كيف أضاع أردوغان فرصة مُصافحة الأسد وماذا خلف نوايا طلبه تأجيل مُناقشة “سحب قوّاته إلى وقتٍ لاحق” من سورية؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
سرايا - لا يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاد بشكل فعلي على الأرض للاستجابة لمطالب نظيره الرئيس السوري بشار الأسد، والانسحاب الكامل من الأراضي السورية، حيث يُكرّر أردوغان الرغبة في التطبيع مع حكومة الأسد، ولكنّه فيما يبدو لا يرغب سوى بمشهد مُصافحة علني أمام الكاميرات، أو من باب المُجاملة كما وصفه الرئيس الأسد، لا المُصارحة كما يُريدها الرئيس السوري.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أدرك رفض الحكومة السورية التطبيع مع بلاده، وعاد لنغمة بلاده القديمة بأن دمشق لا تُريد التفاوض مع المُعارضة لإنشاء إطار سياسي، وكأنّ المعارضة السورية لها ثقل أو وزن يدفع الدولة السورية للتفاوض معها، وهي التي فشلت على أرض الواقع عسكريًّا بإسقاط حكومة دمشق المركزية.
وقال فيدان في تصريحات لصحيفة “حرييت” التركية، الأحد، إن تركيا “تريد أن ترى النظام والمعارضة ينشئان إطارًا سياسيًّا يُمكّنهما الاتفاق عليه في بيئة خالية من الصراع”.
ولا يقول وزير الخارجية التركي أو يُعلن السبب الحقيقي لرفض دمشق ما وصفه بـ”التطبيع الكبير” مع بلاده تركيا، فنظيره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن توقّف التفاوض بين تركيا، وسورية، وشرح بأنه جاء بناءً على اختلاف في مواقف الطرفين إزاء الوجود العسكري التركي في شمال غرب سوريا، وذلك على الرغم من تكثيف أنقرة جُهودها خلال الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع العلاقات مع دمشق، ما يعني هُنا أن دمشق التي لا تزال ترفض الأحضان التركية، وليس العكس.
أو كما يقول وزير الخارجية التركي أنه من الضروري أن “يكون الحوار الحقيقي مع المعارضة السورية” من أجل توفير بيئة آمنة ومستقرة للشعب السوري، موضحا أن رغبة أنقرة هي أن “يتوصّل الأسد إلى اتفاق مع معارضيه”، ورغبة أنقرة الحقيقية هي ليست أن يتوصّل الأسد إلى اتفاق مع مُعارضيه، بقدر ما ترغب بتطبيع مع دمشق، يمنع مخاوفها من استغلال الأكراد الفوضى في سورية.
وحذّر فيدان بالفعل من إمكانية إقدام حزب العمال الكردستاني “بي كي كي” وأذرعه في سوريا على استغلال “الفوضى” في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق مُتفرّقة من سورية.
ولا يبدو أن مخاوف دمشق من الأكراد تتقاطع مع مخاوف أنقرة، وذلك فيما يخص جر سورية إلى مزيد من عدم الاستقرار، فأنقرة كانت وفق الأدبيات السورية، أحد أهم عناصر التحريض على الدولة السورية، ودعم المعارضة، وبالتالي خلق بيئة من عدم الاستقرار عاشتها سورية على مدار سنوات الأزمة التي أشعلتها تركيا ودعم المعارضة السورية عسكريًّا تحت شعارات تحريضية، اعتبرتها دمشق واهية، وهدفها المس بوحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، ودعم التطرّف والإرهاب.
وتُوضع علامات استفهام حول سبب إصرار حكومة أردوغان على عدم الانسحاب من الأراضي السورية، رغم تأكيد تركيا التزامها بسيادة سورية، ووحدة أراضيها، ومع هذا قال لافروف وزير خارجية روسيا بأنّ أنقرة تعرض مُناقشة مسألة “سحب القوات في وقتٍ لاحق”، الأمر الذي تُريد دمشق توضيحه وفق لافروف، وهُنا وفق المراقبين تظهر أنقرة في مظهر المُماطلة والتسويف.
وبالرغم من التقارير المُتناسلة سابقًا عن لقاءٍ مُتوقّع بين أردوغان والأسد، إلّا أنّ هذه اللقاء لم يحصل، حيث الجانب التركي في وضعيّة الانتظار، ولم يستلم من دمشق حتى الآن الرد الحاسم على الرسائل الإيجابية من الرئيس أردوغان”، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة “حرييت”.
وبرغم اعتقاد البعض بأن موسكو ستُمارس نفوذها على الحكومة السورية، لا يبدو أن باستطاعة روسيا فرض التطبيع على سورية، دون تنفيذ شُروط الأخيرة المُتعلّق بانسحابٍ كاملٍ لتركيا من الأراضي السورية، هذا الاعتقاد كان يجول في رأس الرئيس التركي نفسه، حيث قال أردوغان خلال حديثه مع الصحفيين عائدًا من روسيا بعد قمّة “بريكس”: إن “تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف”، كاشفًا عن طلبه من الرئيس الروسي ضمان رد بشار الأسد على دعوة بلاده، وتابع أردوغان مُتسائلًا: “هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتّخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يُجيب على ذلك”.
وتُبرّر تركيا بأنّ هدف وجودها في سوريا، هو “القضاء على الهجمات الإرهابية والتهديدات ضد أراضيها ولمنع إنشاء ممر إرهابي” قرب حدودها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين يقودون قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية، ولكن هذه التبريرات لا تفهمها دمشق، ولا تقبلها، فالأخيرة لا تقبل أساسًا بحُكم ذاتي للأكراد، إضافةً إلى دعمهم من قبل واشنطن، وبالتالي وجب على أنقرة بحسب دمشق الانسحاب، أو كما يتساءل الرئيس السوري في معرض حديثه عن رغبة أردوغان باللقاء معه، هل ستقوم تركيا بإلغاء أو إنهاء أسباب المُشكلة التي تتمثّل بدعم الإرهاب (المعارضة المسلحة)، وانسحاب (القوات التركية) من الأراضي السورية؟”، وهو ما يعتبره الأسد كما وصفه بجوهر المُشكلة.
بكُل حال، يبدو أن المُفاوضات بين أنقرة ودمشق توقّفت الآن، دمشق لم تطلب جديدًا، وأنقرة اعتقدت أنه يُمكن لها الحديث لاحقًا بمطالب سورية المُتعلّقة بالانسحاب التركي من أراضيها، ستعود أنقرة لاحقًا لطلب ود حكومة الرئيس السوري، بواقع استمرار مخاوفها من الأكراد، ومشاكلها مع اللاجئين السوريين، فسورية لم ترفض العناوين الرئيسية للتطبيع مع تركيا، ولكنّها بحثت في تفاصيله والمصداقية في تنفيذه، أمّا أنقرة فلعلّها تنتظر الآن ما سينتج عن انتخابات الرئاسة الأمريكية والرئيس الجديد، فإدارة بايدن كانت رفضت إمكانية تطبيعها مع حكومة الأسد، ودعت جميع الدول لعدم التطبيع معه.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : رئيس أركان جيش الاحتلال: حان الوقت للتوصّل إلى صفقة تبادل أسرى إقرأ أيضاً : عباس يتحرك لدخول غزة عبر معبر رفح البري ويطالب السيسي بالحماية والدعم .. اليكم تفاصيل ما جرى في القاهرة إقرأ أيضاً : عنصرية تجاوزت الحدود .. “الكنيست” الإسرائيلي يُصادّق على قانون يسمح بطرد المعلمين العرب لتعاطفهم مع منفذي العملياتالمصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس الرئيس باب الرئيس الرئيس الحكومة الدولة تركيا سوريا الدولة تركيا تركيا روسيا القوات الرئيس موسكو الحكومة روسيا الرئيس روسيا روسيا الحكومة الرئيس بوتين تركيا سوريا الرئيس تركيا الرئيس بايدن روسيا القاهرة سوريا تركيا اليوم المعلمين الحكومة الدولة بايدن غزة الاحتلال باب السيسي بوتين رئيس الرئيس القوات موسكو من الأراضی السوریة الرئیس السوری وزیر الخارجیة یبدو أن
إقرأ أيضاً:
حزب العدالة والتنمية التركي يأمل في إعادة انتخاب أردوغان لولاية رئاسية جديدة
تركيا – أعرب مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، رئيس لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان حسين يامان، عن ثقته في إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان لولاية رئاسية جديدة.
وكان الرئيس التركي قد أكد مرة أخرى يوم الخميس الماضي أنه لا يفكر في الترشح لولاية جديدة، وذلك ردا على سؤال حول ضرورة وضع دستور جديد للبلاد، مشيراً إلى أن الحزب الحاكم يعمل على مشروع الدستور الجديد لأن الدستور الحالي الذي وضعه العسكر قبل أكثر من 40 عاما لم يعد مناسبا للبلاد، وأن هناك حاجة لوثيقة دستورية يعدها مدنيون.
ونقلت وكالة الأناضول عن يامان قوله خلال فعالية حزبية في ولاية موغلا: “حزبنا يواصل إصلاحاته الهادئة تحت قيادة رئيسنا. لا تقلقوا: شعبنا يحب رجب طيب أردوغان وسنعمل على إعادة انتخابه رئيسا في الانتخابات المقبلة. نوجه من هنا في موغلا نداء للرئيس نطلب منه الترشح للانتخابات”.
بدوره، أكد زعيم حزب الحركة القومية المتحالف مع العدالة والتنمية دولت بهجلي أن أردوغان ليس لديه الحق في التنحي عن المسيرة، وأن الشعب التركي بحاجة إليه في ضوء الأوضاع الداخلية والعالمية.
وكان يامان قد ذكر في مارس الماضي أن الانتخابات الرئاسية المبكرة قد تجرى في نوفمبر 2027، وسيكون أردوغان مرشح التحالف الحاكم. بينما أكد أردوغان سابقا أن أجندة حزب العدالة والتنمية لا تتضمن انتخابات مبكرة، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية العادية في ربيع 2028.
وأكد أردوغان مرارا حاجة تركيا لدستور جديد يكون ضمانة لتطور البلاد مستقبلا، حيث تستمر أعمال إعداد مسودة الدستور الجديد. ودعا الرئيس التركي جميع القوى السياسية إلى المشاركة الفاعلة في صياغة المشروع. كما أشار إلى أن الدستور الحالي الذي تم تبنيه عام 1982 لم يعد يستجيب لتحديات العصر رغم التعديلات العديدة التي أدخلت عليه.
من جانبها، بدأت أكبر أحزاب المعارضة “حزب الشعب الجمهوري” جمع تواقيع للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو.
وكان وزير العدل يلماز تونج قد صرح سابقا أن للرئيس الحالي الحق في الترشح لولاية ثالثة في حال قرر البرلمان إجراء انتخابات مبكرة. ويتطلب إعلان الانتخابات المبكرة موافقة 360 نائبا، بينما يمتلك حزب الشعب الجمهوري حاليا 127 مقعدا، في حين يملك تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية 315 مقعدا.
يذكر أن تركيا أصبحت جمهورية رئاسية بعد استفتاء عام 2017، وينص الدستور الحالي على أن الرئيس لا يمكنه البقاء في منصبه لأكثر من ولايتين متتاليتين. وقد أعيد انتخاب أردوغان لولاية ثانية مدتها خمس سنوات في مايو 2023، بينما زعمت أحزاب المعارضة خلال الحملة الانتخابية أن هذه الولاية تعتبر في الواقع الثالثة، حيث شغل أردوغان منصب الرئيس بين عامي 2014 و2018 في ظل النظام البرلماني.
المصدر: وكالات