بيونج يانج وموسكو تتهمان واشنطن وحلفاءها بـتصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
سول"وكالات ": اتهمت كوريا الشمالية وروسيا الولايات المتحدة وحلفاءها بتصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، حيث أعربت موسكو عن دعمها الكامل للإجراءات التي تتخذها كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة.
وأصدرت بيونج يانج وموسكو بيانين صحفيين، بعد يوم من حوار استراتيجي بين وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون-هوي ونظيرها الروسي، سيرجي لافروف في موسكو، حسب شبكة "كيه.
وفي البيان، ذكر الجانبان أن لديهما التفهم المشترك بأن السبب الجذري للتوترات المتصاعدة باستمرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا وأجزاء أخرى من العالم، يكمن في استفزازات "الولايات المتحدة والدول التابعة لها".
وأعربت روسيا عن دعمها الكامل للإجراءات، التي اتخذتها القيادة الكورية الشمالية لردع السياسة العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها، مشيرة إلى دعم موسكو لإطلاق كوريا الشمالية الأخير لصاروخ باليستي عابر للقارات.
وذكرت الدولتان أيضا أنه خلال الحوار الاستراتيجي، كان هناك تبادل عميق لوجهات النظر حول القضايا العملية لتنمية العلاقات الثنائية، مع التركيز على تنفيذ الاتفاقيات، التي تم التوصل إليها في القمة الثنائية، خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونج يانج في يونيو الماضي، ولم يذكر البيانان نشر قوات كورية شمالية في روسيا.
قاذفة أمريكية تشارك في المناورات الجوية من جهة ثانية، أجرت كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة اليوم الأحد مناورات جوية مشتركة شاركت فيها قاذفة ثقيلة، وفق ما أعلن جيش سول، ردا على اختبار كوريا الشمالية الأخير لصاروخ بعيد المدى.
وجرت المناورات بعد ثلاثة أيام على إطلاق بيونج يانج أحد صواريخها البالستية العابرة للقارات الأقوى والأكثر تقدّما والمعتمدة على الوقود الصلب والذي قال خبراء إن بإمكانه بلوغ البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وأفاد الجيش الكوري الجنوبي إن القاذفة الأميركية "بي-1بي" ومقاتلات "إف-15كاي" و"كاي إف-16" الكورية الجنوبية وطائرات "إف-2" اليابانية شاركت في المناورات.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إن "المناورات تظهر التزام تحالف جمهورية كوريا والولايات المتحدة حيال الردع المتكامل الموسّع ردا على التهديدات النووية والصاروخية القادمة من كوريا الشمالية".
وأثناء المناورات، رافقت طائرات كورية جنوبية ويابانية القاذفة الاستراتيجية الأميركية إلى موقع مخصص جنوب شبه الجزيرة الكورية "ما يظهر قدرة فائقة على ضرب أهداف موضوعة للمحاكاة بسرعة ودقة".
و"بي-1بي لانسر" هي قاذفة ثقيلة تعرف بأدائها عالي السرعة وهي قادرة على حمل 34 ألف كيلوغرام من الذخيرة، بما في ذلك التقليدية والأسلحة الموجّهة بدقة.
وكانت تلك المرة الرابعة التي يتم فيها نشر القاذفة هذا العام في شبه الجزيرة الكورية، بحسب الجيش، والمرة الثانية التي تواجه مناورات جوية ثلاثية تهديدات بيونج يانج العسكرية.
ويُعتقد بأن الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات الأخير حلّق على ارتفاع أعلى ولمسافة أطول من أي صاروخ سابق، بحسب جيوش كل من كوريا الشمالية والجنوبية واليابان التي تتبعته بالوقت الحقيقي.
تعزيز التعاون الأمني والدفاعي مع كوريا الجنوبية وفي السياق، قال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل اليوم الأحد إنه سيبحث سبل تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية خلال زيارته إلى سول.
وذكر بوريل:"على مدى السنوات الماضية، أصبحنا شركاء أقرب وحققنا تقدما كبيرا من خلال الشراكات الرقمية والبيئية والصحية"، مشيرا إلى أن زيارته تهدف إلى رفع التعاون الأمني والدفاعي "إلى المستوى التالي".
ومن المرجح أن تتناول المناقشات المخاوف المشتركة بشأن إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا لدعم حربها في أوكرانيا والاستجابة المشتركة لذلك.
وخلال الأسبوع الماضي، أدان بوريل بشدة نشر كوريا الشمالية لقواتها في روسيا، معتبرا زيارته إلى سول "فرصة مهمة وفي الوقت المناسب لمناقشة هذه التطورات المقلقة".
وخلال زيارته، سيلتقي بوريل أيضا بوزير الدفاع كيم يونج هيون، ويقوم بزيارة المنطقة الأمنية المشتركة في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، وفقا لخدمة العمل الخارجي الأوروبية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی شبه الجزیرة الکوریة کوریا الشمالیة بیونج یانج
إقرأ أيضاً:
بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول.. كوريا الشمالية تفكك بعض مكبرات الدعاية الحدودية
أقدمت بيونغ يانغ، وفق ما أعلنت كوريا الجنوبية، على تفكيك بعض مكبرات الدعاية الحدودية، وذلك بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول مطلع الأسبوع. اعلان
أعلنت القوات المسلحة الكورية الجنوبية السبت 9 آب/أغسطس إنها رصدت قيام الجيش الكوري الشمالي بتفكيك بعض مكبرات الصوت الدعائية الموجهة نحو الجنوب في أجزاء من المنطقة الحدودية، وذلك بعد خطوات مماثلة اتخذتها كوريا الجنوبية.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها سيول مثل هذا الإعلان منذ تولي الرئيس لي جاي ميونغ منصبه قبل شهرين، وبدء بلاده تفكيك مكبرات الصوت الخاصة بها.
وأكدت القوات المسلحة في كوريا الجنوبية أن "من الضروري إجراء مزيد من التأكيد لمعرفة ما إذا كانت عملية التفكيك تجري في جميع المناطق"، مشددة على أنها ستواصل مراقبة الأنشطة ذات الصلة.
وسعيًا لتهدئة التوتر مع بيونغ يانغ، أوقفت حكومة لي الليبرالية، التي خلفت حكومة محافظة، البث الدعائي الموجه لانتقاد النظام الكوري الشمالي بعد وقت قصير من توليه منصبه. وفي يوم الاثنين، بدأت السلطات الكورية الجنوبية إزالة مكبرات الصوت التي تبث رسائل مناهضة لكوريا الشمالية على طول الحدود، في إطار مساعي لي لإحياء الحوار المتوقف بين الخصمين التاريخيين.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية، إذ انتهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة، فيما شهدت العلاقات بين الجانبين تدهورًا في السنوات الأخيرة.
Related لا حوار مع "حكومة الثقة العمياء بواشنطن".. بيونغ يانغ ترفض مقترحات سول وتؤكد تمسكها بتحالف موسكوبيونغيانغ تهدم مركز لم الشمل بين الكوريتين.. ضربة جديدة لآمال المصالحةكيم يؤكد دعم كوريا الشمالية المطلق لروسيا في حرب أوكرانيا ما هي حرب المكبرات بين الكوريتين؟تُعرف "حرب المكبرات" بين الكوريتين بأنها واحدة من أكثر مظاهر الحرب النفسية شهرة في العالم المعاصر، حيث يستخدم الطرفان مكبرات صوت ضخمة على طول المنطقة منزوعة السلاح لبث رسائل دعائية وأغانٍ وأخبار موجهة نحو أراضي الطرف الآخر. بدأت هذه الحرب الصوتية بعد انتهاء الحرب الكورية عام 1953، حين ظلت الكوريتان في حالة حرب من الناحية القانونية بموجب اتفاق الهدنة الذي أوقف القتال دون توقيع معاهدة سلام. ومنذ ذلك الوقت، استخدمت المكبرات كأداة للتأثير على معنويات الجنود والسكان، وكسلاح سياسي في فترات التوتر.
على مدى العقود، تغيّر مضمون البث تبعًا للظروف السياسية. ففي الجنوب، ركزت الرسائل على انتقاد النظام الشمولي في بيونغ يانغ، ونشر أخبار من العالم الخارجي، وبث موسيقى البوب الكوري الجنوبي التي يُحظر سماعها في الشمال، إضافة إلى تسليط الضوء على الفوارق الاقتصادية والمعيشية بين البلدين. أما في الشمال، فقد انصبت الرسائل على تمجيد قيادة بيونغ يانغ وانتقاد الحكومات الكورية الجنوبية، مع دعوات للوحدة تحت راية الشمال.
شهدت "حرب المكبرات" محطات مفصلية، كان أبرزها توقف البث في بعض الفترات ضمن اتفاقات خفض التوتر، كما حدث في أواخر السبعينيات والثمانينيات. وفي عام 2004، توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف الحرب الدعائية وتفكيك مكبرات الصوت في إطار إجراءات بناء الثقة. غير أن الأحداث الميدانية كثيرًا ما أعادت هذه الحرب الصوتية إلى الواجهة، كما حدث في عام 2015 عندما أُعيد تشغيل المكبرات من جانب سيول عقب إصابة جنديين بانفجار ألغام على الحدود نُسبت إلى الشمال، ما أدى إلى تبادل القصف المدفعي، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق جديد لوقف البث.
وفي عام 2018، شهدت شبه الجزيرة الكورية فترة انفراج لافتة بعد قمة جمعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، حيث اتفق الجانبان على تفكيك جميع مكبرات الصوت الحدودية. لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا، إذ عادت التوترات في السنوات التالية، مع تهديدات متبادلة بإعادة نصب الأجهزة وتشغيل البث الدعائي.
اليوم، لا تزال "حرب المكبرات" تُستخدم كورقة ضغط سياسية بين البلدين. ففي كل مرة تتدهور فيها العلاقات، يعود أحد الطرفين إلى تشغيل البث، ما يدفع الآخر إلى الرد بالمثل. وتُقرأ هذه الخطوة في العادة كإشارة سياسية واضحة، إما على نية التصعيد أو على بوادر تهدئة إذا ما تم إيقافها. وبذلك، أصبحت مكبرات الصوت على الحدود الكورية رمزًا لصعود وهبوط العلاقات بين الجارتين اللدودتين، ومرآة للتقلبات المستمرة في شبه الجزيرة الكورية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة