"أزمة عميقة" تهدد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
دخلت ألمانيا في أزمة سياسية كبيرة مساء الأربعاء مع انهيار الائتلاف الحكومي الهشّ، إثر إقالة المستشار أولاف شولتس وزير المالية وانسحاب بقية وزراء الحزب الليبرالي من الحكومة، لتجد البلاد بذلك نفسها أمام انتخابات مبكرة محتملة في مطلع العالم المقبل.
ومساء الأربعاء، قال المستشار شولتس إنّه أقال وزير المالية كريستيان ليندنر، لأنّه "خان ثقتي مرارا.
.. العمل الحكومي الجدي غير ممكن في ظل ظروف كهذه".
وليندر هو زعيم الحزب الليبرالي الشريك في الائتلاف الحكومي.
وما هي إلا ساعات حتى أعلن بقية الوزراء الليبراليين انسحابهم من الحكومة التي فقدت بذلك أغلبيتها في مجلس النواب.
وأتى هذا الزلزال السياسي في أسوأ وقت ممكن لألمانيا، إذ إنّ القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا تعاني حاليا من أزمة صناعية خطيرة وتشعر بالقلق بسبب فوز الجمهوري دونالد ترامب بلانتخابات الرئاسية في الولايات المتّحدة وما لهذا الفوز من تداعيات على تجارتها وأمنها.
وفي معرض تبريره لقراره إقالة وزير المالية، قال شولتس "نحن بحاجة إلى حكومة قادرة على العمل ولديها القوة لاتخاذ القرارات اللازمة لبلدنا".
ويتولى شولتس المستشارية عبر ائتلاف من ثلاثة أحزاب هي الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامته، وحزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة ليندنر، وحزب الخضر.
وأشار المستشار الى أنه يعتزم طرح الثقة بحكومته أمام البرلمان مطلع العام المقبل، وأن التصويت قد يحصل في 15 يناير/كانون الثاني المقبل "وعندها يمكن لأعضاء البرلمان التقرير ما اذا يريدون تمهيد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة" قد تقام بنهاية مارس/آذار.
وأتت إقالة ليندنر خلال اجتماع حاسم في مقر المستشارية ضمّ شخصيات أساسية من الأحزاب الثلاثة التي يتألف منها الائتلاف الحكومي، بحسب المتحدث.
وأتت الإقالة في وقت يشتد فيه الخلاف حول سبل إنعاش الاقتصاد الألماني المتعثر والميزانية المتشددة في الإنفاق منذ أسابيع بين الاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة شولتس وشركائه.
وطرح ليندنر تبنّي إصلاحات اقتصادية شاملة عارضها الحزبان الآخران، وطرح صراحة فكرة الخروج من الائتلاف.
وقد تؤدي الأزمة إلى تنظيم انتخابات مبكرة، ربما في آذار/مارس أو ترك شولتس والخضر يحاولون البقاء في حكومة أقلية حتى الانتخابات المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقبل محادثات الأربعاء، حذّر ليندنر من أن "عدم القيام بأي شيء ليس خيارا".
وفي خضم الفوضى، حض شولتس شريكيه في الائتلاف على مقاربة براغماتية للتوصل إلى اتفاق. وقال "قد تكون لدينا وجهات نظر سياسية واجتماعية مختلفة، لكننا نعيش في بلد واحد. هناك ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا".
من جانبه، حذر نائب المستشار روبرت هابيك من حزب الخضر من أن الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمشاكل الاقتصادية في ألمانيا والحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط تجعل من الوقت الحالي "أسوأ وقت للحكومة للفشل".
وبعد إعلان فوز ترامب، حث هابيك الأحزاب المتناحرة في برلين على تحكيم المنطق وقال إن "الحكومة يجب أن تكون قادرة تماما على العمل الآن".
كما رأى زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبيل أن نتيجة الانتخابات الأميركية "ستغير العالم" ودعا إلى إيجاد تسوية "لأننا لا نستطيع تحمل أسابيع من المفاوضات داخل الحكومة".
وتعرض شولتس وشركاؤه في الائتلاف لانتقادات لاذعة من ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي طالب بإجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون المرشح الأوفر حظا فيها.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار انتخابات مبکرة
إقرأ أيضاً:
أمريكا وإسرائيل على حافة صدام.. خلافات عميقة حول إيران وصفقة الأسرى
نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، مقالا افتتاحيا، للصحفي المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، رونين بيرغمن، جاء فيه أنّه: "كان يفترض أن تُعقد في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، بضعة لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم الأمريكيين".
وأوضح بيرغمن، أنّ اللّقاء كان من المُفترض أن يحضره: "رئيس الموساد، دافيد برنياع، المسؤول أيضا عن أجزاء واسعة من الحرب مع ايران، وكان أيضا رئيس الفريق المفاوض فيما قيل أنه يحتمل أن يعود لكي ينشغل أيضا بالأسرى".
وتابع: "إلى جانبه وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الذي يترأس أيضا فريق المفاوضات الخاصة بالأسرى. كلاهما وصلا من روما حيث التقيا مع ستيف ويتكوف، الوسيط الأمريكي الذي يوجد هناك في شؤون المفاوضات مع إيران، لكنه عاد من الشرق الأوسط بعد جولة هامة انشغل فيها بمواضيع الأسرى، الذي يتبوأ المسؤولية عنهم أيضا".
وبحسب الصحيفة العبرية، فإنّ: "مصادر مختلفة كانت تستفسر عن موضوع اللقاء، هل يتعلق بالحوار النووي الذي تجريه الولايات المتحدة مع إيران؟ أم عن الضغط الذي تمارسه إسرائيل على المفاوضات عبر التهديد بالهجوم؟ أم عن صفقة الأسرى".
وأضاف المقال الافتتاحي: "لا صفقة أسرى أو انهاء الحرب أو انسحاب من غزة بدون إسرائيل. وإذا قرّرت إسرائيل فإنه يمكنها أن تشوش كل صفقة أمريكية مع ايران. في هجوم مباشر، بهجمات خفية وأعمال خاصة ومثلما يعرف الأمريكيون الآن، حتى بتهديدات مبطنة".
وأردف: "كلمة إسرائيل، يمكن أن تستبدل بنتنياهو. في وضع حكم الفرد الناشيء لا يوجد في الحكومة توازنات وكوابح يمكنها أن تشكل راشد مسؤول أو على الأقل توازن لقوة نتنياهو، وهو أمر سليم في كل حكومة وفي كل ديمقراطية".
"هذا هو الكابنت الأول منذ الأزل الذي لا يوجد فيه أي شخص ذي ماض عسكري أو أمني طويل يعرف كيف يساهم بتجربته في النظرة الواعية لخريطة المعركة في غزة، ويعرف أيضا كيف يقدّر على نحو صحيح خريطة المخاطر والاحتمالات بالنسبة لهجوم محتمل في إيران" استرسل المقال نفسه.
ومضى بالقول: "يقول مصدر قانوني رفيع المستوى إن: ما فعله بن غفير للشرطة، يحاول نتنياهو فعله بكل الدولة. في هذه الوضعية، عمليا، نتنياهو هو المقرر بمصير الأسرى والحرب".
وأبرز: "لأنه قرّر أغلب الظن، منذ زمن بعيد، المواصلة للأمام، فإن القدرة على تغيير شيء ما، القدرة على إنقاذ الأسرى هي في يدي ترامب"، مستفسرا: "هل سيمارس ترامب على نتنياهو ما يكفي من الضغط ويجبره على أن يوافق على صفقة ووقف نار؟".
وأشار إلى أن المبعوث ويتكوف، قال لمقربيه إنّ: برأيه وبرأي ترامب على الحرب أن تنتهي، لكنه لم يتلقَ من الرئيس حاليا على الأقل (قال هذا قبل نحو ثلاثة أسابيع)، الأوامر المناسبة كي يمارس على نتنياهو ضغطا في الموضوع.
بالنسبة لإيران، وصف المقال الافتتاحي، الوضع بكونه: "أكثر تعقيدا، ليس فقط لأن نتنياهو يبقي الأوراق قريبا من صدره، حين كان في طريق العودة الى إسرائيل من اللقاء العاجل في البيت الأبيض، في نيسان/ أبريل، قال نتنياهو إنه سيوافق على اتفاق مع إيران لكن فقط إذا كان هذا على: النموذج الليبي. أي التفكيك الكامل لكل منظومة التخصيب الإيرانية".
وبحسب المقال فإنه: "في طهران، أعلنوا منذ زمن بعيد أنّ هذا غير وارد ونتنياهو يعرف بيقين أنه سيكون من الصعب جدا إخضاعهم. وبالتالي فإن نتنياهو وأبواقه يكررون أنه باستثناء مثل هذا الاتفاق، على النمط الليبي، فإن إسرائيل ستهاجم وتدمر المشروع النووي الإيراني".
واسترسل: "إذن ما الذي يريده نتنياهو حقا؟ في الوقت الذي تحاول فيه إدارة ترامب إدارة مفاوضات على اتفاق نووي مع إيران فإن نتنياهو يهدّد بتفجير المحادثات من خلال هجوم على منشآت التخصيب الأساسية لإيران. ويوم أمس بلغت "نيويورك تايمز" عن مكالمة هاتفية متوترة واحدة على الأقل بين ترامب ونتنياهو وعن سلسلة لقاءات في الآونة الأخيرة بين مسؤولي الإدارة ومسؤولين إسرائيليين".
وأردف: "مكتب نتنياهو عقّب بأن هذه: "أنباء ملفّقة" لأجل اختطاف تأكيد ترامب قبل بضع ساعات من ذلك، حين اعترف بصوته بأنه قال لنتنياهو ألا يهاجم إيران في هذا الوقت، بينما تجرى معها اتصالات لاتفاق نووي جديد".
وأضاف: "نتنياهو كفيل بأن يدّعي بأن هشاشة إيران لن تستمر لزمن طويل، والتوقيت مناسب للهجوم. بالمقابل، يعتقد ترامب بأن ضعف إيران هو لحظة كاملة الأوصاف لمفاوضات على إنهاء برنامج التخصيب الإيراني، باسناد من تهديد بعملية عسكرية إذا ما فشلت المحادثات".
"حين يكون ترامب هو الجهة المتفكرة، فإنك تفهم كم هو الوضع معطل" نقل المقال عن مسؤول إسرائيلي، فيما أردف بأنّه: "كثرت الأنباء في واشنطن بأن الولايات المتحدة وإيران تعتزمان التوقيع على اتفاق مرحلي، لا يقول شيئا غير أنهما اتفقتا على أن تتفقا".
وأضاف المقال: "في واشنطن يقولون إن نتنياهو نفد صبره: تهديد الحريديم بالانسحاب من الحكومة، وسياقات مختلفة من التطهير في قيادة منظومات إنفاذ القانون، الاستخبارات، الجيش والقضاء، الاستجواب المضاد في المحكمة، مواضيع حالة الطقس (تأثيرها على قدرات الطائرات على الهجوم)، اعتزال قائد القيادة المركزية "كوريلا"، المخطوفين، الحرب في غزة، وغيرها".
وأكّد: "في المرة السابقة التي وقعت فيها الولايات المتحدة على اتفاق مرحلي استغرقها سنتين إلى أن توصلت إلى الاتفاق النهائي. ويقول المصدر الأمريكي إنه: في الوتيرة الحالية وبارادة نتنياهو فإنه ليس واثقا أنه سينتظر شهرين".
"في الإدارة الأمريكية يوجد غضب متزايد على إسرائيل، دون صلة بمسألة هل إسرائيل ستهاجم إيران في نهاية الأمر. مجرد الاستعدادات برأي المحافل الأمريكية، يرفع التوتر في المنطقة ويمس بالمفاوضات" وفقا للمقال الافتتاحي.