بلومبرغ: زيادة غير مسبوقة لجواسيس إيران في إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
مع دخول الحرب الإسرائيلية ضد وكلاء إيران عامها الثاني، يشعر كبار المسؤولين بالقلق من تهديد جديد للجبهة الداخلية يتمثل في مساعدة مواطنيها لطهران في تحديد الأهداف، لإطلاق الصواريخ والاغتيالات المحتملة.
لفت غورين إلى أن الإيرانيين تبنوا على ما يبدو نهجاً عشوائياً في البحث عن الجواسيس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، أثار توعد إيران بضربة مضادة "ساحقة"رداً على قصف الطائرات الإسرائيلية أراضيها في 26 أكتوبر(تشرين الأول)، شبح المخبرين المحليين الذين يساعدونها في توجيه الضربة.
The Shin Bet has highlighted Iran’s adept use of social media platforms for phishing and intelligence gathering, often without victims realizing they are engaging with operatives acting on Iran’s behalf — @JanatanSayeh: https://t.co/HXwCdJc8yU
— FDD (@FDD) November 3, 2024ونقلت "بلومبرغ" عن المشرف ماور غورين، وهو محقق كبير في الشرطة "هذا غير مسبوق من حيث النطاق، سواء من حيث عدد الخلايا أو تنوعها".
وصرح المتحدث باسم وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، أن الأخير دق ناقوس الخطر، ويريد إنشاء جناح في سجن للجواسيس.
وقال غورين إن 7 متهمين فلسطينيون يعتقد أن لديهم دوافع سياسية، والباقين جذبهم في المقام الأول عرض الآلاف الدولارات عليهم من إيران، وقبض عليهم بعد تصفح غرف الدردشة المزيفة لكسب المال على الإنترنت.
وبين هؤلاء العديد من المهاجرين من أوروبا الشرقية، وزوجان على الأقل، وقاصران، ومقيم في بلدة يهودية متشددة ورجل أعمال في السبعين من عمره.
وقال غورين: "هؤلاء على هامش المجتمع، بلا وظائف أو عائلات أو جذور اجتماعية. افتقروا إلى الشعور الكامل بالالتزام أو الولاء للبلاد".
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن المزاعم الإسرائيلية "لا أساس لها من الصحة" و"من غير المرجح أن تكون دقيقة". واتهمت طهران إسرائيل منذ فترة طويلة باستخدام عملاء إيرانيين في عمليات سرية بما فيها اغتيال علمائها النوويين.
As its war with Iranian proxies drags into a second year, Israel’s top officials are alarmed about a new threat to the home front: their fellow citizens spying for Tehran https://t.co/6zLvm7vy0z
— Bloomberg (@business) November 4, 2024ولفت غورين إلى أن الإيرانيين تبنوا على ما يبدو نهجاً عشوائياً في البحث عن الجواسيس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، "لقد تخلصوا من الممارسة التقليدية المتمثلة في زراعة جاسوس بعناية لسنوات".
وزعم داني أورباتش، أستاذ التاريخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، أنه في حين ترتفع عمليات التجسس عادة في زمن الحرب، فإن يقظة الأجهزة الأمنية تزيد أيضاً، ويمكن أن يسهل اعتراض العملاء المكلفين بمهام عالية الخطورة مثل مراقبة القواعد العسكرية، أو الاغتيالات من "العملاء النائمين".
ويتهم رجل الأعمال بالسفر سراً عبر تركيا إلى إيران. وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" إنه التقى هناك بمشغليه، الذين طلبوا منه المساعدة في ترتيب محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أو وزير الدفاع يوآف غالانت، رداً على اغتيال رئيس حماس إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو(تموز).
وأوضح "شين بيت" أن هذه المناقشات توقفت بعد أن طالب رجل الأعمال بمليون دولار مقدماً. وقال محامي المتهم إن موكله ارتكب "خطأ في الحكم"، وبعد اعتقاله لدى عودته إلى إسرائيل، كان يتعاون مع السلطات.
ويُتهم آخرون بارتكاب مخالفات بسيطة، بينها إحراق سيارات، ورسم غرافيتي على الجدران، وتصوير منشآت عسكرية، لإثبات طاعتهم لأوامر طهران. وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، إن ما أعقب ذلك في بعض الأحيان كانت تعليمات بتعقب وقتل شخصيات مرتبطة حالياً أو سابقاً بمؤسسة الأمن القومي الإسرائيلية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
NYT: دعم إسرائيل لقوى في غزة ضد حماس ينتهي مجددا بشكل فظيع
نشرت صحيفة " نيويورك تايمز" تقريرًا أعده أرون بوكسرمان قال فيه إن "إسرائيل حاولت أكثر من مرة دعم قوى غزية ضد حركة حماس وانتهت بالعنف"، وتطرق إلى كيفية الدعم الإسرائيلي لجماعة ياسر أبو شباب وتسليحها، قبل أن تقوم عشيرة فلسطينية بقتله.
وقال بوكسرمان، إن مقتل أبو شباب يوم الخميس الماضي أكد على حقيقة مهمة وهي أن الفلسطينيين الذين تسلحهم وتدعمهم إسرائيل لمواجهة حركة حماس سيواجهون نهاية فظيعة، لافتة إلى أن جماعة أبو شباب كانت الأقوى من بين عدة جماعات مسلحة في غزة، واعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنهم سلحوا جماعة أبو شباب ثم أنكروا هذا لاحقا.
وقد شجب الكثير من الفلسطينيين أبو شباب واعتبروه خائنًا، فيما عبر عبر بعض الإسرائيليين عن تشككهم من قدراته ونواياه، وفي مقابلة معه في تشرين الأول/ أكتوبر مع "نيويورك تايمز"لم يخف علاقاته مع إسرائيل قائلا: "هناك تعاون على المستوى الأمني وفي العمليات حولنا". وقال إن "الهدف هو منع أي إرهابي من اختراقنا"، في إشارة إلى حماس.
وتقول الصحيفة إن زعيم الميليشيا قتل يوم الخميس خلال اشتباكات مع عشيرة فلسطينية في جنوب غزة، وفقا لما ذكرته جماعته على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يبدو أن حماس متورطة، في مقتل أبو شباب، الذي كان متمركزًا بالقرب من مدينة رفح في منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. لكن وزارة الداخلية في غزة احتفلت بوفاته في بيان يوم الجمعة، قائلة إنه "المصير المحتوم لكل خائن"، وحثت بقية أعضاء المليشيات الفلسطينية القريبة من إسرائيل على تسليم أنفسهم "قبل فوات الأوان".
ومن غير الواضح ما إذا كانت القوات الشعبية ستصمد بعد وفاته. ونشرت الجماعة المسلحة مقطع فيديو يظهر تولي نائب أبو شباب، غسان الدهيني، قيادة المجموعة. ويمكن رؤية الدهيني، الذي لم تكن انتماءاته واضحة قبل انضمامه إلى القوات الشعبية، وهو يسير أمام مسلحين يهتفون، وقد سعت إسرائيل منذ الأيام الأولى للحرب، لتجنيد حلفاء محتملين من غزة قد يساعدون في تقويض سيطرة حماس. ولهذا الغرض، دعمت ما لا يقل عن أربع مجموعات صغيرة من المسلحين الفلسطينيين، حسبما قال قادة المجموعات في مقابلات.
وبعد وقف إطلاق النار واصلت حماس سيطرتها على نصف القطاع تقريبًا، فيما تسيطر إسرائيل على الجزء الآخر، وتعيش الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة في المنطقة التي تسيطر عليها حماس على طول الساحل، في المقابل عملت المليشيات الفلسطينية المناهضة لحماس في الغالب في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل.
ويعتبر المحللون أن القوات الشعبية هي الأكبر والأفضل تنظيمًا من بين هذه المجموعات. وزعم أبو شباب في تشرين الأول/ أكتوبر إن عدد الأفراد في منطقته يصل إلى3,000 شخصا، أقل من نصفهم من المقاتلين. قال القادة الآخرون، ومن بينهم أشرف المنسي في شمال غزة وحسام الأسطل شرق مدينة خان يونس الجنوبية، في مقابلات إن بضع مئات من الأشخاص يعيشون في مناطقهم. ورغم أن حماس كانت تتفوق عسكريا على القوات الشعبية، إلا أنها قالت إنها اشتبكت مع مقاتليها، فيما أسرت جماعة أبو شباب واحدًا من مقاتلي حماس في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، حسب قولها.
ونقل بوكسرمان عن شالوم بن حنان، وهو مسؤول كبير متقاعد في جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك)، قوله إن المليشيات الصغيرة ساعدت في تأمين أجزاء من غزة نيابة عن الجيش الإسرائيلي، مما أتاح للقوات الإسرائيلية القيام بمهام أخرى. وأضاف بن حنان: "إنهم ينفذون مهام عسكرية كما لو كانوا وحدة عسكرية، لو لم يكونوا موجودين للقيام بها، لكانت قواتنا هي من قامت بها".
إلا أنه بالنسبة لمعظم الفلسطينيين، فإن ماضي أبو شباب في النهب وعلاقاته مع إسرائيل جعلته مرشحًا غير مقبول لأي دور قيادي مستقبلي في غزة. واشتهر أبو شباب، وهو بدوي من جنوب شرق رفح، في أواخر عام 2024، عندما اتهم بمداهمة عشرات قوافل المساعدات خلال أزمة جوع حادة بشكل خاص في ذروة الحرب. وسيطر أبو شباب ومسلحوه على منطقة قريبة من معبر كرم أبو سالم في غزة على الحدود مع إسرائيل.
في مقابلة أجريت معه آنذاك، أقر بأن عصابته المسلحة بالكلاشينكوف نهبت عددا من الشاحنات، مع أنه قال إنه استولى على البضائع فقط لإطعام نفسه وعائلته وجيرانه. ووصفه جورجيوس بيتروبولوس، المسؤول الكبير في الأمم المتحدة الذي كان يقيم في غزة آنذاك، بأن أبو شهاب "الوسيط المسيطر على شرق رفح". واتهم بيتروبولوس، إلى جانب موظفين آخرين في الأمم المتحدة يحاولون إدخال المساعدات إلى غزة، إسرائيل بتجاهل هجمات أبو شباب على المساعدات.
وأثارت عمليات النهب المتكررة غضب حماس، وقتل ما لا يقل عن 20 عضوا من منظمة ميلشيا أبو شباب، بمن فيهم شقيقه، في تبادل لإطلاق النار مع مقاتلي حماس أواخر العام الماضي. وبدأ أبو شباب، في وقت سابق من هذا العام، بالترويج لنفسه كقائد فلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا جماعته المسلحة بأنها "قوة مكافحة إرهاب" معادية لحماس.
ونشر لقطات تظهر على ما يبدو أن الجماعة وفرت خيامًا ومدارس للأشخاص الذين لجأوا إليها في منطقة رفح التي كان يحكمها. وبينما عانى العديد من الفلسطينيين في غزة من الجوع بسبب القيود الإسرائيلية على دخول الإمدادات إلى القطاع، إلا أن أبو شباب أكد في مقابلة أجريت معه في تشرين الأول/أكتوبر إن منطقته لديها مؤن جيدة.
وقال إن إسرائيل وقواته، بمساعدة المراقبة الجوية الإسرائيلية، عملوا معا لمنع أي مقاتل من حماس من دخول منطقتهم. وقال إنه قدم أيضا أسماء مقاتليه وعائلاتهم للجيش الإسرائيلي كجزء من التنسيق مع إسرائيل، وعلى الرغم من دعم إسرائيل، لم تكن هناك توقعات عالية من أن تشكل جماعة أبو شباب ولا المجموعات المسلحة الأخرى تهديدًا كبيرًا لحماس، كما قال بن حنان، الضابط السابق في جهاز الأمن العام (الشاباك). وجادل بأن عددهم قليل جدا، وأن ارتباطهم بإسرائيل قد شوه سمعتهم في أذهان معظم الفلسطينيين. وقال بن حنان: "سيعتبرون دائمًا خونة ومتعاونين. لن يرغب أحد في التقرب منهم".
ويرى العديد من سكان غزة أن الميلشيات ليست أفضل من العصابات التي استغلت فوضى الحرب لتكديس السلطة، وقال منتصر بهجة، وهو مدرس لغة إنجليزية في مدينة غزة، إن الفلسطينيين بحاجة إلى قيادة جديدة من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل. لكنه أضاف أن ذلك لا يمكن أن يأتي من أشخاص مثل أبو شباب. وأضاف بهجة: "كان هذا الرجل مجرمًا في الأساس، ولم أستطع قبول تمثيله لي".