وجه عدد من النواب، رسالة إلى المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي، تضمنت نداء إلى المنظمة الدولية ، ناشدوا فيه حماية التراث المشترك للبشرية.
 
وجاء في النداء الذي تلته النائب نجاة صليبا:

"في السابع من تشرين الثاني 2024 ، خلال الحرب المدمرة على لبنان، ارتكبت إسرائيل انتهاكات وفظائع جسيمة لحقوق الإنسان، ومزقت القوانين الدولية وكذلك القيم التي تأسست عليها الأمم المتحدة.

نستهجن فقدان الأرواح البريئة ونزوح العائلات من منازلها قسرا، وندين هذه الأفعال التي تنتهك قدسية كرامة الإنسان. ومع ثقل هھذه المآسي التي تفرض نفسها علينا، نقف بحزم مع مهمة الامم المتحدة في حماية الأرواح والحقوق والتراث الثقافي، مع إدراك الحاجة الملحة للحفاظ على ما تبقى من إنسانيتنا المشتركة.
 
بصفتنا برلمانيين، نناشدكم ونلفت انتباهكم إلى ضرورة ملحة: حماية المواقع التاريخية في لبنان، لا سيما في بعلبك وصور وصيدا وغيرها من المعالم الثمينة التي تواجه خطرا كبيرا نتيجة تصاعد الفظائع. 
هذه المعالم العزيزة، التي لا تقدر بثمن ليس فقط لأمتنا بل للبشرية، تواجه خطرا متعاظما مع تصاعد وتيرة الحرب. فهي تجسد قرونا من التاريخ والإنجازات والهوية الإنسانية، وتحمل القيم العميقة التي تربط بين الأجيال. 
 
إن حمايتها ليست مجرد مصلحة وطنية، بل مسؤولية للحفاظ على جزء من الحضارة الإنسانية الذي ينتمي إلى تراثنا العالمي والدولي المشترك.
 
بصفتكم ، المدير العام لليونيسكو، تتحملون مسؤولية كبيرة في الدفاع عن هھذه الرموز التي لا تقدر بثمن لتاريخنا البشري المشترك.
ان مهمة اليونيسكو - في تعزيز السلام من خلال التعليم والعلوم والثقافة - تجعل حماية هذه المواقع أمرا أساسيا، ان تدمير هذه المعالم، إن حدث، لن يكون مجرد خسارة للبنان، بل ضربة مأسوية للتراث العالمي، ما يؤثر في الناس في جميع أنحاء العالم ويمزق الهوية الجماعية البشرية بشكل لا رجعة فيه. 
إن استهداف هذه المعالم بشكل مباشر أو غير مباشر، سيؤثر فيها بعمق ويهدد وجودها.
 
لذا، ندعوكم سيدتي، لإعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية هذه المواقع التاريخية، من خلال تعبئة سلطة اليونيسكو، وتأمين الانتباه الدولي، والدعوة لاتخاذ التدابير الحمائية كافة .
ان هذا النداء يتجاوز الحفظ المادي، إنه يتعلق بحماية التقاليد والقصص والقيم التي تمثلها هذه المواقع - إرث يربط بين ماضينا ومستقبلنا.
 
نحن كممثلين للشعب، ونيابة عن المجتمعات التي ترتبط هوياتها بعمق هذه المعالم الثقافية، نناشد اليونيسكو للاستجابة لھذا النداء العاجل.

إن قيادتكم وتأثيركم والعمل السريع ضرورية لضمان بقاء هذا التراث الثمين، ليكون رمزا للوحدة والسلام. وباحترام وثقة في تفانيكم لتراث الإنسانية المشترك، نحثكم على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية هذه الايقونات الثقافية. من خلال دعم اليونيسكو، نؤمن بأننا نستطيع زيادة الوعي العالمي، وتأمين الدعم الدولي، وتعزيز الالتزام بحماية هذه المواقع التي لا تقدر بثمن".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لا تقدر بثمن هذه المعالم هذه المواقع حمایة هذه

إقرأ أيضاً:

معالم عجمان التراثية قصص وحكايات تجسد أسلوب حياة الأجداد

عجمان (وام) 
تواصل إمارة عجمان جهودها في الحفاظ على معالمها التراثية التي تمثل محطات بارزة في تاريخها العريق، إذ تحتفظ هذه المواقع بقصص وحكايات تجسد أسلوب حياة الأجداد ومراحل التطور الاجتماعي والاقتصادي قبل قيام الاتحاد، وتقدم للأجيال الجديدة نموذجاً حياً للتراث الإماراتي الأصيل.
أكد علي بن محمد المطروشي، مستشار التراث والتاريخ المحلي في إمارة عجمان، على أهمية المباني الأثرية ودورها في تجسيد تاريخ الإمارة، مشيراً إلى أن هذه المعالم تمثل شواهد حية على حياة الأجداد وتطور المجتمع المحلي عبر القرون.
وتحدث المطروشي عن حصن عجمان بوصفه أحد أبرز هذه الشواهد، حيث مثل في الماضي مقر الأسرة الحاكمة وخط الدفاع الأول عن المدينة. وتم تشييد الحصن في عهد الشيخ راشد بن حميد الأول خلال الفترة من 1803 إلى 1838، قبل أن يتعرض للهدم الكامل في زمن الحرب بين بريطانيا والقواسم.

وأوضح أن إعادة بناء الحصن بدأت في عقد العشرينيات من القرن التاسع عشر على يد الشيخ حميد بن راشد الأول، لتستمر بعدها مراحل الترميم والتطوير. وشهد الحصن تحولاً كبيراً في عام 1970 عند انتقال الحاكم الثامن للإمارة، الشيخ راشد بن حميد الثالث، إلى قصر الزاهر، ليصبح الحصن مقراً للإدارة العامة لشرطة عجمان حتى أواخر السبعينيات.
وأشار المطروشي إلى أن اكتشاف (مدفن المويهات الأثري) الذي يعود للألف الثالث قبل الميلاد ويتبع مجموعة مدافن «أم النار» - مثل نقلة نوعية في إبراز تاريخ المنطقة، حيث جرى نقل الآثار وحفظها داخل الحصن.
ولفت إلى متحف عجمان الذي افتتح عام 1991 ليصبح اليوم أحد أبرز المعالم السياحية والثقافية في الإمارة ومقصداً للباحثين وطلاب المدارس والزوار.
واستعرض المطروشي دور المعالم الدفاعية القديمة في حماية المدينة، ومن أبرزها برج المربعة الذي تم بناؤه في ثلاثينيات القرن الماضي على كورنيش عجمان، وبرج البومة في منطقة مصفوت الذي يقف شاهداً على تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين.

أخبار ذات صلة عمار بن حميد يطّلع على مشاريع الطرق المستقبلية في عجمان تعاون بين المكتب الإعلامي لحكومة عجمان وأكاديمية «سي إن إن»

وتطرق إلى متحف مصفوت الذي يروي قصة المنطقة وأهلها عبر رحلة حضارية تبدأ من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، مروراً بالعصور الحجرية والبرونزية والحديدية وصولاً إلى تأسيس دولة الإمارات.
وقال إن المتحف يضم ساحة مفتوحة واثنتي عشرة غرفة وبرجين، ويعرض مجموعة من الصور والمقتنيات والوثائق والمخطوطات التاريخية التي تثري معرفة الزوار وتبرز أصالة تاريخ المنطقة ودوره في تشكيل الهوية الوطنية.
ولفت المطروشي إلى ما شهدته عجمان قديماً من بيوت الأدب والشعر والمساجد والأسواق التقليدية التي شكلت محور الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ومن أبرزها سوق صالح وسوق «العرصة» القريب من الخور، وهي من أقدم الأسواق في الإمارة، التي تحتضن تجارة الذهب والأقمشة والمواد الأساسية، ولا تزال حتى اليوم محافظة على طابعها التراثي رغم التطور العمراني الكبير.
ومن المعالم التراثية البارزة أيضاً في عجمان مسجد بن سلطان الذي بني عام 1815 في منطقة ملحقة مصفوت، والمسجد القديم في مصفوت، وهو من أقدم المساجد المبنية من الطين والحجر، ويقع بالقرب من مواقع أثرية تعود إلى أكثر من 5000 سنة.
وتواصل دائرة السياحة والثقافة والإعلام في عجمان تنفيذ مشاريع متكاملة لصون المواقع التاريخية وحمايتها، من خلال خطط ترميم دقيقة، وتوثيق علمي للمقتنيات، وتركيب لوحات تعريفية، وتنظيم جولات سياحية ومبادرات تعليمية موجهة للمدارس والجامعات.
وتعمل الدائرة على إدراج هذه المواقع ضمن مسارات سياحية متخصصة تعزز السياحة الثقافية وتجذب الزوار من داخل الدولة وخارجها.
وقال محمود خليل الهاشمي، مدير عام دائرة السياحة والثقافة والإعلام في عجمان، إن الدائرة تلتزم بالحفاظ على المواقع التراثية في عجمان كونها تشكل جزءاً أساسياً من هوية الإمارة وذاكرتها التاريخية.
وأشار إلى استمرار العمل على تطوير هذه المعالم وإبراز قيمتها الثقافية، لتصبح وجهات تستقطب الزوار والباحثين والمهتمين بالتراث، مؤكدا أن حماية هذا الإرث مسؤولية وطنية وأمانة يجب نقلها للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • الحرية بثمن الضمانات.. إطلاق سراح العودي والعلفي من سجن الحوثي
  • محافظ الوادي الجديد يبحث مع مديرة اليونسكو سبل تعزيز التعاون المشترك
  • س & ج.. كيف أسقطت الإدارية العليا نتيجة «الدقي–العجوزة»؟.. أهم المخالفات الجسيمة التي قلبت النتيجة
  • المديرة حرضتهم وحاولت تمشيني قبل كده.. نسرين معلمة الإسكندرية صاحبة فيديو اعتداء الطلاب تفجر مفاجأة
  • أعمال محمد فوزي ومؤلفات الزمن الجميل بالجمهورية.. الليلة
  • شبكات نافذة تهريب أكثر من 200 قطعة أثرية للخارج بتواطؤ رسمي
  • تنفيذ حلقات عمل في الصين للترويج السياحي للسلطنة
  • معالم عجمان التراثية قصص وحكايات تجسد أسلوب حياة الأجداد
  • وزير التعليم العالي : اجتماعنا حماية لحقوق أعضاء المنظومة الطبية تشريعيا
  • وزير العدل : قانون المسئولية الطبية يأتي لـ حماية الإنسان وكرامته