من مبنى المنشية الى غرفة فيروز... عدوان إسرائيل يدمّر البنية السياحية في بعلبك
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
تستفيق مدينة بعلبك، إحدى رموز التراث التاريخي والثقافي في لبنان، كل يوم تقريبا على كوارث جديدة تطال تاريخها العريق. فقد شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة مدمّرة استهدفت مبنى المنشية التراثي، الملاصق للمعابد الرومانية مقابل فندق "بالميرا" الشهير. حولت الغارة المبنى الذي صمد لأكثر من مئة عام إلى أنقاض ليُمحى بذلك أحد أبرز معالم الحقبة العثمانية في بعلبك.
تُمثّل هذه العمارة التي تنتمي إلى عصور تاريخية عريقة، تلاقياً حضارياً بين الحقبتين العثمانية والفرنسية، إذ يتجلى الطابق الأرضي تحفة من زمن الإمبراطورية العثمانية، بينما يتلألأ الطابق الثاني المطل على الشارع دليلاً على تأثير حقبة الانتداب الفرنسي. هذا المبنى الأثري أنجزه الياس أسعد باشا مطلع عام 1920، وارتبطت به قصة حب، إذ كانت زوجته من عائلة ألّوف التي تنعم بجذور عميقة في أثير المدينة، وانشأه كأول مقهى توافد عليه الضباط الفرنسيون والبعثات الأجنبية التي كانت تزور بعلبك إبان مرحلة الانتداب.
أما عن فندق "بالميرا"، المقابل لمبنى "المنشية"، فهو يشكل مَعلماً أثرياً مرت عليه شخصيات سياسية وفنية، ولم يكن ممكنا زيارة القلعة من دون أن نلقي نظرة على "بالميرا" الواقف أبداً شاهداً على تاريخ لبنان الذهبي وتاريخ بعلبك خصوصا. وكما القلعة، التي طالتها آثار العدوان الإسرائيلي في جزء محدود منها، تضررت الغرفة الخاصة بالسيدة فيروز في فندق "بالميرا"، حيث تعرضت لأضرار مادية. فكانت غرفتها المفضلة تحمل رقم 26. وتطل على قلعة بعلبك، ويسودها الهدوء والسكينة، لكنها اختارت الإقامة في ملحق الفندق على أثر تجديده وتحديثه. وفي عام 2006 مكثت هناك نحو أسبوعين متتاليين. واليوم تعرف الغرفة التي نزلت فيها باسمها "غرفة فيروز". كثيرة هي الأسماء التي اتخذت من "بالميرا" محطة أساسية لها أثناء زيارتها بعلبك. ومن بين تلك الشخصيات وديع الصافي، ونصري شمس الدين، ومارسيل خليفة، وصباح، والأخوان الرحباني، وفريد الأطرش، وأم كلثوم، ودريد لحام. ومن الشخصيات التاريخية التي زارته الجنرال غورو في عام 1920، والقيصر الألماني وليام الثاني عام 1889، فمهد وقتها الطريق إلى بعثات أثرية لاستكشاف بعلبك التاريخ. ومن زوار هذا الفندق أيضاً الممثلة الفرنسية فاني أردان، وهي كانت تمضي ساعات طويلة تحت شجرة التوت في حديقة الفندق، أما نينا سيمون فكانت مغرَمة بالطبيعة، وتمضي معظم وقتها مساءً تحت سماء بعلبك المضاءة بالنجوم. أبقى أصحاب الفندق من آل الحسيني على معالم هذا المكان كما هو من دون خدش هويته. غرفه الـ27 لا تزال مفروشة بالأثاث نفسه الذي غمرها منذ افتتاحه، أما الملحق، الذي استُحدث فيه مؤخراً، ويضم 5 غرف جديدة، فجرى تصميمه ليتماشى مع المبنى القديم ولكنه يحمل بصمات الحداثة.
شهد الفندق أهم محطات الفن والفرح في بعلبك، وهو مع الوقت، تحوَّل إلى متحف صغير لما يحتوي عليه من قِطع أثرية ولوحات فنية نادرة بريشة أجانب ولبنانيين. في إحدى أغنياتها في بعلبك، غنت فيروز وقالت لقلبها "بتروح كثير، بتغيب كثير، وبترجع ع دراج بعلبك".. قلبنا ملؤه أمل اليوم أن تنتهي الحرب وأن نعود الى أدراج بعلبك وأن يبقى لنا الأثر التاريخي العريق والنور الساطع من شمس مدينة الشمس. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی بعلبک
إقرأ أيضاً:
عدوان إسرائيلي جديد وغارات على مناطق في جنوب لبنان
استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بأربع غارات مناطق المحمودية والجرمق قرب العيشية في منطقة جزين جنوب لبنان.
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل إعداد خطة خلال الأسابيع الأخيرة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025.
ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "الخطة أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه".
وأضافت المصادر، أن سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان.
ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية".
ولفت المسؤول إلى أن "واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني"، إلا أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت.