعيد تشكيل طرق المعرفة ووسائطها؟

في قلب هذه الفعالية برزت “وثيقة القاهرة حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء” باعتبارها أهم مخرجات المؤتمر وأبرز تعبير عن الوعي الاستباقي الذي بدأ يتشكل في العقل الإفتائي العالمي. الوثيقة لا تكتفي بتحديد موقف فقهي من التقنية، بل تؤسس لرؤية مقاصدية متكاملة، تتجاوز الانفعال الظرفي إلى رسم خطوط منهجية لضبط العلاقة بين الإنسان والآلة في ميدان الفتوى.

هذه الوثيقة تنطلق من مبدأ راسخ: أن الإفتاء فعل إنساني مركب لا ينفصل عن ملكات العقل الفقهي، ولا يجوز إسناده إلى البرمجيات استقلالًا، لأن الاجتهاد يتطلب إدراك المقاصد، وفهم السياقات، واستحضار المآلات، وهي عناصر لا تتوافر في المعالجة الآلية مهما بلغت من التطور. لكنها، في الوقت ذاته، لا تدعو إلى الانغلاق أو رفض التقنية جملة، بل تفتح الباب أمام توظيفها كأدوات مساندة للمفتي، شريطة أن تكون خاضعة لضوابط معرفية وأخلاقية واضحة.

من أبرز ما شددت عليه الوثيقة ضرورة بناء أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء، وذلك عبر لجان رقابة علمية مستقلة، تمنع تسلل الفوضى أو التلاعب بالبيانات، وتحول دون خضوع الفتوى لهيمنة مصادر غير منقحة أو موجهة أيديولوجيًا. كما حذرت من مخاطر الاعتماد على قواعد بيانات مفتوحة مجهولة المصدر، لما يترتب على ذلك من تحريف المعاني الشرعية أو إسقاط الأحكام في غير مواضعها.

على المستوى الأصولي، اعتمدت الوثيقة على جملة من القواعد الكبرى مثل “اعتبار المآل” و”سد الذرائع وفتحها” و”الوسائل لها حكم المقاصد”، لتؤكد أن إدخال التقنية في الإفتاء لا يمكن أن ينفصل عن فقه الضوابط والحدود. وهي بهذا تضع حدًا لتوجهين متقابلين: توجه الانبهار الذي يلهث وراء التقنية دون ضوابط، وتوجه الرفض المطلق الذي يحكم عليها بالفساد قبل النظر في إمكان توظيفها الرشيد.

ولعل البعد الاستراتيجي في هذه الوثيقة يكمن في دعوتها إلى إعادة صياغة مناهج إعداد المفتين، بحيث تتضمن تدريبًا على أدوات التحليل الرقمي وفهم منطق عمل النظم الذكية، لا بهدف تحويل الفقيه إلى مبرمج، بل لتمكينه من توجيه التقنية ومساءلتها بدل الانقياد لنتائجها الجاهزة. كما طرحت فكرة التعاون الدولي بين دور الإفتاء لتوحيد المعايير والمصطلحات في ظل بيئة رقمية عابرة للحدود، وهو ما يفتح الباب أمام “حوكمة عالمية للفتوى” قادرة على مواجهة التحديات المشتركة.

بهذا التصور، يصبح الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي مجالًا لإعادة هندسة العلاقة بين المرجعية الشرعية والوسائط التقنية، حيث يظل الإنسان هو صاحب القرار الاجتهادي، بينما تعمل الآلة كامتداد لأدواته، لا كبديل عنه. وإذا ما تحولت هذه الوثيقة من نصٍّ إرشادي إلى إطار إلزامي داخل المؤسسات الفقهية، فإنها قد تؤسس لمرحلة جديدة تحفظ للفتوى أصالتها، وتضمن في الوقت ذاته انفتاحها على أدوات العصر.

إن التحدي الأكبر اليوم ليس في إدخال الذكاء الاصطناعي إلى منظومة الإفتاء، بل في ضمان أن يكون دخوله مضبوطًا برؤية مقاصدية، تحفظ الإنسان من الاستلاب، والمجتمع من الفوضى الرقمية، والشريعة من التفريغ من معناها. وهذا ما جعل وثيقة القاهرة لا تُقرأ فقط كأحد مخرجات مؤتمر، بل كبوصلة فكرية توجه الإفتاء نحو مستقبل متوازن، تتكامل فيه الحكمة مع التقنية، والمرجعية مع الابتكار، في خدمة مقاصد الشريعة وحاجات الإنسان المعاصر.

طباعة شارك الإفتاء موتمر الإفتاء الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأورام «خطر»
  • د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يدفع استهلاك الكهرباء في أمريكا إلى مستويات غير مسبوقة
  • من وزيرة البيئة… تحذير بشأن ملف النفايات
  • "معلومات الوزراء" يستعرض الفرص المتاحة في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية
  • الوزراء يستعرض أبرز الفرص المتاحة لمصر في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية
  • بعد زيادة مخزون بحيرة سد النهضة.. خبير يكشف موقف حصة مصر المائية
  • خبير: فقدان الثقة بالسوق مرتبط فقط بنتائج الشركات المخيبة للآمال
  • الذكاء الاصطناعي يدعو لإبادة البشر عبر رسائل سرية
  • الذكاء الاصطناعي يهدد أسواق الأسهم