محافظة مسندم.. استراتيجية شاملة لتنمية اقتصادية مستدامة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تعمل الاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والتخطيط الشامل لمحافظة مسندم (2040م) على تنويع مصادر الدخل، ورفع مستوى معيشة الأفراد، وإيجاد تنمية اقتصادية مستدامة في مختلف المجالات، والحفاظ على المقومات الثقافية والطبيعية التي تزخر بها المحافظة، كما تسعى الاستراتيجية إلى تطوير البنية الأساسية والمرافق العامة، والتركيز على التنويع الاقتصادي من خلال تطوير أبرز القطاعات الاقتصادية المتمثلة في القطاع اللوجستي، وقطاع السياحة لتطوير الاقتصاد المحلي، والتجارة والصناعة كون الاقتصاد محركًا أساسيًا في التنمية المستدامة.
وقال معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن أهم المشروعات الاستراتيجية التي يعمل عليها مكتب المحافظ، ذات ملامح واضحة لتكون وجهة استثمارية خلال العام الجاري 2024، هي إنشاء مطار مسندم، حيث بلغت نسبة الإنجاز في المشروع 30 %، والدراسات الاستشارية والتطويرية لميناء خصب، والطريق الرابط بين ولاية خصب ونيابة ليما وولاية دبا، وبلغت نسبة إنجاز المشروع 26% حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، مع النمو المتزايد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مختلف القطاعات مثل قطاع المقاولات والتشييد والتخزين والنقل وتجار التجزئة الذي بلغ عددها 967 مؤسسة صغيرة ومتوسطة. كما أن مشروع تطوير ميناء الصيد البحري في ولاية دبا يعد أحد ممكنات القطاع الاقتصادي في المحافظة، واستثمرت حكومة سلطنة عُمان أكثر من 40 مليون ريال عماني في تطوير الميناء، وتبلغ نسبة الإنجاز العامة 78 %، مما يسهل عمليات النقل والقطاع اللوجستي.
وأضاف: هناك المشروع الاستراتيجي لخزانات الوقود، ومشروع المخزون الاستراتيجي للدواء، والمبنى الدائم لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وتنفيذ التوجيهات السامية باعتماد المناطق الصناعية وإصدار اللوائح التنظيمية فيما يتعلق بشأنها، مشيرًا إلى أن كل هذه المشاريع للبنى الأساسية وحلحلة للقطاع اللوجستي وتحدياته، وستأتي ثمارها في وقت لاحق، بوجود البيئة المتكاملة من الخدمات التي ستسهل عملية جلب الاستثمارات والتنويع الاقتصادي وتعدد مصادر الدخل القومي.
ووضح معاليه أنه بحكم قرب القطاع البلدي من الاحتياجات المجتمعية، فإن القطاع يطمح للإسهام في تنمية المحافظة وتوفير كل ما يحقق ويخدم مصالح المواطنين بشكل دائم ومستمر ويتوافق مع تنفيذ "رؤية عُمان 2040"، كما يعمل المجلس على دراسة مشروعات خطط التنمية، واقتراح المشروعات الإنمائية، وإبداء الرأي بشأن المواقع المقترحة للمشروعات التنموية، والخدمية، والاقتصادية، والمخططات العمرانية والمشاركة في تحديد احتياجات المحافظة من المرافق العامة، والخدمات الحكومية، واقتراح المشروعات المتعلقة بها، وعمل المجلس البلدي على عدد من المبادرات بالتعاون مع الأعضاء ممثلي المجتمع المحلي، منها مبادرات تتعلق بإنشاء مبنى تجاري للوقف الخاص بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وإنشاء حديقة ونصب تذكاري في المنطقة الصناعية بولاية خصب. وتعد هذه المشاريع الاستراتيجية إحدى أهم الأولويات الاستراتيجية في المحافظة وذلك لحل التحدي اللوجستي والاستثماري، مما سيسهم في نمو الاستثمارات والقطاع الاقتصادي ورفد الاقتصاد الوطني بالعائد المادي، من خلال خفض تكلفة النقل البحري والجوي للوصول لنيابة ليما والقرى البحرية في الجزء الشرقي من محافظة مسندم.
وأكد معالي السيد محافظ مسندم أن الرؤية العمرانية لمحافظة مسندم حتى عام 2040م تتمثل في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية والنهوض بمستوى معيشة السكان؛ من خلال الاستغلال الأمثل والإدارة الفاعلة والمستدامة للمقومات الطبيعية والثقافية الفريدة للمحافظة وتوظيف موقعها الجغرافي المتفرد في تعزيز نموها الاقتصادي باعتبارها بوابة مهمة لتقوية العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والدول المجاورة، وتعد مبادرة مسابقة أفضل مشروع إنمائي بين المحافظات من أهم المبادرات التي تخدم قطاع الإسكان والتخطيط العمراني الذي فازت به محافظة مسندم في النسخة الأولى بمشروع تطوير خليج أيمس، الذي يساعد على توفير المساحات الاستثمارية من الأراضي لكافة الاستخدامات وتوفير أراضٍ جديدة ليتم استخدامها في عملية التمدد الحضري وحلحلة للتحدي في المحافظة في عدم توفر أراضٍ صالحة للاستخدام بسبب طبيعة المحافظة الجغرافية، ويوجد العديد من المبادرات بين مكتب محافظة مسندم ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني لتطوير أنسنة المدن من خلال مشروع تطوير مركز ولاية خصب، ومشروع تطوير الحي السكني المتكامل بمدينة خصب (تلال النخيل)، ومشروع المخطط السكني المتكامل بمنطقة "خوير" بقرية كمزار، ومبادرة إعداد المخطط التجاري بولاية مدحاء، التي جاءت بتوجيهات سامية بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية الإضافية، منها ما يتضمن إنشاء مخطط سكني تجاري بالولاية يتمركز حول تصميم مبانٍ متعددة الاستخدامات تتضمنها وحدات سكنية وواجهة لمدينة مدحاء تعكس هُويتها الثقافية وتعزز من مقوماتها السياحية، ومبادرة التجديد الحضري بولاية دبا، وتهدف إلى إعادة تخطيط وتحسين المخططات القائمة في الأحياء القديمة وإيجاد حلول تخطيطية وهندسية للمشاكل التي تواجهها هذه الأحياء مع تحقيق تنمية عمرانية مستدامة وشاملة.
وأشار التقرير الصادر من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني إلى أن حجم التداول العقاري والاستثمار بمحافظة مسندم في النصف الأول من هذا العام تجاوز 5 ملايين ريال عماني، كما شهدت المحافظة تقديم مساعدات سكنية لـ(36) حالة بمبلغ إجمالي قدره 650 ألف ريال عماني خلال عام 2024م.
وأشار معالي السيد محافظ مسندم إلى أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في إدارة الثقافة والرياضة والشباب في المحافظة تعمل على إدارة قطاع الشباب من خلال الإشراف على الأندية والمراكز الرياضية والمؤسسات الشبابية المختلفة، ويساند ذلك ظهور العديد من مؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات المهنية، مثل جمعية الكتاب والأدباء وجمعية الصحفيين والنادي الثقافي، وصالون مسندم الثقافي التي ساهمت بتقديم الخدمات لفئات شباب المحافظة من توعية وتدريب وإرشاد، وأن مشروع مركز مسندم للثقافة والابتكار محل اهتمام كافة الفئات العمرية الشابة.
وأكد معالي السيد محافظ مسندم أن موسم "الشتاء مسندم" هو مشروع تكاملي لخدمة كافة القطاعات السياحية والاقتصادية والثقافية وقطاع ريادة الأعمال، ومن أهم التوجهات لهذا الموسم الترويج للمحافظة كوجهة سياحية عالمية من خلال مختلف الفعاليات والأنشطة المصاحبة له.
وأشارت آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية حتى شهر مارس من العام الجاري، أن عدد الحالات التي تمت دراستها لتمكينها اقتصاديًّا بلغت 32 حالة، وبلغ عدد المتطوعين المنتسبين للفرق الخيرية التي تعمل تحت إشراف لجان التنمية الاجتماعية 246 متطوعًا، وبلغ عدد المستفيدين الملتحقين بمراكز الوفاء والتوحد ووحدات التأهيل الحكومية 65 مستفيدًا. وبلغ عدد الحالات التي قدمت لها خدمات الإرشاد والاستشارات الأسرية المكتبية والميدانية 5 حالات، وبلغ عدد جمعيات المرأة العمانية 4 جمعيات تتضمن 649 عضوة.
ووضح معالي السيد المحافظ أن التوجه الحكومي الحالي المتمثل في تحقيق مستهدفات "رؤية عمان 2040" قام بجلب الاستثمار والتنويع الاقتصادي، وظهر جليًا في عدد من الاستثمارات المحلية، أهمها مشروع منتجع رأس عمود الذي يخدم القطاع السياحي، ومشروع منتجع "كلوب ميد" السياحي، وإن النمو المتزايد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مختلف القطاعات مثل قطاع المقاولات والتشييد والتخزين والنقل وتجار التجزئة.
وأشار معاليه إلى أن القطاع الصحي في المحافظة يعد موضع اهتمام من قبل حكومة سلطنة عمان، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية للقطاع الصحي كمشروع مستشفى خصب المرجعي، وبلغت نسبة الإنجاز العامة من توريدات وأجهزة وتجهيزات داخلية أكثر من 75 %، كما يعد مشروع مستشفى مدحاء المرجعي أحد أهم المشاريع الخدمية في القطاع الصحي، الذي تبلغ نسبة الإنجاز العامة فيه 84 % ومن المؤمل بدء عمليات التشغيل فيه في نهاية عام 2025م.
وأكد معالي السيد أن مكتب محافظ مسندم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عمل على الانتهاء من المبنى المؤقت لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية واستقبل الفوج الأول من الطلبة والطالبات في بداية العام الأكاديمي 2023 / 2024 بطاقة استيعابية تبلغ 300 طالب وطالبة.
وقال معاليه: إن موقع المحافظة المطل على بحر عُمان ومضيق هرمز والخليج العربي أضاف قيمة استثنائية لمحافظة مسندم، مما جعل الميزة التنافسية السياحية تبرز بشكل أفضل. وقد بدأت صناعة السياحة البحرية في وقت مبكر من مطلع التسعينيات، وتشكل عدد من الأنشطة السياحية كالغوص والسباحة والرياضات البحرية، مما جعل خصب محطة أساسية في خطوط رحلات السفن السياحية العملاقة، ويعد قطاع الثروة السمكية والقطاع الزراعي إحدى اللبنات المهمة في رفد الاقتصاد الوطني بالعوائد المالية، كما تم الانتهاء من مشروع إنشاء كاسرات أمواج بقريتي الجري وغمضاء التابعتين لولاية بخاء، ويوجد في المحافظة مشروع الاستزراع السمكي في منطقة الحرف بولاية خصب الذي سيلعب دوره في الاقتصاد الوطني، والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة فرص العمل في هذا المجال الحيوي.
وأضاف معاليه أنه تم إسناد الأعمال الإنشائية والتطويرية للبنى الأساسية في مشروع مدينة محاس، وتبلغ نسبة الإنجاز أكثر من 91% من الأعمال الإنشائية للبنى الأساسية في المدينة، ويتم العمل لتوقيع أربع اتفاقيات لإنشاء مصانع في مدينة محاس في الوقت الحالي، تعزيزًا لنمو القطاع الصناعي في المحافظة وتوفير فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: نسبة الإنجاز محافظة مسندم معالی السید محافظ مسندم مشروع تطویر فی المحافظة وبلغ عدد من خلال إلى أن عدد من
إقرأ أيضاً:
رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع عقد مشروع جديد مع شركة شيريكجي أوغلو التركية لصناعة أقمشة الجينز
وقع وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم، عقد مشروع جديد لإقامة مصنع متخصص في صناعة غزول وخيوط وأقمشة الدينيم “Denim” وهي المادة الخام لصناعة مختلف أنواع اقمشة الجينز داخل منطقة القنطرة غرب الصناعية، وذلك مع شركة "شيريكجي أوغلو" التركية للمنسوجات "ŞIRIKÇIOĞLU Grubu Textile Turkiye" على مساحة تبلغ 16، 700 ألف متر مربع، باستثمارات قدرها 20 مليون دولار (بما يعادل نحو مليار جنيه)، بما يوفر نحو 500 فرصة عمل مباشرة، وحجم إنتاج يصل إلى 18 مليون طن قطعة أقمشة سنويًّا، مع تخصيص 50% من الإنتاج للتصدير الخارجي و50% لتلبية احتياجات المصانع العاملة في مصر، وقد قام بتوقيع العقد عاطف شيريكجى، رئيس الشركة، وذلك بحضور عدد من قيادات الهيئة وممثلي الشركة.
وعلى هامش مراسم التوقيع، أكد وليد جمال الدين، أن اقتصادية قناة السويس تواصل تكثيف جهودها خلال المرحلة الراهنة لجذب المزيد من الإستثمارات في القطاعات التي تستهدف الهيئة توطينها ضمن استراتيجيتها، بما يحقق أهداف الدولة في تعميق التصنيع المحلي وزيادة الصادرات، وأضاف أن الهيئة تعمل على تعزيز جاهزية المنطقة لمواكبة الطلب العالمي المتنامي على المنتجات والسلع، من خلال تطوير سلاسل الإمداد وربطها بشبكة الموانئ التابعة للمنطقة الإقتصادية على البحرين الأحمر والمتوسط، إلى جانب ما تضمه من مناطق صناعية ولوجستية متكاملة، كما أشار إلى أن استقرار الأوضاع السياسية والإقتصادية في مصر كان له أثر كبير في تعزيز ثقة المستثمرين، وجعل من المنطقة الإقتصادية وجهة استثمارية مفضلة، مدعومة بموقع جغرافي فريد يربط بين أهم طرق التجارة العالمية، وبنية تحتية مجهزة تشمل شبكة حديثة من الطرق والأنفاق والمواني، بالإضافة إلى توافر العمالة المدربة، والحوافز الجاذبة التي تقدمها الهيئة لدعم شركاء نجاحها من المستثمرين.
كما أوضح رئيس اقتصادية قناة السويس إلى أن هذا المشروع يُعدّ رقم 25 ضمن المشروعات المتعاقد عليها بمنطقة القنطرة غرب الصناعية، ليصل إجمالي الإستثمارات بها إلى 681.5 مليون دولار، بما يوفر 34، 955 فرصة عمل مباشرة، وهو ما يؤكد نجاح النهج الإستراتيجي الذي تتبعه الهيئة في تعزيز الصناعات التصديرية، وتعميق منظومة التصنيع المحلي، إلى جانب توطين سلاسل الإمداد في قطاع الغزل والنسيج، انطلاقًا من تصنيع المواد الخام، ومرورًا بمراحل إنتاج أقمشة الدينيم وهي المادة الخام لإنتاج ملابس الجينز، وصولًا إلى صناعة الملابس الجاهزة.
والجدير بالذكر ان شركة "شيريكجي أوغلو" تأسست في تركيا عام 1997، وتُعد من أبرز الشركات الرائدة في مجال إنتاج خيوط وأقمشة الدينيم (الجينز)، وتحتل المرتبة الأولى في هذا القطاع على مستوى السوق التركي، وتمتلك الشركة مجموعة من المصانع المتخصصة في تركيا، يعمل بها أكثر من 5000 موظف، وتقوم بتصدير منتجاتها من الأقمشة عالية الجودة إلى العديد من العلامات التجارية العالمية الكبرى.