رامي المتولي يكتب: الدورة الـ7 من "الجونة".. الأفضل بين نسخ المهرجان
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
ليس هناك أي شك أن الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي ضمت العناصر الأفضل من كل الدورات السابقة، وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة من البعض في حصره فقط في منطقة السجادة الحمراء وفساتين الفنانات، فإن هذه المنطقة ليست الوحيدة التي تميز هذا المهرجان، فمنذ دورته الأولى، هناك دائمًا ضلعان أساسيان: الأول هو عروض الأفلام القادمة من أكبر وأعرق المهرجانات في العالم، وبما أن المهرجان ليس دوليًا مصنفًا من اتحاد المنتجين الدولي، فإنه يمكنه أن يضم لمسابقته الرسمية أي أفلام من مهرجانات الفئة "أ" في العالم، بالإضافة إلى سعيه لاكتشاف المواهب والأفلام في المنطقة العربية بأكملها وليس مصر فقط.
الضلع الثاني هو "سيني جونة"، منصة المنح الداعمة للأفلام في مرحلتي صناعتها التحضيرية والختامية، إلى جانب تقديم الورش المتخصصة والمكثفة. وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة في هذين الضلعين لم تنقطع ولم ينخفض مستواها منذ الدورة الأولى، فإن الضلع الثالث هو الأشهر، والذي استُغل بشكل سيئ لتحقيق مكاسب مادية ناتجة عن أخبار ومقاطع فيديو تثير الجمهور لمتابعتها، ومع كثافة نشر هذه النوعية من الأخبار، تحول الأمر إلى ما يشبه الحقائق في نظر من لا يحضر فعاليات مهرجان الجونة، وهي صورة مخالفة تمامًا للحقيقة، وتهدر الكثير من الجهد المبذول لصناعة مهرجان سينمائي حقيقي بكل روافده.
العام الحالي شهد تحولًا كبيرًا في شكل مهرجان الجونة، ففي الدورات الأولى، كان الاعتماد على مسرح المارينا ودار العرض الوحيدة في مدينة الجونة، وحرم إحدى الجامعات، وقاعة العرض السينمائي في المدينة، وفي خطوة مهمة أصبح للمهرجان مكانه المميز، وهو "البلازا"، التي تضم مسرحًا كبيرًا ومساحة ضخمة أمامه كانت في السنوات الماضية غير مستغلة بشكل كبير. العام الماضي، كانت هناك صورة غير مكتملة لشكل البلازا مع خطة التطويرات التي كانت إدارة المهرجان تأمل في تحقيقها، ولكن بسبب الظروف السياسية وتأجيل المهرجان أكثر من مرة، لم يكن هناك أفضل مما كان.
مهرجان الجونةمن هذا المنطلق، نجد أن ساحة البلازا هذا العام ضمت جزءًا كبيرًا مخصصًا لمجموعة من الندوات المتخصصة التي تهم كل أطراف الصناعة، سواء صانع المهرجانات أو صانع السينما بكل فروعها، فجميع المدعوين المنتمين إلى هذين المجالين وجدوا بالتأكيد ضالتهم في جدول الندوات المتخصصة، حيث كان المتحدثون على درجة عالية من الأهمية، بما يسهم في تطوير معلوماتهم وتفاعلهم في المجال الذي يعملون به. وهناك أمثلة عديدة يمكن تطبيقها على هذا النشاط المهم الذي شهد شكله الأفضل في هذه الدورة السابعة، بعد أن كانت مثل هذه الندوات تقام في أوقات ربما لا تكون مناسبة في مسرح البلازا أو "البرينّة" من قبله.
من أشهر الندوات كانت تلك التي تحدث فيها المخرج تامر محسن تحت عنوان "توجيه الممثل"، والتي حضرها عدد كبير من الممثلين بخبرات متنوعة، بالإضافة إلى عدد كبير من المتخصصين، وكانت الندوة تفاعلية، اعتمدت في نصفها الأول على الأسئلة الموجهة إلى المخرج تامر محسن، وفي النصف الثاني على الأسئلة الموجهة من الجمهور، ومنهم بالطبع عدد كبير من الممثلين المحترفين، هنا عادت الفائدة على الجميع، المتخصصين في المجال والمدعوين من خارج المجال، حيث مكّنتهم مثل هذه الندوة من فهم جيد لأساسيات وأولويات موضوعها، وهو توجيه المخرج للممثلين أثناء تصوير العمل الفني.
من أكثر النقاط المميزة كان تصميم المكان الذي ضم العديد من الندوات طوال أيام المهرجان، بأكثر من ندوة خلال اليوم الواحد. التصميم كان يهدف إلى خلق نوع من الألفة والحميمية بين الجمهور والجالسين على المنصة، مع مراعاة ظروف الطقس الذي قد يميل إلى الحرارة صباحًا، فكانت القاعة جيدة التهوية ومظللة، تحتوي على مساحات كبيرة مخصصة للجلوس على غرار المسارح الرومانية، دون وجود أي مقاعد بالشكل المعتاد داخل القاعات المخصصة لعروض السينما.
لم تكن هذه القاعة المخصصة للندوات الوحيدة التي شهدت تفاعلًا كبيرًا خلال ساعات الصباح والظهيرة وقبل بداية العروض الأساسية في جدول المهرجان اليومي، بل كانت هناك أيضًا منطقة "سوق الجونة" التي شهدت تفاعلًا كبيرًا بفضل تواجد المتخصصين مع عدد كبير من شركات الإنتاج والتوزيع، مما سهّل بشكل كبير عملية التسويق والتفاعل المتعلق بالأفلام وصناعتها.
ومع التقسيم الأخير للمنطقة التي لم تكن مستغلة منذ سنوات قليلة، يمكن القول إن منطقة البلازا تحولت إلى استغلال أمثل لمساحتها، بعد أن كان مسرحها فقط هو الذي يجذب الجمهور إليها في العروض الرئيسية يوميًا، وبهذه النتيجة يصبح مهرجان الجونة السينمائي الأول في مصر الذي يقيم فعالياته من خلال قصر المهرجان بشكل أساسى، أسوة بالمهرجانات الدولية الكبرى.
التطور الكبير الذي شهدته منطقة البلازا أو قصر المهرجان وانعكاسه على الجزء المتعلق بالصناعة، وهو "سيني جونة"، الذي تحول إلى عمود فقري يضم تحت مظلته العديد من الفروع التي تخدم صُنّاع السينما الشباب بشكل أساسي، قابله تطور كبير موازٍ في اختيارات الأفلام. فمع الدورات الأولى، كانت هناك نزعة أوروبية واضحة في اختيارات الأفلام، مع اهتمام باكتشافات وعروض عالمية أولى من المنطقة العربية، وتركيز على الفيلم القصير وصُنّاعه من المنطقة أيضًا. ومع الوقت وتعاقب الإدارات الناجحة للمهرجان، ظلت النزعة الأوروبية وتوسعت لتشمل دول العالم بمستويات فنية مختلفة ومتدرجة.
لم تعد الأفلام ذات الصبغة الفنية الغالبة هي صاحبة الصوت الأعلى في عروض المهرجان، بل أصبح هناك اهتمام أكبر بعرض التجارب المختلفة لصُنّاع السينما في كل العالم، حتى وإن لم تتفوق أعمالهم أو تحظَ بالاهتمام النقدي. هذه الخطوات حوّلت المهرجان، في هذا القسم تحديدًا، من مهرجان نخبوي للمهتمين بالسينما وفنونها إلى مهرجان جماهيري. وربما يكون أكبر مثال على ذلك هو عرض فيلم "فستان أبيض" ضمن منافسات المسابقة الدولية، وهو في الحقيقة لا يرقى لمنافسة أيا من افلامها، ولا يرقى لأعتباره فيلما احترافيًا، لكنه في النهاية يمثل حالة وشكل من أشكال صناعة الفيلم المصري وعرضها في مهرجان كبير يضع مثل هذه التجربة في الميزان لتقيمهها من كل الجوانب والزوايا بما ينعكس على الصناعة ككل، وبرمجة هذه النوعية من الأفلام هى علامة من علامات الصحة في أي مهرجان.
الحقيقة أن الدورة السابعة هي أفضل صورة للمهرجان، والتي يجب أن تُثبّت كقاعدة ويبدأ التطوير منها في دورات المهرجان المقبلة، مع استمرار مقاومة الشائعات والصورة الذهنية المغلوطة التي تصدرت عن المهرجان ولم تكن يومًا صورته الوحيدة. فمع كل عام، يكبر المهرجان ليصل إلى مصاف المهرجانات الكبرى في شكله وطريقة إدارته، وينافسها، متخطيًا مهرجانات سبقته في الظهور.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجونة السينمائي المخرج تامر محسن تامر محسن رامي المتولي فعاليات مهرجان الجونة مهرجان الجونة السينمائي مهرجان الجونة عدد کبیر من ا کبیر ا
إقرأ أيضاً:
تكريم ليلى علوي في الدورة الـ 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كرّم مهرجان "روتردام للفيلم العربي" النجمة المصرية ليلى علوي، في ختام فعاليات دورته الـ25 بهولندا، الأحد.
ونظمّ المهرجان هذا العام "ماستر كلاس" أضاءت فيه النجمة المصرية على تجربتها السينمائية الغنّية، كما عرض أحد أشهر أفلامها "سمع هس" بالشراكة مع الفنّان المصري الراحل ممدوح عبدالعليم، وتحت إدارة المخرج شريف عرفة، والذي يعود تاريخ إنتاجه إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي.
View this post on InstagramA post shared by Laila Eloui Official (@lailaelouiofficial)
وأتى تكريم ليلي من من مهرجان "روتردام للفيلم العربي"، بعد أيام على تكريمها في فعاليات الدورة الـ 5، لمهرجان "القاهرة للسينما الفرنكوفونية"
A post shared by Laila Eloui Official (@lailaelouiofficial)
.كما احتفلت النجمة المصرية مؤخراً بتقديم ابنها بالتبني خالد مشروع تخرجه الدراسي، وعبّرت عن سعادتها وفخرها به بكلمات مؤثرة تعليقًا على الفيديو الذي نشرته له بهذه المناسبة عبر حسابها الرسمي على إنستغرام.
وكتبت ليلى: "شفت فرحتي كلها في لحظة نجاح ابني خالد في مشروع التخرج ؛ ألف مبروك يا حبيبي، من قلبي فخورة بيك".
View this post on InstagramA post shared by Laila Eloui Official (@lailaelouiofficial)