«خلوة الأسرة» تناقش استقرار وتماسك المجتمع
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
ناقشت «خلوة الأسرة»، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، أهمية الدور المحوري للأسرة بصفته ركيزة للاستقرار المجتمعي والتنمية البشرية، في ظل المتغيرات والتحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع، حيث تسعى الدولة إلى إعداد الأسر الإماراتية لمستقبل آمن ومستقر ضمن طموحاتها الوطنية.
وتأتي الخلوة هذا العام بصفتها جزءاً من جهود دولة الإمارات لتعزيز استقرار وتماسك المجتمع الإماراتي من خلال النهوض بالأسرة وتمكين جميع أفراده، حيث استعرضت بمشاركة قادة من مختلف القطاعات، استراتيجيات ومبادرات تهدف إلى النهوض بالأسرة الإماراتية وتوفير بيئة داعمة لها.
محاور ثرية
تضمنت الخلوة أربع جلسات رئيسية حملت عناوين: «تأسيس الأسرة» و«تمكين أجيال المستقبل» و«تمكين أصحاب الهمم»، و«تمكين كبار المواطنين».
وتناولت جلسة «تأسيس الأسرة» موضوع تعزيز الخصوبة واستدامة نمط حياة متوازن للأسرة، بما يشمل توفير برامج تعليمية وتدريبية تُهيّئ الوالدين للقيام بدورهم بفاعلية، وتنفيذ سياسات إسكان تسهم في جمع الأسر وتعزيز الترابط بينها، وصولاً إلى تخطيط يدعم التوازن بين الحياة المهنية والأسرية للوالدين.
وركزت جلسة «تمكين أجيال المستقبل» على دور الأسرة في غرس القيم لدى أبنائها، وتسليط الضوء على أهمية الحوار بين أفراد الأسرة من مختلف الأجيال، كما ناقشت تمكين الأجيال القادمة من اللغة العربية، وتطرقت إلى برامج الوقاية من تعاطي المخدرات.
وبحثت جلسة «تمكين أصحاب الهمم» سبل تعزيز لهذه الفئة في كل مرحلة من مراحل حياتهم، مع التركيز على التشخيص المبكر وتوفير نظام تدخل شامل لمساعدة الأسر، ودعت إلى التفكير في تطوير نظام تصنيف موحد وتوفير التوجيهات المناسبة لدعمهم.
تواصل بين الأجيال
تناولت جلسة «تمكين كبار المواطنين»، كيفية تطوير مساحات ونشاطات ملائمة لكبار المواطنين في دولة الإمارات وتعزيز فرص التواصل بين الأجيال المختلفة، إضافة إلى استعراض الفرص التي تساعد كبار المواطنين على اكتساب مهارات جديدة تُمكّنهم من الاستمرار في مشاركتهم القيمة داخل المجتمع.
وأكد المشاركون في الخلوة، أن الأسرة تؤدي دوراً رئيسياً في غرس القيم والمبادئ الأصيلة التي تُشكل هوية المجتمع الإماراتي، وأنه من خلال توارث التقاليد الراسخة، تبقى الأسرة الرابط الأساسي بين الأجيال.
وأشاروا إلى سعي دولة الإمارات إلى بناء مجتمع مستقر ومترابط، حيث إن تماسك الأسرة واستقرارها يُعدان أساساً لرفاه المجتمع ككل، منوهين بوضع الحكومة استراتيجيات تهدف إلى توفير الدعم الشامل لكل أفراد الأسرة، مع التركيز على تحقيق التناغم والتوازن بين أدوار الأجيال.
وأشار المشاركون إلى أهمية تكامل الجهود بين القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمعية للنهوض بالأسرة، حيث تسعى الحكومة إلى توحيد الجهود والموارد لتوفير بيئة داعمة تُعزز التماسك الاجتماعي.
دعم شامل
توقف المشاركون في الخلوة عند استراتيجيات دعم الأسرة في دولة الإمارات، والتي تشمل مجموعة واسعة من المبادرات التي تلبي احتياجات جميع الفئات، بما فيها كبار المواطنين، وأصحاب الهمم، والشباب، لتوفير الرعاية والدعم لكافة أفراد الأسرة، ما يضمن تعزيز استقرار المجتمع.
وأشار المتحدثون في الخلوة، إلى أهمية النموذج الذي رسخته دولة الإمارات في توفير رعاية شاملة للأسرة تراعي التنوع بين أفرادها، وتقدم برامج ومبادرات تتناسب مع احتياجاتهم المختلفة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات کبار المواطنین دولة الإمارات التی ت
إقرأ أيضاً:
«بي جي أي إم»: تطورات التكنولوجيا العميقة تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في الإمارات
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تتيح التطورات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة، آفاقاً جديدة لفرص استثمارية واعدة في دولة الإمارات، حسب محمد عبدالملك، رئيس «بي جي أي إم» «PGIM» في الشرق الأوسط، شركة إدارة الاستثمارات العالمية، التابعة لشركة «Prudential Financial »، التي تدير أصولاً استثمارية تبلغ قيمتها 1.4 تريليون دولار.
وأكد عبدالملك لـ«الاتحاد» أنه منذ تأسيس الشركة حضورها الرسمي في أبوظبي والحصول على ترخيص من أبوظبي العالمي للعمل في أغسطس 2024، التزمت الشركة بالفعل بتنفيذ استثمارات رئيسية في دولة الإمارات، مع وجود مزيد من الخطط المستقبلية الطموحة.
وكشف عبدالملك، أن الشركة ستطلق في سبتمبر المقبل، مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، مركز «ريل أسيت إكس» وهو مختبر متطور مخصص لدفع عجلة التكنولوجيا المستدامة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العميقة، لمهام البحث والتطوير والاستثمار في كل ما يتعلق بالأصول الحقيقية في المشاريع العقارية، وأنظمة البنية التحتية الذكية، والمواد المطورة تقنياً من خلال ما يسمى بالتكنولوجيا العميقة.
وأشار إلى أنه ضمن البرنامج ذاته، تتعاون الشركة مع مكتب أبوظبي للاستثمار لتأسيس منصة استثمارية تركز على احتضان الفرص التي تنتج من هذا البرنامج، وتحقيق الربح من خلال دعم نموها محلياً وعالمياً، منوهاً إلى أنه من المقرر أن يتم تمويل منصة الاستثمار هذه وإدارتها بالاشتراك مع شريك محلي، وستهدف إلى إطلاق صندوق عالمي لرأس المال الجريء بقيمة 250 مليون دولار مسجل في أبوظبي العالمي، ليعمل على نطاق عالمي بالتنسيق مع مبادرة «ريل أسيت إكس» التابعة لـ PGIM، وستُسهم هذه الأنشطة في إحداث تغيير جذري ضمن منظومة الاستثمار في الأصول الحقيقية، وتقديم تحسينات تكنولوجية ملموسة يمكن تطويرها وتبنّيها لاحقاً من قبل مالكي الأصول ومشغليها ومديريها.
دور محوري
وأكد عبدالملك أن الإمارات تمتلك الرؤية والإرادة الكافية لرسم دور محوري جديد لها في الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن التوجه نحو مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة، وأسواق المال، واستقطاب الكفاءات، وصولاً إلى الصناعات المتقدمة، هو أمر بالغ الأهمية، فهذه استراتيجيات أساسية لبناء الدولة وترسيخ مكانتها، معرباً عن تفاؤله للغاية بشأن الإمكانات الاستثمارية المتاحة في أبوظبي، في ضوء التوقعات باستمرار تدفق الاستثمارات الكبيرة إلى الأسواق العالمية.
ويرى عبدالملك، أن اللاعبين العالميين في قطاع الخدمات المالية ينظرون إلى أبوظبي بصورة متزايدة بوصفها مركزاً استراتيجياً ضمن النظام المالي العالمي. وقال: إن تزايد إصدار أبوظبي العالمي (ADGM) للتراخيص بنسبة 67% في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، يعد دليلاً واضحاً على الجاذبية المتنامية لدولة الإمارات لدى شركات الخدمات المالية العالمية، مشيراً إلى أن المستثمرين ومديري الأصول العالميين العاملين في دولة الإمارات، يدركون حجم الزخم الذي يمثله رأس المال، ودوره في دفع عجلة التنمية في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
تنمية طموحة
وذكر عبدالملك، أنه مع بروز أجندات تنمية محلية طموحة، كالتي تجسدها رؤية مئوية الإمارات 2071، تشهد دولة الإمارات تحولاً جوهرياً في منهجية توظيف رأس المال، فبينما يواصل المستثمرون المحليون توجيه حصة كبيرة من استثماراتهم نحو الأسواق العالمية، تتركز الجهود الحالية لصناع القرار على تحقيق الأهداف التحويلية المحلية.
وأضاف أنه إلى جانب التغيّر الملحوظ في احتياجات ومحافظ المستثمرين المحليين، يظهر أن دولة الإمارات سرعان ما أصبحت جزءاً محورياً من المنظومة المالية العالمية، منبهاً أن أبوظبي تتجه لتصبح مركزاً مالياً نشطاً ومتقدماً يتبنى رؤىً مستقبلية، لاسيما في ظل البيئة التنظيمية المستقرة، وما تشهده من إصلاحات اقتصادية جوهرية.
تدفق الثروات
ووفقاً لـ عبدالملك، فإن الإمارات تركز على تطوير البنية التحتية المحلية وتنفيذ مشاريع عملاقة، في إطار سعيها لتحقيق أجندتها الوطنية في بناء الدولة. وقال إنه من جهة أخرى تحدد القيادة الرشيدة أهداف الدولة بوضوح لبناء اقتصاد متنوع ومرن، ويعملون على استكشاف مختلف السبل لتوفير بيئات عمل ومعيشة جاذبة، وهذا بدوره يعزز تدفق الثروات ويحافظ على استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وأوضح أن ذلك يتجلى واضحاً في قدرة الدولة على استقطاب الكفاءات العالمية والحفاظ عليها، فقد ازداد متوسط مدة إقامة الوافدين إلى ما يقارب ست سنوات، مع استمرار هذا التوجه بالارتفاع في ضوء تزايد رغبة الوافدين في العيش والتقاعد في دولة الإمارات.
تقنيات متقدمة
تشير التكنولوجيا العميقة إلى تقنيات متقدمة قائمة على ابتكار علمي أو هندسي جوهري، وتعتبر هذه الابتكارات «عميقة» لأنها تُقدم حلولاً متطورة ومتقدمة للغاية لتحديات أو قضايا معقدة ومن أمثلة هذه الاختراقات التكنولوجية العميقة: الروبوتات، وتكنولوجيا النانو، ومبادرات الطاقة النظيفة الصادرة عن مختبرات الأبحاث والأوساط الأكاديمية.